استمرار التظاهرات الاحتجاجية بجنوب كردستان واعتقالات في أربيل

تستمرّ المظاهرات الاحتجاجية لموظفي جنوب كردستان المطالبة بصرف رواتبهم, في الوقت الذي أدانوا فيه تعامل قوات أسايش أربيل مع المتظاهرين واعتدائهم على بعض منهم.

في اليوم الثاني على التوالي استمرت المظاهرات الاحتجاجية للموظفين في محافظات جنوب كردستان ضد نظام الادخار الاجباري، والمطالبة بصرف رواتهم كاملة، مؤكدين في الوقت نفسه على إستمرارهم مقاطعة الدوام لحين الاستجابة لمطاليبهم، فيما ادان اتحاد معلمي إقليم كردستان يوم الاثنين بشدة اعتداء احد عناصر قوات الامن "الاسايش" في أربيل العاصمة على احد التدريسيين المتظاهرين.

وخرج الكادر التدريسي وموظفي وزارة الصحة اضافة الى نشطاء مدنيين وحقوقيين، في أربيل والسليمانية وحلبجة ورانية ومناطق اخرى في تظاهرات حاشدة ، للمطالبة بصرف رواتبهم كاملة.

وقالت الناشطة المدنية كورال نوري لوكالة فرات للانباء ANF: "اليوم هو اليوم الثاني على التوالي نتظاهر فيه ضد الحكومة وسياستها الاقتصادية، وندعم مطالب موظفي قطاعي التربية والصحة في كردستان" مضيفة "من حق الموظف ان يعارض نظام الادخار الاجباري المفروض عليهم من قبل حكومته ونتيجة لساسة الحكومة الخاطئة والفشل الذريع الذي ضرب كل مفاصل الحكم في جنوب كردستان".

وأضافت نوري " لقد اتسعت رقعة الاحتجاجات وصلت للمرة الاولى الى اربيل ودهوك، واهالي مدينتي اربيل ودهوك ايظا تظاهرو وطالبوا بحقوقهم المسلوبة، وفشلت الحكومة هذه المرة من منع المواطنين في تلك المدينين من الخروج والتعبير عن مطالبهم، فمن حق الموظفين ان يسألوا حكومتهم لماذا لاتصرفون رواتبنا كاملة بعد ان ارسلتها بغداد ".

واشارت نوري الى ان "الموظفين تحملوا تبعات الازمة الاقتصادية، فقد صمدوا لأكثر من اربعة سنوات، وكانوا يبررون لانفسهم سوء الاوضاع بسبب الحرب على داعش تارة وتارة اخرى وضع الحكومة كان غير مستقرة، أما الآن الوضع تغير وعلى الحكومة ان تستجيب لمطالب الموظفين والا ستدفع الثمن باهظا وقد يحدث مالا يحمد عقباه".

الى ذلك اعتقلت القوات الأمنية في أربيل رئيس فرع اتحاد معلمي كردستان في قضاء سوران، وعدداً من المعلمين الآخرين أثناء المظاهر، الا ان مصادر برلمانية كشفت عن افراج السلطات الأمنية عن المعلمين والتدريسيين المحتجين.

وعلى الصعيد ذاته ادان اتحاد معلمي إقليم كردستان يوم الاثنين بشدة اعتداء احد عناصر قوات الامن "الاسايش" في أربيل العاصمة على احد التدريسيين المتظاهرين. وقال الاتحاد في بيان له اليوم، "شاهدنا الاعتداء الذي نفذه عنصر في الاسايش على تدريسي"، داعيا وزارة الداخلية الى فتح تحقيق فوري تجاه تلك الفعلة، وانزال العقوبات القانونية بحق مرتكبها. ونقل البيان عن رئيس فرع الاتحاد في أربيل هيني قادر خزر قوله، انه "امام الملأ تتم إهانة التدريسي ولا ترعى حرمة له"، مردفا بالقول انه "لا ينبغي ان تسكت المؤسسات الحكومية تجاه هذا الانتهاك في الوقت الذي تدعم في مطالب المعلمين والتدريسيين".

واكد خزر ان "التظاهر حق مدني مكفول للمواطن". وتشهد محافظة السليمانية ومدن أخرى بين حين وآخر إحتجاجات ومظاهرات للمعلمين فضلا عن مقاطعتهم للدوام في المدارس للمطالبة بتحسين أوضاعهم وصرف رواتبهم كاملة. واتسعت رقعة الاحتجاجات لتصل للمرة الاولى الى اربيل ودهوك، فيما نصبت خيام في ساحات الاعتصام في مدينة السليمانية امام المحكمة، وما زالت الاعتصامات مستمرة في المدينة، وفي عدد من المدن الأخرى.

يذكر ان حكومة جنوب كردستان أعلنت مطلع العام 2015 قطع جزء من رواتب الموظفين لعدم تمكنها من دفع متأخرات رواتب موظفيها بسبب الأزمة المالية التي تعاني منها.