الخبر العاجل: الاحتلال التركي يقصف ريف عفرين المحتلة

بايك يدعو الكرد للاعتماد على قوتهم الذاتية

أوضح الرئيس المشترك لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) جميل بايك أن الشعب الكردي بات يمثل مصدر القوة والأمل عبر نضاله الكبير لسنوات طويلة.

تحدث الرئيس المشترك لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) جميل بايك في برنامج عُرض على قناة " Medya Haber" عن أهم الأحداث التي حصلت في كردستان، تركيا والشرق الأوسط خلال العام 2018. وتحدث بايك عن الاحتلال التركي لمقاطعة عفرين، مقاومة عفرين وأوجه التقصير التي ظهرت، كما تناول عدد من القضايا الأخرى.

واستذكر بايك شهداء مقاومة عفرين، موضحاً أن تلك المقاومة كانت منقطعة النظير ولها بصمتها في تاريخ 2018. وقال: إن "مقاومة عفرين حقيقة لا يمكن وصفها سوى كما وصفها شعبنا ومقاتلو عفرين بمقاومة العصر، تلك المقاومة حُفر اسمها في صفحات التاريخ. بعد احتلال كركوك وتحرير مدينة الرقة من إرهاب داعش، هنا يجب أن نركز جيداً على أسباب هجمات الاحتلال التركي على عفرين".

وأوضح بايك: "احتلال كركوك كان له تأثير على كل الشعب الكردي وليس شعبنا في جنوب كردستان فقط. لكن النصر الذي تحقق في الرقة كان رداً على محاولة الاحتلال تلك، حيث اعادت الثقة للشعب الكردي بنفسه مرة أخرى، وازدادت الثقة بحركة التحرر الكردستانية التي يقودها القائد أوجلان".

وأضاف "قوى الاحتلال والرأسمالية، ومن خلال كركوك، كانوا يريدون توجيه ضربة لمقاومة ونضال الشعب الكردي وكسر إرادته وكانت محاولة لإلغاء وجود مكانة الكرد في الشرق الأوسط، لكن تحرير الرقة كان رداً على تلك المحاولات وأفشلت ذلك المخطط، وأكد أن الشعب الكردي لا يرضى سوى بالحياة الحرة وأنه مستعد لتقديم التضحيات الكبيرة في سبيل تحقيق أهدافه".

وتابع: "لكن استمرت الهجمات من قبل قوى الاحتلال والرأسمالية العالمية، مرة أخرى، وكانت النتيجة هي دفع تركيا والجماعات المرتزقة المتحالفين معها إلى احتلال عفرين ودعمها لتتمكن من الاحتلال".

ولفت بايك إلى أنه "إذا تمكن الجيش التركي والجماعات المرتزقة التابعين له من احتلال عفرين فهذا ليس بفضل قوتهم، بل لأنهم دخلوا عفرين بدعم من النظام الرأسمالي العالمي واحتلت تركيا عفرين بالنيابة عنهم. ولما استطاعوا احتلال عفرين دون إذن ودعم من قبل الرأسمالية العالمية".

وواصل حديثه: "إذا لاحظتم، فتركيا عندما هاجمت عفرين لم يعترض أحد على تلك الهجمات، بل حاول الجميع تبرير هذه الهجمات، واليوم تركيا تعمل على تغير ديموغرافية المنطقة في ظل صمت دولي ولا أحد يعترض على الممارسات التركية. وهذا يأتي في إطار الدعم لتركيا، بالنظر إلى ذلك الدعم يمكننا اعتبار مقاومة عفرين مقاومة عظيمة والأصح أن نقول عنها معركة العصر، لأنها كانت معركة ضد هذا النظام العالمي، بكلمة أخرى كانت المعركة بين نموذج الديمقراطية والرأسمالية العالمية، وهنا كانت لتلك المقاومة بصمتها على الأحداث التي حصلت في العام 2018 بعد احتلال عفرين. كل القوى الداعية إلى الحرية والديمقراطية أكدت دعمها وتضامنها مع مقاومة عفرين، وقد تكون تركيا ومرتزقتها تمكنوا من دخول واحتلال عفرين، لكن وحتى اليوم المعركة مستمرة".

وتابع: "وهذا لأن أبناء عفرين والشعب الكردي يرفضون بقاء عفرين بيد الاحتلال التركي وتغير ديموغرافيتها ولا شك أن هذه المقاومة ستستمر حتى تتحرر عفرين.

وأشار بايك إلى أوجه التقصير التي ظهرت لدى قوى الحرية في عفرين، موضحاً أنه لولا ذلك التقصير لما تمكنت تركيا ومرتزقتها من احتلال عفرين رغم كل الدعم النظام الرأسمالي العالمي لهم.

وقال: إن "عدم تغير الإستراتيجية بعد تحرير الرقة كان الخطأ الأكبر، هزيمة داعش في الرقة كانت نهاية مرحلة وبداية أخرى انضمت إليها بعض الأطراف الأخرى. وكان هناك تغير في التوازنات. بعض القوى ضمن التحالف الدولي ضد داعش وخاصة أمريكا كانت تلمح بالانسحاب من التحالف وتمتين علاقتها مع تركيا".

وأكمل: "كان من الضروري ملاحظة هذا الموقف الأمريكي. كان هناك سوء تقدير لهذا الموقف. أمريكا وبعد تحرير الرقة بدأت بالتوجه نحو تركيا وبناء علاقات معها ، فماذا يعني هذا؟ هذا يعني أن تركيا وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا، الرأسمالية العالمية بدأت مهاجمة عفرين واحتلالها".

