بدء "المسيرة الطويلة" من لوزان إلى جنيف.. وحدتنا القوميّة ضمانة حلّ قضيّتنا

بمشاركة الآلاف من الكردستانيّون ومنهم العشرات من المثقّفين, الفنّانين والسياسيّين الكرد, بدأت المسيرة الطويلة من مدينة لوزان السويسريّة, المطالبة بتوحيد الصفّ الكردي ووقف الهجمات على أبناء الشعب الكردي من قبل دولة الاحتلال التركي.

واحتشد الآلاف أمام المبنى الذي تمّت فيه "اتّفاقيّة لوزان التاريخيّة" في ساحة "بلاس ريبونيه" وسط مدينة لوزان, لتبدأ المسيرة المتوجّهة إلى مدينة جنيف والتي ستستمرّ على مدار يومين, حيث يطالب المشاركون في المسيرة بوحدة قوميّة كرديّة في مواجهة التهديدات والتحدّيات التي تواجه عموم أبناء الشعب الكردي, خاصة من قبل دولة الاحتلال التركي.

وتحدّث الفنّان الكردي, شفان برور, قبيل بدء المسيرة باللغتين التركيّة والإنكليزيّة, عن ضرورة توحيد القوى والأطراف السياسيّة الكردستانيّة "في هذه المرحلة الحسّاسة التي تمرّ بها جغرافيا كردستان", داعياً الأحزاب الكردستانيّة إلى نبذ الخلافات والتوحّد, كما أضاف "في هذه المدينة, تمّ توقيع اتّفاقيّة تقسيم كردستان بين أربع دول, في محاولة من القوى العظمى آنذاك لإنهاء وجود الشعب الكردي.. لكنّ الكرد رفضوا الحدود المصطنعة تلك, وقاوم منذ ذلك الوقت حتّى يومنا هذا لنيل حقوقه المسلوبة".

وتابع برور "دوما تحاول الدول المستعمرة لجغرافيا كردستان النيل من القادة الكرد.. لننظر إلى التاريخ لنعرف أنّ من اغتال القيادي الكردي عبد الرحمن قاسملو هم أنفسهم من زجّ بالقائد أوجلان في السجن وهم من يقتلون أبناء شعبنا الكردي بشكل يومي.. يجب علينا جميعاً أن نقول كفى للظلم, كفى للقتل.. من هنا أدعو جميع الفنّانين والمثقّفين الكرد أن لا يلتزموا الصمت وأن يساندوا شعبهم في وجه ما يتعرّض له من حرب تستهدف وجوده.. مخطّطات العدو تستهدف الكرد جميعهم, ولا تستثني أحداً منهم..".

ووجّه الفنّان الكردي كلمته للدولة التركيّة قائلاً: "أقول لكم: ليس بإمكانكم القضاء على وجود الشعب الكردي.. لن تتمكّنوا من إنهاء أكثر من 50 مليون كردي, لأنّكم لم تتمكّنوا طيلة الأعوام الماضية أن تسحقوا الكرد كما خطّطتم.. والأفضل لكم أن تتوجّهوا للشعب الكردي وتبنوا معه أسس الأخوّة والسلام, فبدون الكرد لن يكون بمقدوركم البقاء.. لذا أكرّر ندائي لكم أن تتركوا الشعبين الكردي والتركي أن يبنوا علاقة جديدة أساسها الأخوّة والمحبّة بدلاً من الكراهيّة التي زرعتموها بينهما".

كما ألقى عدد من ممثّلي الأحزاب والقوى السياسيّة الكردستانيّة كلمات أكّدوا فيها على ضرورة أن يفهم الجميع أنّ وحدة الصف الكردي هي "ضمانة نيل حقوقنا وحلّ قضيّتنا.. وعليه فإنّ العمل المشترك هو الكفيل بتشكيل قوّة كردستانيّة قادرة على مواجهة تهديدات الأعداء المتربّصين بالكرد".

وشارك في المسيرة سياسيّون سويسريّون عبّروا, في كلمات ألقوها, عن تضامنهم مع الشعب الكردي في مواجهة ما يتعرّض له من ظلم واضّطهاد, مستنكراً الصمت الدولي حيال المجازر التي ترتكبها الدولة التركيّة بحقّ الكرد في شمال وشرق سوريا, كما طالب المجتمع الدولي بتحمّل مسؤوليّته لوقف مخطّطات الدولة التركيّة الراميّة إلى القضاء على الشعب الكردي.

بعد الانتهاء من إلقاء الكلمات, بدأ المشاركون مسيرتهم الطويلة والتي ستستمرّ يومين من مدينة لوزان باتّجاه جنيف السويسريّتين, مردّدين شعارات تدعوا إلى وحدة الصفّ الكردي ومواجهة قوى الاحتلال.