أوجلان: كل شيء مرهون بنضالكم

قال القائد عبد الله أوجلان إن "كل شيء مرهون بنضالكم، إذا أحرزتم تقدماً، سيتجه كل شيء صوب الحل، لكن إن لم تفعلوا، كل شيء سيستمر كما هو، حيث ستستمر العزلة وكذلك إراقة الدماء، وعلى الجميع أن يبذل قصارى جهده وفق ذلك".

 يوم أمس الأربعاء ألتقى القائد عبدالله أوجلان مع أخيه محمد أوجلان في سجن جزيرة إمرالي، كما ألتقى كل من المناضلين المعتقلين في سجن إمرالي، عمر خيري كونار وويسي آكتاش مع عوائلهم، أما المناضل هاميلي يلدرم لم يلتقي مع عائلته بسبب الوضع الصحي.

أفاد محمد أوجلان لوكالة ميزوبوتاميا للأنباء عن تفاصيل اللقاء الذي جمعه مع القائد أوجلان، حيث قال محمد أوجلان " لم نتقابل منذ ثمانية أشهر بالرغم أننا كل 15 يوماً نقوم بمراجعة النيابة العامة في بورصا ونتقدم بطلب المقابلة ولكنهم لا يردون على طلبنا أو يتحججون بذرائع وحجج مختلفة، لكن هذه المرة بعد اندلاع الحريق في جزيرة إمرالي، قبلوا طلب المقابلة."

تفتيش لا إنساني

وتابع محمد أوجلان " وصلنا الخبر عن طريق المحاميين في صبيحة يوم الاثنين 2 آذار/ الاثنين، حيث أخبرونا إنهم سيأخذوننا إلى الجزيرة، ذهبت أنا وإخوة كل من عمر خيري كونار وويسي آكتاش إلى الجزيرة؛ استطيع القول أننا مررنا بعملية تفتيش مهينة جداً وأنا كإنسان لا يمكنني تقبل هذا لأنه شيء غير أخلاقي وغير إنساني، وهذا الشيء لا يفيد الدولة التركية، أنا شخص يبلغ من العمر 69 عامًاً وكذلك أصدقائي الآخرين، لدى وصولنا إلى الجزيرة خضعنا لعملية تفتيش ثانية، كانت هي الأخرى سيئة جداً لدرجة لا يمكن لإنسان أن يتقبلها ولكننا قبلناها رغماً عنا، حيث كان الجميع موجودين هناك من الضباط والجنود المسلحين ذوو النظارات السوداء، حيث ذكرني ذلك الوضع بأيام حالة الطوارئ.

بعد مرورنا من التفتيش الثاني، توجهنا صوب السجن وهناك أيضاً خضعنا لعملية تفتيش ثالثة كانت اعتيادية، ذهبنا بعدها إلى مكان المقابلة، حيث كانت الطاولة القديمة وقالوا لي "اجلس"، لكنني لم أجلس لأنني كنت أعلم أن القائد قادم، انتظرت لبضع دقائق حتى جاء القائد ولكن من دون أن نتصافح حيث قال " أخبروني أن حرارتك مرتفعة، يبدو أنك مصاب بالزكام" والتفت القائد إلى السجان وقال له " اعتقد أن لدينا ساعة ونصف من أجل المقابلة، أليس كذلك" ولكن لم يرد السجان بكلمة وهكذا بدأت المقابلة.

استفسر عن موقف الشعب

وتابع محمد أوجلان حديثه بأن القائد أوجلان قد بدأ بالسؤال " لماذا جئت، بأي حجة جئت؟" وأجبته أن حريق اندلع هنا وانتفض الشعب والمؤسسات الديمقراطية، لذلك اعتقد أنهم قبلوا عقد اللقاء لهذه الأسباب، رد علي بالقول " نعم ولكن لم يؤثر علينا، لكنني سأسألك بعض الأسئلة، وأنت بدورك ستنقل إلي موجزها" حيث سأل عما يفكر به الشعب حيال حل القضية الكردية وحل قضايا الشرق الأوسط، ومن بمنظورهم قادر على حل هذه القضايا..؟

