بايك: سمحوا بالمقابلة لأن تركيا في ورطة

أشار جميل بايك، إلى أن الإعلان عن اندلاع حريق في إمرالي " له أسباب سياسية " وقال "إنهم في ورطة، لذلك كان عليهم السماح بعقد اللقاء مع القائد أوجلان".

قَيَّمَ الرئيس المشترك للهيئة التنفيذية لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، جميل بايك، التطورات الجارية في كردستان وتركيا والشرق الأوسط، خلال مشاركته في برنامج خاص على فضائية (Stêrk TV)، مشيراً إلى أن السياسة التي تتبعها الدولة التركية في سوريا قائمة على الاستفادة من الخلافات الموجودة ما بين الدول، وأن الدولة العثمانية أيضاً كانت تتبع مثل هذه السياسة التي كانت السبب في نهايتها، وأن قيام الجمهورية التركية أيضاً كانت على أساس هذه السياسة التي لا بد أن تجلب النهاية لها أيضاً.

إذا كانوا قد افتعلوا الحريق، فهناك أسباب سياسية وراء ذلك

سمحت الدولة التركية لعائلة القائد عبدالله أوجلان وعوائل المناضلين المعتقلين، بالزيارة بعد انتشار خبر اندلاع الحريق في جزيرة إمرالي؛ وذلك بعد ردود فعل شعبية واعتصامات جماهيرية،  كيف تقيمون هذا الموقف؟

قبل الإجابة على سؤالك، أود أن أقول شيئاً بخصوص وفاة والدة بدرية سفكات التي هي أمنا جميعاً؛ كان والدة رفيقنا الشهيد محمد سفكات الذي كان عضواً في اللجنة المركزية لـ (PKK)، في هذه المناسبة، أوجه تعازينا الحارة لعائلة سفكات وأتمنى لهم صحة جيدة.

- أدلت الدولة التركية ببيان غير رسمي حول الحريق في إمرالى، هذا يكشف حقيقة الدولة التركية، تدير الدولة التركية سياستها تجاه الشعب الكردي في داخل وخارج تركيا، لذلك الشعب الكردي مهم جداً بالنسبة لتركيا؛ وكما أن القضية الكردية تشغل مكاناً مركزياً في سياسة الدولة التركية، فإن القائد عبدالله أوجلان هو المركز في حل القضية الكردية، وقلنا ذلك في السابق أن المقاربة مع القائد هي مقاربة للشعب الكردي ومقاربة للديمقراطية.

كما أنه من الواضح جداً أن مسألة عقد اللقاء مع القائد عبدالله أوجلان أو منعها، تتخذ بقرارات سياسية، أي كانوا هم من افتعلوا الحريق في إمرالي، هذا يدل على أن وراءها أسباب سياسية؛ جميعنا يعلم مدى الإجراءات والتدابير الأمنية المتخذة في إمرالي، ولم تكن صدفة نشوب الحريق في يوم شتوي..! لذلك نتساءل ما إذا كنت للدولة التركية من خلال إعلانها للحريق عبر وزير الداخلية، هل قامت باختبارنا أم اختبار القائد أم اختبار الشعب الكردي..؟ لا نعلم حقيقتها إلى هذه اللحظة ولكن لديهم حساباتهم السياسية من وراء ذلك الحريق.

الدولة التركية تمر في مرحلة حساسة؛ وسمحوا بعقد اللقاء

- عند إعلان الدولة التركية عن نشوب الحريق في إمرالي، انتفض شعبنا في كل مكان والتفوا حول قيادتهم، لأن القائد عبدالله أوجلان يعني كل شيء بالنسبة للشعب الكردي، جميع مكتسبات الشعب الكردي هي بفضل القائد، ولذلك أظهروا موقفهم التضامني مع قيادتهم، وأهنئ شعبنا في هذه المناسبة. إذا سمحت الدولة التركية بعقد اللقاء مع القائد بعد عدة شهور، بلا شك لديها حسابات سياسية وراء ذلك، بالطبع شعبنا انتفض وأعلن عن موقفه الرافض للعزلة وإصراره على عقد اللقاء للاطمئنان على صحة القائد، إضافة إلى موقف الشعب، جميعنا نعلم أن الدولة التركية تمر بمرحلة حساسة وأنهم في ورطة ووضعهم معقد، لذلك سمحوا للعائلة بعقد اللقاء مع القائد آبو.

إذا رُفِعَتْ العزلة، ستتغير سياسة الحكومة

-  لقد ذكرتم مرات عديدة علاقة العزلة بالحرية والديمقراطية،  كما أن الفاشية زادت أكثر مع تفاقم العزلة. ما أهمية ذلك بالنسبة لتركيا وشمال كردستان ؟ بالإضافة إلى ذلك، جواباً على سؤال محمد أوجلان "هل يمكنني المجيء لرؤيتك مرة أخرى؟" قال القائد آبو " كل  شيء مرهون بنضالكم، إذا عززتم نضالكم فإن العزلة ستنتهي وسيكون هناك حل ولكن إن لم تناضل، فإن العزلة ستستمر ويستمر معها إراقة المزيد من الدماء"، ماذا يعني ذلك؟

-  إن الإصرار على العزلة ضد القائد آبو،  سببه القضية الكردية وقضية الديمقراطية، كما أن السبب الرئيسي في سياسة العزلة المطلقة هو الاستمرار في سياسة الإبادة الجماعية على الشعب الكردي، وعندما تقوم الدولة التركية بتشديد العزلة، فإنها تزيد من هجماتها على القوى الديمقراطية. إذا كانت القوى الديمقراطية والاشتراكية في تركيا اليوم، تتعرض لهجمات متزايدة وممارسات تعذيب واعتقال واحتجاز، كل ذلك نتيجة سياسة الإبادة الجماعية ضد الشعب الكردي، وقد بات مفهوماً جداً مدى علاقة العزلة بالديمقراطية. لذلك فإن الوقوف ضد العزلة هو الوقوف في وجه تلك الهجمات الوحشية وسياسات الإبادة الجماعية.

إذا تحطمت العزلة، فأن سياسة الدولة التركية تجاه الشعب الكردي والقوى الديمقراطية ستتغير أيضاً. لذلك يريد القائد آبو أن يقول " أن الأمر لا يتعلق بشخصي، بل الدولة التركية هي المسؤولة عن المشكلة الكردية وقضية الديمقراطية، وأنها لا تقبل الشعب الكردي  وتقف ضد القوى الديمقراطية، وأنا أردت حل هذه المشاكل، وإذا تم حلها فإن العزلة ستختفي على أية حال؛ لقد شددوا العزلة لأنني أردت حل هذه المشاكل."

إن لم يتم حل القضايا، قد تكون النهاية بالنسبة لتركيا

-  قال السيد عبدالله أوجلان " لدي موقف أقوى من الموقف الذي أبديته عام 2019"، مشيراً إلى موقفه في إمرالي، ماذا يعني هذا؟

- كما هو معروف، أن الشعب الكردي وأصدقائه وقوى الحرية والديمقراطية  خاضوا نضالاً مشتركاً ضد العزلة في العام 2019، وتم تحقيق بعض النتائج لرفع العزلة وانعقدت بعض اللقاءات، حيث أعلن القائد آبو عن برنامج الديمقراطية المؤلف عن 7 نقاط ، لأن القائد عبدالله أوجلان أدرك أن تركيا تعيش أزمات خطيرة داخلياً وخارجياً، ولا تتمكن الدولة التركية من حلها، وأن الدولة التركية بحاجة إلى تحقيق  تقدم في مسيرة الديمقراطية من أجل حل تلك الأزمات، وكما هو معروف أن القائد آبو أصبح له سنوات عديدة يناضل ويكافح من أجل تحقيق الديمقراطية في تركيا.

يقوم القائد آبو بإيجاد وتطوير الحلول للجميع، لهذا السبب، عندما تمت مقابلته في عام 2019، لفت الانتباه إلى 7 نقاط مهمة ولكن الآن في هذا اللقاء يقول "أنه أقوى من عام 2019". ماذا يعني هذا؟ لأن أزمات تركيا داخلياً وخارجياً باتت معقدة أكثر مما كانت عليه في العام السابق، والحكومة التركية في ورطة كبيرة الآن؛  وإن لم تستطع تركيا حلى مشاكلها وأزماتها الآن، من الممكن جداً أن تجلب النهاية لتركيا والقائد آبو صاحب مهمة تاريخية وقد طور أفكاراً أقوى وأعمق بالتزامن مع تفاقم الأزمات الداخلية والخارجية لتركيا.

تركيا تتجه صوب السيد عبد الله أوجلان، كلما وقعت في ورطة، ما هو مصدر قوة السيد أوجلان؟

تعرف الدولة التركية قوة القائد آبو جيداً،  يرون أن القائد يطور أفكاراً قوية باستمرار ويقترح طرقاً وأساليب جديدة لحل المشكلات، لذلك تركيا في كل مرة تتعثر فيها، تكون بحاجة للقائد آبو وتذهب للاجتماع به.

أزمة إدلب: بدأت القوات السورية بحملة عسكرية لأن تركيا لم تخرج

-  بعد أن أظهر السيد أوجلان الحل، احتلت الدولة التركية سري كانيه وكري سبي؛ وها هي الحرب تتعمق في إدلب الآن. هاجمت الدولة التركية الجيش السوري، كما يقتل الجنود الأتراك في كل يوم، كيف تقيمون الوضع في إدلب؟

-  طرح القائد آبو 7 نقاط من أجل الحل ولكنهم زادوا من العزلة وقاموا باحتلال سري كانيه وكري سبي، هذا يكشف عن حقيقة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، حيث لا يوجد شيء مثل حل المشكلة الكردية على جدول أعمالهم. بالرغم أنهم يقولون أننا أشقاء مع الكرد، إلا أن هذه الممارسات تكشف عن أكاذيبهم. إنهم يريدون القضاء على كل ما هو كردي وكردستاني. المشكلة في إدلب ليست مشكلة إدلب فقط، إنها مشكلة كل سوريا. الحرب في إدلب هي لسوريا. لهذا يهتم الجميع بمسألة إدلب. دخلت تركيا إلى سوريا بقرار من  الولايات المتحدة و روسيا ولم تتخذ القرار بمفردها.

كما هو معروف، تم اتخاذ بعض القرارات خلال اجتماعات أستانا وسوتشي، كانت تلك قرارات يومية، وتم التطرق إلى موضوع انسحاب تركيا من سوريا؛ وطالبوا بتطبيق هذا القرار، لكنه تركيا لم تستجب، هنا بدأت الدولة السورية بحملتها العسكرية، بعد ذلك بدأت أوروبا والولايات المتحدة بالضغط على روسيا وسوريا، لأن الولايات المتحدة وحلف الشمال الاطلسي (الناتو) يساعدون تركيا، أعلنت أنها لن تخرج من سوريا وقاتلت في إدلب وقالت تركيا، لولا هذا الدعم لم بقيت تركيا في سوريا، تركيا لديها حسابات في سوريا، إنهم يريدون المشاركة في إعادة إعمار سوريا ويفضلون بناؤها وفق مصالحها.

يخشون من خسارة أنطاكيا إذا فقدوا إدلب

تركيا لا تريد خسارة العصابات الإرهابية لتحقيق الأهداف العثمانية ولذلك تحمي هذه العصابات، فهي تعلم أنها لا تستطيع تهديد العرب والعالم، إذا خسرتهم. إنهم يصنعون سياساتهم بهذه التهديدات ويحصلون على بعض النتائج. كما أنهم من جانب آخر يقولون "إذا فقدنا إدلب، سنفقد أنطاكيا أيضاً"؛ لا يقولون سنفقد عفرين أو نفقد الشعب الكردي، بل يقولون سنفقد أنطاكيا إذا خرجنا من إدلب، في الواقع سوف يفقدون أماكن أخرى ويخسرون عصاباتهم الإرهابية، لهذا السبب تركيا الحفاظ على احتلال بمساعد حلف الناتو والولايات المتحدة.

هناك إعلان وقف إطلاق النار في إدلب الآن. هذه الهدنة كانت ضرورية لكل من تركيا وروسيا. دخلت تركيا في مستنقع لا يمكنها الخروج منه، حتى الذين كانوا يقولون لها "نحن معك" لم يساعدوها كما يجب، ومن خلال هذه الهدنة تريد الخلاص من هذا الوضع، كما أن روسيا لم ترغب في استمرار الحرب بضغوط من الولايات المتحدة واوروبا، قبلت روسيا وقف إطلاق النار نظراً لمصالحها. لكن وقف إطلاق النار هذا لا يشير إلى أن تركيا ليست في خطر؛ إن السياسة التي تتبعها الدولة التركية تجر البلاد إلى أخطار كبيرة، وإن لم تبتعد عن هذه السياسة ولم تتركها، ستجلب بذلك نهاية تركيا.

تتحقق أقوال القائد أوجلان يوماً بعد يوم

السيد عبدالله أوجلان كانت له تقييمات بهذا الاتجاه، حيث قال أن وقوف تركيا بجانب روسيا من جهة وبجانب أمريكا من جانب آخر، حتى الأمس القريب كانت إلى جانب روسيا وتتعامل معها في عفرين وتتحركان سوية بعد احتلال سري كانيه وكري سبي، لكن فجأة سقطا في موقع احتلال. ماذا تقول عن تقييمات السيد أوجلان؟

- جميع ما قاله القائد آبو يتحقق حرفياً يوماً بعد يوم، حيث أراد القائد تحذير الشعب والمسؤولين في تركيا من أن وضع تركيا يتجه نحو الأسوأ وأن سياسة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية لا تخدم شعوب تركيا وشعوب المنطقة، ولهذا السبب نوه القائد وقال لهم " أنتم تتوسلون روسيا من جهة وتتوسلون تركيا من الجهة الأخرى"، ويقول للمسؤولين في تركيا " إن كنتم تريدون ممارسة السياسة الصحيحة عليكم الاستناد على شعبكم وحل مشاكلهم وقضاياهم، وحينها لن تكون تركيا بحاجة إلى روسيا وأمريكا". السياسة التي تتبعها الدولة التركية في سوريا قائمة على الاستفادة من الخلافات الموجودة ما بين الدول، وأن الدولة العثمانية أيضاً كانت تتبع مثل هذه السياسة التي كانت السبب في نهايتها، وأن قيام الجمهورية التركية أيضاً كانت على أساس هذه السياسة التي لا بد أن تجلب النهاية لها أيضاً.

علق قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان بخصوص روج آفا قائلاً: " استراتيجيتهم صحيحة، هم يؤيدون وحدة سوريا، لكن يجب عليهم اتباع سياسة أكثر فاعلية " ما رأيكم في هذا؟

-  يجد القائد آبو أن السياسة السارية في سوريا صائبة، ومع ذلك، هذا لا يعني أن السياسة التي يريدها القائد يتم تنفيذها بالكامل. هناك أيضاً نواقص وأجه قصور والقائد آبو ينتقدها ويطالب إصلاحها بأسرع وقت، تدير الإدارة الذاتية حالياً سياسة الأمة الديمقراطية في شمال وشرق سوريا ويفعل هذا لأجل جميع الشعوب السورية، لأن مشاكل سوريا تحل مع نظام الأمة الديمقراطية، حيث يتم حل المشكلات من خلال إقامة نظام ديمقراطي في كل سوريا؛ يعتمد نظام الأمة الديمقراطية على أخوة جميع الشعوب والتعايش المشترك، إنه قائم على حقوق جميع الشعوب، وهو النظام الوحيد الذي يمكن أن يحل المشاكل في سوريا.

تطبيق نظام الأمة الديمقراطية ليس من السهل ابداً

- تطبيق نظام الأمة الديمقراطية في الشرق الأوسط، ليست مهمة سهلة على الإطلاق، لأن العقيدة والتقارب والعنصرية والتدين قوية جداً في المنطقة، لذلك لا يمكن لنظام الأمة الديمقراطية أن ينجح إلا على أساس الشعب وبناء على ذلك يجب تنظيم جميع الشعوب وتحسين قوة دفاعها عن النفس. إذا تم تنظيم الناس على هذه المبادئ، يتم حل جميع المشاكل ويتم مواجهة كل الأخطار. في هذه الحالة ، يجب تعزيز اقتصاد الحرب للدفاع عن النفس. لأن الحرب العالمية الثالثة قائمة في المنطقة.