الرئيسة المشتركة لمجلس مخيم مخمور: نعيش في بقعة بائسة صحراوية والحصار المفروض علينا يُضاعف قساوة الحياة

ما يزال الحصار المفروض على مخيم مخمور جنوب غرب مدينة أربيل، يزيد من مأساة اللاجئين من شمال كردستان، الذين يقبعون في المخيم منذ تسعينيات القرن الماضي، ورغم النداءات الموجة إلى برلمان كردستان، إلا أنه لم يستجب لمطالب المخيم المُحاصر.

وكانت قوات أسايش أربيل منعت اللاجئين في مخيم مخمور من الدخول إلى المدينة منذ يوم وقوع حادث مقتل نائب القنصل التركي  يوم 17 تموز الجاري بمن فيهم المرضى والعمال المتنقلين بين المخيم والمدينة. 

وكان ممثلون عن المخيم وجهوا قبل نحو أسبوع بلاغاً إلى البرلمان للضغط على السلطات التنفيذية في الإقليم وفك حصارها إلا أن برلمان إقليم كردستان لم يستجب حتى الآن لمطالب مخيم مخمور المحاصر.

وشهد مخيم مخمور حالتي إجهاض لدى امرأتين حاملين، بسبب الحصار الذي تفرضه السلطات في أربيل  على المخيم وعدم السماح لهن بالتوجه إلى مشافي المدينة و تلقي العلاج، ولم يصدر أي توضيح من الجهات الأمنية حول سبب منع أهالي المخيم من التوجه إلى اربيل.

وللوقوف على أوضاع المواطنين في المخيم المحاصر التقت وكالة فرات للأنباء ANF، الرئيسة المشتركة لمجلس الشعب فليز بوداك من مخيم مخمور، وقالت: إن "مخيم مخمور يضم 12 ألف لاجئ من شمال كردستان، منهم أكثر من 3 آلالف طفل، ومنذ عام 1998، نعيش في المخيم بموافقة من ممثلية الأمم المتحدة في العراق والنظام العراقي وقتها، وبعد 2014 أوقفت المنظمات التابعة للأمم المتحدة، جميع مساعداتها التي كانت تقدمها للمخيم سابقاً".

وأضافت بوداك "اللاجئون يتدبرون معيشتهم من خلال العمل في مناطق إقليم كردستان، أما الأطفال فإنهم يدرسون في مدارس داخل المخيم، وهناك 3 آلاف طالب في المخيم، يدرسون في  4 مدارس إبتدائية، و5 دور للأطفال، إضافة إلى مدرسة متوسطة ومدرسة إعدادية، وبعد المرحلة الإعدادية يتوجه طلابنا إلى المعاهد والجامعات التابعة  لحكومة إقليم كردستان، لكن  الآن يتم التضيق على المخيم بالحصار المفروض علينا منذ 17 تموز الماضي، فلا المساعدات تصلنا ولا المستلزمات الطبية، وجميع الطرق مغلقة أمامنا".

وأوضحت: "نعيش في بقعة يابسة، طبيعة صحراوية تجعل من قساوة الحياة في المخيم أكبر وأشد، لكننا مجبورين أن نتحمل، تحيط بنا المجموعات المتطرفة من داعش وغيرها، ومنذ 2014 وحتى الآن يستمر خطر داعش على المخيم ففي 2016 و2017 كانت هناك هجماعات لداعش على المخيم أسفرت عن استشهاد وجرح مواطنين".
وأشارت إلى أنه "في الأعوام  2017 و2018 و2019 تعرض المخيم إلى قصف طيران الاحتلال التركي، ففي 6 كانون الثاني 2017 استشهد 5 مواطنين في المخيم جراء قصف الاحتلال التركي، وجُرح 6 آخرين، في 13 كانون الثاني 2018 استشهد 4 مواطنين من المخيم وجُرح آخرين،  في 18 تموز   2019  جُرح مواطنين من المخيم". 

وتابعت: "مخيم اللاجئين تستهدفه دولة، بدون أن يكون هناك أي رادع لا من الأمم المتحدة ولا من الدولة العراقية والحقيقة عندما تتمكن دولة من تخطى الحدود وسيادة دولة أخرى في ظل صمت مطبق فهذا يشكل أزمة، وبغداد هي المسؤولة عن أجواؤها وبالتالي السيطرة عليها وحمايتها من الاختراق".