طاولة بثلاثة أرجل لا تقع

وأنا أخبرته باختصار أن نسبة 80-90% من الشعب  يؤمن أن القائد أوجلان هو الشخص القادر على حل قضايا منطقتنا والشرق الأوسط؛ أجابني " نعم، أنا أعلم ذلك لأن القضية قضيتنا، لأجل حل قضية الشرق الأوسط لا بد أن نكون أقوياء" وبعد ذلك دخل في التفاصيل المتعلقة بالوضع في روج آفا والمؤسسات الديمقراطية في تركيا، حيث قال "اعتقد أن حزب الشعوب الديمقراطي (HDP) قد عقد مؤتمره" وأجبته "نعم وكان الاقبال كبيراً، وكان هناك حضور من الخارج أيضاً، كان مؤتمراً جيداً" وقال القائد بعدها " سأوضح لكم هذا، إن لم تصبحوا قوة في المنطقة، انظر توجد في تركيا طاولة برجلين، وأنتم لديكم في بنيانكم حركات يسارية مع أن الأغلبية من الكرد وهناك شعوب أخرى، عليكم أن تصبحوا الرجل الثالثة لتلك الطاولة وستصبحون قوة هناك، لأن الطاولة لن تقع إذا كانت لديها ثلاثة أرجل، أما الطاولة ذات الرجلين ستقع حتماً، مهما حاول النظام حمايتها، لذلك نحن الكرد علينا أن نكون الرجل الثالثة للطاولة، وهذا يحدث بتعاظم قوتنا."

عليهم أن يخدموا الشعب

واستغرق نصف وقت اللقاء بتقييم المؤسسات الديمقراطية، حيث قال القائد " الأشخاص يجب أن يخدموا المؤسسات والشعب، لا أن يسخروا الأشياء لخدمة شخصهم وذواتهم" وتوجه بالسلام والتحيات الحارة إلى الصحيفة وقال " عززوا الاعلام وابذلوا جهودكم وأبلغ سلامي وتحياتي الحارة إلى كل العاملين في مجال الاعلام، يجب أن يعززوا الصحف وكذلك التلفزيون."

على الجميع أن يناضل من أجل هذا الشعب

قلت له أن حزب الشعوب الديمقراطية عقد مؤتمره بشكل قانوني وبحضور كبير، أرسل تحياته للرؤساء المشتركين السابقين والحاليين وتمنى لهم النصر والنجاح.

وحول الحزب قال القائد "أنا على ثقة أن الحزب (حزب الشعوب الديمقراطية) هو المؤسسة الأكثر قوة بين المؤسسات الديمقراطية. الحزب يقوى من خلال بذل الجهد ، وليس بالأقوال ، أنت ترى حالتي اليس كذلك؟ أنا أناضل منذ 50 عاماً . إذا سمعت أن أحدهم انضم إلى المؤسسة واستغل القيم من أجل عائلته، أو من أجل نفسه، أو من أجل أقاربه سوف أحاسبه. هذا الشعب قدم تضحيات كبيرة، أنا لا أعمل شيئاً لأجل نفسي. ولكننا عاهدنا هذا الشعب، هذا الشعب قدم كل هذه التضحيات. نحن نعمل ونكدح منذ 50 عاماً، هناك العديد من القيم. وقدمنا تضحيات كبيرة . إذا توحدتم وتحولتم إلى قوة، فإنكم سوف تتمكنون من حل القضايا الكبيرة، لن يأتي أحد ويحل لكم قضاياكم . في الحقيقة أن قوة الحل هي أنتم. الحزب ليس ملكاً للأشخاص ، والأفراد" ، استنتجت من خلال هذه الشروحات أنه يتابع وضع الحزب عن كثب .

عليهم أن يكونوا قوة ضمن وحدة سوريا

تحدث أيضاً عن سوريا: "هناك العديد من العشائر العربية في روج آفا ، سوف ترسل لهم جميعاً تحياتي وتقديري ، وأوصل تحياتي وتقديري ايضاً لكل الأشخاص العاملين هناك في المؤسسات ، الأشخاص الذين يناضلون ويكدحون في روج آفا قديرين وقيمين جداً . وأباركهم على نضالهم ، إنهم يخوضون نضالاً مباركاً ، وأتمنى لهم النصر . تركيا تميل أحياناً إلى أمريكا وأحياناً إلى روسيا. وهذا ليس حلا ، الحل هو؛ أن تحقق القوى الموجودة في روج آفا وحدتها الموسعة ضمن إطار وحدة سوريا . وهذا مهم من أجل حماية وحدة سوريا ، التنظيم الموجود في روج آفا هو من أجل وحدة سوريا، إذا لم تحقق القوى الموجودة هناك من الكرد والعرب والأرمن والمسيحيين وحدتها وتتحول إلى قوة ، فإنها لن تتمكن مستقبلاً من حماية وحدة سوريا . استراتيجية روج آفا صائبة جداً ، أوصل تحياتي وتقديري إلى جميع الأشخاص الذين يناضلون ويكافحون هناك بدون تمييز" .

