صحفيو جنوب كردستان: عفرين ستقبر أحلام مجنون أنقرة

صحفييو جنوب كردستان يؤكدون على انه كما قبرت جماهير غرب كردستان أحلام داعش ببناء دولته القمعية في كوباني، سيقبر العفرينيون أيضا أحلام مجنون أنقرة، وان العدوان التركي على عفرين سيكون بداية لتقسيم تركيا، وأيضاً نقطة النهاية لحلم الخليفة اردوغان.

فيما اكد صحفيون في جنوب كردستان على ان المعارك التي تخوضها تركيا ضد الأحرار الكرد في عفرين تعتبر إستكمالا لخطة تركيا بإحتلال كامل الأراضي الكردية داخل سوريا وفرض هيمنتها عليها، كما حدث بالنسبة لجزء من مناطق جنوب كردستان التي تقيم فيها تركيا قواعد إستخبارية وعسكرية متعددة، شدد اخرون على "ضرورة توحيد الخطاب الكردي، وايضا توحيد الجهود للضغط على المجتمع الدولي من خلال الاحزاب الكردستانية لإدانة هذا العدوان واتخاذ الإجراءات الواجبة لوقفه فوراً".

ستران عبد الله، رئيس تحرير صحيفة كردستان نوى، وجّه سؤالا الى القوى الدولية الغربية من خلال تصريح له لوكالة فرات الإخبارية (ANF) قائلا: "ان كانت حجتكم في عدم احتواء اقليم كردستان هو اقدام الاقليم على خطوة الاستفتاء دون التنسيق مع الحلفاء و فشل الادارة الكردستانية في تطوير نموذج رشيد للحكم ، فما حجتكم في التخلي عن عفرين وهي جزء من تجربة فتية لم تقدم على الاستقلال وخطابها خطاب موجه لكل السوريين وتسعى لتحقيق سورية فدرالية و ديمقراطية؟"،مضيفا" ام ان وراء الاكمة ما ورائها؟ وتريدون ترك الكرد شرقا وغربا للتكالب الاقليمي التي لاتحترم الشعوب التي تتحدث بأسمها، فما بالكم بالشعب الكردي؟".

وتابع عبدالله تساؤلاته "هل ستتركون عفرين للعنتر العثماني يفعل بها ما فعل بديار بكر وماردين في العام الماضي؟". وأكد على ان "الهدف التركي يستهدف الوجود الكردي مترجما في اي مشروع سياسي يعبر عن الذات الكردية وايضا فهو من اجل التغطية عن الفشل في تدخلها في سوريا".

من جهته اعتبر رئيس تحرير وكالة سارا بريس، شيرزاد شيخاني ان "ما يحدث اليوم في عفرين ليس إعتداءا سافرا ضد سيادة دولة فحسب، بل هو احتلال بكل معنى الكلمة"، ملفتا الى ان "المعارك التي تخوضها تركيا ضد الأحرار الكرد تعتبر إستكمالا لخطة تركيا بإحتلال كامل الأراضي الكردية داخل سوريا وفرض هيمنتها عليها ، كما حدث بالنسبة لجزء من مناطق إقليم كردستان التي تقيم فيها تركيا قواعد إستخبارية وعسكرية متعددة".

واضاف شيخاني في حديثه لوكالتنا، ان "الغطاء الذي تتستر ورائه القيادة التركية في وصف ما يجري من مؤامرة ضد الشعب الكردي بسوريا بأن إنطلاقة كردستان الغربية تهدد أمنها الإقليمي هو تبرير ينعكس عليها تماما، لأن ما تقوم به تركيا اليوم من إفتعال الحروب بعد هزيمة داعش هو الذي يهدد الأمن الإقليمي، ولعل من هذه النقطة تحديدا، أي هزيمة داعش الحليف الأساسي لتركيا نستطيع أن نبني تصورا لما يجري في المنطقة". وتابع ان "تركيا التي فقدت وزنها السياسي والإقليمي بسبب تراجع المد الإرهابي لجماعات داعش وضعف جماعة النصرة وغيرها من المنظمات الإرهابية، تسعى من خلال إحداث المشاكل لجيرانها أن تفرض نفسها بالقوة العسكرية لتعويض الخسائر التي لحقت بها جراء سياساتها الإقليمية الخاطئة ".

