سيمون والدمان: الكرد السوريون وحزب العمال الكردستاني لا يهددان الغرب بل تركيا من تهدده

قال الدكتور سيمون والدمان أنه لم يعد هناك أساس لعلاقات استراتيجية بين تركيا والغرب، مؤكدا أن الكرد السوريين وكذلك حزب العمال لا يهددان أوروبا كما تفعل أنقرة.

وفي تحليل موّسع بعنوان: "لماذا تدهورت العلاقات بين تركيا والغرب بشدة؟"، قال المحاضر في "كينجز كوليدج لندن" والخبير المتخصص في تاريخ تركيا المعاصر والدمان أن تركيا تبدو للغرب كدولة ضعيفة وهشة، حيث تشكل الخلافات الداخلية التهديد الرئيسي لسلامة البلاد، وليس للغرب وتركيا مصالح مشتركة في التعامل مع هذه التحديات، كما كان في الماضي وخاصة خلال الحرب الباردة عندما كان للطرفين عدو مشترك وهو الاتحاد السوفيتي.

تركيا تبدو للغرب كدولة هشة ومنقسمة من الداخل

وذكر والدمان أن تركيا اصبحت على شاكلة منطقة حرب منذ أن قرر نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقف المفاوضات واتفاق وقف إطلاق النار مع حزب العمال الكردستاني عام 2015، فقد عاد جنوب شرق تركيا ليشبه مرة أخرى "منطقة حرب"، وخلال الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي قامت تركيا بإنتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، وتدمير الآلاف من القرى، وتشريد الملايين، وقتل ما يقدر بنحو 40،000 إنسان، حيث تعتبر الدولة التركية الحركات الاجتماعية التي تدافع عن المزيد من الحقوق والحريات والمساءلة خطراً، كما يتضح من الطريقة التي سُحقت بها حركة "غيزي بارك" الاحتجاجية عام 2013 بطريقة وحشية وفي الطريقة التي يواصل فيها أردوغان استهداف النشطاء، مع أعضاء الحركات السياسية الكردية.

واضاف الدكتور سيمون والدمان إنه ومع ذلك، فإن حزب العمال الكردستاني والمدافعين عن الديمقراطية ليسوا تهديدًا للغرب. وبغض النظر عن أي شيء، فإن دعم الغرب للكرد السوريين الذين يقاتلون داعش وإدانته لما يبدو غالبًا أنه عمليات تطهير تعسفية وذات دوافع سياسية، تعتبره الحكومة التركية بمثابة دليل على أن الغرب يتآمر ضد تركيا.

إن طموحات تركيا الإقليمية لا تتوقف عند نظرة أردوغان لتركيا كزعيم للعالم الإسلامي فحسب، بل يرى أيضًا فرصة للاستيلاء على نفوذ إقليمي إما عن طريق الخروج عن الولايات المتحدة أو إثارة المشاعر المعادية لأمريكا.

وأقامت تركيا قاعدة عسكرية في قطر، والتي تضم أيضًا أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط. وفي سوريا، تدعم تركيا ما يسمى "الجيش السوري الحر" في عفرين (المحتلة) والباب ومناطق أخرى غرب الفرات. وفي الوقت نفسه، تصر أنقرة أيضًا على وجود منطقة آمنة تمتد من 30 إلى 40 كيلومترًا إلى الشرق. وهذا يقتحم قلب سوريا الكردية حيث تتمركز القوات الأمريكية ويهدد ذلك بحرمان واشنطن من دور في تقرير مستقبل سوريا. وفي هذه الأثناء، انتهكت تركيا العقوبات الوقائية ضد إيران قبل توقيع الاتفاق النووي لعام 2015، على الرغم من أن طموحات إيران النووية تشكل مصدر قلق رئيسي للولايات المتحدة وأوروبا.

لم يعد هناك أساس لعلاقات استراتيجية قوية بين تركيا والغرب. ولا يوجد تهديد متبادل والتحديات الداخلية التي تواجه تركيا وطموحات أنقرة الإقليمية تضيف فقط المزيد من التوتر إلى العلاقة المتدهورة.