شريك: الشرق الأوسط يمرّ بأزمة عميقة والحل يكمن في نموذج الحل الديمقراطي الذي طرحه "أوجلان"

أشار عضو اللجنة المركزية في حزب العمال الكردستاني جمال شريك إلى أن الشرق الأوسط يمرّ بأزمة عميقة وأكد أنه يمكن للشرق الأوسط أن يتحول إلى مركز للحل وهذا الشيء يمكن أن يتحقق عبر نموذج الحل الديمقراطي الذي طرحه أوجلان.

أجاب عضو اللجنة المركزية في حزب العمال الكردستاني PKK جمال شريك على أسئلة لوكالة فرات للانباء حول الأزمة في الشرق الأوسط وحل الأزمة الديمقراطية.

الخلافات بين قوى الحضارة الديمقراطية والدول الطبقية

وذكر شريك أن الشرق الأوسط أصبح مركز الحرب العالمية الثالثة وقال "هذا الأمر ليس صدفة بل له علاقة مع حقيقة الحداثة الرأسمالية. وعندما تحدث أزمة داخل الحضارات فإنها تظهر في الأطراف أكثر من المركز. وهناك أمثلة على ذلك في المراحل التاريخية. وهذا ما يظهر أين ستظهر الحضارة. وفي المناطق التي تحدث فيها هذه الأزمات تتطور فيها الحركات الشعبية. والمنطقة التي نرى فيها هذا الشيء أكثر من المناطق الأخرى هي الشرق الأوسط. وهذا مرتبط من ناحية بوضع القوى العالمية ومن ناحية أخرى هي حقيقة الشرق الأوسط."

وأشار شريك إلى أن الخلافات الموجودة في الشرق الأوسط هي بين قوى الحضارة الديمقراطية والدول الطبقية وصرّح بأن الخلافات مستمرة منذ إنشاء هذه القوى وحتى الآن.

وذكر شريك أنه هناك خلاف وحرب بين الحداثة الرأسمالية والحداثة الديمقراطية في الشرق الأوسط وبأن ذلك يظهر بأسطع صوره في كردستان. وقال شريك "هذا كله يؤثر على شعوب الشرق الأوسط وهناك محاولات من أجل لمّ شمل شعوب المنطقة ضد الدول والقوى العالمية والتوصل إلى مستوى معين."

"فكر الأمة الديمقراطية هو حقيقة الشرق الأوسط"

وصرّح شريك أن فكر الأمة الديمقراطية هو حقيقة الشرق الأوسط وتابع قائلاً " الشيء الذي نلفت النظر إليه هو خاصية الفسيفساء الثقافية. وهي عبارة عن التقاء اللغات والثقافات والأديان وتأثير إحداها على الآخر. ويمكن للمرء القول إن اتحاد الحضارة الديمقراطية والحداثة الديمقراطية هي عن طريق التنظيم والعقلية. وهناك أسس للكونفدرالية الديمقراطية في الشرق الأوسط. ويشير القائد آبو إلى أن الشرق الأوسط يمكن أن يصبح المكان الذي تبنى فيه الحداثة الديمقراطية. ولا تتطابق الدول القومية مع حقيقة الشرق الأوسط. ورغم ذلك فإن الدول القومية قد بنيت وهي تصبح على الدوام مصدراً للأزمات. وهي في الوقت نفسه تحولت إلى حقيقة."

الأسس العملية لفكر الأمة الديمقراطية

أشار شريك إلى أن فكر الأمة الديمقراطية يتحول إلى حقيقة وفق أسسين اثنين وقال " الأول هو تنظيم كل قومية في داخلها والثاني هو التعاون بين القوميات في الدول المختلفة داخل حدود القوميات التي تعيش معها. وهناك أساس لهذا الشيء في الشرق الأوسط بطبيعة الحال. والشيء المهم هو أن يتمّ تحديد هذا الأساس في إطار سياسي. والمثال على ذلك هو الكرد داخل حدود الدولة التركية الذين يتعاونون مع المجتمعات الأخرى داخل الدولة التركية والذين يتعاونون في الوقت ذاته مع الكرد في روج آفا وشرق كردستان وجنوبها. ويمكن للمرء الحديث عن علاقة بهذا الشكل وهي علاقة كونفدرالية ديمقراطية."

"الحداثة الديمقراطية تحققت في شمال وشرق سوريا"

وأشار شريك إلى أن الحضارة الديمقراطية تعبّر عن نفسها في هذه المنطقة داخل الحداثة الديمقراطية وقال " إن هذه الحقيقة هي في خلاف مع الدول القومية من طرف ومع قوى الرأسمالية العالمية من جهة أخرى. والدول القومية وقوى الرأسمالية العالمية تنظر إلى هذه الحياة المنظمة في شمال وشرق سوريا كخطر عليها ويجب الإعراب عن ذلك بكل صراحة. وفي الشرق الأوسط فإن النضال الأساسي هو بين الحداثة الديمقراطية والحداثة الرأسمالية. والحداثة الديمقراطية تحققت في شمال وشرق سوريا. ولذلك فإن الإدارة المركزية في سوريا لا تستطيع تحمل وجود النظام في شمال وشرق سوريا وهي تطور من القومية العربية. والدول القومية الأخرى والدولة التركية تحاول الاتفاق ضد شمال وشرق سوريا بالإضافة إلى المشاكل الأخرى. والدولة التركية احتلت جزءاً مهماً من شمال وشرق سوريا. وتقول الدولة السورية "أنا دولة وهناك حدود لي." حسناً لماذا لا تحارب ضد الدولة التركية آنذاك؟ والشيء نفسه ينطبق على الدول الأخرى كما تنطبق على الدولة التركية. ورغم الخلافات بين العرب فإن جميع دولهم تتفق ضد النموذج في شمال وشرق سوريا. ورأي الحداثة الديمقراطية للقائد آبو والأمة الديمقراطية ونموذجها السياسي يخيف القوى العالمية. ويعلمون أن نجاح هذا الأمر يعني نهاية نظامهم."

وذكر شريك أنه ضد الهجمات التي تشن ضد ثورة روج آفا هناك مسؤوليات لشعوب الشرق الأوسط جميعها وقال "لأنه تحقق تنظيم للأمة الديمقراطية في شمال وشرق سوريا فإن ذلك يشكل مستقبل شعوب الشرق الأوسط. يجب على شعوب العراق وتركيا وإيران وسوريا والشرق الأوسط جميعها النظر إلى الثورة الكونفدرالية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا على أنها مستقبلها. والشيء الذي يجب فعله هو خوض غمار النضال من أجل الأمة الديمقراطية كما حدث في شمال وشرق سوريا."

وقال شريك في ختام حديثه "نحن في وقت يوجد فيه نضال قوي في الشرق الأوسط وكردستان. وهذا ما يظهر بأننا قريبون من الحرية. وفي الفترة القادمة يجب أن نصبح أصحاب نضال قوي بحيث نحقق النصر."