الشهباء: أهالي عفرين في مُخيم "برخدان" يعيشون بمزيج من المقاومة والأمل

أطلق الأهالي المهجرون قسراً من مقاطعة عفرين المحتلة حملة عمل وصيانة في مخيم المقاومة (برخدان) في مناطق الشهباء، وذلك من خلال صيانة الخيم والصرف الصحي والتمديدات الصحية وهم على أمل بالعودة إلى أرضهم.

نتيجة الاحتلال التركي الهمجي لمقاطعة عفرين في18/1/2018، وبسبب القصف الهمجي والعشوائي بالطائرات الحربية وكافة الأسلحة الثقيلة والذي طال ممتلكات المواطنين ومنازلهم ومركز المدينة وراح ضحيته الكثير من الأطفال والنساء والشيوخ الأبرياء، اضطر الأهالي للهجرة من عفرين قسراً صوب مناطق الشهباء.

وبالطبع كان الواقع جد مرير بالنسبة لأهالي عفرين في مناطق كانت الحرب قد وضعت فيها أوزارها مؤخراً، في قرى غير صالحة للسكن وفي المخيمات التي وفي الآونة الأخيرة قام أهالي عفرين القاطنين في مخيم المقاومة(برخدان)، بحملات نظافة وصيانة للخيم التي يعيشون فيها، ورمموها من الداخل والخارج لحماية أنفسهم من الأمراض والأوبئة المنتشرة.

والمرض الأكثر انتشاراً هو اللاشمانيا (حبة السنة) وهو يأتي من خلال التلوث البيئي ونظراً لكون المنطقة كانت منكوبة لمدة طويلة.
وبالتنسيق والمقاومة والإرادة بين الأهالي يقومون الآن بالعمل على التمديدات الصحية ومسألة الصرف الصحي وحفر الخنادق بين المخيمات من أجل حماية الأهالي والأطفال الصغار من الأمراض والأوبئة المنتشرة في كافة مناطق الشهباء وليس فقط المخيمات، ومن جانبها استطلعت وكالة فرات للأنباء آراء العاملين والأهالي في المخيم حول آخر الأعمال داخل المخيم، حيث عبر عدد من الأهالي عن رأيهم وإرادتهم الكبيرة خلال العمل بالصيانة والتمديدات الصحية التي يعملون بها رغم الظروف المعيشية الصعبة التي يواجهونها والعمل تحت الشمس الحارقة في هذا الصيف الحار.

ومن جانبه قال المواطن يوسف: "هُجرنا من عفرين قسراً صوب مناطق الشهباء وفي الوقت الحالي نقطن في مخيم برخدان، لقد انتظرنا كثيراً لكن عندما رأينا بأن المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان لن تفعل شيئاً لنا وأخذت موقف الصامت أمام الانتهاكات التي واجهها أهالي عفرين من هجرة وقتل وقصف ودمار من قبل الاحتلال التركي، أُجبرنا أن ننظم أنفسنا بذاتنا ونقوم على العمل بالاعتماد على إرادتنا وقوتنا، وذلك عبر التنظيم الطوعي بين بعضنا البعض في داخل هذا المخيم ".

وأضاف "رأينا بأن الأمراض تنتشر وبكثرة وبالأخص مرض اللاشمانيا والسعال لدى الأطفال بسبب الغبار والأوبئة فنعمل من أجل حماية أطفالنا وعوائلنا من هذه الأمراض من خلال العمل على التمديدات والصرف الصحي التي بدورها تقضي على الأمراض والأوبئة، وإلى جانب ذلك هناك مشكلة موجودة حتى الآن وبكثرة، ألا وهي قصة الفئران والأفاعي ولها تأثير وخطر كبير تهدد حياتنا.
وناشد المواطن يوسف جميع المنظمات العالمية بوضع حلول لأوضاعهم، والخروج من صمتها حيال الانتهاكات التي تجري بحق الشعب الكردي في عفرين وخارجه.

وتابع: "وهنا أريد الإشارة إلى قلة الأدوية والمستلزمات الطبية مع العلم بأننا نذهب إلى المراكز والنقاط الطبية وهناك يقومون بواجباتهم على أكمل وجه إلا أنه يوجد نقص كبير في الأدوية ونحن بحاجة وأيضاً نحن بحاجة إلى شيء أساسي وهي الإنسانية".
وأشار يوسف إلى أن مقاومتهم مستمرة وأنهم سيقومون بأي شيء يتطلب منهم، لافتاً إلى أن بقائهم هنا في مناطق الشهباء دليل واضح على أنهم يريدون العودة إلى عفرين بكل حماس وإصرار.

وقال: سنستمر في مقاومتنا وحياتنا حتى آخر نقطة من دمائنا وسنربي أطفالنا على أساس حب مدينتهم عفرين وسنحررها من الاحتلال التركي ومرتزقته ولن نبتعد عن مشروعنا الديمقراطي والإنساني أبداً.   

ومن جهتها قالت المواطنة فهيمة حمو: "إننا هُجرنا قسراً من أرضنا (عفرين) والآن نقطن في مناطق الشهباء بمخيم المقاومة (برخدان) ونقاوم هنا من أجل كرامتنا وثقافتنا، والعمال هنا يعملون في التمديدات الصحية من أجل القضاء على الأمراض والوباء لحماية أطفالنا منها، وسنستمر بمقاومتنا من أجل العودة إلى عفرين بحماس عالي".

وقال العضو في بلدية الشهباء إبراهيم دادو: "نعمل على خدمة الأهالي من أجل الوقاية من الأمراض وذلك من خلال حفر الخنادق للصرف الصحي، لأنه وفي الآونة الأخيرة انتشر مرض اللاشمانيا (حبة السنة) كثيراً بين الأهالي ونحن بدورنا نعمل ما بوسعنا لتخفيف هذه الأمراض بحسب الإمكانيات المتوفرة، ونأمل العودة إلى ارض السلام عفرين.

وتحدث المواطن ريزان معمو وقال: "إن هذه النشاطات والأعمال وحفر الآبار التي نقوم بها الآن في مخيم برخدان من أجل الجميع وما يخدم أهالينا، ونحن هنا لسنا بعيدين عن عفرين أبداً فهي تسكن في أرواحنا ونقاوم من أجلها وسنبقى على هذا الوعد حتى النهاية ونؤمن بأننا سنعود في وقت قريب بإرادة وقوة أكبر وأكثر مما نحن عليه الآن".