حقيقة المجزرة التي ارتكبت بيد عصابات العدالة والتنمية في "برسوس"

نفذت مجموعة من مرتزقة حزب العدالة والتنمية هجوماً مسلحاً على تجمع لانصار حزب الشعوب الديمقراطي في ناحية برسوس, أدى إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة تسعة أخرين. مع هذا الحدث بدأ إعلام العدالة والتنمية بشكل مباشر بنشر الأكاذيب واتهام حزب الـ PKK بارتكاب الهجوم.

الهجوم تمّ في يوم الخميس بتاريخ 14 حزيران/يونيو الجاري. وقبل ثلاثة سنوات من الان وبتاريخ 20 تموز/يوليو 2015 حدث هجوم مشابه أدى إلى مقتل 34 شخص وإصابة ما يزيد على مئة أخرين بعد هزيمة العدالة و التنمية في انتخابات 7 حزيران 2015 في برسوس.

مرة أخرى تتكرر المجزرة في برسوس لكن الفرق هذه المرة هو ان الهجوم جاء عبر استخدام الأسلحة لا تفجير. الذين حملوا السلاح و نفذوا الهجوم معروفين والهدف هم انصار حزب الشعوب الديمقراطي. هذه الجريمة وقبل ان تنفذ كانت مخططة وعناوين إعلام حزب العدالة والتنميةAKP كانت جاهزة للنشر فور وقوع المجزرة.

هنا تبين ان وسلائل الإعلام وأغلب الصحافة التركية باتت تابعة للنظام الحاكم فالقصة التي رويت عبر وسائل الإعلام والصحافة كانت معدة مسبقاً في غرف العمليات الخاصة وفوراً وجهت أصابع الاتهام لحزب العمال الكردستاني PKK. الذين يعيشون في هذه البلاد ويدركون حقيقة هذا الإعلام الكاذب والنظام الذي يحكم البلاد يدركون تماماً ان هذه الأنباء قد أعدت في الغرف المغلقة وهدفها التستر على الجريمة.

ماذا حدث في برسوس؟

ما الذي حصل في برسوس قبل موعد الانتخابات بعشرة أيام؟ بحسب ما ذكرة شهود عيان ونشطاء في مجال حقوق الإنسان. فان مرشح البرلمان عن حزب العدالة والتنمية المدعو إبرهيم خليل يلدز وفي إطار الحملة الانتخابية قام بزيارة محل التاجر حاجي اوست شنياشار وطلب منه التصويت لصالحة في الانتخابات.

مؤيدو حزب العدالة والتنمية ومنذ أيام كانوا يمارسون الضغوطات على نفس التاجر وكان رد شنياشار له" لن ندعمكم في هذه الانتخابات" وبعد ان اعلن جميع أفراد عائلة شنياشار عدم دعمهم للعدالة والتنمية رغم الضغوطات التي تعرضوا لها من قبل مؤدي العدالة والتنمية. قام شقيق  إبراهيم يلدز بصفع شقيق شنياشار السيد جلال شنياشار وثم قام بإخراج السلاح واطلاق النار عليهم. بالمختصر الذين نفذوا الهجوم هم من حزب العدالة والتنمية. تصرفهم كان تصرف جماعة مرتزقة والمافيا. طريقتهم في الترويج للحملة الانتخابية والحصول على الأصوات كانت عبر التهديد بالسلاح والقتل.

الاعتداء بالضرب على الجرحى في المستشفى

بعد ان تم اطلاق النار على عائلة شنياشار داخل المحل قتل على الفور المغدور جلال شنياشار وعلى الفور تم نقل شقيقا إبراهيم شنياشار إلى المستشفى الحكومي في برسوس بعد إصابتهما بطلق ناري. في تلك الأثناء حاجي اسوت الذي تعرض للضرب في محلة من قبل جماعة العدالة والتنمية توجه إلى المستشفى للاطمئنان على صحة أقاربه, وأيضا في تلك الأثناء مرشح حزب العدالة و التنمية إبراهيم خليل يلدز كان موجوداً في المستشفى. أقارب يلدز وداخل المستشفى أيضاً قاموا بالهجوم مرة أخرى.

وبحسب شهود عيان عصابة إبراهيم يلدز قاموا بمهاجمة حاجي اسوت شنياشار و ابنه محمد عند مدخل المستشفى. و أصيب ابنه إصابة بليغة أدخل الأخير على إثرها المستشفى وداخل المستشفى قاموا بضربة على رأسه بواسطة أنبوبة الأكسجين مات على إثرها.

وذكرت بعض المصادر ان عضو البرلمان عن حزب العدالة والتنمية المدعو محمد علي يلدز وأحد حراسة اللذان أصيبا في هذه الهجمات تم نقلهم إلى مستشفى نحمد عاكف إينان في رها وماتا هناك ليكونا ضحية شر أفعالهم. 

كسر كاميرا المراقبة في المستشفى

الجريمة التي ارتكبها رجال عصابة العدالة والتنمية لم يمكن وضعها في خانة الجريمة الوحشية فقط. فقد أصيب تسعة أشخاص آخرين بسبب ممارسات العدالة والتنمية الإرهابية. هذه العصابة أيضاً قامت بكسر كميرات المراقبة في المستشفى بعد نقل الجرحى إليها. مصادر محلية أوضحت ان هذا العمل كان مدروساً و مخططاً له. فقد قامت عصابة العدالة و التنمية بممارسة الإرهاب على مدخل وداخل المستشفى بشكل منظم.
من جانبه رئيس مؤسسة حقوق الإنسان التركية الأستاذ الدكتور شبنم كورور فنجانجي قام بمشاركة صورة كميرا المراقبة داخل المستشفى التي تم تحطيمها عن قصد عبر صفحته الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي وكتب:" تحطيم كاميرا المراقبة داخل المستشفى دليل على ان هذه الجريمة مخططة".

