عماد جبو: مشروع الإدارة الذاتية هدفه جمع الشعب السوري كافةً لا الانفصال والتقسيم

قال عضو التحالف الوطني الديمقراطي السوري، عماد جبو، إنه لا حل في سوريا سوى بالحوار السوري السوري، مؤكداً أن مشروع الإدارة الذاتية ليس انفصالياً وهدفه أخوة الشعوب.

تحدث العضو في التحالف الوطني الديمقراطي السوري عماد جبو لوكالة فرات للأنباءANF، حول الأوضاع الراهنة في المنطقة وإدعاءات عدد من وسائل الاعلام الروسية ووسائل اعلام تابعة للنظام السوري بأن مشروع إدارة شمال وشرق سوريا يهدف إلى تقسيم سوريا.

وقال جبو في بداية حديثه: "روجت بعض وسائل الإعلام الروسية والسورية مؤخراً أن مشروع إدارة شمال وشرق سوريا هو مشروع يدعو للانفصال، لكنهم يتجاهلون أن جميع مكونات الشعب السوري أصبحوا على دراية ومنذ بداية الأزمة السورية ونحن نقول الأزمة السورية وليست الثورة السورية، بأننا انتهجنا الخط الثالث ولم نكن طرف مع أي قوة ضد أخرى".

ولفت إلى أنه كانت هناك قوتان في الساحة السورية تتصارعان قوة قومية أي الفكر الأحادي البعثي والقوة الثانية هو التطرف الديني للقوى الراديكالية، موضحاً: "لذلك اضطررنا أن ننتهج الخط الثالث، لأننا لسنا عشاق الحروب بل ندعو إلى السلام والتعايش المشترك ومشروعنا واضح وهو مشروع إخوة الشعوب في شمال وشرق سوريا وضمن جغرافيتنا في شمال وشرق سوريا، لم نمييز بين كردي وعربي وتركماني، وعفرين كانت النموذج الأكبر والأوضح في ذلك".

وأضاف جبو "طالبنا الدولة السورية في عفرين بحماية حدودها من الدولة التركية، رغم ذلك كان هناك اتفاق روسي تركي بخصوص عفرين، وأدى إلى شن الاحتلال التركي لهجماته على عفرين واحتلالها، وكان واضحاً أيضا للعيان وجود اتفاق بين الدولتين السورية والتركية".

وأوضح: "نحن لسنا انفصاليين، بل نطالب بإدارة ذاتية، نطالب بحقوق ثقافية وسياسية وهذا من حقنا الطبيعي، ونحن من يطالب الدولة السورية بإخراج الاحتلال التركي من إدلب وعفرين وإخراجه من كامل الأراضي السورية، لكن الدولة السورية وبتواطؤ مع الروس يسمحون بهذه التدخلات الخارجية".

وقال: "نحن من حاربنا القوى، التي كانت تسعى لتقسيم سوريا، عندما جاء تنظيم داعش الإرهابي بمشروع إقامة دولة إسلامية في سوريا، وعندما شعرنا بأن سوريا ستُقسم حافظنا على وحدة الأراضي السورية ونحن من حارب الإرهاب في سوريا، ولهذا السبب نحن لسنا دعاة انفصال بل نريد الوحدة ومازلنا نطرح مشروعنا للدولة السورية حتى الآن ونريد خروج كافة القوات الأجنبية من سوريا".

وأوضح جبو: "الدولة السورية تدعي بأننا انفصاليين ونتعاون مع أميركا في شمال وشرق سوريا وهذا غير صحيح، الأمريكان هم من جاؤوا وساعدونا في معارك كوباني، ودخول تنظيمات إرهابية مثل داعش إلى سوريا كانت ستؤدي إلى ارتكاب المجازر بحق الشعب السوري عامة وليس بحق الكرد فقط، وقوات التحالف جاءت وساعدتنا بالقضاء على الإهاب (داعش)".

وأكد: "وأينما يتواجد الإرهاب في سوريا وخطر التقسيم نحن جاهزون لمحاربته، لكن بالمقابل الدولة السورية ما زالت تتبنى فكر أحادي الجانب، لا يقبل أحد ويعترف بالأقليات وتحاول العودة بالبلاد إلى ما قبل2011، وللأسف لا تسعى للتغير، وحتى إذا كانت لديها القدرة على إخراج القوات الأجنبية والإيرانية والروسية والأميركية فنحن نرحب بهذا الشيء فهي من دعت القوات الأجنبية للدخول الى سوريا وليس نحن".