واشار شيخاني الى ان "القرار الأوروبي بحرمان تركيا من عضوية الإتحاد الأوروبي الى الأبد هو بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير التركي وأفقده الأمل نهائيا بدخول النادي الأوروبي، ولذلك تحاول القيادة التركية أن تعوض هذه الخسارة من خلال فرض دكتاتوريتها على المنطقة وتكريس زعامتها بالقوة العسكرية الغاشمة ، ولذلك نرى بأن هذه القيادة فقدت السيطرة على نفسها تماما وأصيبت بنفس داء الغرور الذي أصاب الدكتاتوريين السابقين في المنطقة"، مستأنفا "فحملات إعتقال المعارضين بالداخل وملاحقة السياسيين وتقديمهم للمحاكم، وإرسال العسكر لإحتلال أراضي الدول المجاورة، كلها إشارات الى الحالة الهستيرية التي أصابت النظام التركي".

وختم حديثه بالقول: "إن ما يجري اليوم في عفرين من حرب مسعورة وكذلك تهديدات تركيا لكل من السيادة السورية والعراقية ستكون الضربة الأخيرة في مقتل هذا النظام الدكتاتوري الذي يدعي الديمقراطية ويحلم بقيادة الأمة الإسلامية، فكما قبرت جماهير كردستان الغربية أحلام داعش ببناء دولته القمعية في كوباني، سيقبر شعب عفرين أيضا أحلام الرجل المريض نفسيا في أنقرة".

اما الصحفي سرتيب جوهر فقد اعتبر ان "الهجوم التركي لمناطق عفرين انما هو في اطار محاولة النظام التركي لعرقلة وصول الكرد الى بحر المتوسط، والخطوة هي احترازية ضمن استراتيجية النظام التركي، وتمت الخطوة بأتفاق مباشر مع الروس وكذلك باتفاق ضمني مع امريكا، لأن عفرين تقع غرب الفرات وهذه المناطق ضمن مناظق النفوذ الروسي وليس امريكي، لذا لم تهاجم القوات التركية عفرين الا بعد انسحاب قوات الروسي في المدينة او المنطقة".

واضاف جوهر في تصريحه لوكالتنا (ANF) "تركيا تحاول السيطرة على المنطقة، ودفع القوات الموالية لها في المنطقة لكي تشارك في هذا الاحتلال، لكن عدم وجود اي تبرير يؤخر موقف المجتمع الدولي في معارضتها الهجوم، خصوصا عفرين هي خارج اراضي التركية، وكذلك هناك معارضة شديدة من قبل سكان المنطقة لهذا لهجوم، ورفضها القاطع لأي تواجد تركي في المنطقة"، مشيرا الى ان "النقطة المهمة، هي ايضا عدم وجود تفويض دولي و اقليمي، وعدم وجود حاضنة لقوات ما يسمى بالمعارضة الاردوغانية، ما يجعل الارضية للسيطرة وبقاء قوات النظام التركي و المليشيات الاردوغانية لها شبه مستحيل، وفي النهاية هناك رأي ان دخول قوات تركية لعفرين، ستكون بداية لتقسيم تركيا، وستكون النهاية لجنون الرئيس التركي".

كما شدد على ضرورة "توحيد الخطاب الكردي في هذه المرحلة، وتوحيد الجهود للضغط على المجتمع الدولي من خلال الاحزاب الكردية وكذلك من خلال خروج مظاهرات تجوب شوارع العواصم والمدن في اوربا وامام البرلمانات وامام سفارات الدول المعنية والمؤثرة، سيكون له اهميته في الضغط على ايقاف العدوان التركي على شعبنا في عفرين".