جنوب كردستان: ماراثون الحوار مع بغداد ومراقبون يصفون تعدد الوفود بالموقف الضعيف

تجري الأحزاب الكردستانية لقاءات منفصلة مع أطراف سياسية في بغداد, الديمقراطي مع المالكي, الاتحاد الوطني مع العبادي وكوران, كومله وبرهم صالح مع الأطراف كافة.

في اقل من اسبوع توافد ممثلون عن الاحزاب الكردية من ضمنها وفد فني حكومي الى بغداد، لبحث حلحلة الخلافات، وتدقيق بيانات الموظفين واخر التقى قيادات شيعية، لبحث الانتهاكات في دوز خورماتو، الا ان الحراك الكردي لم يكن بمستوى الطموح السياسي لدى الشارع في جنوب كردستان، الذي اعتبر ان ماجرى خلال اسبوع من مارثون الحوار مع بغداد انتكاسة تضاف الى الانتكاسة السياسية والاقتصادية التي تزداد تعقيدا وتأزما يوما بعد يوم.

وفد معارض وكان توجه وفد من جنوب كردستان ممثلا بكل من (حركة التغيير الكردستانية والجماعة الإسلامية الكردية والتحالف من أجل الديمقراطية والعدالة) الى بغداد، والتقت الرئاسات العراقية الثلاث (الجمهورية والبرلمان ومجلس الوزراء) في محاولة لحل الأزمة بين بغداد وجنوب كردستان عقب استفتاء الاستقلال. ودعت الأحزاب كردية الثلاث الحكومة العراقية إلى وضع حد لمعاناة مواطني جنوب كردستان، وفتح صفحة جديدة من العلاقات على أساس المواطنة والعدالة والاجتماعية.

وقالت الأحزاب في بيان بعد انتهاء لقائها برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس الخميس إنه تم التأكيد على أهمية الحفاظ على مكتسبات كردستان والكيان السياسي لجنوب كردستان، وضرورة ترسيخ مبادئ الشراكة الحقيقية في مركز القرار السياسي وإيجاد الحلول الجذرية لجميع المشاكل من خلال المباحثات والحوارات الجادة بين الإقليم والمركز وفق الدستور.

وأضاف البيان أن قضية الموازنة الاتحادية ورواتب الموظفين والمستحقات المالية لشعب كردستان وحقوق البشمركة أيضا كانت موضوعا آخر للنقاشات والمباحثات مع رئيس الوزراء. وقالت الأحزاب إن العبادي وعد بحل الأزمة وتحقيق هذه المطالب "بالتعاون وتكاتف جميع أطراف السياسية"، خاصة ما يتعلق منها بإدارة المناطق المتنازع عليها، حيث أكد العبادي على إدارة تلك المناطق بمشاركة جميع المكونات، وفق البيان. بدوره، قال بيان صادر عن الحكومة العراقية إن العبادي أكد خلال اللقاء على وحدة العراق وضمان تنوعه العرقي والمذهبي. كما شدد العبادي على أن الحكومة ماضية في تأمين رواتب الموظفين بالإقليم بصورة واضحة وعادلة ووفق آلية دقيقة، كما جاء في البيان. وفد شخصي وفي نفس اليوم كشف بافل طالباني، نجل رئيس الجمهورية الراحل، جلال طالباني، عن اجتماعه مع العبادي في بغداد، امس الخميس.

وقال طالباني، في منشور على صفحته الشخصية في موقع "فيسبوك"، باللغتين الكردية والانكليزية: "لقد عقدت اجتماعا مثمرا مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بغداد". وأضاف "ناقشنا مجموعة واسعة من القضايا الملحة، والأهم من ذلك، كيفية تعزيز العلاقات بين حكومة إقليم كردستان وبغداد".

وأوضح طالباني، أنه ذكر "رئيس الوزراء بالوضع المأساوي الذي يواجهه الشعب الكردي حاليا، بسبب فصل الشتاء البارد وعدم كفاية إمدادات الكهرباء والحظر الدولي المستمر على الطيران"، مؤكدا "ضرورة أن تتفق الحكومتان بسرعة على جميع المسائل المتعلقة بالميزانية". وختم قائلا، "لقد أحرز تقدم اليوم، وأنا أتطلع إلى استمرار علاقة جيدة مع رئيس الوزراء".

