باحث في العلاقات الدولية  لـ ANF: قرار إعادة انتخابات إسطنبول مُسيس وعملية اليوم لا تسير بشكل ديمقراطي 

أكد باحث في العلاقات الدولية أن المشهد التركي الراهن والذي تشهده اسطنبول يؤكد أن تركيا حادت عن النهج الديمقراطي. 

يرى مراقبون أن إعادة انتخابات إسطنبول البلدية، التي تشهدها تركيا اليوم، تحمل في مضمونها استفتاء على النظام الرئاسي الجديد في البلاد، ويرى آخرون أن إعادة الانتخابات مسيسة ضمن عملية ديمقراطية غير نزيهة تشهدها تركيا.   

وتوجه الناخبون في إسطنبول صباح اليوم إلى مراكز الاقتراع  لانتخاب عمدة لعاصمة تركيا الاقتصادية بعد إلغاء نتائج انتخابات مارس من هذا العام والتي فاز فيها مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو.

واعتبر محمد حامد الباحث في العلاقات الدولية في حوار مع وكالة فرات للأنباء  ANF  أن "قرار إعادة انتخابات إسطنبول بالأساس كانت مسيسة وأن الجميع يعلم أن أكرم إمام أغلو مرشح المعارضة هو من يستحق الفوز بالانتخابات منذ المرة الأولى  واستحق رئاسة بلدية اسطنبول". 

وأضاف حامد أن "إعادة الانتخابات تحصيل حاصل والكل يعلم أن أردوغان قد يتلاعب بنتائج الانتخابات وأن الاعادة قد يشوبها الكثير من عدم النزاهة"، مستدركاً "لكن أنا أتوقع أن هناك إرادة شعبية أفرزتها هذه الانتخابات وأدت إلى فوز المعارضة ومن المتوقع أن يتم إعادة هذا الأمر مرة أخرى إلا أن العدالة والتنمية يراهن على من لم يشاركوا في التصويت في انتخابات مارس من مؤيدي العدالة والتنمية".

وقال: إن "أردوغان في هذه المرة لم يقم بالتهويل للانتخابات، وإن هذه الانتخابات مصيرية لتركيا وإن تركيا ستضيع إذا خسر العدالة والتنمية، ولكن أنا أرى أن حزب السعادة لم يسحب مرشحه الذي له 10000 صوت في إسطنبول وكان من الأفضل أن يستفد من هذه الأصوات المعارضة، إذا كانت هناك رغبة في خسارة العدالة والتنمية، كان على  حزب السعادة أن يترك أصواته تذهب لمرشح الحزب الجمهوري أكرم إمام أوغلو".

وعبر عن قناعته بأن حزب العدالة والتنمية في النهاية الاقرب للفوز لأن هذه الإعادة كانت بطلب العدالة والتنمية وأنه قادر على حال الإعادة تغير النتيجة الأولى كما حدث في انتخابات يونيو  2015 واعاد الانتخابات البرلمانية" حسب رايه  .

وأوضح أن الانتخابات لن تكون نزيهة على الإطلاق ورغم أن استطلاعات الرأي تُرجح فوز المعارضة ولكن العدالة والتنمية في إعادة الانتخابات يعلم أنه قادر على قلب النتيجة مرة أخرى لصالحه.

وأضاف "أرى أن أدوات العدالة والتنمية وبقاءه في الحكم 17 عاماً يكفل فوز الحزب الحاكم، فمنذ إعادة الانتخابات والانتخابات غير نزيهة  وبالتأكيد كل هذه الامور وكل هذا المشهد لايؤدي إلا إلى فوز العدالة والتنمية لأن الأمور  لا تسير بشكل ديمقراطي ولو كانت تسير  ديمقراطياً لكان إمام اوغلو رئيسا للبلدية".

ولفت إلى أن الدول الإقليمية "تُريد هزيمة أردوغان في هذه الانتخابات، ولكن في رأيي أن فوز أوغلو لن يكون مفيداً لمصر أو الإمارات أو السعودية في أي شئ،  لأن الخلاف بين مصر والسعودية والإمارات مع أردوغان وحزبه وسياساته وهزيمة حزبه أو فوزه تتعلق بأسباب داخلية".

ولفت إلى أن "معاقبة تركيا تكون بتقليل العلاقات الاقتصادية وتخفيضها معاقبة تركيا أردوغان وليس بانتظار من سيفوز بهذه الانتخابات".

وكانت استطلاعات الرأي أظهرت تقدم إمام أوغلو على منافسه من حزب العدالة والتنمية رئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم، بما يصل إلى 9 نقاط مئوية.

وفتحت المراكز الانتخابية في إسطنبول أبوابها في تمام الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي .

ويتنافس في الانتخابات مرشح تحالف الشعب بن علي يلدريم عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، ومرشح تحالف الأمة أكرم إمام أوغلو عن حزب الشعب الجمهوري، ومرشح حزب السعادة نجدت كوكجنار، ومرشح حزب الوطن مصطفى إيلكر.

وتجري العملية الانتخابية في 31 ألفًا و342 صندوق اقتراع في 39 قضاء في إسطنبول، ومن المنتظر أن يشارك فيها 10 ملايين و561 ألفًا و963 ناخبًا.

وتنتهي عملية التصويت في تمام الخامسة عصراً.