الاتحاد الديمقراطي: النصر حليف إرادة الشعوب وعزيمة قائدها

أصدر حزب الاتحاد الديمقراطي اليوم الجمعة بياناً في الذكرى الحادية والعشرين للمؤامرة الدولية بحق القائد عبدالله أوجلان.

وقال الحزب في بيانه الذي وصلت نسخة منه إلى وكالة فرات للأنباء (ANF)، إن المتآمرين على القائد تمكنوا من أسره بدنيا ولكنهم لم يتمكنوا من أسره فكريا أو كسر إرادته.

وأضاف الحزب في بيانه أن الدفاع عن أوجلان والعمل على فك أسره وإعادته إلى أحضان شعبه، بكافة الإمكانيات واجب إنساني وأخلاقي.

وجاء في نص البيان:

بعد مرور واحد وعشرين عاماً على المؤامرة الدولية بحق قائد الشعب الكردي باتت أبعاد المؤامرة الدولية أكثر وضوحاً فتلك المؤامرة التي تورطت فيها أكبر قوى الهيمنة العالمية والتي بدأت بأسر القائد أوجالان لا زالت مستمرة إلى يومنا الراهن ضد شعوب الشرق الأوسط ورسم مستقبلها حسب مصالح قوى الهيمنة. فتلك القوى أستطاعت أسر القائد بدنياً، ولكنها لم تتمكن من أسره فكرياً أو كسر إرادته في توجيه الشعوب إلى السبيل الذي ينهي إستعبادها واستغلالها، ورأى في الدفاع عن الشعوب مهمة تاريخية على عاتقه واستطاع تجاوز كل المعيقات والحواجز الموضوعة أمام إيصال فلسفته وأفكاره إلى الشعوب. متمثلة في براديغما الأمة الديموقراطية، وخلق الإنسان الحر المالك لإرادته.

لقد وجدت قوى الهيمنة أن فكر ورؤى أوجالان ستشكل عقبة أمام ما تخططه لمنطقة الشرق الأوسط وشعوبها، لذا قررت تحييده ، وعندما سلمته إلى النظام التركي قال رئيس وزارتها : "لقد وضعوا قنبلة في حضننا ولا نعلم ماذا نفعل بها" مما يدل على أن المخطط والمنفذ أكبر من الدولة التركية. حيث وضعت تلك القوى نظاماً خاصاً للقائد الأسير في سجن منفرد خاص في جزيرة نائية معزولة عن العالم ولا زالت تشرف عليه جاعلين من النظام التركي واجهة لكافة ممارساتها.

رغم ظروف الأسر والعزلة القاسية لم ينقطع القائد ولو للحظة واحدة عن هموم شعبه والبحث عن سبل خلاصه، ووضع أسس براديغماه المتمثلة في الأمة الديموقراطية التي كانت خلاصة تجارب الشعوب والفكر البشري عبر التاريخ، وأوصلها إلى الشعوب على شكل مرافعات ورسائل رغم كل العقبات والعوائق، مما دفع بقوى الهيمنة إلى فرض عزلة لامثيل لها طالت المحامين وافراد الأسرة وبما يتناقض مع جميع القواعد والقوانين والأعراف الإنسانية والأخلاقية، بما في ذلك المعايير المعمول بها لدى مجتمعات قوى الهيمنة ذاتها.

ما كان ينقص شعوب الشرق الأوسط هو منظومة الفلسفة والفكر والهدي السليم والقيادة المخلصة التي تشعر بحقيقة وواقع مجتمعاتها ومعاناتها، وتوفير الوسائل التنظيمية والتنفيذية اللازمة لإعادة الشعوب إلى أصالتها ومنظومتها المجتمعية التي تضمن الحرية لشرائح مجتمعاتها والحياة الكريمة المتناسقة مع الطبيعة والبيئة. وهذا ما استطاع القائد وضع أسسه ومقوماته في البراديغما التي رسمها، وأصبحت تمثل تطلعات جميع شعوب ومكونات المنطقة.

رغم استمرار المؤامرة وأجواء الصراع والإشتباك التي سادت على المنطقة، والتعتيم والتشويه والعداء لأفكار القائد وحامليه انتشرت أفكار وفلسفة القائد آبو بين الشعوب التي وجدت في فلسفته وبراديغماه خلاصاً من براثن التخلف ودوامة الصراع الأعمى على مدى قرون، فتمسكت به وتبنته لتأسيس بوادر المشروع على شكل إدارات ذاتية ديموقراطية في شمال وشرق سوريا، مما جعل من مكونات المنطقة هدفاً لحراب وسيوف القوى الإقليمية والدولية وأدواتها من الفصائل الجهادية، وعندما لم تفلح تلك الأدوات في القضاء على بذور تلك البراديغما اضطرت تلك القوى إلى التدخل بذاتها لتخريب ما تم تأسيسه ولا زالت تبذل كل ما تستطيع بهدف لجم المشروع والقضاء على القوى التي تعمل على إنشائه.

على الصعيد السوري تحققت أخوة الشعوب وتلاحم المكونات إلى هذا المستوى لأول مرة في هذه الأوقات العصيبة التي تمر بها سوريا وفي أجواء تسعى فيها جميع القوى المهيمنة الدولتية إلى بذر بذور الفتنة وخلق الصراعات بشتى الوسائل والذرائع لتطبيق سياسة "فرق تسد". حيث أن تكاتف المكونات وصمودها في خندق واحد أمام الغزو التركي، وتقاسمها رغيف الخبز مع النازحين من الأنحاء الأخرى من سوريا، وتقبل الجميع لمشروع الإدارة الذاتية الديموقراطية وقناعتها بأنها الحل السياسي الوحيد القادر على تحقيق الإستقرار والرفاه لكل سوريا، مما يعزز ثقتها بفلسفة الأمة الديموقراطية، كل ذلك دليل على أن فكر وفلسفة القائد آبو أثبتت نجاحها في أصعب إمتحان تمر على شعوب الشرق الأوسط.

إننا في المجلس العام لحزب الإتحاد الديموقراطي PYD نرى أن أسر قائد بهذه الصفات والأفكار والفلسفة وبهذا القدر من التأثير على الشعب الكردي وشعوب الشرق الأوسط هي جريمة بحق الإنسانية وشعوب الشرق الأوسط، ويجب تقديم كل من شارك في هذه الجريمة إلى محاكمة عادلة. ونعتبر أن إستمرار ظروف الأسر دليل على أن المؤامرة الدولية على شعوب الشرق الأوسط لا زالت مستمرة. ونرى أن الدفاع عن أوجلان والعمل على فك أسره وإعادته إلى أحضان شعبه، بكافة إمكانياتنا واجب إنساني وأخلاقي، وندعو الجميع إلى التمسك بأفكار وفلسفة القائد آبو لأنه السبيل الأمثل من أجل تحقيق السلام والوئام والعيش المشترك بين جميع المكونات السورية.    

الحرية للقائد آبو.

الخزي والعار والهزيمة للمؤامرة الدولية ومنفذيها.

المجلس العام لحزب الإتحاد الديموقراطي PYD

14 شباط 2020