عبد الغني شويش هو طبيب أسنان من سكان ناحية عامودا، ويقطن في مدينة الحسكة قبل 25 عاماً. وفي عام 1990م، انضم الى مجموعة من الطلبة لزيارة القائد أوجلان ، إلا أنه لم يستطع زيارته في المرة الأولى بسبب بعض المشكلات. ولكنه تمكن من زيارته في الفرصة الثانية.

حيث تحدث شويش عن ذكرياته أثناء لقائه بالقائد موضحاً بأنه في عام 1990م، رغب القائد أوجلان باللقاء مع مجموعة مكونة من 10 طلاب. وقد رغبت الذهاب للقاء به ولكن للأسف لم تسمح لي الظروف حينها للقاء به وفي الذكرى السنوية لتأسيس حركة حزب العمال الكردستاني في عام 1995م ذهبت للقاء القائد أوجلان.

وحينها قدِم ما يقارب 500 شخص من غربي كردستان، من سوريا وخارجها للقاء بالقائد أوجلان؛ وفي اجتماع موسع تحدث إلينا القائد عن مرحلة ما قبل تأسيس الحزب وبعده، وذكر حينها الكثير من الأمور المتعلقة بشمال كردستان- تركيا، ومنطقة الشرق الاوسط والعالم.

كما تطرق الطبيب شويش إلى هجمات الإبادة التي شنتها حكومة رئيسة وزراء تركيا السابقة تانسو تشيلر في كردستان حينها قائلاً: "في عام 1994م قامت رئيسة الوزراء تركيا السابقة تانسو تشيلر ومن معها بإحراق ما يقارب 4000 قرية من قرى كردستان وتهجير سكانها وقتل الصحفيين والوطنيين؛ حيث تحدث القائد حينها عن تلك المرحلة بإسهاب.

من جهة أخرى ركز القائد من خلال حديثه على أهمية معرفة الإنسان لذاته وتاريخه، من خلال إلقاء الضوء على الشخصية الكردية وتاريخ كردستان؛. وبعد الاجتماع الذي استغرق ساعتين استفسر خلاله من الحضور عن وجود أية أسئلة، وقد كان حريصاً على الإجابة عن أي استفسار كان يدور في بالنا وكان يسعى لتفهم أوضاع الشعب والوصول إليه من خلالنا.

أحد الرفاق كان يدعى حجي حسن وهو متوفي الآن، كان أكبر منا سناً، سأل القائد عن وجود أحد قادر على قيادة الحركة من بعد القائد أوجلان؟ وحينها أجاب القائد اوجلان "إن لم تدركوا وتتفهموا جيداً خطورة ومصيرية المرحلة، وإن لم يتكاتف ويساعد الشعب قائده، وإن لم يدرك مدى التضحيات والبطولات التي يقدمها أبطالنا، ولم يستنبطوا منها العبر حينها سيحكم على هذا الشعب بالإبادة، لأن القائد موجود اليوم وغداً لن يكون موجودا".

كما أكد الطبيب شويش بأن اللقاء الذي دام ساعتين كان تدريباً بالنسبة لهم وقال: "لقد جلسنا جميعنا سوية بعد النقاش وتناولنا طعام الغداء. وكنا نعتقد بأن القائد أوجلان كغيره من القادة، بأنه شخص يتباهى بنفسه وبعائلته لأن القادة في جنوب كردستان يعتبرون أنفسهم أسياداً للشعب؛ ولكن لم نلحظ هذا الشيء بتاتاً في لقائنا مع القائد ، بل رأينا فيه ذلك الشخص المضحي والفدائي والمتواضع؛ وتعلمنا منه كيف يفدي المرء شعبه المضطهد ويدافع عن حقوقه.

وفي الختام أبدى الدكتور شويش سروره وغبطته بذلك اللقاء، وأشار قائلاً: أن اللقاء مع شخصية كالقائد أوجلان كان بالنسبة لي مثل الحصول على خزينة من المعلومات، فهو شخص يدرك آلام شعبه ومآسيه ويضحي بنفسه من أجل قضيته لذلك استفدنا منه الكثير من الأمور".