دجوار آغا: على المنظّمات الدوليّة أن تنظر بعين العطف إلى معاناة النازحين المقيمين في مخيّمات شمال وشرق سوريا

أشار الرئيس المشترك لمكتب شؤون المنظّمات الإنسانيّة بإقليم الجزيرة إلى أنّ المساعدات التي تقدّمها المنظّمات الدوليّة لمخيّمات مناطق الإدارة الذاتية "غير كافية" معرباً عن أمله بأن توفّر الجهات الدوليّة "دعماً أكبر" للمنظّمات العاملة في شمال وشرق سوريا.

في حديثٍ خاص لوكالة فرات للأنباء (ANF) تحدّث الرئيس المشترك لمكتب شؤون المنظّمات الإنسانيّة بإقليم الجزيرة, دجوار أحمد آغا عن سير عمل المنظّمات والجمعيّات العاملة في إقليم الجزيرة وآليّات التواصل بينهم وبين الجهات الدوليّة, إلى جانب التطرّق للأوضاع "الصعبة" التي يعيشها النازحون في ظلّ عدم قيام وكالات الأمم المتّحدة الإغاثيّة بواجباتها "بالشكل الأمثل".


_هل لكم الحديث قليلاً عن عمل ونشاط مكتب شؤون المنظمات؟


بدايتاً نرحب بكم في مكتبنا ودعوتكم لتوضيح بعض الأمور والنقاط حول عمل مكتب شؤون المنظمات الإنسانية في إقليم الجزيرة.
مع تشكيل الإدارة الذاتية الديمقراطية في 21/11/2014, وإعلان المقاطعات الثلاثة بدأت العديد من المنظمات الدولية بدخول المنطقة بسب الظروف والأوضاع الطارئة التي تمر بها المنطقة عموماً والشمال السوري خصوصاً. وكان لا بد من تنظيم عمل هذه المنظمات وعمل الجمعيات والمركز المحلية التي تأسست في هذه الأوقات. وعليه تم استحداث مكتب شؤون المنظمات الإنسانية وتم ربطه برئاسة المجلس التنفيذي في مقاطعة الجزيرة( سابقاً) بشكل مباشر, وفي ما بعد, تمّ إصدار قانون الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني من قبل هيئة العمل والشؤون الاجتماعية, بحيث تنظّم الآليات الإدارية والقانونية والحقوقية بشكل متوافق مع حقوق وواجبات هذه المنظمات والجمعيات في مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية.


_ما هي أعداد المنظمات العاملة في مناطق الإدارة الذاتية, أشكالها وأنواعها وآلية عملها؟

هناك أنواع مختلفة للجهات العاملة في مناطق الإدارة الذاتية التابعة لمكتب شؤون المنظّمات, في إقليم الجزيرة وحده, توجد (27) منظمة دولية غير حكومية, وتسمى منظّمات (Non-governmental organization/NGO) وتنشط في الكثير من البلدان الأخرى, وهي ممولة من قبل بعض الوزارات الخارجية والوكالات الدولية والاتحاد الأوروبي وغيرها من الجهات الأخرى. كما هناك جمعيات ومنظمات محلية تأسست في مناطق الإدارة الذاتية وحصلت على تراخيص من قبل هيئة العمل والشؤون الاجتماعية.

في ما يتعلق بالمنظمات الدولية فهي تعمل وفقاً لمذكرة تفاهم مبنية على أسس, مبادئ ومعايير العمل الإنساني على المستوى العالمي بالإضافة إلى ميثاق العقد الاجتماعي المتعارف عليه هنا في إقليم الجزيرة, إلى جانب وكالات الأمم المتحدة (اليونيسف, برنامج الأغذية العالمية, مفوضية اللاجئين ومنظمة الصحة العالمية) ومركزها في مدينة قامشلو.

أغلب المنظمات الدولية تعمل في جميع المجالات, باستثناء عدد من المنظمات التي لها اختصاص معين مثلاً قطاع الصحة, فهناك منظمة أطباء بلا حدود بفرعيها السويسري والهولندي ومنظمة أطباء العالم (MDM) تعملان في المجال الطبي. بينما باقي المنظمات تعمل في مجال الإغاثة, البنية التحتية, المجال الزراعي وغيرها من المجالات ولها أقسام, وبالنسبة للمنظمات المحلية, فهي تعمل في المجال الإغاثي أي تقديم المساعدات الغذائية والى ما ذلك. وهناك مراكز للمجتمع المدني في إطار تنمية الموارد البشرية وتقوم بتنظيم دورات تدريبية, ثقافية وتنظم ندوات وحوارات حول السلم الأهلي, العنف ضد المرأة, حقوق الطفل وغيرها في مجال تنمية الموارد البشرية.