وفد مناطق متنازع عليها وعلى صعيد متصل اجتمع وفد من كرد دوز خورماتو يجتمع مع قيس الخزعلي مع زعيم جماعة "عصائب اهل الحق" قيس الخزعلي في النجف وافادت مواقع محلية عراقية بان وفدا من كرد قضاء وز خوماتو الذين هجروا بعد احداث 16 أكتوبر/تشرين الأول اجتمع مع الخزعلي في النجف، ان الوفد طرح على الخزعلي الانتهاكات التي تعرض ولازال يتعرض لها الكرد في طوز دوماتو على ايدي الحشد الشعبي.

وعن كركوك كان توجه قبل اسبوع وفد من كركوك عن الاتحاد الوطني الكردستاني الى بغداد لبحث عدد من الملفات العالقة بين اربيل وبغداد، وخاصة الاوضاع في محافظة كركوك، وضم الوفد نوابا عن محافظة كركوك، وعضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني ورزكار علي عضو المجلس القيادي للاتحاد الوطني خالد شواني.

وكشفت مصادر مطلعة لوكالة فرات الإخبارية (ANF) إنّ الزيارة واللقاءات لم ينتج عنها اي حلحلة لوضع كركوك. وفد فني الى ذلك انهى وفد فني يمثل حكومتي بغداد واربيل، اجتماعا امس الخميس، لبحث تسديد رواتب موظفي التربية والصحة في جنوب كردستان.

ونقلت مصادر اعلامية ان الاجتماع توصل لمرحلة متقدمة بصرف رواتب موظفي الوزارتين، وبانتظار تدقيق اسماء الكوادر وفق نظام البايومتري من قبل الحكومة العراقية. وان اجتماع الوفد الفني يأتي لاستكمال تدقيق سجلات وكشوفات رواتب الموظفين في قطاعي الصحة والتربية في جنوب كردستان والدعوة لفريق فني ايضاً للاجتماع بلجنة متخصصة فيما يتعلق بالامن الحدودي والمنافذ الحدودية. تشتت اما في جنوب كردستان وبحسب محليين ومهتمين بالشأن السياسي، فان توجه الوفود والشخصيات كل على حدا يضعف الموقف الكردي في بغداد، في وقت لاتعترف فيه المعارضة بتمثيل وفد حكومة الاقليم لها، خاصة بعد انسحاب كل من حركة التغيير والجماعة الاسلامية من حكومة جنوب كردستان، تعتبر احزاب الحكومة ان توجه احزاب المعارضة الى بغداد هو احداث شرخ في الصف الكردي.

ويبدو ان الصراع السياسي بات ينعكس على حسم الخلافات بين اربيل وبغداد وأن الاخيرة تستغل الصراع السياسي في جنوب كردستان بتأجيل حسم الملفات ومنها ملف راوتب الموظفين والملفات الاخرى.

الاعلامي كارون يارويس، كتب على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي انه بدل ان تتوجه وفود جوبية متشتتة الى بغداد، كان الاجدر تحل الخلافات الداخلية وتشكيل وفد موحد الى بغداد. ماعدا ذلك زيارة الوفود الى بغداد سيزيد من الانقسام الكردي وسيزيد من تعقيد الازمة الداخلية، يجعل من مركز العبادي، وبغداد اكثر قوة.

وتصاعد التوتر بين بغداد واربيل عقب إجراء الإقليم استفتاء الاستقلال في 25 سبتمبر/أيلول الماضي، واعتبرته بغداد غير دستوري ورفضت الدخول في حوار مع جنوب كردستان لحين إلغاء نتائجه. وفرضت بموجبه القوات العراقية خلال حملة أمنية أجريت في 16 أكتوبر/تشرين الأول الماضي السيطرة على الأغلبية العظمى من مناطق متنازع عليها بين الجانبين، بينها محافظة كركوك وفرضت كذلك عقوبات، منها حظر سير الرحلات الجوية الدولية من وإلى مطاري أربيل والسليمانية في الإقليم.