حقي آرمانج: الكريلا تتواجد حول كل تلال حفتانين

قال آرمانج حقي، أحد قيادات قوات الدفاع الشعبي (HPG) "يتلقى جيش الاحتلال التركي ضربات موجعة من مقاتلي الكريلا في كل نقاط تمركزه في حفتانين"، وأشار إلى أن مقاتلي الكريلا يحاصرون جميع التلال التي يتواجد فيها الجيش التركي المحتل.

وتحدث القيادي حقي آرمانج خلال برنامج خاص على فضائية (Stêrk- TV) حول هجمات دولة الاحتلال التركي على حفتانين وأهدافها، والمقاومة التي يبديها مقاتلو الكريلا في مواجهة الهجمات الاحتلالية.

سياسة الدولة التركية قائمة على أساس استراتيجية إبادة الشعب الكردي

أوضح حقي آرمانج أن سياسة دولة الاحتلال التركي قائمة على أساس استراتيجية إبادة الشعب الكردي، في ظل صمت السياسة الديمقراطية في تركيا وأشار إلى أن هذه السياسة بُنيَت باتفاق حزب العدالة والتنمية (AKP) وحزب الحركة القومية (MHP). 

كما أعلن حقي آرمانج أن التحالف الفاشي التركي يستهدف بشكل أساسي قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان من خلال سياسة العزلة المطلقة على سجن جزيرة ايمرالي.

وذكر حقي آرمانج أن الأولوية الثانية لسياسة الإبادة بحق الشعب الكردي، التي ينتهجها تحالف العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، هي محاولة القضاء على حزب العمال الكردستاني (PKK) ومقاتلي الحرية في جبال كردستان ( الكريلا)؛ لأن العدو التركي يعتبرها العقبة الأكثر خطورة أمام تنفيذ أجنداتهم القمعية والفاشية واستمرار سلطتهم.

كما أوضح القائد حقي آرمانج أن دولة الاحتلال التركي، كلما عانت من الأزمات والمآزق الداخلية، توجهت نحو شن هجمات وحشية على شعبنا وقوات حرية كردستان، وقال:" كلما وقعت دولة الاحتلال التركي في مأزق، زادت من هجماتها الوحشية، شهدنا ذلك على مر التاريخ الدموي لدولة الاحتلال التركي، جميع الدكتاتوريات والأنظمة الفاشية تلجأ إلى هذا الاسلوب اللا أخلاقي، حينما تقع في الأزمات، والجميع يرى ذلك بوضوح في الأفعال الإجرامية لدولة الاحتلال التركي؛ ولكن ليعلم الجميع أن هناك مقاومة بطولية فدائية في مواجهة هذا الغزو التوسعي".

 

قوات الكريلا تتواجد في كل مكان من حفتانين وتوجه ضربات موجعة للعدو التركي

لفت حقي آرمانج الانتباه الى هجمات الاحتلال التركي على حفتانين وآخر التطورات، وقال: "تمركز جيش الاحتلال التركي في بعض التلال الجرداء من حفتانين، حيث كانت خاوية من مقاتلي الكريلا، إلا أن قواتنا تتواجد في محيط المنطقة بشكل يحاصر جميع تلالهم؛ قام جيش الاحتلال التركي في الساعات الأولى بقصف المنطقة بواسطة الطيران الحربي وطائرات الاستطلاع والمدافع والهاون و مروحيات الكوبرا، وبعدها تمركزت قواته على تلك التلال عبر الانزالات الجوية، ولكن جميع تلك الأماكن التي تمركز فيها جيش الاحتلال، تعرضت للقصف من قبل مقاتلي الكريلا، كما أصيبت طائراتهم من نوع (سيكورسكي) وكذلك المروحيات المقاتلة من نوع (كوبرا)، كما أن أعداد قتلى جيش الاحتلال التركي في ازدياد مستمر".

