برواري: على الشعب أن يرغم الأحزاب السياسية على الوحدة الوطنية

أشار عضو المؤتمر الوطني الكردستاني، كاميران برواري، حاجة الأجزاء الأربعة من كردستان للوحدة الوطنية وأكد على أنه من غير الممكن أن تنجح الثورة الكردية، دون الوحدة والاتفاق الكردي المتعدد الأطراف ودون استراتيجية كردستانية.

تحدث كاميران برواري، عضو المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) لوكالة أنباء فرات (ANF) عن الوحدة الوطنية الكردستانية، وقال " الوحدة الوطنية ليست مرهونة بيد الأحزاب السياسية، يمكن أن يكونوا جزءاً منها، لكن شعبنا بمؤسساته وشخصياته الاعتبارية ومكوناته المتنوعة، يمكنهم إرغام الأحزاب السياسية ودفعهم نحو الوحدة الوطنية."

وأكد بروراي على أن الوحدة الكردية هي مسألة استراتيجية وضرورة تاريخية ومستقبلية، وأن المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) مؤسسة موجودة لتحقيق هذا الغرض.

وقال برواري " المؤتمر الوطني الكردستاني قام بأعمال مباركة من أجل تحقيق الوحدة، من خلال التواصل مع كافة الشخصيات والأطراف والأحزاب الكردستانية  وعلى كافة الصعد، وفتحت أبوابها للحوار حول جميع الأمور المتعلقة بالوحدة الوطنية والمشاكل العالقة، كما أن المؤتمر ليست مظلة إيديولوجية وحزبية بل هي مظلة قومية ووطنية ومكان لجميع الكرد والكردستانيين، ولذلك على كافة الشخصيات والأحزاب والأطراف الكردستانية التي لم تنضم بعد للمؤتمر، أن يأخذوا مقاعدهم ضمنه."

وأفاد برواري أن المؤتمر الوطني الكردستاني استطاع تحقيق هدفين هامين خلال الفترة الماضية، الأول يتجسد في التمثيل الدبلوماسي والسياسي للقضية الكردية في المحافل الدولية، والثاني هو أن المؤتمر يمثل حالياً المنصة الجامعة الأكبر كردستانياً والتي تلقى أكبر نسبة من الثقة لدى الكردستانيين.

 وانتقد برواري الأحزاب الكردستانية الحاكمة في جنوب كردستان، وقال " لا نرى أن هناك مقاربة صحيحة للوحدة الوطنية الكردستانية من قبل الأحزاب الحاكمة في جنوب كردستان، لأنهم لو أرادوا الوحدة فعلياً، عليهم فتح باب الحوار الديمقراطي والسياسي والوطني والتوجه صوب تغليب المصلحة الوطنية العليا والابتعاد عن المصالح والأجندات الشخصية والعشائرية المناطقية الضيقة."

ونوه برواري إلى أن قضية الوحدة الوطنية قابلة للحل على الأسس الوطنية ومن خلال عقد اتفاقات استراتيجية وطنية مشتركة، ولذلك يتعين على كافة الأطراف الكردستانية أن تصحح وتصوب استراتيجيتها بما تتوافق مع مصالح الأجزاء الأخرى من كردستان.

وتابع بروراي حديثه بالقول " لا يجوز البتة أن يكون أحد الأطراف الكردستانية في تعاون مع العدو سواء في تركيا أو سوريا ومن الجانب الآخر يدعي إرادة الوحدة الوطنية، كما أن العلاقات مع الدول الغاصبة لكردستان كانت لها نصيب في منع تشكيل الوحدة الوطنية الكردستانية، الموضوع الأكثر تداولاً في الشارع الكردي هو " الوحدة الوطنية منذ العام 1960، كما أنني مقتنع أن الموقف الضبابي للحزب الديمقراطي الكردستاني سيستمر، وأنا غير مؤمن بالحزبين (الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني) في موضوع التقارب من الوحدة الوطنية الكردستانية."

وأبدى برواري وجهة نظره في سبل تحقيق الوحدة الوطنية، قائلاً " برأيي أن الوحدة الوطنية لا تتحقق فقط من خلال الاحزاب السياسية، يمكن أن يكونوا جزءاً منها، لكن شعبنا بمؤسساته وشخصياته الاعتبارية ومكوناته المتنوعة، يمكنهم إرغام الأحزاب السياسية ودفعهم نحو الوحدة الوطنية."

وتطرق برواري إلى تواجد دولة الاحتلال التركي في جنوب كردستان، معتبراً أن الدولة التركية لها مطامع تاريخية في المنطقة وقال " الدولة التركية ومنذ مجيئها إلى منطقة الشرق الأوسط قبل 600، عملت دائماً على احتلال كردستان وتغيير التركيبة الديموغرافية للشعب الكردي وكردستان وإزالة اسم كردستان من المنطقة، كما أن الدولة التركية الحالية قد اختارت الهدف في استراتيجيتها الجديدة المتمحورة حول القضاء على الوجود الكردي، ولذلك نقول أن الهجمات  التي تشنها الدولة التركية على جنوب كردستان منذ 1980، هي بهدف احتلال جنوب كردستان وبشكل خاص بعد عام 1991، تمكنت دولة الاحتلال التركي من تعزيز موطئ قدمها في جنوب كردستان وإقامة قواعدها وأصبح لها ثقلها العسكري والسياسي والاقتصادي والاستخباراتي والأمني أيضاً، وباتت تؤثر بشكل ملحوظ على مجتمع جنوب كردستان من الناحية الدينية والاجتماعية، لو كان الاحتلال عسكرياً  فقط، لما كانت المخاطر بهذا القدر من المخاوف؛ كما أن هذه التأثيرات تشكل مخاطر جدية على الأحزاب الكردستانية وحكومة إقليم كردستان وكذلك على الشعب الكردستاني في جنوب كردستان بشكل عام، كما نعلم جميعاً أن المناطق التي تدخلها تركيا، لا تخرج منها بسهولة وأقولها بكل أسف أن الأحزاب السياسية والقادة العسكريون في جنوب كردستان، رحبوا بالتواجد التركي في جنوب كردستان وليس بإمكانهم إخراجها إطلاقاً."

وفي سياق المواقف الرسمية للحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان من الاحتلال التركي لجنوب كردستان، قال كاميران برواري " بلا شك هناك صمت من قبل الجهات المسؤولة والرسمية في العراق، سواء الحكومة العراقية في بغداد أو حكومة إقليم كردستان، لأن الدولة التركية بالأساس موجودة هنا بناء على اتفاقات مع هذه الجهات الرسمية المذكورة، كما أن الحكومة العراقية تسعى على الدوام من أجل ضرب المكتسبات الكردية في جنوب كردستان، إضافة إلى حكومة إقليم كردستان محتارة في أمرها ولا تمتلك الإرادة الحرة المستقلة وإلى الآن لم يتبوا استراتيجية واضحة خاصة بهم، بمعنى أنهم لم يستطيعوا تطوير علاقات مباشرة وواضحة مع أوروبا أو أمريكا أو روسيا أو حتى مع العراق وتركيا أو إيران، بل كانوا يحاولون اللعب مع الجميع ولكنهم لم يحققوا النجاحات مع أحد منهم، لذلك لا استطيع القول بأن مستقبلاً مشرقاً ينتظرنا في جنوب كردستان."