الشهباء: منظمة حقوق الإنسان تناشد العالم بتحمل مسؤولياته ووقف العدوان التركي السافر

أصدرت منظمة حقوق الإنسان على مستوى شمال وشرق سوريا في مناطق الشهباء بياناً إلى الرأي العام بصدد العدوان التركي على شمال وشرق سوريا.

أصدرت منظمة حقوق الإنسان بياناً إلى الرأي العام العالمي حول العدوان التركي على شمال وشرق سوريا وانتهاكه لكافة القوانين والموازين الأخلاقية والإنسانية، وذلك في مخيم العصر (سردم) في قرية تل سوسين بمناطق الشهباء.

وأشارت منظمة حقوق الإنسان إلى أن تركيا تسعى لارتكاب المجازر وجرائم إبادة جماعية بما يُمثل انتهاكاً لكافة القوانين الدولية والأخلاقية والإنسانية.

وقرأ البيان باللغات الكردية والعربية والإنكليزية كل من أعضاء منظمات حقوق الإنسان عبد الحميد بكري باللغة الكردية وحسن حسن باللغة الإنكليزية وسميرة عبد الرحمن باللغة العربية.

وجاء في نص البيان:

بتاريخ التاسع عشر من شهر تشرين الأول(أكتوبر) 2019 أوعز الرئيس التركي إلى القوات المسلحة التركية والفصائل المسلحة التابعة له ذات الفكر التكفيري الاصولي الإرهابي التي تحمل اسم الجيش الوطني السوري البدء بعملية عسكرية تحت مسمى نبع السلام (نبع الدم والإجرام) من مدينة سري كانيه وصولاً إلى مدينة كري سبيه وبعمق مفتوح في شمال وشرق سوريا (روج آفا) وذلك كله تحت حجج وذرائع واهية مثل حماية أمنه القومي وإنشاء منطقة آمنة لإعادة اللاجئين السوريين الذين تستخدمهم كورقة ضغط على أوربا والعالم لتحقيق مآربه الشخصية الدنيئة وإعادة أمجاد أجداده العثمانيين على حساب دم الشعب السوري الأعزل وعلى الأرض السورية ومنذ ذلك الحين تستخدم تلك القوات في عمليتها وبصورة عشوائية دون أية روادع قانونية واخلاقية وإنسانية بمختلف أنواع الأسلحة وحتى المحرمة منها كاستعمال القنابل الفوسفورية في مدينة سري كانيه بتاريخ 12/10/2019

واستهدف القصف أراضي ومدن وقرى وبلدات مكتظة بالمدنيين سواء من سكانها الأصليين أو النازحين إليها من مختلف مناطق الصراع في سوريا مخلفة بذلك خلال ستة أيام من بدئها فقط مئات القتلى والجرحى من المدنيين جلهم من الأطفال والنساء ونزوح أكثر من 200 ألف مدني من النساء والأطفال والشيوخ وسواهم إلى وجهات لا يعرفونها هرباً من ذاك الغزو الهمجي لمناطقهم الآمنة المعروفة بالتعايش السلمي المشترك بين العديد من المكونات والشعوب من كرد وعرب وسريان وكلدان وسواهم الأمر الذي ينذر يقينا بكارثة إنسانية وشيكة تطال أكثر من مليونين ونصف انسان إضافة إلى كارثة أخرى تتمثل باحتمالية وشيكة لفرار عشرات الآلاف من أسرى مقاتلي داعش الإرهابي من السجون والمعتقلات وبالتالي تعريض العالم بأسره لخطرهم مجدداً بعد التضحية خلال سنوات بآلاف الشهداء من أبناء المنطقة نيابة عن العالم من أجل القضاء على إرهابهم.

السيدات والسادة وأصحاب الرأي والقول والضمير الحي في العالم على العالم أن يدرك جازماً بأن الغاية الحقيقية لتركيا وهدفها من حملتها العسكرية مهاجمة الكرد ومناطقهم عبر التهجير القسري وإحداث التغيير الديمغرافي في تلك المناطق ومحو الخصوصية الكردية منها كأرض تاريخية لهم وخرق السيادة السورية في أراضي دولة جارة لها.

وتسعى تركيا لبلوغ وتحقيق تلك الغاية حتى بارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية المنصوص عنها في القوانين الدولية ولا سيما القانون الدولي الإنساني وهذا ما يحدث تماماً من قبل في مدينة عفرين ذات الغالبية الكردية وما تفعله في مناطق شمال وشرق سوريا من تدمير البنى التحتية والمشافي واستهداف سيارات الإسعاف لمنع اسعاف الجرحى كما تم استهداف قافلة المدنيين المتوجهين إلى مدينة سري كانيه لمساندة إخوتهم هنا برفقة صحفيين أجانب بقصف جوي من الطيران التركي الغاشم والاستهداف المتعمد للسجون والمعتقلات التي تحوي آلاف معتقلي داعش الإرهابي ليتمكنوا من الفرار.

ونحن كمنظمات حقوق عاملة في شمال وشرق سوريا نناشد من خلالكم كافة الحكومات والدول والمؤسسات وعلى رأسها الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية تحمل مسؤولياتكم الأخلاقية والإنسانية منها قبل القانونية والنهوض والقيام بكل ما من شأنه الوقف الفوري والعاجل لهذا العدوان التركي السافر على أراضي وشعب وسيادة دولة هي عضو في الأمم المتحدة وأن تتخذوا بحق تركيا وممثليها والمسؤولين فيها عن هذا العدوان أقصى العقوبات الرادعة ليكونوا عبرة لغيرهم وأمثالهم عبر التاريخ.

كما نناشد جميعاً بالسير واتخاذ كل ما يلزم من ضمانات وإجراءات من شأنها الوصول إلى حل نهائي وشامل في سوريا يضمن حقوق الكرد كشعب يعيش على ارضه التاريخية وحقوق كافة المكونات الأخرى في سوريا.

الرحمة والخلود للشهداء والشفاء العاجل للجرحى، الخزي والعار لتركيا وقوى الظلام والشر .