استذكار شهداء انتفاضة 12 آذار بمراسم مهيبة في عدّة مدن بمقاطعة قامشلو

شهدت عدّة مدن ونواحي مقاطعة قامشلو مراسم استذكار انتفاضة 12 آذار 2004, شارك فيها الآلاف من الأهالي إلى جانب ممثّلين عن الإدارة الذاتية وأحزاب سياسيّة بالإضافة إلى أعضاء في منظّمات المجتمع المدني.

ديرك

وتجمع الآلاف من الأهالي ووفود من الأحزاب السياسية ورجال الدين وأعيان العشائر وممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني في ساحة آزادي في مدينة ديرك، للمشاركة في فعالية استذكار شهداء انتفاضة 12 آذار.

بدأت الفعالية بمسيرة جماهيرية  انطلقت من ساحة آزادي وسط ترديد الشعارات وزغاريد الأمهات ورفع صور الشهداء، وساروا في شوراع مدينة ديرك، وسط اغلاق كامل للمحال التجارية ومن ثم توجهوا صوب مقبرة المدينة حيث يرقد جثمانا الشهيدين وليد شاهين وحسين حسن الذان استشهدا برصاص النظام البعثي في ديرك إبان الانتفاضة.

وبعد وصول الأهالي إلى مقبرة المدينة وقفوا دقيقة صمت، ومن ثم قرئ بيان مشترك أصدرته الأحزاب السياسية المشاركة من قبل عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردي السوري شكري حمو، وجاء فيه:

تمر اليوم الذكرى الخامسة عشر لانتفاضة الثاني عشر من آذار والتي انطلقت شرارتها من قامشلو لتعم  بعدها جميع المناطق الكردية واماكن تواجد الشعب الكردي في سوريا رداً على استخدام النظام البعثي للرصاص الحي ضد مشجعي نادي الجهاد الرياضي واسترخاص الدم الكردي تتويجاً للسياسات الشوفينية واستبداد الطغمة الحاكمة بحق شعبنا وانكار وجود قضية الشعب الكردي.

وتابع البيان" نؤكد حرصنا على ما تحقق من انجازات ومكتسبات حققتها قواتنا الذين سطروا أروع ملاحم البطولة والذي يشهد لهم القاصي والداني ضد المجموعات الإرهابية".

الأحزاب السياسية أكدت في ختام بيانها على الوفاء "لقيم الشهداء في تحقيق بناء وطن تشاركي لكل أبنائه من كرد وعرب وسريان وكلدان وآشوريين وجميع الشعوب التي تعيش في هذه البقعة الجغرافية".

كما ألقى الرئيس المشترك لمجلس عوائل الشهداء في مقاطعة قامشلو حسن عبيد كلمة قال فيها إن "انتفاضة 12 آذار وضعت أساساً لشعبنا لتنظيم صفوفه وهي شرارة ثورة روج آفا وشمال سوريا".

وتابع عبيد "أن انتفاضة 12 آذار وحدت الشعب الكردي في حماية ثقافتهم ولغتهم وأثبتت إرادته ضد الأنظمة الفاشية، لذا علينا متابعة خطى شهدائنا حتى تحقيق النصر.

وبدوره تحدث شقيق الشهيد وليد شاهين قائلاً "في شخص شهداء 12 آذار نستذكر جميع شهدائنا وننحني أمام بطولاتهم، ونعاهد بالسير على خطى الشهداء الذين ضحوا بدمائهم في الدفاع عن هذه البقعة التاريخية المقدسة".

الإداري في مجلس ناحية ديرك مطيع علي حيا في كلمته التي ألقاها في المراسم مقاومة المناضلة ليلى كوفن ورفاقها الذين أعلنوا الاضراب عن الطعام للمطالبة برفع العزلة المفروضة على قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان".

وبعد الانتهاء من الكلمات توجه الأهالي إلى مقبرة المدينة ووضعوا أكاليل الورود على أضرحة شهداء انتفاضة 12 آذار وسط زغاريد الأمهات والشعارات التي تمجد الشهداء.