وحول أسباب الحصار قالت: "حادث مقتل المسؤول الاستخباراتي التركي في فندق أربيل، بعدها بيوم تم قصف المخيم من قبل طيران الاحتلال التركي، ومنذ ذلك اليوم هناك حصار مفروض على المخيم، وقطع الطريق أمام المواطنين في المخيم، تم قطع الطريق أمام المرضى وأمام الطلبة وأمام العمال الذين يعملون في مناطق تابعة لمحافظة أربيل"، مؤكدة  أن "الحصار المفروض هو من قبل حكومة إقليم كردستان تلبيةً لطلب تركيا، التي  تخطط للسيطرة على جنوب كردستان وتحتل جزء منه، فهناك مخطط من قبل الدولة التركية لإزالة هذا المخيم وإنهاءه وتسليمنا إليها، لكن هذا المخيم أُنشيء في 1994 بعد هروبنا من ظلم وقمع واستبداد الدولة الفاشية التركية ولجأنا إلى العراق تاركين بيتوتنا وأملاكنا، منذ ذلك الوقت لم تتوقف محاولات الدولة التركية ولكنها لم تحقق هدفها حتى اليوم ولن يتحقق هذا الهدف ما دام نضالنا ومقاومتنا مستمرة".

واستطردت: "منذ 18 تموز وحتى اليوم فُرض الحصار على المخيم، ولم يتمكن طلبة الجامعات من المخيم من اداء الامتحانات، وكذا العمال لم يتمكنوا من الذهاب إلى أعمالهم وفقدوا عملهم وقوت يومهم، المرضى خاصة الحالات المزمنة والمستعصية لا يُسمح لهم بالخروج ويتم إعادتهم من سيطرة مداخل أربيل، وامراتين فقدتا جنينهما بسبب منعهن من الخروج، هذا عدا التصرفات غير اللائقة، الكثير منهم يبقى محتجزاً في السيطرة لاكثر من 3 ساعات وفي النهاية لا يسمح لهم بالدخول". 

وتختتم حديثها معنا قائلة: إن "12 ألف لاجئاً مفروض عليه حصار خانق في بقعة أرض صحراوية، لا نسمع صوتاً يوقف هذا الانتهاك بحق الإنسان واللاجئين، إذا تعرضنا لهجوم غاشم من الاحتلال التركي لن نتمكن من إسعاف جرحانا هذا كله إضافة إلى مشاكل توفير الماء والكهرباء في هذا الصيف الحارق، حاولنا التواصل مع الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم وحتى الآن لم يكن هناك أي رد، ندين هذا التصرف والإجراء من قبل الحكومة، والتي منعتنا حتى من مظاهرة احتجاجية نسلم خلالها مطالبنا إلى الجهات المسؤولة".
وشنت الدولة التركية هجوماً جوياً في منتصف ليلة 18- 19 تموز على مخيم مخمور، وأسفر الهجوم عن إصابة مدنيين وخسائر مادية.
كما تعرض عدد من أبناء و بنات المخيم للاعتقال على يد القوى الأمنية في أربيل.
وتم اعتقال العديد من المدنيين من مخمور وبشكل خاص النساء اللاتي تعملن في الأماكن المختلفة في جنوب كردستان بعد يوم من حادثة مطعم أربيل حيث داهم آسايش الحزب الديمقراطي الكردستاني وقواته الخاصة منازلهم وبعدة فترة وجيزة تم اعتقال 16 إمرأة،  5 منهن غير معروف مصيرهن حتى الآن.
ويقع مخيم مخمور، المعروف لدى سكانه بمخيم "الشهيد رستم جودي"  يضم  الـ12 الف نسمة، بين قضاء الحويجة والشرقاط والموصل وتبعد عن مركز محافظة نينوى مدينة الموصل بنحو 50 كيلومتراً، وتعتبر منطقة مخمور شبه صحراوية.
ويعتبر مخيم الشهيد رستم جودي تحت مظلة الأمم المتحدة ويمتاز قاطنوه بهوية اللجوء السياسي، وبهذا تعتبر الأمم المتحدة مسؤولة وبشكل مباشر عن اللاجئين في المخيم.