حكومة العدالة والتنمية تحض اللاجئين السوريين على ممارسة الدعارة

تحض الحكومة التركية اللاجئين السورين الفارين من الحرب السورية وتوجههم صوب ممارسة الدعارة وبيع وتعاطي المخدرات وبيع الأعضاء البشرية، كما ترد على طلب مساعدة اللاجئين: اذهبو إلى بلادكم لتموتوا فيها، أو مارسوا الفحشاء كما الآخرين.

تواصل الدولة التركية سياسات الصهر في مدن كردستان؛ حيث يتم تنفيذ هذه السياسات التي تتركز بشكل خاص في المدن الواقعة على الشريط الحدودي الواصل بين شمال وغرب كردستان، وذلك باستغلال الوضع النفسي الذي يعاني منه اللاجئين الفارين من الحرب في سوريا، حيث أن الدولة التركية تتساهل مع انتشار الدعارة وتسهل سبل انتشارها، وكذلك الممارسات غير الأخلاقية، التي تفسد المجتمع من قبيل تعاطي وتجارة المخدرات وعصابات المافيا وبيع الأعضاء البشرية، وكل هذه الممارسات تسير بشكل مخطط ومنظم وتحت رقابة الجهات الحكومية ذات العلاقة.

كما أن ممارسة الفحشاء والدعارة تشهد تزايداً ملحوظاً في مدينة الرها، التي تعتبر ثاني أكبر مدن شمال كردستان والمتاخمة لحدود غرب كردستان؛ كما أنه يتم العمل على محاولة دمج السكان المحليين مع هذه الممارسات.

ووفقا لمصادر محلية أفادت بأن هناك أكثر من 850 منزلاً للدعارة في المدينة، ومديرية الأمن في الرها على دراية بجميع هذه البيوت، وأضافت المصادر إلى أن مديرية الأمن ذاتها تقول بأننا على علم بهذه البيوت وهي تحت سيطرتنا.

ومن المتداول ذكره أن مؤسسات الدولة جميعها، التي تتبع لحزب العدالة والتنمية، تجبر النساء اللاجئات السوريات اللاتي تعشن في الأحياء الفقيرة من المدينة على ممارسة الدعارة، كذلك أفاد اللاجئين الذين تقدموا بطلباتهم إلى مؤسسات الدولة بغرض الحصول على المساعدة المادية، بسسب انتشار البطالة وصعوبة الظروف المعيشية ، إلا أن الدولة لا تلبي مطالبهم في المساعدة أو إيجاد العمل الشريف لهم، بل تواجههم بالواقع المراد عيشه بقولهم: إما أن تذهبوا وتموتوا في بلادكم، أو تمارسوا الدعارة والفحشاء كما الآخرين.

تحدثت إلينا امرأة تبلغ من العمر 35 عاماً فضلت عدم ذكر اسمها لأسباب أمنية، وذكرت لنا بأنها هربت مع أولادها الستة من سوريا خوفاً من ويلات الحرب السورية، وأنها تعيش في الرها منذ ما يقارب 7 سنوات، وقد فقدت زوجها على إثر تفجير، حيث تابعت قائلة:  إن الحياة والظروف المعيشية صعبة للغاية، أنا وأطفالي عندما نستيقظ كل صباح نشكر الرب لإننا لم نمت من الجوع.

أضافت المرأة وذكرت بأنها فكرت مرات عديدة بالانتحار، كونها لا تستطيع تلبية احتياجات أطفالها الستة وصعوبة المعيشة والعوز والفقر المدقع الذي تعيش فيه مع أطفالها، إلا أنها كانت تتراجع في اللحظة الأخيرة؛ وتقول من سيقوم بالاعتناء بهم إن قمت بقتل نفسي، لذلك تراجعت في كل مرة كنت أحاول فيها الانتحار.

كما أشارت إلى سبب هجرتهم قائلة:  قلنا أنه بدلاً من أن نموت في الحرب ما بين نظام الأسد والمعارضين الطائفيين، لنهاجر إلى تركيا ظناً منا أننا باستطاعتنا إعادة بناء حياتنا، ولم نكن نعلم أن النظام التركي أسوأ من نظام الأسد.

وفي معرض حديثها قالت المرأة اللاجئة: نذهب كل يوم ونقف أمام مؤسسات الدولة ونطلب المساعدة، نطلب المساعدة من أجل إطعام أطفالي كي لا يموتوا، ونحن ثلاث عائلات نعيش في منزل مؤلف من غرفتين؛ ففي البداية كنا نحصل على المساعدات ولكنهم قطعوها في 3-4 سنوات الأخيرة.

يوجد في حيّنا العديد من النساء اللاتي تمارسن الدعارة بعلم أزواجهن وكل ذلك ليحصلوا على الطعام، في كل مرة نذهب أمام مؤسسات الدولة ونطلب المساعدة، نسألهم: كيف يمكننا الحصول على المساعدات، هل تريدوننا أن نمارس الدعارة لنستطيع الحصول على طعامنا، والجواب الذي نلقاه هو: "ماذا نفعل لكم، أذهبوا وموتوا في بلادكم، أو مارسوا الدعارة كما الآخرين.

وكذلك قالت امرأة أخرى هي أيضاً فقدت أهلها في الحرب السورية، أريد إطعام أطفالي بالمال الحلال، دعونا نعمل أو قوموا بمساعدتنا أو أفتحوا أبواب الهجرة؛ فقد اضطررت إلى الهجرة لتركيا مع أولادي الثلاث وزوجي، توفي زوجي من الحزن والحسرة قبل عام وأطفالي يمرضون كل يوم بسبب سوء التغذية، والنساء السوريات يمارسن الفحشاء، والتي لا تمارس تتم إجبارها بعلم أزواجهن، لإنهم لم يستطيعوا الحصول على أي عمل.

لا توجد تقريباً أي فرصة عمل، حتى الرجال يجبرون على الفحشاء لكسب لقمة العيش، أصبحت الرها مدينة الفحشاء، إنهم يصورون اللاجئين السوريين على أنهم يتعاطون المخدرات ويمارسون الفحشاء ويبيعون الأعضاء، أعرف العديد من اللاجئين السوريين قاموا ببيع كِلاهم، هنا أيضا من يقوم ببيع المخدرات، الوضع يزداد سوءا يوماً بعد يوم، والدولة التركية تجبرنا على الفحشاء وغيرها من الأشياء غير الأخلاقية.