وأشار جبو إلى أن مشروع الإدارة الذاتية يجمع كافة الشعب السوري، وأنه ليس مشروع عنصري أو قومي بل يهدف لإخوة الشعوب.

وتابع: "نحن ندير أنفسنا بأنفسنا ونتمنى تطبيق هذا المشروع في عموم سوريا، ومثال على ذلك دول الغرب هي دول اتحادية وفيدرالية، وبرأيي فإنه ليس هناك حل في سوريا إذ لم تكن هناك اتحاد وفيدرالية بمعنى تقبل الآخر".

وأوضح جبو أن ظهور هذا الترويج من الإعلام السوري والروسي بهذا التوقيت بالتحديد هو محاولة لإرضاء تركيا والعودة إلى اتفاقية أضنة.

وأضاف "كل هذا على حساب الشعب السوري وبالأخص الشعب الكردي، ولأنهم غير قادرين على تقبل الآخر وفكرة أخوة الشعوب تشكل خطراً على النظام القائم على اعتبار أنه ينتهج فكر أحادياً، وأفكارنا تتناقض مع أفكاره ويخشى من انتقال هذه الفكرة والفلسفة إلى الساحل وكافة أنحاء سوريا، ويحاول من خلال هذا الترويج بالضغط علينا إعلامياً ولكي تعود سوريا إلى ما قبل 2011".

وأكد جبو أن لديهم قناعة تامة بأن محافظة السويداء والساحل يطالبون بمشروع الإدارة الذاتية، لأنه المشروع الناجح والحل الوحيد لسوريا وخاصة بعد كل هذه الحروب وظهور هذه القوى الراديكالية والمتعصبة قومياً، بينما يشكل هذا المشروع خطراً على النظام القائم .

وتابع جبو: "بالنسبة للموقف التركي ومنذ البدايات وانطلاق ما سمي بالثورة السورية، حوّلت تركيا الثورة السورية إلى الأزمة السورية وذلك عبر "الجهاديين" أو "الثوار السوريين" وهنا أتحدث عن الثوار السوريين، الذين قامت بتغير أفكارهم وتوجهاتهم من الاعتدال إلى الراديكالية والتعصب الديني لتحقق مآربها، لافتاً إلى أنها ما زالت تستغلهم وتتاجر بدماء الشعب السوري.

وأشار جبو إلى أن حكومة أردوغان هي نظام إخواني راديكالي بحت، حيث حاول نشر هذه الأفكار المتطرفة في ليبيا ومصر وما زال يحاول نشرها، وبالتالي استغل الفرصة في سوريا وكما شاهدنا كافة القوى الراديكالية قدمت من تركيا، التي فتحت الحدود أمام تدفقهم ومثال على ذلك داعش.

ولفت إلى أنه، وفي القريب العاجل، سيتم الإعلان عن انتهاء تنظيم داعش الإرهابي في شرق الفرات، وبذلك تكون أوراق تركيا قد احترقت في سوريا فلم يبق أمامها فرص أخرى، وبذلك أصبحت تتحدث عن اتفاقية أضنة.

وأكد أن تركيا حاولت إطالة الأزمة في سوريا ولا تزال ماضية في محاولتها، لأنها تعلم جيداً أنه إذا طبق مشروع الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا سينتقل إلى الداخل التركي، لذلك هي تحاول بشتى الوسائل على تقسيم وزرع الفكر المتطرف والديني والعنصري في سوريا لإطالة عمر الأزمة.

وأوضح جبو بأنهم من حاربوا داعش عن العالم بأكمله، وأن العالم ينظر إلى قوات سوريا الديمقراطية "قسد" بأنها القوة الوطنية الوحيدة في سوريا وبالتالي هذا الشيء لن يرضي تركيا ولا النظام القائم في سوريا.

واعتبر أن الاستقرار لن يعود إلى سوريا بعد انتهاء داعش عسكرياً، لأن الفكر المتطرف الذي نشره داعش لم ينته في سوريا بعد.