 

وأشار القيادي حقي آرمانج أن الكريلا لم تنسحب من أية منطقة في حفتانين، وقال:"صحيح أن الأجواء تحت سيطرتهم، ولكننا نحن من يسيطر على الأرض، مقاتلو الكريلا في حفتانين قاوموا بكل شجاعة وبطولة ولم يتراجعوا خطوة واحدة الى الوراء، إنهم ملتزمون بتكتيكات الكريلا القائمة على الكر والفر، لا يمضي يوم واحد دون تنفيذ عملية استهداف لإحدى تلال العدو. الشيء الوحيد الذي يتفوق فيه جيش الاحتلال التركي، هي التكنولوجيا العسكرية التي يستخدمها باستمرار، حيث تتعرض حفتانين لقصف عنيف باستخدام التكنولوجيا العسكرية، بهدف التمهيد لتقدم قواتها على الأرض، ولكن مقاتلي الكريلا بمقاومتهم البطولية يقطعون الطريق أمامهم ويمنعون تقدمهم، وليعلم شعبنا جيداً أننا لن نترك حفتانين، ولن نتراجع ابداً… لأن هذه الأرض هي أرضنا، كما لم نترك ديرسم و آمــد وغرزان و بوطان، كذلك لن نترك حفتانين ايضاً. دائرة الحرب الخاصة التركية تنشر الشائعات الكاذبة في إطار حربها النفسية للتأثير على معنويات شعبنا وإرادته؛ هم يكذبون كثيراً من خلال وسائلهم الإعلامية، إلا أننا نريد القول أن أعداد شهداؤنا قد أعلناها، وأعداد قتلى العدو كثيرة، وهم يخفون هذا الشيء، جرحاهم وقتلاهم بالمئات ولكنهم لا يعلنون عنها، فالمقاومة التي تبديها الكريلا في حفتانين الآن والعمليات التي ينفذونها في اعلى مستوياتها، وهي تستحق التقدير والتبريك".

 

الهدف من الهجمات هي احتلال جميع أراضي جنوب كردستان

القائد حقي آرمانج خص بالذكر، أهداف دولة الاحتلال التركي، وقال:"إن الهدف من هذه الهجمات الاستعمارية هي احتلال كامل جغرافية جنوب كردستان".

وفي مواجهة هذا الهدف الاستعماري، لا بد من اتخاذ موقف وطني وقومي، وقال: "ليس فقط الشعب الكردي، بل حتى البيشمركه، عليهم ان يتخذوا موقفاً إيجابياً حيال هذه الهجمات، شعبنا في جنوب كردستان ومنذ مئات السنين قدموا تضحيات كبيرة، وأبدوا مقاومة تاريخية في مواجهة المحتلين، الدولة التركية الآن تستهدف حفتانين وستحاول ان تتقدم فيها، وقد أعلن رئيس حزب الحركة القومية دولت بهجلي، في وقت سابق، بأن "كريلا حزب العمال الكردستاني (PKK) قد تمركزت في السليمانية وكركوك وسيكونون هدفاً مشروعاً لنا لمهاجمتهم"، هذا إبلاغ ليكون لهم الحجة في الغد ليقولوا الكريلا موجودون في هولير وزاخو، من أجل أن يشرعنوا احتلالهم جنوب كردستان، ليس هدفهم حفتانين وأماكن تواجد الكريلا بل كافة أراضي جنوب كردستان، لذا لا تتفاجأوا غداً اذا احتلوا زاخو ودهوك وهولير، لأن هذه هي أهدافهم؛ قبل ذلك يسعون إلى القضاء على حركة الحرية ومقاتلي الكريلا، لأن العدو يعتبرها العقبة الأكبر أمام تنفيذ مخططاتها الاستعمارية، وإذا تراجعت الكريلا خطوة واحدة، سيكون جنوب كردستان الهدف التالي.