لا شكّ أنّ العبء الأكبر لمساعدة المهجرين والنازحين من كافة المناطق السورية والعراق أيضاً, والمتواجدين في مناطق شمال سوريا, يقع على عاتق الإدارة الذاتية. وتوجد خمسة مخيمات للاجئين في إقليم الجزيرة فقط إلى جانب التجمعات العشوائية الأخرى, مخيم الهول الذي يقطنه الإخوة العراقيين, نوروز, روج, مخيم العريشة جنوب الحسكة ومخيم مبروكة الذي يضم اللاجئين في مختلف المناطق السورية وخاصة مناطق ريف دير الزور. إلى جانب أهالي عفرين الذين لجأوا إلى مناطق تل نصري, تل تمر والحسكة وهذا يشكل عبء إضافي على كاهل الإدارة الذاتية, والمنظمات تقدم بعض المساعدات, لكن لا تقدم الشيء الكافي.

التقصير الأكبر من جانب وكالات الأمم المتحدة ولها إجراءات بيروقراطية ورقية تؤثر على صفتها كوكالة دولية, ولا تخدم جهود الإدارة الذاتية في إطار تقديم المساعدات للمهجرين, النازحين واللاجئين.

_ حسناً, هل هناك مساعدات تقدم من قبل المنظمات والوكالات الدولية بشكل خاص لمهجري عفرين؟

كما ذكرنا في سياق الحديث هناك مساعدات قليلة وغير كافية تقدم من قبل الوكالات الدولية, للأخوة من أهالي عفرين في إقليم الجزيرة. لكن العدد الأكبر والأساسي لمهجرين عفرين متواجدين في مخيمي (برخدان وسردم) في مناطق الشهباء. للأسف الشديد عندما نتناول قضية مخيمات أهالي عفرين تتدعي المنظمات الدولية أن الطريق إلى هناك يخضع لسيطرة النظام السوري ولا يمكن عبورها للوصول إلى هناك لتقديم الدعم والمساعدة. لكن الحقيقة هذه الحجج منافية للحقيقة والواقع, لان هناك قسم كبير من هذه المنظمات تعمل ضمن مناطق سيطرة النظام. ووكالات الأمم المتحدة عندما نطالبهم بتقديم المساعدة يوضحون أن مناطق الشهباء تابعة لمكتب حلب في حين أن مكتب حلب لا يحرك ساكناً لمساعدة أهالي عفرين. وهنا نحن نرى أن هذه الوكالات الدولية تتعامل وفق مبدئ الكيل بمكيالين, فالقسم الاكبر للمساعدات للوكالات الأمم المتحدة تدخل زتمر عبر مناطق النظام وتوزع في مناطق النظام, والجزء البسيط منها يصل إلى مناطق شمال سوريا على الرغم من وجود عشرات الآلاف من السوريين من مختلف المناطق التي شهدت معارك كبيرة لجأوا إلى مناطق الإدارة الذاتية.

_ هل لك أن تحدّثنا عن الأوضاع الإنسانية في المنطقة في ظل صمت المنظمات ووكالات الدولية والعالمية؟

حقيقةً, الواقع الإنساني هو واقع مشترك في جميع دول العالم, والكثير من دول العالم في أوروبا, أسيا, أفريقيا وأمريكا عاشت معاناة بهذا الشكل. لهذا كمكتب شؤون المنظمات الإنسانية في شمال وشرق سوريا رسالتنا إلى العالم هي الاختلاف في طريقة التعامل مع هؤلاء اللاجئين, ونحن نشاهد طريقة التعامل مع من قبل بعض الدول وتعاملها مع قضايا للاجئين والمهجرين وخاصة تركيا.

بالنسبة لنا كيفية التعامل مع أخوتنا المهجرين, النازحين واللاجئين في المخيمات الموجودة في مناطق الإدارة الذاتية وفي إطار الإمكانيات المتاحة وظروف الحصار التي تفرض على المنطقة نعتبره أمراً في غاية الصعوبة ونسخّر كل إمكاناتنا وطاقاتنا لخدمتهم, كذلك نقدم لهم كل الدعم ليقوموا انفسهم بخدمة انفسهم من خلال مكاتبهم الخاصة وتشكيل مجالس خاصة بهم ضمن المخيمات حتى يكون تواصلهم مباشراً مع المنظمات الدولية والمحلية الإنسانية او من خلال تأمين العمل لهم ضمن المخيمات مع هذه المنظمات ضمن المخيم وخارجه وتمهيد كل الظروف المناسبة وتقديم المساعدات.

وهنا نناشد كل المنظمات الدولية والمحلية الإنسانية أن تنظر بعين العطف إلى حقيقة الواقع الإنساني المعاش في مخيمات مناطق الإدارة الذاتية فهناك عشرات ومئات الآلاف من النازحين, المهجرين واللاجئين بحاجة إلى مساعدات عاجلة ودعم والنظر إليهم من الجانب الإنساني. كما نهيب برفاقنا في ممثليات الإدارة الذاتية في أوروبا وأمريكا وباقي البلدان للعمل في اتجاه الوصول والتواصل مع الممولين الرئيسين لهذه المنظمات في الخارج والجهات صاحبة القرار لأجل دعم هذه المنظمات وتوجيهها نحو أولويات العمل الإغاثي والإنساني في مناطق شمال وشرق سوريا.