وأضاف "أمامنا مرحلة أخرى حساسة وحرجة بعد الانتصار على داعش، تتمثل في محاربة الفكر والتطرف، الذي زرعه داعش في المنطقة".

وأستطرد: "وهذا الشيء يزعج تركيا، وبالتالي ستحاول أن تضغط أكثر، وكذلك النظام السوري عبر توجيه الاتهامات والادعاءات أمام العالم بهدف تشويه صورة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" والترويج لأنها قوة انفصالية وقومية، لذلك أعود وأقول إن مشروعنا ليس انفصالياً ولا قومياً بل هو مشروع إخوة الشعوب".

وتابع: "المعارك ضد تنظيم داعش الإرهابي لم تكن بهذه السهولة والقضاء عليه تم عبر معركة شرسة جداً والعالم أجمع يعلم ذلك، وما زالت أمامنا معارك أخرى ومن الممكن أن تشارك بها قسد، وأخص بالذكر جبهة النصرة الإرهابية لأن داعش هو رديف للنصرة، ونحن كسياسيين ننظر لقسد بأنها من الممكن أن تشارك في معركة إدلب وكما ذكرنا سابقاً من الممكن أن تشارك في كل سوريا وأينما وجد الإرهاب".

وأضاف "مثل هذا الموضوع يدفع بالدول الإقليمية مثل تركيا وسوريا وإيران إلى اتهام قسد وشمال وشرق سوريا بالانفصال، فإذا كان النظام السوري قادر على إخراج القوات الأجنبية وقادر على الحفاظ على وحدة الأراضي السورية فنحن معه وبجانبه في هذا القرار ومستعدون لمحاربة الإرهاب معه في كل مكان، ونُذّكر أنه لولا وجود قسد ومحاربة داعش لكان التنظيم وصل إلى دمشق".

وناشد جبو الدولة السورية بمراجعة نفسها مجدداً، مؤكداً: نحن للحوار السوري السوري وليست لدينا أي مشكلة، ونطالب بخروج جميع القوات الأجنبية من سوريا وعلى رأسهم الدولة التركية، وأيضاً نطالب الدولة السورية بأن تطالب تركيا بالخروج من سوريا وهذا يقع على عاتقها.

ولفت إلى أن تركيا تطالب الآن ب"المنطقة الآمنة" بعمق 30 كيلو متر داخل الأراضي السورية، ولذلك على النظام السوري أن يكون لديه موقف واضح بخصوص الأراضي السورية.

وأوضح جبو أن شعوب شمال وشرق سوريا بعد أن أدركوا مشروع الإدارة الذاتية المبني على فكرة أخوة الشعوب، وصلوا إلى قناعة تامة وبكل الأطياف أنه لا حل في سوريا سوى عبر هذا الفكر.

وأضاف "وكما رأينا فإن عفرين كانت النموذج الأكبر في كل سوريا بالنسبة للإدارة الذاتية، التي احتضنت كافة الأخوة العرب والتركمان وكانوا يأتون من إدلب وإعزاز وفي نفس الوقت الذي كانوا يشنون هجماتهم على عفرين ويحاصرونها وكانت عوائلهم موجودة في عفرين وكان هذا نموذجاً واضحاً".

وتابع: "لذلك فإن شعوب شمال وشرق سوريا قرروا مصيرهم واقتنعوا بأنه لاحل سوى بالإدارة الذاتية ونتمنى أن يطبق هذا المشروع في سوريا كافة".

وقال: "إن روسيا التي أبرمت صفقات تجارية مع تركيا لا يهمها الوضع السوري، أما النظام السوري فيسعى وعبر تركيا أو إيران إلى الحسم العسكري في سوريا ونظامه واضح ولم يغير شيء من أفكاره ونظامه القمعي، والنظام السوري من سمح للدولة التركية بالدخول إلى عفرين، والسبب وراء كل هذا هو القضاء على مشروع إخوة الشعوب ومشروع الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا".

وأنهى عضو التحالف الوطني الديمقراطي عماد جبو حديثه قائلاً: النظام السوري لم يطالب، حتى الآن، الدولة التركية بالخروج من سوريا ويدعي بأننا نريد الانفصال ولكن هو من قام بتجزئة سوريا من خلال سماحه للقوات الأجنبية بالدخول إليها".