تركيا تقتل والديمقراطي يتستر 

يواصل جيش الاحتلال التركي ارتكاب الجرائم بحق أبناء الشعب الكردي في جنوب كردستان، وبالمقابل يحاول حليف تركيا، حزب الديمقراطي الكردستاني PDK، بشتى السبل التستر على الجرائم التركية.

منذ نحو ثلاثين عاماً وجيش الاحتلال التركي يشن هجماته البرية والجوية على مناطق زاغوروس، خاكورك، خنير وقنديل في جنوب كردستان.
أدت هذه الهجمات إلى وقوع مئات الضحايا من المدنيين من أبناء الشعب الكردي وإصابة الآلاف في جنوب كردستان. كذلك أدى القصف التركي الجوي، المدفعي والصاروخي إلى تهجير مئات العائلات من أبناء المناطق الحدودية. 
وكانت أحد افظع المجازر التي ارتكبتها تركيا في العام 2000 في منطقة "كولي" التابعة لسيدكان وأدت إلى مقتل 39 شخصاً غالبيتهم من النساء والأطفال. 
وفي العام 2008 بدأت تركيا بتكثيف هجماتها على إقليم جنوب كردستان، وأحد أكثر المناطق التي شهدت هجوماً كبيراً ومعارك طاحنة من جبال قنديل.
وتضم منطقة قنديل الجبلية 63 قرية، جميعها تعرضت للكثير من الغارات الجوية والهجمات الصاروخية من قبل الاحتلال التركي بحجة محاربة حركة التحرر الكردستاني وعلى مدى سنوات طويلة، إضافة إلى الخسائر البشرية الكبيرة نتيجة القصف التركي أيضاً تعرضت ممتلكات، مزارع وحقول القرويين لأضرار كبيرة.
وكانت أحد مجازر الدولة التركية أيضا في 21 آب/أغسطس 2011. حيث تعرضت إحدى العائلات من قرية "بولي" التابعة لبدلة رانيا لقصف جوي من قبل الطائرات الحربية التركية. 
وأدى القصف التركي إلى مقتل جميع أفراد العائلة المؤلفة من سبعة أشخاص بشكل وحشي، وبين الضحايا طفلة رضيعة عمرها سنة واحدة. 
أيضاً بتاريخ الأول من شهر آب/أغسطس 2015، وعند الساعة الرابعة صباحاً شنت الطائرات الحربية التركية غارة على قرية "زرغلي" وارتكبت مجزرة أخرى.
ويقول المواطن ريناس اغرش الذي كان شاهداً على المجزرة: "كان الجو مظلماً عندما بدأت الطائرات التركية بإلقاء 19 صاروخاً على منازل المدنيين. وأدى القصف إلى مقتل ثمانية مدنيين، وإصابة العشرات وتدمير ثمانية منازل بالكامل وتضررت ممتلكات القرويين إلى حد كبيرة وأحرقت سياراتهم.
وتواصل تركيا هجماتها على أراضي جنوب كردستان والعراق، حتى اليوم، وتستمر طائرات الاستطلاع وطائرات بدون طيار في خرق الأجواء العراقية للقيام بعمليات كشف للمنطقة بشكل يومي.
في هذا السياق صرح الرئيس المشترك لبلدية قنديل محمد حسن لوكالة فرات للأنباء (ANF) قائلاً: إن "مناطق المدينة تتعرض بشكل يومي للقصف من قبل الطائرات التركية. وهذا القصف أدى إلى وقوع خسائر كبيرة في ممتلكات القرويين والمصادر الرئيسية لتأمين سبل العيش كالحقول، البساتين، المراعي وثروة أهالي القرى من الماشية".


وأوضح أن "القصف التركي مؤخراً أدى إلى فقدان 23 مدني لحياته وإصابة 30 آخرين كما وأدى إلى تدمير أكثر من مئة منزل فلم يعد صالحاً للسكن".
وأضاف "عندما يتم نقل ضحايا القصف التركي إلى مستشفى قضاء صوران، بأوامر من الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK غير الأطباء سبب الوفاة والإصابة. فعوضاً عن كاتبة السبب "قصف الطيران التركي" كتبوا "تفجير مجهول" وهذا للتستر على جرائم الدولة التركية".
وتتواصل مجازر الدولة التركية، التي لا حدود لها، بحق المدنيين، ففي 21 آذار لهذا العام، استهدفت الطائرات التركية مجموعة من الأشخاص من قرية سركان أثناء احتفالهم بعيد النوروز، وأدى القصف إلى مقتل أربعة أشخاص وهم (بيجن مصطفى، درباز محمد يونس، محمد إسماعيل حميد وشيرو محمود إبراهيم).
وعندما تم نقلهم إلى مستشفى صوران للتشريح، أعلن الأطباء أن تفجير مجهول أدى إلى الوفاة، في حين أن الجميع يعلم أن الطيران التركي في تلك الأثناء كان في سماء المنطقة وشن غارة في المنطقة وأدى قصفها إلى مقتل المدنيين.  
ويقول المواطن من قرية سركان رسول قادر المعروف باسم مام رسول، وكان شاهداً على مجزرة سركان،: إنه "عند الساعة الواحدة وخمس دقائق، بدأت الطائرات التركية بقصف القرية. بنفسي وبعد انتهاء القصف بدأت أجمع شظايا الصواريخ التركية وسلمتها لقوات الأسايش والمؤسسات الحكومية". 
وعبر مام رسول عن غضبه تجاه صمت الحكومة إزاء هذه الهجمات والمجازر مؤكداً: "حزب الديمقراطي الكردستاني PDK يتستر على جرائم الدولة التركية بحق مواطني جنوب كردستان".
أهالي الضحاياً أيضاً غير راضين عن صمت وتستر حزب الديمقراطي الكردستاني على الجرائم التركية.
ويقول والد الضحية مصطفى: "ملفات التشريح المتعلقة بسبب الوفاة تم استبدالها أو تغييرها، الجميع يعلم أن أبناءنا قتلوا نتيجة القصف التركي، لكن وللأسف حكومة إقليم جنوب كردستان أعلنت أن سبب الوفاة هو انفجار مجهول". 
ويضيف شقيق الضحية محمد إسماعيل أيضاً "الدولة التركية بنفسها تعترف بقصف مناطقنا، لكن حكومة إقليم كردستان تريد إخفاء الحقيقة وتعلن أن سبب الوفاة هو تفجير مجهول".
ويقول همين إبراهيم، شقيق أحد ضحايا الهجمات التركية،: "نحن ندعو حكومة إقليم كردستان إلى تصحيح تلك الملفات المتعلقة بجرائم قصف الدولة التركية وعدم إخفاء الحقيقة. فيجب أن تصل الحقيق إلى كل العالم ويعرفوا أن الطيران التركي هو الذي تسبب بوقوع هذه المجازر".