بين التهدئة والتصعيد... أربيل ترسل وفودا فنية وبغداد تحشد قواتها لمهاجمة جلولاء وكلار

وسط توارد الأنباء عن إرسال الإقليم وفداً ألى المركز لمناقشة إعادة فتح المطارات والمعابر، تنتشر أخبار عن حشود عسكرية عراقية تسعى إلى الاستيلاء على مناطق حدودية بين جنوب كردستان وشرق كردستان.

فيما تتوارد الأنباء عن زيارة وفود فنية من جنوب كردستان إلى بغداد في إطار مساعي التهدئة لبدء حوار رسمي بين أربيل وبغداد وحلحلة الأزمة، يدور حديث عن تحشد القوات الاتحادية من جهة كركوك سليمانية، وجلولاء سليمانية.

وكشف مصدر في برلمان إقليم كردستان، الأربعاء، عن الاتفاق على إرسال وفد من قبل حكومة إقليم كردستان إلى بغداد من اجل التباحث بشأن افتتاح مطارات الإقليم.

وبحسب ما نقلته مواقع محلية كردية عن المصدر فان "نائب رئيس حكومة إقليم كردستان قوباد طالباني اجتمع مع وزارة النقل والاتصالات، بشأن زيارة وفد من إقليم كردستان إلى بغداد لفتح مطارات الإقليم".

وبين المصدر، انه "تم الاجتماع بمديري مطاري أربيل والسليمانية ، وجرى في الاجتماع مناقشة إرسال وفد من الإقليم إلى بغداد، يوم الأربعاء المقبل، للتباحث مرة أخرى حول فتح المطارات والمعابر الحدودية".

وكانت حركة الطيران الدولي من إقليم كردستان وإليه قد توقفت، في29 أيلول 2017، بعد أن فرضت الحكومة الاتحادية حظرا جويا على جنوب كردستان ردا على تصويت جنوب كردستان على استفتاء الاستقلال.

إلى ذلك اجتمع وفد من مديريات جوازات السفر والإقامة وبطاقة المعلومات والجنسية بمحافظات جنوب كردستان (أربيل والسليمانية ودهوك)، أمس الثلاثاء، مع وزير الداخلية العراقي، قاسم الأعرجي، في بغداد.

ونقل عن الاعرجي تشديده على إعادة تنظيم تعليمات العمل بشكل مشترك مثنيا على دور الوفد لتسيير شؤون المدنيين في الإقليم.

ورفض الاعرجي خلال اللقاء الخلط بين نشاط الوفد في الإقليم وبين الخلافات السياسية مبديا استعداده بتقديم طلب في اجتماع مجلس الوزراء بفتح مطارات إقليم كردستان، بحسب مواقع عراقية.

وترتبط مديريات جوازات السفر والإقامة وبطاقة المعلومات والجنسية في محافظات جنوب  كردستان إدارياً بالحكومة العراقية.

وتقدر الأضرار الاقتصادية اليومية بسبب الحظر الجوي على جنوب كردستان  بأكثر من 400 ألف دولار، مع انخفاض عدد المسافرين والقادمين عبر مطاري أربيل والسليمانية،  ولا يمكن استئناف رحلات الطيران الدولي في مطارات جنوب كردستان الا عن طريق الحكومة الاتحادية في بغداد بحسب تأكيدات مسؤولين في وزارة النقل بحكومة جنوب كردستان.

حشود عسكرية

إلى  ذلك كشف مصدر في شرطة گرميان أن الجيش العراقي حاول قبل أيام إخراج شرطة گرميان من المعبر الفاصل بين ناحية جلولاء بقضاء خانقين وقضاء كلار مركز إدارة گرميان في جنوب كردستان، مضيفا أن "إحدى القوات التي قدمت، يوم أمس، إلى المنطقة تابعة لعصائب أهل الحق، فيما قدمت قوة أخرى وهي تابعة للجيش العراقي وقامت بوضع سيطرة مستقلة".

بدأت قوات الجيش، يوم أمس، تحركاتها من شمال محافظة ديالى باتجاه قضاء كلار لاستعادة مناطق تابعة لناحية كولجو والتي تعتبر من المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل.

والجيش العراقي مع فصيل من الحشد حاول التقدم باتجاه ناحية كولجو والتي كانت من المناطق الحدودية بين الحكومة العراقية وجنوب كردستان قبل عام 2003.

وعلى الصعيد ذاته، كشفت صحيفة سعودية، اليوم الأربعاء، عن حدوث أزمة بين رئيس الوزراء حيدر العبادي ووزير الداخلية قاسم الأعرجي، مشيرة إلى أن العبادي وبخ الأعرجي بسبب ما اعتبره تدخل في شؤون الجيش بمحيط السليمانية، واعتبره "تجاوز لحدود عمله".

ونقلت صحيفة عكاظ في تقرير، عن مصادر في ديوان الرئاسة العراقية قولها، إن "العبادي وبخ الأعرجي أمس بسبب تدخله في شؤون الجيش في محيط السليمانية، والطلب من الوحدات العسكرية عدم التقدم باتجاه القرى والبلدات المحيطة بالمحافظة".

وأضافت المصادر، أن "الأعرجي أبلغ العبادي أن تدخله حال دون وقوع اشتباكات مسلحة بين القوات العراقية وقوات البيشمركة التي كانت على وشك مهاجمة القوات العراقية، وهي تستعد للسيطرة على إحدى الطرق الرابطة بين بلدتي «جلولاء وكلارا»، إثر رفض البيشمركة تسليم السيطرة في هذه المناطق".

وأوضحت المصادر، أن "تدخل الأعرجي لم يكن بطلب رسمي وإنما كان تصرفا شخصيا، ما أثار غضب العبادي الذي اعتبر ما قام به وزير الداخلية تجاوزا لحدود عمله ما أفشل تقدم القوات العراقية التي كانت قد تهيأت للتقدم للسيطرة على طريق حيوي ينهي سيطرة البيشمركة عليه. وطلب رئيس الوزراء من الأعرجي سحب قوات الشرطة العراقية التابعة لوزارة الداخلية بعد أن نشرها وسط الجانبين لمنع أي مواجهات مسلحة".