كركي لكي - جل آغا

كما توجه الآلاف من أهالي ناحيتي كركي وجل آغا صوب مقبرة قرية عابرة التابعة لناحية جل آغا من أجل استذكار شهداء 12آذار

وتجمع أهالي كركي لكي وجل آغا في مدخل قرية عابرة ومن هناك ساروا في مسيرة جماهيرية إلى مقبرة القرية حيث يرقد جثمان الشهيد أحمد محمد الذي استشهد خلال انتفاضة 12 آذار.

بدأت المراسم بالوقوف دقيقة صمت، ومن ثم ألقى الإداري في حزب الاتحاد الديمقراطي في ناحية جل آغا عبد السلام عباس كلمة استهلها باستذكار شهداء انتفاضة 12 آذار، وجدد العهد "لشهداء الحرية  لتحقيق الاهداف التي استشهدوا من أجلها".

وأشاد عباس بدور شهداء انتفاضة 12 آذار في الانجازات التي نشهدها الآن في ثورة روج آفا  بقوله "وما نشهده اليوم من ثورة مجتمعية ماهي إلا إحدى ثمرات الميراث النضالي الثوري الذي أدى إلى انتفاضة 12آذار وثورة 19تموز 2012".

ومن ثم ألقت الرئيسة المشتركة لمجلس منطقة ديرك زلفا بدرو كلمة قالت فيها "إننا نعتبر شهداء 12 آذار الشعلة التي أنارت دربنا للحرية، وما زلنا حتى اليوم نقدم الشهداء كي نحافظ على عهدنا بالسير على رسالتهم في الحرية والديمقراطية".

وتلاها كلمة مرعي محمد وهو والد الشهيد أحمد محمد الذي استشهد إبان انتفاضة 12آذار 2004 وقال فيها "إن انتفاضة 12 آذار تحمل في طياتها جانبين أحدهم مظلم، والثاني نور للشعب الكردي لأنه  كان الأساس لكل ما شهدناه في ثورة روج آفا من انتصارات حتى هذه اللحظة، ونتيجة دماء الشهداء نشهد الآن  حصار داعش في قرية الباغوز آخر معاقل داعش ".

وانتهت مراسم الاستذكار بوضع أكاليل الزهور على مزار الشهيد أحمد محمد وسط الشعارات التي تحي المقاومة وتحي شهداء انتفاضة 12آذار.

تربه سبيه

وفي ناحية تربه سبيه خرج العشرات من الأهالي في مسيرة جماهيرية لاستذكار شهداء انتفاضة 12 آذار.

الأهالي تجمعوا أمام مركز مؤتمر ستار شرقي المدني حيث انطلقت المسيرة وجالت في السوق المركزي وسط ترديد الشعارات التي تحي الانتفاضية وتنادي بالأخوة والعيش المشترك.

ورفع الأهالي وحدات حماية الشعب والمرأة وقوات سوريا الديمقراطية ولافتات كتب عليها "انتفضوا، كلنا يد واحدة لحماية أرضنا ووطننا".

وتجمع الأهالي أمام أكاديمية الشهيد يكتا هركول حيث ألقت هناك كلمات باسم مؤتمر ستار في ناحية تربه سبيه ألقتها الإدارية ليلى محمد وباسم مجلس ناحية تربه سبيه ألقاها الرئيس المشترك للمجلس عبد الرحيم حسو.

الكلمات بمجملها استنكرت السياسات التي كانت وما تزال تتبع من قبل الأنظمة الحاكمة في الشرق الأوسط بهدف زرع الفتنة بين المكونات. وأشارت الكلمات إلى أن شعب روج آفا رفض الذل والخنوع في عام 2004 وتابع نضاله حتى أثمرت عن ثورة 2011 لتكون أكثر تنظيما وتتكلل بإعلان الادارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا.