بالساك: أفكار أوجلان مؤثرة على المجتمع

أشارت المحامية جميلة تورهاللي بالساك إلى أن المجتمع ينظر إلى اللقاء مع أوجلان على أنه مؤشر على السلام، كما أنه حين لا يتحقق اللقاء، تتبادر الحرب إلى العقول.

تحدثت المحامية جميلة تورهاللي بالساك إلى وكالة الفرات (ANF) بخصوص العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان، وذكرت بالساك أن المجتمع يرى في اللقاء مع أوجلان على أنه تحقيق للسلام وقالت "عندما لا يتمّ اللقاء أيضاً، ما يتبادر إلى العقول هي الحرب، قد رأينا هذا الأمر كمرحلة وفي هذه المرحلة نرى أنه عدا إنكار الكرد، هناك أهداف للقضاء على الكرد وإبادتهم."

"لا يمكن التعبير عن العزلة بالقانون"

وذكرت بالساك أن العزلة المشددة المفروضة على السيد أوجلان لا يمكن التعبير عنها بالقانون وقالت "العزلة كمفهوم يأتي بمعنى النفي وترك إنسان خارج المجتمع والناس دون فعالي، وبكل تأكيد لا يمكن تفسير العزلة المشددة المفروضة على السيد أوجلان في إطار قانوني فقط. أي أن المرء يستطيع التعبير عنها عن طريق اللا حقوق فقط، والعزلة من الناحية القانونية والاتفاقيات الدولية ليست طريقة قابلة للتطبيق. هناك تقارير لهيئات الأمم المتحدة التي لا تقبل بالعزلة وحتى أنها تنظر إلى أسلوب التعذيب هذا على أنه جريمة ضد الإنسانية. على سبيل المثال في الفقرة السابعة من ميثاق لجنة حقوق الإنسان للحقوق الشخصية والسياسية التابعة للأمم المتحدة يعتبر إحدى أساليب التعذيب. أي أنه هناك تقييم بهذا الشكل حيث يتم النظر على العزلة المطولة على أنها تعذيب. لذلك هناك تقارير دولية لا تقبل بالعزلة وتنظر إليها على أنها شيء لا يمكن المصادقة عليه. دون شك فإن العزلة على السيد أوجلان عزلة مشددة جداً. وهو حظر بحيث يجب ألا تتم لقاءات معه أبداً. وكل هذا غير موجود في القرارات والقوانين التي تم الاتفاق عليها. ومن الواضح أنهم يخلون بالقوانين أيضاً.

"نظام العقوبة"

وتابعت بالساك حديثها قائلة "وهذا ما يؤدي إلى أنه يعيش العزلة بشكل أكثر شدة وقسوة ولمدة طويلة، كان يجتمع مع أشخاص آخرين بشكل محدود جداً وكما تعلمون أنه لم يكن هناك أحد إلى جانب أوجلان لمدة طويلة. حيث كان يترك لوحده معزولاً في غرفة منفردة، وبعدها وأثناء الفترة التي نطلق عليها اسم عملية السلام أخذوا بعض المعتقلين إلى جانبه. وبحسب ما نعلم ووفق ما صرح به المحامون للرأي العام، أنه ليس هناك لقاءات مع هؤلاء المعتقلين أيضاً على الدوام، وهم يلتقون خلال فواصل محددة. كما أنهم لا يعطونه الكتب وبشكل خاص يتدخلون في القنوات التلفزيونية التي يشاهدها. أي أنهم يقررون بأنفسهم ما الذي سوف يشاهده وما الذي سوف يقرأه. وكذلك يقومون بقطع بعض الصفحات من الكتب ويعطونه إياها وما إلى ذلك، عندما يتحدث المرء عن كل هذه الأشياء لا يمكن التعبير عنها بالعزلة وحدها. كذلك فإن عقوبة الغرفة المنفردة التي فرضوها عليه هي عقوبة قاسية وتتجاوز العزلة ولها هدف واضح، يجب على المرء أن ينظر إلى الوضع من هذا المنظور، بدون شك هناك نية مبيتة هنا. أي أن السلطة التي تعطي القرار حول هذا هي وزارة العدل ذاتها، وهذا ما يتشكل دائماً بقرار من السلطة. ورغم أنه ليس هناك قرار من المحكمة أيضاً فإنها تحولت إلى طريقة عقاب جدية. وهو أسلوب السلطة الحاكمة التي تستعملها بشكل سيء دائماً. وغير ذلك وبحسب ما وصل للرأي العام فإن هذه الحسابات المخططة التي تحدثنا عنها، هناك مواضيع مهمة غير منفصلة عن الأهداف السياسية وراءها. وهذا واضح جداً بالنسبة لنا."

"رسائل أوجلان تؤثر في المجتمع"

ولفتت بالساك إلى دور أوجلان في الحل وتابعت قائلة "وبالنسبة لأقوال وتقييمات وكلمات السيد أوجلان والتي تصل للرأي العام فإنه في الحقيقة في البناء السياسي لتركيا وبخصوص حل القضية الكردية، وجهات النظر التي يعبر عنها ويقترحها إننا نراها من جانبنا أن لديه نية لترك الحرب جانباً، ويمكن للمرء التعبير عن هذا بالأمثلة بشكل أوضح. فقد كان هناك مشروع للحل بدأت في ربيع عام 2013. وفي ذلك الوقت كانت هناك حرب حيث كان هناك اقتتال نتيجة الحرب وكانت تتوالى مجيء الجنازات، وقد فقد الجميع آمالهم وكانت الشكوك والقلق مسيطراً على المجتمع. وفي هذه المرحلة جاءت تصريحات أوجلان والتي كانت متعلقة بالسلام والحل وكانت توجه الأنظار نحو التفاوض وعندما جاء الجواب على هذه التصريحات. وقد تليت رسالته للمجتمع ورأينا كم له تأثير على المجتمع وكم يستطيع المشاركة في السلام. لأنه لم يرفض السلام أبداً بل رفض الحرب. وكانت له تقييمات وآراء على الدوام بخصوص السلام وأنه يجب إنشاء السلام وعلى الأقل كيف يمكن لنا بناء العقد الاجتماعي. وقد نوقش هذا داخل المجتمع والرأي العام أيضاً بشكل جدي وكانت هذه الآراء قويمة. وقد رد المجتمع على هذه الآراء واستقبلها بشكل حافل. ولذلك فقد استمرت مرحلة سلام حتى سنة 2015.

وأضاف بالساك " لا أقول ذلك من باب المديح بأوجلان، لأن المرحلة بنفسها تمدحه وتصفه. وعندما يتحدث فإننا نرى أنه ليست الحرب بل السلام هو البديل. وعندما ننتبه للأمر فإنه في تلك المرحلة كان السلام، دعك عن التفكير به كشيء يكرهه المرء، أي أن الإيمان بالسلام كان قد بقي قليلاً. وقد رأى الناس حينذاك أنه يمكن للمرء أن يعيش في سلم ويمكن للقتل والحرب أن تتوقف. ورأى الناس أنه يمكن القول أنه من الممكن للسلام أن يتحقق وقد اقتنعوا بذلك. بدون شك فإن مشاركة السيد أوجلان في هذا الأمر كان كبيراً. ويمكن القول أنه من طرف المجتمع أيضاً فقد تم النظر للأمر بهذا الشكل. ويتشكل في عقل المجتمع أنه عندما يكون هناك لقاء مع السيد أوجلان فإن إمكانات السلام تتطور. وعندما لا تكون هناك لقاءات يمكن ملاحظة كم الحرب تسبب الجراح للمجتمع بشكل شديد وكم تسبب من المصاعب وتسبب الضرر للناس."

"اللقاءات مع أوجلان هي من أجل تحقيق السلام"

وذكرت بالساك أن المجتمع ينظر إلى اللقاءات مع أوجلان على أنها تبني السلام وقالت "وعندما لا تكون هناك لقاءات يطغى جو الحرب على عقول الجميع، وقد رأينا هذا الشيء كمرحلة. وفي هذه المرحلة فإنه عدا عن إنكار الكرد هناك محاولات من أجل القضاء عليهم، وعلى الرغم من كل هذا القتال فإنه بدلاً من تطوير احتمال السلام وتشكل رغبة في هذه الناحية فإنه فيما يتعلق بالحرب يتم دفع المجتمع نحو مرحلة مختلفة بقرار حكومي، وهذا ليس شيئاً سوى رغبة من السلطة في حدوث ذلك. ويمكن التوصل من خلال هذه الأمثلة إلى أن الحرب تدار بقرار إداري كما أن العزلة المفروضة على السيد أوجلان تطبق بنفس القرار الإداري."