الجريمة ارتكبت على طريقة داعش

ادعاءات مروعة أخرى تضفي المزيد من المشهد الإرهابي على هذه الجريمة. فنجانجي وفي رسالة أخرى له قال: "احد ضحايا قتل بطريقة مروعة فقد ضرب على رأسه بواسطة أنبوبة الأكسجين مات على إثريها. وأخر قتل بواسطة طلق ناري والأكثر إرهاباً قطع رأس الضحية الثالثة".

رئيس حزب الشعب الجمهوريCHP: مقتل الأب و الابن داخل المستشفى

رئيس حزب الشعب الجمهوريCHP في برسوس سرفست غورن بدوره أشار إلى الجريمة الوحشية التي ارتكبت في المستشفى موضحاً أن حاجي اسوت شنياشار وأبنه قتلى في المستشفى وقال:" إبراهيم خليل يلدز وأخوته دخلوا احدى المحلات, وبعد اعتراض التجار على تصرفاتهم قاموا بإطلاق الرصاص عليهم. بعد نقل الوالد وأبنه إلى المستشفى بعد الإصابة قاموا بقتلهم هناك".

أرجيلي: هل قتل الجرحى في المستشفى؟

عضو البرلمان عن حزب الشعب الجمهوريCHP النائب الدكتور جيهون أرجيلي اتهم حزب العدالة والتنمية بارتكاب هذه الجريمة و نشر على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي تساؤلات عدة:

_ هل يعقل ان يقوم شخص بمهاجمة وفد بالسلاح أثناء قيامه بزيارة احدى المحلات؟

_ من بيل ثلاثة أشخاص قاموا بارتكاب الجريمة قتل واحد منهم.

_ الذين قيل عنهم نفذوا الهجوم تم نقلهم إلى المستشفى بعد تعرضهم لطلق ناري. هؤلاء المصابين هل انتحروا في المستشفى؟

رابطة اتحاد أطباء تركيا: هاك تقصير كبير من قبل المستشفى في الناحية الأمنية

اتحاد أطباء تركيا وعن هذه الجريمة التي ارتكبت داخل احدى المستشفيات الحكومة أصدرت بياناً قال فيه:" شخصين من بين الضحايا قتلا داخل المستشفى. وهذا دليل على تقصير كبير من قبل المستشفى الحكومي من الناحية الأمنية".

الشعوب الديمقراطي اعلن الحداد لمدة يومين

حزب الشعوب الديمقراطيHDP وبعد هذه الجريمة اعلن الحداد لمدة يومين. وعلى هذا سيتوقف الحزب عن إيقاف فعاليات الحملة الانتخابية لمدة يومين.
كما طالب حزب الشعوب الديمقراطيHDP وزارة الداخلية ووزارة العدل إلى التحرك و تحمل مسؤولياتها من اجل حماية الحملة الانتخابية من هذه الجرائم وقال:" نحن ندعو أهالي برسوس, الراي العام الديمقراطي و عموم الشعب في تركيا إلى مناهضة هذه الاستفزازات والحرص منها و التحرك وفق المنطق الصحيح لتجنب وقوع المزيد مثل هذه الجرائم".

إعلام العدالة و التنمية يعترف بممارسات أنصار الحزب

الخبر الذي تلى الجريمة المروعة في برسوس وعرض على إعلام العدالة والتنمية كان بمثابة الاعتراف بالجريمة. أدوات البروباغندا الدكتاتورية فور الجريمة وجهت أصابع الاتهام إلى حزب العمال الكردستاني معترفاً بالحدث على انه جريمة وقالت:" الـ PKK ارتكب هذه الجرمة".

صحيفة يني شفق عنونت الخبر بالقول: "حزب العمال الكردستاني نفذ هجوم ضد نائب حزب العدالة والتنمية".

ستار قالت: "وفد حزب العدالة والتنمية استهدف من قبل العمال الكردستاني".

صحيفة صباح قالت:" هجوم الخونة على وفد العدالة و التنمية".

توريكا قالت: "العمال الكردستاني يستهدف وفد حزب العدالة والتنمية".

أكشام قالت:" العمال الكردستاني يطلق النار على وفد حزب العدالة و التنمية".

أما صحيفة ملييت (Milliyet) اليومية وهي مصدر كل الأخبار عنونت خبرها بكلمة الرئيس التركي رجب أردوغان :" شقيق نائب حزبنا قتل من قبل أعضاء حزب العمال الكردستاني".

رجل عصابات المافيا نائب حزب العدالة والتنمية

عضو البرلمان عن حزب العدالة والتنمية ومرشح الحزب الجديد خليل يلدز وعبر تصرفاته التي تشبه تصرفات رجال المافيا وعبر هذه الجريمة اظهر وجهه الحقيقي مرة اخرى. و الجدير بالذكر ان يلدز وفي العام 2017 وأثناء الاستفتاء على تعديل دستور البلاد نفذ عملية هجومية مسلحة على احدى المدارس ومعه عشرين رجل مسلح وقام باعتقال المسؤول عن مركز الاستفتاء وجميع الموظفين والمشرفين على عملية الاستفتاء في ذلك المركز.