حمل جثة أبيه وهرب بها... مواطن من عفرين يتحدّث عن وحشية الاحتلال التركي وأعوانه

مارست دولة الإحتلال التركي ومسلّحوها بعد دخولهم إلى عفرين شتى أساليب التعذيب والممارسات غير الإنسانية بحق الأهالي، أحد هؤلاء المواطنين هو (أ-ش)، الذي عُذب على أيديهم ولقي 3 أفراد من عائلته حتفهم.

منذ احتلال الدولة التركية لأراضي عفرين بمساعدة مرتزقتها والجماعات الموالية لها وعمليات التعذيب والخطف والسلب والنهب وحتى اغتصاب النساء والأطفال مستمرة.

ومارس مسلحو داعش والجيش السوري الحر والنصرة بقيادة الدولة التركية شتى وسائل التعذيب والعنف والوحشية بحق أهالي عفرين.

المواطن (أ- ش ) والذي لم يتخلى عن أرضه حين دخول جيش الإحتلال إلى عفرين أصبح مستهدفا من قبلهم ولقي على أيديهم كافة ألوان التعذيب.

(أ –ش ) تحدث لوكالة الفرات للأنباء ANF عن مدى معاناته وعن الوحشية التي مارسها جنود الإحتلال عليه وعلى عائلته.
وقال: "يوميا كانت تسقط 20 إلى 30 قذيفة هاون على جنديرس، الطائرات الحربية كانت دائمة التحليق والقصف، لذلك قمت بأخذ أطفالي إلى قرية رمضاناي، لكن وحتى هناك القصف لم يكن يتوقف، زوجتي وأطفالي كانوا خائفين مما اضطرني إلى الذهاب برفقتهم إلى قرية كاخر، وللأسف هناك أيضا كان القصف مستمر".

وأضاف "القصف المدفعي وقصف الطائرات الحربية كان مستمراً على الدوام، هناك فقد شخصان مدنيان حياتهما ولهذا السبب توجهنا نحو عفرين وللأسف في عفرين أيضا كان القصف مستمر ونتيجة القصف فقد بعض المدنين حياتهم".

حمل جثة والده وهرب

ووصف المواطن (أ- ش) مدى معاناته في إخراج والده واثنين من أقربائه من عفرين قائلا: "في اليوم الذي كان مقرراً أن نخرج فيه حصل وأن عانى أبي من أزمة قلبية أدت إلى وفاته، حملت جثة أبي معي وأخذت عائلتي وتوجهت نحو باسوطة وهناك في باسوطة دفنت والدي، وبعد مرور يومين أحد أقربائي الذين كانوا برفقتنا وهو شخص مسن توفي أيضا فقمنا بدفنه هناك".

كما ذكر المواطن نفسه أنهم اضطروا إلى الذهاب تلسوري وبعد بقائه يومين في البساتين عاد إلى جنديرس، ذكر أن شخصاً ثالثاً من ضمن من كان معه توفي بعد عودتهم إلى جنديرس.

قاموا بالقبض عليه وتعذيبه

وأوضح (أ- ش) أنه عند عودته إلى جنديرس  لقي على أيدي الجنود الأتراك والفصائل الموالية له التعذيب والعنف؛ مضيفاً: "لم نكن قد وصلنا إلى باب منزلنا حين وصلت سيارة تقل عناصر الجيش السوري الحر ، عيوني وعيون أفراد عائلتي اغرورقت بالدموع كنا نعلم ما معنى ذلك، قاموا في البداية بضربنا ، ضربوني بالسياط على ظهري ومن ثم على قدمي حتى أنني لم أعد أستطيع المشي، ثم اعتقلوني".
وتابع: "بقينا عدة أيام في الزنزانة دون طعام أو ماء، وكانوا يقومون بتعذيبنا دائماً، من ثم إقتادونا إلى تركيا لكن لا أعلم أي مكان كان بالضبط وهناك أيضا عذبونا".

واستطرد: "ربطوا كل شخصين مع بعضهما البعض وعلى هذا الحال بقينا يومين دون أن يقدموا لنا أي طعام أو ماء، أحد الأتراك قام بسؤالنا وكان برفقته شخص يتقن التحدث باللغة العربية، وبعدها بعدة أيام تم إطلاق سراحنا".

"يريدون طردنا من عفرين وتوطين أنصارهم هناك"

وتحدث المواطن (أ-ش ) عن عودته إلى قريته وعن كم التعذيب الذي لاقاه قائلا: "في منتصف الليل في الساعة الواحدة أو الثانية أو حتى الثالثة صباحاً ودونما أي استئذان كانوا يقتحمون منزلي ويكسرون الباب ليدخلوا وكانوا ينتشرون في أرجاء المنزل وعن سؤالنا عن سبب قيامهم بذلك كانوا يقولون لقد رأينا أحدهم على سطح الدار جميعهم كانوا ذوي شعر أشعث ولحى طويلة، لم نكن وحدنا من يعاني هذا الأمر الكثير من الناس كانوا يعيشون المأساة التي نعيشها، كانت الغاية من هذه التصرفات تهجيج سكان عفرين وتهجيرهم من أرضهم وتوطين أنصارهم، حتى أن مسؤليهم كانوا يقولون لنا اذهبوا إلى قامشلو إلى أي مكان لكن لا تبقوا هنا".

وأشار (أ- ش ) إلى أن العديد من المدنيين يتم إلقاء القبض عليهم بتهمة علاقاتهم مع وحدات حماية الشعب.

 وقال: "لكن بشكل خاص كانوا يدخلون منازل الأغنياء أصحاب الأموال والأملاك، وبهذا الشكل كان يتم الإستيلاء على أملاك الناس".

الكثير من الأبرياء قتلوا تحت التعذيب

في النهاية تحدث المواطن أن العديد من المدنيين الذين تم خطفهم لم يعودوا وقال: "في قرية هسهسكايه أخذوا شخصا اسمه محمد إيبش وقاموا بتعذيبه حتى فقد حياته تحت التعذيب، وقالوا أنه توفي نتيجة أزمة قلبية لكنهم بالطبع يكذبون، وكذا أحد المواطنين واسمه أحمد أيضا لقي حتفه تحت التعذيب".

وتابع: "رأيت بأم عيني كيف تم توطين عوائل عربية في جنديرس بعد تهجير أهلها، مئات العائلات تم توطنيها هنا وهذا ما شاهدته أنا، استولوا على المحال التجارية في الأسواق، حتى الأدوات المنزلية تم إخراجها من المنازل وبيعها كل ممتلكات الناس تمت سرقتها وإخراجها علنا وعلى مرأى من الجميع ولكن للأسف لم يكن بمقدور أحد التصرف بأي شكل".

يحرقون الأشجار ويبنون المخافر

وأوضح أنه يوجد في عفرين 360قرية تمت السيطرة عليها من قبل مسلحي الدولة التركية وأعوانها.

 وتابع: "يقومون بحرق أشجار القرى من رمضانا وحتى حج حجكا وشيا نستطيع القول إنه تم حرق الأشجار في جميع القرى، اقتلعوا أشجار الزيتون وبنوا لهم مخافر هناك وقاموا بالكثير من الممارسات ضد الشعب عن طريق أشخاص باسم علي عراقجي، حسني زيبي وفوزي حمودي".