تركيا تدير الحرب في ليبيا بأموال المساعدات التي يرسلها الاتحاد الأوروبي للاجئين السوريّين

يتم إرسال المرتزقة "الجنود المأجورين" من سوريا إلى ليبيا عبر قناتين، الجهة المنظمة للقناة الأولى هي الدولة التركية والثانية هي روسيا.

أرسلت الدولة التركية حتى الآن 14000 من مرتزقة المناطق التي احتلتها في سوريا إلى حكومة المصالحة الوطنية بقيادة الإخوان المسلمين في ليبيا.

وبحسب ما ورد قامت روسيا بجمع بعض أفراد العوائل السنية في منطقة درعا والذين كانوا ضمن جبهة المعارضة السورية، ومن ثمّ أرسلتهم إلى ليبيا للتخلّص منهم.

وبحسب مصادر، فإنّ  روسيا تجمع هؤلاء في قاعدة حميميم بسوريا وتدربهم مدة أسبوع لترسلهم الى ليبيا من أجل القتال الى جانب الجيش الوطني.

الدولة التركية التي أرسلت لأول مرة جهاديين من سوريا إلى ليبيا، تقوم بذلك بشكل ممنهج منذ فترة طويلة.

الدولة التركية أرسلت 12 ألف مرتزق من سوريا الى ليبيا

وذكر تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان، نشره في 21 حزيران، أنّ عدد المرتزقة الذين أُرسلوا من سوريا إلى ليبيا قد بلغ أكثر من 13 ألفاً، في ليبيا قُتل 417 منهم بينهم 30 طفلاً.

وأشار التقرير ذاته إلى أنّ عدد "المجندين من الأطفال" الذين أرسلتهم الدولة التركيّة من سوريا إلى ليبيا يبلغ 300 طفل، وأن الدولة التركية ترتكب جريمة ترتقي الى مستوى "جرائم الحرب".

وتحدث رئيس المنتدى الكردي الألماني يونس بهرام لوكالة فرات للأنباء ANF حول قيام الدولة التركية بإرسال جهاديين، قائلاً:" إن دولة الاحتلال التركي تقوم بجمع المرتزقة في المناطق التي احتلتها وترسلهم عبر مطار ديلوك (عنتاب) بالطائرات الى ليبيا".

التجنيد مقابل المال أصبح وسيلة للعيش 

وأوضح بهرام أنّ الدولة التركية، ومنذ مدة طويلة، "ترسل المرتزقة من سوريا الى ليبيا، ولكن مع تطبيق قانون قيصرعلى سوريا من جانب الولايات المتحدة الامريكية والذي أثّر على الاقتصاد السوري وخلق حالة من الفقر بين أبناء الشعب السوري، استغلت الدولة التركيّة حالة الفقر وصعوبة العيش في تجنيد الشباب والأطفال من مناطق مختلفة على شكل العسكرة المأجورة كوسيلة لتأمين لقمة العيش". 

الأموال التي تتلقاها تركيا كمساعدات للاجئين من الاتحاد الأوروبي تدفعها رواتب للمرتزقة

ولفت بهرام إلى أنّ الدولة التركيّة تحقّق من إرسال مرتزقة سوريّين إلى ليبيا عدّة مكاسب، مضيفاً "يُدفع لكل مرتزق 2000 دولار شهرياً. لكنهم يدفعون 300 دولار فقط، يتم توقيع الاتفاق بمنح المبلغ المتبقي أي 1700 دولار لعائلته. ومصدر تلك الأموال هي المساعدات التي يرسلها الاتحاد الأوروبي لتركيا للاجئين السوريّين المقيمين على أراضي الأخيرة. لكنّ الحقيقة أنّ الأموال تُدفع على شكل رواتب للمرتزقة وأيضاً مساعدات لحكومة السراج في ليبيا، إلى جانب أموال قطريّة، تُرسل كلّ تلك الأموال على شكل بيترودولار. 