إذا أصبحت قوياً ستتمكن من حل القضايا

وحول الحل قال القائد إذا تحولت إلى قوة فبإمكانك أن حل القضايا ، قلت له "العنف متواصل بشكل متصاعد ، تقول افعلوا بعض الأشياء في الخارج ، ولكن لم تعد هناك فرصة لذلك في تركيا . وبعد هذا الجواب قال القائد: "ومع ذلك يجب عليكم أن تعملوا ، أنتم مجبرين على تعزيز مؤسساتكم ، إذا عملتم بشكل جيد سوف تحصدون نتائج جيدة . ماذا يعني أن تعملوا بشكل جيد؟ أن تخدموا الشعب وليس خدمة الأشخاص، بهذا الشكل يتم النضال . أنت تعرفني بشكل جيد محمد ، وتعرف كيف ناضلت . لقد ناضلت حتى ضد أمي . عندما كنت في السابعة من عمري واجهتها وعارضتها، أنت تعلم ذلك جيداً". قلت له "نعم اعلم، لقد فعلت ذلك". وتابع القائد حديثه "كل شيء يتحقق بالنضال، بالنضال الصحيح. أنتم مجبرين لأن تتحولوا إلى قوة لكي تتمكنوا من حل هذه القضايا . قضية الشرق الأوسط والقضية الكردية تحل بهذه الطريقة. أما إذا لم تتحولوا إلى قوة فإن أي أحد لن يحل لك قضيتك ، نحن نتحدث عن طاولة ، ولكن الطاولة برجلين . أنتم مضطرون لأن تكونا الرجل الثالثة للطاولة، كيف سيتحقق ذلك؟ يتحقق بالقوة، إذا فعلتم ذلك فسوف يتحقق، إذا بذلتم الجهد وكافحتهم سوف يتحقق ذلك، نعم الطاولة مهمة، وسوف يتحقق ذلك من خلال الكفاح وخدمة الشعب" .

المهام ملقاة على عاتقكم جميعاً

القائد على علم بنا، لم أسأله أبداً . فربما كان موجوداً جسدياً في جزيرة إمرالي ، لكنه فكره  معنا ، يعلم ماذا نفعل وكيف نناضل . سأقول مثالاً واحداً ، قال لي ، "أنت أيضاً تستطيع أن تفعل شيئاً في محيطك في رها ، المسؤوليات ملقاة على عاتقكم جميعاً . الانسحاب والتراجع والجلوس غير مجدي ، أنت أيضاً تستطيع أن تبذل بعض الجهد ، وأن تقدم الخدمات، أنت سوف تعمل ، وكذلك سوف يعمل أصدقائك ، هناك العديد من القرى ، وهناك أصدقائنا ، حتى يوجد هناك تركمان أيضاً ، أوصل تحياتي لهم جميعاً" .

على الجميع بذل قصارى جهده

وحول موضوع العزلة  قال القائد: "أحيي كل من ناضل ضد العزلة، في روج آفا وجنوب وشمال كردستان وأوروبا، أبارك كل كردي في أي مكان تواجدوا فيه وناضلوا ضد العزلة . وضعي الصحي جيد جداً ، أعرف كيف أعيش ، أنت ترى كيف وضعي الآن" ، وبحسب ما شاهدت كانت أوضاعه جيدة ، وضعه الصحي جيد ومعنوياته جيدة . قال "أتمنى لكم النصر"، فسألته إذا ما إذا كانت ستتم لقاءات أخرى أم لا ، ولم يجب على سؤالي . وقال " كل شي متعلق بنضالكم ، إذا حقتم أي تطور فإن كل شيء سوف يتم حله . أما أذا لم تتمكنوا من ذلك فكل شيء سيستمر على ما هو عليه ، العزلة وكذلك إراقة الدماء . على الجميع أن يفعل كل ما بوسعه".