تظاهرات حاشدة جنوب كردستان... آسايش أربيل تعتدي على عضو بالبرلمان

خرجت اليوم الأحد مظاهرات حاشدة في مدن جنوب كردستان، تطالب بصرف رواتب المواظفين بشكل كامل وإلغاء نظام الادخار المفروض على الموظفين منذ سنتين.

شهدت العديد من مدن جنوب كردستان، الأحد، تظاهرات احتجاجية ضد استمرار نظام ادخار الرواتب وسوء الأوضاع المعيشية، وفيما موجة الاحتجاجات الغاضبة  وللمرة الأولى تصل محافظة أربيل، يتعرض نائب عن الجماعة الإسلامية خلال مشاركته في المظاهرة لاعتداء من قبل آسايش مدينة أربيل.

وتأتي هذه التظاهرات بعد نحو أسبوع من إعلان الحكومة الاتحادية إطلاق رواتب جميع موظفي جنوب كردستان، ومن ضمنهم عناصر قوات البيشمركة.

وخرج  الموظفون في مدينة السليمانية ومحيطها في تظاهرة حاشدة طالبوا خلالها حكومة جنوب كردستان بدفع رواتبهم كاملة وإلغاء نظام الادخار المفروض على الموظفين منذ سنتين.

وبحسب بيخال نامق، معلمة وعضو اللجنة المنظمة للتظاهرات الاحتجاجية في مدينة السليمانية، فإن التظاهرات ستسمر إلى أن تتراجع الحكومة عن نظام الادخار وتصرف رواتب الموظفين كاملة.

وقالت نامق لوكالة فرات للأنباء ANF   :"إن خروج الموظفين اليوم في تظاهرات احتجاجية هو تعبير عن غضبنا من سلوك الحكومة خاصة بعد إرسال الحكومة  الاتحادية  رواتب جميع موظفي جنوب كردستان، إلا أن حكومة الإقليم تستمر بفرض نظام الادخار في صرف الرواتب التي أرسلتها بغداد"، مشيرة أن "رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أرسل رواتب وزارتي الصحة والتربية كاملة إلا أن حكومة الإقليم لا تريد صرف رواتبنا كاملة وتستمر في نظام الادخار ".

وأضافت: "إننا سنستمر أيضا في مقاطعة الدوام الرسمي إلى أن تستجيب الحكومة لمطالبنا".

ورغم الانتشار الأمني المكثف لعناصر الآسايش ومكافحة الشغب، شهدت مدينة أربيل ولأول مرة والمناطق التابعة لها، تظاهرات حاشدة، وأمهل المتظاهرون حكومة جنوب كردستان مدة 48 ساعة لإلغاء ادخار الرواتب، مؤكدين إنهم سيلجؤون إلى مقاطعة الدوام بعد انتهاء المدة.

وانطلقت  تظاهرة الكوادر الصحية أمام مستشفى أربيل، وخرجت تظاهرة أخرى للمعلمين والكوادر الصحية أمام حدائق شاندر وسط مدينة أربيل.

كما وتعرض النائب عن الجماعة الإسلامية الكردستانية، سليم همزة، إلى الاعتداء والضرب من قبل قوات الآسايش خلال تظاهرات أربيل.

إلى ذلك أكد النائب عن كتلة التغيير النيابية كاوه محمد في بيان ، إن "اليوم وأثناء مظاهرة في مدينة أربيل لأصحاب الحق المسلوب موظفي إقليم كردستان للمطالبة بدفع رواتبهم، قامت عناصر من حزب الديمقراطي الكردستاني بالاعتداء على النائب (سليم همزة) من كتلة الجماعة الإسلامية وأيضا قاموا بالاعتداء وضرب المتظاهرين".

وأضاف "في الوقت الذي نشجب و نستنكر هذه الاعتداءات السافرة، نقول بان هذا دليل على الإفلاس السياسي والأخلاقي للسلطة الحاكمة والمتسلطة عنوة على رقاب المواطنين في إقليم كردستان".

وتابع "نحن ككتلة التغيير نؤكد مرة أخرى بأننا ندعم حقوق موظفي إقليم كردستان و جميع مواطني الإقليم الذين يعانون الأمرين ومنذ سنين من ظلم واضطهاد سلطة فاسدة غير شرعية وتعمل على المحافظة على مصالحهم الحزبية والعائلية فقط وتتاجر بحقوق الشعب ومستقبلهم في سبيل ذلك".

أما في دهوك وبحسب وسائل إعلام كردية فان تظاهرات المعلمين بدأت أمام المديرية العامة للتربية في دهوك، مطالبين بتحسين الأوضاع المعيشية وإلغاء نظام الادخار الحكومي للرواتب.

وكان المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء سعد الحديثي قد أكد في (19 آذار 2018)، أن الحكومة الاتحادية صرفت (318) مليار دينار لتوزع على جميع الموظفين في إقليم كردستان

فيما أعربت النائب عن تحالف القوى الكردستانية نجيبة نجيب في تصريحات صحفية، عن استيائها لقيام الحكومة الاتحادية بإرسال مبلغ 318 مليار دينار فقط كرواتب لموظفي إقليم كردستان، مشيرة إلى أن ذلك المبلغ لا يكفي لسد 25 % من رواتب الموظفين لشهر واحد.

ويعاني موظفو جنوب كردستان منذ عدة أشهر أوضاعا اقتصادية صعبة نتيجة عدم استلام رواتبهم بعد الخلافات التي اندلعت بين بغداد وأربيل على خلفية إجراء الإقليم استفتاء حق تقرير المصير في أيلول /سبتمبر الماضي.