عودة الكثير من المرتزقة إلى سوريا

من جانبه، قال الصحفي دليل زيلان إنّ الدولة التركية أرسلت عدة مجموعات من المرتزقة المنضوين تحت مظلة الجيش الوطني السوري إلى ليبيا عبر ممر انتقال الجهاديين على خط سوريا ـ ليبيا. 

وأكّد زيلان أنّ بعض المرتزقة عادوا إلى بلادهم لأنهم لم يتلقوا رواتبهم، ما أدّى إلى خلافات كبيرة بين مجموعاتهم والدولة التركيّة.

النقل من سوريا باتجاه ليبيا، ومن ليبيا الى جنوب كردستان 

ونوّه الصحفي فرهاد شامي إلى أنه يراقب تحرّكات المجموعات المسلحة السورية عن كثب، وقال: "الدولة التركية أرسلت من 15 الى 16 مجموعة تابعة للجيش الوطني السوري والبالغ عددهم أكثر من 13 ألف مرتزق إلى ليبيا. موضحاً أن 2000 من هؤلاء المرتزقة أعيدوا إلى تركيا في الأسابيع الأخيرة الماضية، وقال: "أكثرهؤلاء المرتزقة هم من كتيبة السلطان مراد وكتيبة الحمزات وسليمان شاه. ووفق معلومات حصلنا عليها من مصادرنا، فإنّ تركيا تقوم بتدريب مرتزقة سوريّين عادوا من ليبيا، وتتحضّر لإرسالهم إلى حفتانين بجنوب كردستان للمشاركة في قتال مقاتلي حزب العمّال الكردستاني PKK".

وأوضح شامي أنّ مرتزقة جيش الإسلام، وفيلق الرحمن، وأحرار الشرقية، وجيش الشرقية، الذين تم ارسالهم قبل الآن إلى ليبيا ولم يقبضوا رواتبهم، حدثت مناوشات بينهم وبين الدولة التركية، وأضاف "كانوا قد اتفقوا على إعطاء كلّ مرتزق ألفي دولار مقابل ذهابه الى ليبيا، وحسب المعلومات فقد أعطي لكل واحد 400 دولار وبالليرة التركية، ولأجل هذا قررت بعض الجماعات سحب عناصرها، مما أدى إلى حدوث خلافات بين الدولة التركية وهؤلاء المرتزقة".

الجهة الأخرى المرسلة للمرتزقة هي روسيا

الجهة الثانية التي ترسل المرتزقة الى ليبيا مقابل المال هي روسيا، ويقال بأنّ الروس يجمعون المرتزقة في قاعدة حميميم في سوريا وتدربهم قرابة أسبوع ومن ثم ترسلهم الى ليبيا للقتال الى جانب الجيش الوطني هناك.

هدف روسيا هو إضعاف قوّات سوريا الديمقراطيّة

وقال الصحفي دليل زيلان إنّ روسيا، في الفترة الأخيرة، أبلغت العشائر السنية في دير الزور وجنوب الحسكة والرقة عن حاجتها الى تجنيد الشباب العربي مقابل المال، مشيراً إلى أنّ هدف روسيا من ذلك هو "إضعاف قوّات سوريا الديمقراطيّة".

وأكّد فرهاد شامي ما ذهب إليه زيلان بأنّ روسيا تستهدف قوّات سوريا الديمقراطيّة في طلبها من العشائر العربيّة تجنيد شبابها، وقال: "روسيا تحاول في المناطق التي تقع تحت سيطرة النظام السوري في الجزيرة وتل براك وتل حميس ومناطق أخرى، تجميع مجنّدين مقابل الرواتب، ولكنها فشلت في مسعاها.. العديد من الاشخاص ضمن الجماعات المسلّحة في منطقة درعا والذين كانوا في صفوف المعارضة السورية تم تصفيتهم عبر اتفاقية، وأيضاً يتم ارسال الكثير من أهالي منطقة القلمون والحدود اللبنانية وريف دمشق إلى ليبيا، وبتنفيذ قانون قيصر على سوريا الذي أثّر على الحالة الاقتصادية وزيادة الفقر وصعوبة الحالة المعيشية للشعب، من المرجح زيادة التجنيد مقابل المال في سوريا".