الكريلا سارة روناهي:حفتانين ارض كردستانية وسننتصر فيها مهما كلفنا ذلك

تعهدت المقاتلة في صفوف الكريلا  سارة روناهي بالدفاع عن حفتانين ضد كل الهجمات التي تشنها دولة الاحتلال التركي منوهة بأنهم سينتصرون في حفتانين مهما كلفهم ذلك".

وتتواصل مقاومة مقاتلي ومقاتلات الكريلا في منطقة حفتانين حيث تتعرض لهجمات دولة الاحتلال التركي. سارة روناهي هي إحدى المقاتلات المشاركات في مقاومة حفتانين. حيث قيمت سارة، المتواجدة في ساحة حفتانين منذ فترة طويلة، الهجمات التي تشنها دولة الاحتلال التركي  ونضال مقاتلي ومقاتلات الكريلا ضد هذه الهجمات وقالت: "الهجمات التي بدأتها دولة الاحتلال التركي خلال العام الماضي في حفتانين هي هجمات بربرية ووحشية، حيث لم تستطع السيطرة على  الأرض لأنها لم تتجرأ على دخول عمق منطقة حفتانين، لهذا قامت بالسيطرة على التلة والوقوف عندها. كما اخذ كل من مايسمى ب "حراس القرى" والعملاء لتركيا مكانهم في هذه الهجمات أيضاً، الا انهم انسحبوا وعادوا ادراجهم بعد العمليات النوعية والشجاعة التي نفذها مقاتلو ومقاتلات الكريلا ضدهم، لهذا لم يستطيعوا التوسع في هجماتهم. وخلال هذا العام شن جيش الاحتلال التركي هجمات جوية واسعة النطاق، حيث كانوا يقصفون المنطقة كل ساعة وينزلون قواتهم فيها، وعلى اثرها نزل "حراس القرى" الى اسفل التلة قليلا، ولم تحدث مجابهة بين مقاتلي ومقاتلات الكريلا وجيش الاحتلال التركي وجهاً لوجه، بل كانت كلها هجمات جوية، الا انهم لم يتمكنوا من التغلب على إرادتنا وقواتنا واجبارنا على التراجع والانسحاب.

كان مقاتلو ومقاتلات الكريلا يتصدون لجيش الاحتلال التركي اثناء قصفهم للمنطقة بمروحيات الكوبرا، بشجاعة وتصميم عالي، ولم يتمكن جيش الاحتلال التركي من انزال قواته. حيث اشارت السلطات التركية الى هذا عدة مرات. وحتى الآن لم يتمكنوا من انزال قواتهم في المنطقة بسهولة، لان مقاتلو الكريلا لهم بالمرصاد  ولا يسمحون لهم بالتقدم. في الواقع، تم حصد جميع النتائج الحالية بفضل أبطال الحرب والشهداء. حيث نشهد مشهد الحياة وحب الحياة وروح النضال الذي زرعها القائد عبد الله اوجلان بين مقاتلي ومقاتلات الكريلا يظهر في منطقة حفتانين. وسنواصل مشيرة اولئك الابطال المناضلين الذين يدافعون عن حفتانين بكل بسالة وسننتهج روحهم الفدائية".

عندما ينظر المرء في عيون هؤلاء المناضلين  تظهر قوة غير طبيعية في عيونهم. هذه القوة تأخذ أرضيتها من روح الصداقة. حيث تحدثت سارة روناهي عن الروح الرفاقية في حفتانين وقالت: "روح هؤلاء الرفاق تتجسد في حب الحياة، والتضحية بالحياة، وانخراط الحياة في كل لحظة بروح التضحية. عندما يرى المرء هذه، فإنهم يريدون المشاركة في هذه الحياة المقدسة في جميع الأوقات، والانغماس في هذه الحياة وإعادة بناء أنفسهم. الحقيقة هي أن أرواح هؤلاء الأبطال تسكن فينا ونحن نشارك بفعالية ومعنويات عالية في ملحمة حفتانين. إذا أراد المرء أن يتكلم، فعليه أن  يكون له ذكريات مع الشهداء  الفدائيين مثل مظلوم، زلال، ريزان وبيمان، فالعيش مع هؤلاء الرفاق يدل على معنى الحياة الحقيقة. إن الاندماج مع أرواح هؤلاء الشهداء سيحدد نجاحنا في إفشال مخططات الغزاة. لن يتمكن العدو من العيش في أي مكان، وسنقوم بواجبنا في الوقت المطلوب وسنحقق النصر، مهما كانت التكلفة".

لقد شاركت الرفيقة سارة روناهي في معارك بيربولا، حيث قتل العشرات من جنود الاحتلال التركي، وتحدثت سارة عن تلك المعارك التي خاضتها قائلةً: "في الحقيقة التحدث عن الرفاق امر ليس بالسهل. لقد كنت في جبهة القتال مع الرفاق  مظلوم، فرمان، وارشين و سورخين الذين استشهدوا خلال المعركة في منطقة بيربولا، لقد كانوا ابطال هذه المعركة. لقد قاتل كل من الرفيقتين وارشين  وسورخين على مسافة قريبة من العدو ببسالة وانضمتا لقوافل الشهداء. لقد تقدمتا في جبهة القتال وضحيتا بأنفسهما حتى لا يلحق الضرر برفاقهم، وبهذا اظهرتا روحهما الفدائية وامتلاكهما روح الرفاقية  والتضحية. كما كان الرفيقين مظلوم وفرمان بطلين عظيمين في حياتهما وخلال استشهادهما وقاتلا بشجاعة عالية حتى الرمق الاخير".

وردا على سؤال حول وضع دولة الاحتلال التركي  في حفتانين قالت سارة روناهي: "شعارنا لحرب حفتانين واضح بالفعل، "هنا حفتانين". قد يدخل العدو المنطقة حياً ولكنه لن يعود حياً أبداً. هدفنا واضح. الأرض التي نحن عليها هي أرض كردستان، وسوف نضحي لاجلها، لكن جيش الاحتلال التركي ومايسمى ب"حراس القرى" لن يخرجوا من حفتانين احياءً، سندفنهم فيها. أرض حفتانين المقدسة، ستكون مقبرة لهم".

عندما يرى المرء هؤلاء المقاومين، يعجز عن النطق. لم يعد المرء قادراً على وصف المشاعر  التي تتجلى في حياتهم. أعتقد أنه لا يوجد نص في العالم لإرضاء مشاعرهم والتعبير عنها بغض النظر عن عدد الأشخاص الذين يكتبون. رائحة المقاومة الكامنة في خلايا أجسامهم أفضل من رائحة ألف زهرة الربيع وزهور العالم اجمعها. فقط عندما يتعرف المرء على هؤلاء الناس يمكنه أن يعرف البحث عن الحرية والمشاعر الكردية. بغض النظر عن المدى الذي قد يبدو عليه، دقيقة من الحياة مع هؤلاء الأشخاص، يمكن ان يكون للمرء بمثابة عالماً اخر بدون فشل في قاموسه".