أمنيتي أن يواصل رفاقي درب المقاومة

في نهاية العام 2005 رد أحد مقاتلي الكريلا في منطقة الشهيدة بيرتان على سؤال بشأن أمنيتهم قائلاً: حتى وأنا أفارق الحياة أتمنى أن يواصل رفاقي مسيرة النضال ويحققوا أهدافنا.

يصف احد مقاتلي الكريلا احد رفاقه المقربين فيقول: "آكر بينغول أحد أبطال وفدائي شعبنا، الذين ضحوا بكل شيء في سبيل نقل قضية شعبه من جيل إلى آخر وتقوية العلاقة بين الماضي والحاضر.

آكر بينغول عاش مضحياً، مقاتلاً، واثقاً من نفسه وتواجد حيث كان يجد لنفسه مكانة بين كل أبطال شعبنا. كان يرفض الواقع المفروض بالقوة على المجتمع وتواجد منذ نشأته في الصفوف الأمامية للمقاومة إلى أن وصل لجبال كردستان.

نحن لا نعلم كم من الأبطال احتضنتهم هذه الأرض المقدسة أمثال آكر بينغول، لكننا نعلم أن هذه كانت رغبتهم لهذا تواجدوا على سفوح هذه الجبال". 
وولد آكر بينغول (أيدين دمير) ولد في العام 1980 في ناحية "جولك"، عاش سنوات من عمره في منزل العائلة في جولك، ونتيجة الهجمات الوحشية وسياسات القمع بحق الكرد في المناطق الكردستانية وكغيرها من العائلات الكردية أجبروا على النزوح ومغادرة أرضهم إلى مدينة إسطنبول. 
كان متعلقاً كثيراً بهويته وقوميته، وهذا ما دفعه إلى أن يتواجد في الصفوف الأمامية للمقاومة وخلال فترة قصيرة أصبح رئيس جناح حركة الشبيبة في منطقته.
ودائماً ما كانت جبال كردستان ملاذ والحياة الحرة بالنسبة للكرد، وهي نفسها شاهد على تاريخ طويل لمقاومة الشعب الكردي، هذه الجبال كانت حلم الرفيق آكر بينغول، رغم أنه كان ينضم إلى كل الفعاليات والنشاطات إلا أنه لم يكن راضياً عن نفسه، لهذا قرر التواجد بين أبطال كردستان على سفوح هذه الجبال. 
في العام 2004 وفي منطقة "كيلارش" انضم إلى صفوف الكريلا، اختار اسم "آكر بينغول"، انضم إلى صفوف الكريلا مع أبناء إخوته وهم: جوان ، أردال ويلماز. 
أحد رفاق بينغول يتحدث عنه فيقول: "بعد أن أنهى دورة تدريبية عسكرية مع المقاتلين الجدد، طلب المشاركة في العمليات القتالية هو أبناء أخوته. بعد مشاركتهم في العمليات أثبت تميزه في أداء المهام. كان يعشق حياة الكريلا ويحلم بالوصول إلى كل جبال كردستان من ديرسم إلى جولك، ارزروم ...
وتوجه آكر بينغول إلى منطقة أرزروم، بينما ابن أخيه جوان توجه إلى ديرسم. آكر بينغول وطوال الفترة التي قضاها بين الكريلا كان متواضعاً ويتقرب من رفاقه بكل حب واحترام، ولأنه كان نشيطاً وذكياً دائماً ما كان موضع الأعجاب ويلفت الأنظار.
جبال جولك كانت ساحة حامية للمعارك، مقاتلو الكريلا وجهوا ضربات قوية للعدو، إحدى تلك المعارك دامت لمدة ثلاثة أيام، الكريلا قاوموا ودافعوا عن أنفسهم وأرضهم دفاعاً مستميتاً، الرفيق آكر بينغول وخلال تلك المعارك كان بمثابة كتلة من النار تتحرك في ساحة المعركة وترجم العدو بنارها.

كان يطبق على أنفاس العدو ويشل حركته ويمنعه من التحرك. الرصاصة التي كانت تخرج من بندقيته كانت تصيب هدفها بين قتيل وجريح. 
كل الأسلحة المتطورة في حوزة العدو لم تنقذه، ميزان المعركة كان يرجح لصالح الكريلا وهذا لأن آكر وحده كان بقوة مئات المقاتلين.

لم يكن يهدأ وكان يركض خلف طموحاته اللامتناهية. كان ناراً تحرق العدو الذي يمنعه من تحقيق أهدافه. وبعد أن عجز العدو ولم يكن قادراً على مواصلة القتال استخدم السلاح الكيميائي ضد رفاقنا الكريلا.

أربعة من رفاقنا التحقوا بموكب الشهداء في هذه العملية الجبانة. 
في نهاية العام 2005 وخلال استطلاع بين مقاتلي الكريلا في منطقة الشهيدة بيرتان على سؤال: ما هي أمنيتك؟.

أجاب: حتى وأنا أفارق الحياة أتمنى أن يواصل رفاقي مسيرة النضال ويحققوا الأهداف.
هذه إحد قصص أبناء جبال، وديان وسهول كردستان، رواية بطولة والحقيقة بعينها.