وتابع: "كان يجب ملاحظة هذا التغير وعلى أساسه تغيير الإستراتيجية. لكن عدم تغير الاستراتيجية ومسار المعركة كان الخطأ الأكبر. وأضاف بايك "في عفرين كانت المقاومة كبيرة جداً، لكن النتائج لم تكن بحجم تلك المقاومة. والخطأ هنا أيضاً ان المقاتلين والشعب لم يشكلوا تلك القوة اللازمة للتصدي للهجمات التركية. الاعتماد كان على القوة العسكرية فقط كما هو الحال في المعارك ضد داعش. تركيا أساساً كانت تريد تفريغ المنطقة من سكانها وشن الهجمات على القوات العسكرية وهذا ما حصل بالضبط فلم يكن هناك اعتماد على الشعب والإدارة في عفرين ودون أن تدرك هذا الهدف التركي ولتجنيب المواطنين من القصف المدفعي والجوي التركي طلب من أهالي القرى والنواحي الخروج منها وإفراغها".

وأضاف "هذه الاستراتيجية خاطئة، لأن تركيا كانت تريد تفريغ المنطقة وهذا ساهم في تسهيل دخول واحتلال عفرين وكان خطأً كبيراً". وأشار بايك إلى دور الولايات المتحدة الأمريكية في احتلال عفرين، وقال: "بعد تحرير الرقة من داعش والتغيرات داخل التحالف الدولي ضد داعش، كان الجانب الأبرز للتقارب التركي الأمريكي هو احتلال عفرين. تركيا لم تتجه إلى احتلال عفرين بتشجيع وطلب من روسيا فقط كما يروج له، لكنها أيضاً توجهت إلى عفرين بتشجع من النظام الرأسمالي العالمي وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية حيث أن تركيا دولة في حلف الناتو. احتلال عفرين من قبل تركيا هو في نفس الوقت احتلال لعفرين من قبل الناتو. لهذا فإن تغير الاتفاقات بعد تحرير الرقة ظهرت ملامحه بشكل واضح بعد احتلال عفرين".

وأضاف "ونحن نأمل أن تكون الإدارة في روج آفا قد ادركت المتغيرات بعد احتلال عفرين. ونأمل أن لا تقع في نفس الأخطاء في المناطق الأخرى". وعن نضال ومقاومة الشعب الكردي قال: "الشعب الكردي يواصل نضاله بكل قوة، هذا الإصرار على النضال والمقاومة يمنح الأمل والقوة لكل القوى الداعية إلى الحرية في العالم. دائماً ما كانت الظروف والشروط ليست لصالح الكرد، لكن هذه هي المرة الأولى التي تكون فيها الظروف مساعدة للكرد. والكرد اليوم، يريدون الاستفادة من هذه الظروف ويرفضون العيش دون اعتراف".

وتابع: "الكرد اليوم يرغبون في تحقيق أهدافهم في الحرية وهذا يتحقق من خلال الاعتراف بوضعهم القائم. وما لم يتمكنوا من الاستفادة من هذه الفرصة فلا شك أنهم سيواجهون مخاطر كبيرة في المستقبل".

ولفت بايك إلى توفر الفرص للقضاء على سياسات الإبادة التي تمارس بحق الشعب الكردي. وأن أمريكا تناقش بجدية حقيقة مقاومة وبطولة الشعب الكردي والتي تمنح شعوب المنطقة القوة والأمل.

وأضاف "أيضاً هذه المقاومة والبطولة تمنح الأمل لكل شعوب العالم التي تناضل من أجل الحرية والديمقراطية، القوى الاشتراكية، حركات المرأة والشبيبة".

وأشار بايك إلى دور القائد أوجلان في إحياء مقاومة الشعب الكردي وقال: "أوجلان تمكن من إحياء الشعب الكردي ودفعه إلى المقاومة، وبهذا تمكن الشعب الكردي من التصدي لكل المخططات والصعوبات وخاض معركة الحرية بكل قوة، وهذا ما أحدث التطورات وأدى إلى تغيير التوازنات في الشرق الأوسط، تلك التوازنات التي كانت ضد مصالح الكرد، العرب وكل المكونات لم تعد تجدي نفعاً".

وأوضح أن "نضال القائد أوجلان، الذي كان سبباً في نهوض الشعب الكردي وكل الشعوب المضطهدة في الشرق الأوسط، أدى إلى انهيار النظام القائم في الشرق الأوسط المتحكم في مصير شعوبه. شعوب الشرق الأوسط التي استفاقت على أمل الحرية، تزايد تعلقها بفكر القائد أوجلان وحزب العمال الكردستاني. لا شك أن الرأسمالية العالمية والأنظمة المرتبطة معها شعرت بخطر هذا الفكر عليها، لهذا نفذت المؤامرة الدولية ضد حركة التحرر الكردستاني، في شخص القائد أوجلان".

وأشار إلى أن "هدف المؤامرة كان إضعاف حركة التحرر وإلغاء تأثيرها على الشعوب، لكن القائد أوجلان و حزب الـ PKK واصلوا نضالهم وهذا ما دفع تلك الشعوب إلى الالتفاف بشكل أكبر وأقوى حول القائد أوجلان وحزب العمال الكردستاني".