 

نداء الى البيشمركه والشعب الكردي في جنوب كردستان 

أوضح حقي آرمانج أنه لا بد من تحكيم الضمير والوجدان الإنساني، وقال: " كل من يمتلك ضميراً حياً ووجداناً إنسانياً، ممن يشهد ويسمع مقاومة الفتيان والفتيات من أبناء الشعب الكردي ضمن صفوف مقاتلي الكريلا في مواجهة آلة الحرب الوحشية لجيش الاحتلال التركي، عليه أن يبدي موقفاً وطنياً مسانداً لمقاومة هؤلاء الأبطال، سواء من خلال الانضمام إلى صفوف الكريلا أو تقديم الدعم والمساندة بشتى أنواعها، أو من لم يستطع ذلك، فبإمكانه تنظيم التظاهرات المنددة بجرائم الاحتلال التركي وسياساته القمعية والوحشية في كل مدينة وقرية و حي و شارع؛ ولكن للأسف في الوقت الحالي، هناك الكثير ممن يقفون موقف المتفرج من هجمات الاحتلال التركي  من زاخو إلى حفتانين؛ نقول لهم، إلى اي مدى ضمائركم مرتاحة..!؟ يجب ألا تصغوا لأجندات ومصالح الأحزاب السياسية.

 

الهجمات تستهدف وجودنا وأمتنا ووطننا

وتابع حقي آرمانج حديثه بالقول "هذا الغزو يستهدف القضاء على وجودنا كأمة ووطن، وليس على أي شيء آخر، لذلك لا ييسمح لأي حزب أو مؤسسة أن تقف عقبة في طريق إبداء الشعب استيائه والتعبير عن إرادته، لذلك يجب على الجميع أن يتخذ موقف مشرف ويفعل شيئاً ضد هذا الاحتلال، إذا لم يمتلك السلاح، يمكنه الوصول إلى الرفاق الكريلا للحصول عليه، لأننا إذا قاومنا بروح الوحدة الوطنية، سنتمكن من هزيمة هذا العدو الفاشي الذي يريد احتلال ارضنا و إبادة شعبنا، دعوتنا لجميع شعب كردستان وخاصة شعب جنوب كردستان والبيشمركه الذين يدعون أنهم حماة كردستان، نقول لهم "هبوا ودافعوا عن وطنكم كردستان، فالعدو يتقدم خطوة خطوة بإنشاء مقراته"، إن العمليات التي ينفذها جيش الاحتلال ليست كالعمليات السابقة، هم اليوم يبنون قاعدة في كل تلة يسيطرون عليها، والجميع يعلم أن المكان الذي ينشأ فيها الدولة التركية قاعدة لهم، لن يتركوها أبداً، هكذا يثبتون أرجلهم فيها، و لولا مقاومة كريلا حرية كردستان، لكانت كل حفتانين الآن تحت سيطرتهم واحتلالهم، حتى كان من الممكن أن يصلوا إلى زاخو، بالمقاومة البطولية التي أبداها كريلا حفتانين خلال العامين الماضيتين وبالروح الفدائية بقيادة الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في هذا الطريق لم يستطيعوا أن يتقدموا خطوة واحدة الى الأمام، فكل خطوة يخطونها يكلفهم ذلك أعداد كثيرة من القتلى.

 

يمكن دحر الفاشية باتخاذ موقف وطني موحد

وفي ختام حديثه، أكد القيادي حقي آرمانج أن روح الوحدة الوطنية والموقف الوطني الموحد، من شأنه دحر الفاشية وإفشال المخططات الاستعمارية، وقال "إذا كان لشعبنا في جنوب كردستان روح وطنية تجاه قيمه، عليه أن يقف الى جانب كريلا حرية كردستان في مقاومة الفاشية، إذا مضينا وسعينا بهذا الشكل، فسيكون لدينا مكان في الساحة الدولية، وسيكون لنا مكانة وقبول لدى الرأي العام العالمي".