الشهباء: سوق مخيم المقاومة يعبر عن مقاومة الأهالي بعد عام على الاحتلال

استذكر عدد من أصحاب المحلات في سوق مخيم برخدان المهجرين قسراً، مرور عام على الاحتلال التركي لعفرين  منددين بالانتهاكات التركية بحق الشعب الكردي.

تعرضت مقاطعة عفرين في 20شباط عام 2018 لهجمات وقصف وحشي من قبل الدولة التركي ترافقها مجموعات إرهابية، وأدت هذه الهجمات الهمجية إلى استشهاد عدد من المدنيين وتدمير الكثير من المنازل والبنى التحتية  في المقاطعة.

وحول  مرور عام على الاحتلال والهجرة القسرية والانتهاكات التي ارتكبت بحق الشعب العفريني، التي  مازالت مستمرة حتى الآن، استطلعت وكالة فرات للأنباء آراء عدد من المواطنين من أهالي عفرين الذين يعملون في سوق مخيم المقاومة (برخدان) في مناطق الشهباء، ومن جانبه قال أحد المواطنين من أهالي عفرين "هُجرنا قسراً من عفرين صوب مناطق الشهباء، وهذا الوضع صعب بالنسبة لنا كشعب كردي فالدولة التركية احتلت أراضينا واستولت على  كل ما نملكه في عفرين، ومنذ أن جئنا إلى الشهباء ونحن ندير أمورنا بأنفسنا ونلبي متطلبات الشعب هنا في سوق المخيم (برخدان)، لكن هناك بعض المشاكل التي نواجهها في توفير مستلزمات السوق لتلبية طلبات الشعب من حيث الحصار وخطورة الطرقات وغلاء البضاعة".

وأوضح أنه بالمقابل فإن هذا الشعب تقدم وتطور وأنهم بإرادتهم ومقاومتهم  مستمرون رغم الهجرة والظروف المعيشية الصعبة ومرور عام على الهجرة القسرية لأهالي عفرين واحتلال مدينتهم ظهرت الحاجة للعمل كي يتمكن الشعب من إدارة نفسه وكان لابد من وجود أسواق لتلبية احتياجات الأهالي وأصبح لنا عاماً ونحن نقاوم هنا بإرادتنا وسنقاوم حتى نعود إلى عفرين.

وبدوره قال المواطن فرهاد علوش: "عندما قام جيش الاحتلال التركي بتهجيرنا من عفرين قسراً صوب مناطق الشهباء، افتتحنا هذا المخيم بالقرب من ناحية فافين، وكان لكل فرد منهم مهنة كان يعمل بها في عفرين وهنا قام الأهالي بطرح فكرة إنشاء سوق في المخيم لتلبية طلبات أهالي المخيم وأنشأنا السوق وكل منا قام بافتتاح محل يعمل به مثل محلات البقالة والأحذية والملابس والحلاقة لكسب لقمة العيش وتلبية احتياجات الشعب".

وأضاف "في بداية الشهر الأول من هجرتنا واجهنا بعض المشاكل والصعوبات لكن بعد ذلك تغلبنا على هذه الصعوبات وكل واحد منا بدأ بعمله وعملنا يسير بشكل جيد، لكن الشيء الوحيد الذي ينقص هنا هو عدم ذهابنا إلى أراضينا والعمل في زراعة الأراضي".

وتابع: "الحياة تستمر وتسير بالنسبة لأهالي عفرين في المخيمات في مناطق الشهباء ونحن واثقون بشعبنا لكن وجعنا هو بعدنا عن عفرين".

وأوضح المواطن شيندار مصطفى أنه "في بداية مجيئنا إلى المخيمات لم يكن هناك تنظيم، لكن الامر تغير مع مرور الوقت، ثم ورأينا أن الجلوس هنا دون عمل بلا طائل ولن يوفر لنا سبل العيش وقررنا أن ننشئ سوقاً في المخيم حيث يستفيد منه الجميع وينسى مشاكله وهمومه من ظروف الحرب التي عايشوها في عفرين".

وأضاف "ونحن مستمرون في مقاومتنا هنا في الشهباء حتى آخر أنفاسنا لأن قبلتنا هي عفرين حتى وإن بقينا هنا لسنوات لأن البداية والنهاية هي عودتنا إلى عفرين، فعلى القدر المستطاع يجب علينا أن ننظم حياتنا".

ولفت إلى أن الأمور في السوق تسير على ما يرام، مضيفاً: سنظل نقاوم حتى أن نعود إلى عفرين ونحن على أمل العودة إلى أرضنا ووطننا قريباً.

ومن جانبها قالت المواطنة أمينة: كنا في منزلنا وقام الاحتلال التركي بالهجوم والقصف بطائراته وقذائفه على عفرين وعندما كانت تقصفنا الطائرات لم تكن طائرات الدولة التركية فقط بل كانت من قبل جميع الدول التي ساعدت أردوغان ونحن نعلم بذلك، هجرونا من بيوتنا قسراً، وقالوا الشعب الكردي سيبقى جائعاً ويضعف، لكننا نقول إننا لن نضعف وافتتحنا المحلات هنا في المخيم في مناطق الشهباء.

وأضافت "نحن أحرار هنا ونعمل في السوق لتلبية حاجات الأهالي ولا ينقصنا شيء ونحن منتصرون، وما دام قائدنا على قيد الحياة نحن وراءه لآخر نفس في أرواحنا، وندعم مقاومة الرفيقة ليلى كوفن ونساند مقاومة جميع الرفاق في حملات الإضراب المفتوحة".

وتابعت: "ليعلم أردوغان جيداً بأن الكرد لن ينكسروا ويضعفوا ولن ننسى عفرين ونتركها لأردوغان أبداً، فهو سارق الدجاج وسارق الأغراض من منازلنا في عفرين فهل جميع دول العالم لا ترى هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان بحق الشعب الكردي ويقوم بحرق وقطع أشجار الزيتون كل هذه الانتهاك لحقوق الإنسان".

وواصلت حديثها: "أردوغان رئيس جائع وإن لم تكن الدول التي بجانبه هكذا أيضا لما ساعدته في القصف بالطائرات على عفرين والهجوم على الشعب الكردي، ماذا فعل الشعب الكردي لكي يسيئوا إلينا بهذا الشكل الوحشي والهمجي، وطالما قوات وحدات حماية الشعب المرأة(YPG، YPJ) والقائد أوجلان ورائنا لن نخاف من أردوغان وغيره، وعفرين لنا والنصر  للشعب الكردي ويحيا القائد أوجلان وتحيا مقاومة الشهداء".