تركيا تستمر في تدمير المعالم الأثرية في روج آفا

تبذل الدولة التركية الفاشية جهود وإمكانيات كبيرة لتدمير تاريخنا وإبادة شعبنا من خلال الممارسات الوحشية التي ترتكبها بحق شعبنا في روج آفا  

يعد جبل شيخ بركات في مدينة دارزة الواقعة شرقي مدينة حلب من المناطق والمعالم الأثرية والتاريخية، وينسب هذا الاسم الى الشيخ بركات وهو شيخ إيزيدي  كان يقطن المنطقة قبل 500 عام. 
وقتها كانت الإمبراطورية الرومية تتخذ من هذا الجبل كموقع استراتيجي لهم. وكان هذا الجبل منطقة للكرد الإيزيديين قبل أن تحتلها الإمبراطورية العثمانية، التي ارتكبت مجازر كبيرة من قتل وتهجير وتنكيل ضد الشعب الإيزيدي ومن بقوا اضطروا اعتناق الاسلام خوفا على أرواحهم. 
وكان جبل شيخ بركات بالنسبة للشعب الإيزيدي المكان الثاني للحج والعبادة بعد لالش قبل أن تدخله المجموعات الارهابية المسلحة المزعومة بجبهة النصرة في عام 2013 حيث كان الشعب الإيزيدي يزورون المنطقة. 
وفي 7 من اشباط عام 2018 أسست الدولة التركية المحتلة نقاط عسكرية في كلا من الجبلين سامان وشيخ بركات لتفرض سيطرتها على إدلب ومناطق شرقي حلب.

وبعد الاحتلال التركي للمنطقة  قامت بهدم قبر شيخ بركات كما دمرت المعالم التاريخية المتبقية في تلك المنطقة ساعية إلى إيصال الجدار العازل، الذي يضم مدينة عفرين إلى الأراضي التركية، لمنطقة شيخ بركات.
وفي هذا السياق أكدت العضوة في الاتحاد الإيزيدي كولي جعفر أن منطقة شيخ بركات هي منطقة ذات أهمية كبيرة ليس فقط بالنسبة للشعب الإيزيدي، وإنما لكل شعوب المنطقة من أرمن، مسيحيين ومسلمين وقالت: "دمرت الدولة العثمانية تاريخ هذه المنطقة أكثر من جميع الدول والإمبراطوريات، التي احتلت هذه المنطقة على مر العصور، وكان لدينا مكان مقدس في منطقة نبي هوري، بنت الدولة العثمانية مسجد هناك وعينت شيخ للمسجد وبهذه الطريقة فرضت سيطرتها على تلك المنطقة".
وأوضحت أن شيخ بركات كان كردي إيزيدي وكان لديه شقيق يدعى الشيخ علي وكانا يدافعان عن أرضهما ودينهما وقد استشهدا في منطقتهما دفاعا عنها، فدفن شيخ بركات في جبل شيخ بركات، أما الشيخ علي فدفن في قرية باصوفان. وتبعد المنطقين 2 كيلو متر عن بعضها. وكان الناس قبل الاحتلال التركي الغاشم يذهبون إلى تلك المنطقتين ويُشعلون الشموع. 
وأضافت "أما الإيزيديون الذين لم يكونوا قادرين على الذهاب إلى منطقة لالش للحج كانوا يأتون إلى هاتين المنطقتين لقضاء الحج في كل عام.

إلا أن الدولة التركية أسست قواعدها العسكرية بعد احتلالها لمدينة عفرين لأن منطقة شيخ بركات تطل على جميع المناطق من حولها من حلب، إدلب، الشهباء وعفرين". 
وأكدت: "ونحن في منطقة الشهباء يظهر أمامنا جبل شيخ بركات وهذه المنطقة المقدسة دمرتها الدولة التركية بهدف إبادتنا وإبادة تاريخنا، ولكننا نرفض هذا الأمر وسنحمي أرضنا وتاريخنا ولن نسمح للدولة التركية المحتلة من تدنيس أرضنا وتدمير تاريخنا لأننا سنسترجعها بالنضال والمقاومة".