أفيستا: قادة إقليم جنوب كردستان سلّموا أرضهم رسميّاً لدولة الاحتلال التركي

دعت عضو مجلس القيادة العامة لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) سوزدار أفيستا أبناء الشعب الكردي في جنوب كردستان إلى الوقوف في وجه محاولات الاحتلال التركي لجنوب كردستان موضحة أن حكومة الإقليم تسلم أراضي جنوب كردستان بشكل رسمي للاحتلال التركي.

وفي حوار خاص على قناة Stêrk Tv , تحدثت عضو مجلس القيادة العامة لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) سوزدار أفيستا عن لقاءات محامي القائد أوجلان الأخيرة, انتخابات إسطنبول و حملات الاحتلال التركية لأراضي إقليم جنوب كردستان.

واشارت أفيستا إلى أهمية الزيارات ولقاءات المحامين مع القائد أوجلان واهمية جوهر ومضمون رسائل أوجلان, موضحتاً أن لا احد قادر على إنكار حقيقة دور القائد أوجلان لحل القضية الكردية والأزمات في الشرق الأوسط.

أفيستا وعن أهمية وحساسية المرحلة قالت: بفضل نضال شعبنا, حملات الإضراب بجميع أشكالها, نضال أمهات المعتقلين ومقاومة الكريلا, اجبرت الدولة التركية على السماح لمحامي القائد أوجلان بزيارته. بعد هذه الزيارة وبدعوة من القائد أوجلان أنها المناضلين حملة الإضراب. اذا ما هو هدف تحالف حكومة العدالة والتنمية-الحركة القومية؟ ولماذا يخطط؟. لا شك أن هناك أسئلة كثيرة طرحت في هذا السياق, من وجهة نظرنا نرى أن الحكومة التركية أرادت تسخير هذه التطورات لصالحها, وخاصة أن تلك المرحلة كانت قبل إعادة إجراء انتخابات إسطنبول التي تم إلغاء نتائجها في السادس من أيار الماضي وهذا ما فتح باب النقاش وكثرة إشارات الاستفهام. هل لهذه الزيارات علاقة بالانتخابات؟ والى الأن يتساءل البعض ويشككون في كل التصريحات. لكن الواضح أنه ومنذ الزيارة الأولى خيم على شمال كردستان وتركيا أجواء جديدة فيها نفس من الحديث عن الديمقراطية, المساواة, الحرية والحقوق. الصورة العامة لهذا الواقع تعكس أن رفع العزلة عن القائد أوجلان, تحسين ظروف السجن والسماح بالزيارات سيؤدي بالنتيجة إلى تمهيد الأرضية الأفضل من اجل الحوار وتسريع عجلة البحث عن حل الأزمات. اذا حل الأزمات في البلاد, حل القضية الكردية, السلام والاستقرار كل هذه القضايا متعلقة بشكل مباشر مع فكر ومقترحات بالقائد أوجلان.

القائد أوجلان وعبر محاميه, حذر من التخلي عن مواصلة النضال والمقاومة مؤكداً أن الاكتفاء بما تحقق حتى الأن خطأ كبير ويجب مواصلة النضال والمقاومة, الحل هو مواصلة الشعب لنضاله, بناء التحالفات الجديدة وتنظيم القوى الديمقراطية, وبشكل خاصة حركات المرأة, الشبيبة, حركات المجتمع المدني وكل فئات المجتمع. بهذا الشكل مهد القائد أوجلان للمرحلة الجديدة, لكن لا احد يستطيع أن يقول أن المرحلة الجديدة بدأت لان شرط بدا مرحلة جديدة من الحوار والمباحثات هو استمرار النضال والمقاومة.

وأشارت أفيستا إلى أن القائد أوجلان هو العنصر الأهم والأساسي الذي يملك خارطة الطريق, المشروع, الفلسفة, خبرة وتجربه خمسين عام من السياسية على مستوى الشرق الأوسط, واذا ما كان موقف الدولة التركية ترغب في حل القضية الكردية والأزمات في البلاد فعليها التعامل إيجاباً مع رسائل أوجلان وأن لا تعود إلى منع الزيارات مرة أخرى, وان تسمح للقائد أوجلان بالعمل السياسي بشكل حر ودون ضغوطات.

وتطرقت أفيستا بالحديث عن تصريحات الاكاديمي علي كمال أوزجان قبل انتخابات إسطنبول بيوم واحد, والذي يدعي انه التقى القائد أوجلان في سجنه وقالت: نحن استمعنا إلى رسالة القائد أوجلان عبر تصريحات محامية بعد الزيارة وبالنسبة لنا المحامون هم الجهة الرسمية المخولة للحديث ونقل كل ما يصدر عن القائد أوجلان. هذه كانت محاولة للتشويش على حزب الشعوب الديمقراطي(HDP) أو الاتفاق الديمقراطي, فنحن نعلم ونحفظ مبادئ أوجلان ونعلم أن نظرية القائد أوجلان والنموذج الذي يطرحه هو التزام الخط الثالث.

كانت هناك محاولة لتصوير المشهد على انه فكر جديد لكن الحقيقة هي أن القائد أوجلان ولسنوات كتب مجلدات عن الخط الثالث. رغم كل محاولات تزيف الحقيقة وتحريف معنى رسالة القائد أوجلان إلا انهم فشلوا لأننا كحركة التحرر وكذلك القوى الديمقراطية فهمنا فحوى الرسالة. كان محاولة للتشويش على أبناء شعبنا لكن شعبنا رد على هذه المحاولات بشكل قوي في الانتخابات.

وتابعت أفيستا: "منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2018 ولغاية 26 أيار/مايو تناضل القوى الديمقراطية, حركات المرأة والشبيبة تحت مظلة الشعوب الديمقراطي ملتزمين بالخط الثالث وشاركوا في الانتخابات. ورغم الضغوطات الشديدة من قبل الحكومة التركية في المناطق الكردستانية تمكنوا من تحقيق نتائج جيدة, رغم محاولات الغش, التزوير, الخداع إلا أن شعبنا قال كلمته قال "كفى", نحن نرفض نظام العدالة والتنمية-الحركة القومية.

هذه الانتخابات هي بداية سقوط التحالف الفاشي ولن يجد بعد اليوم أحداً ينقذه من ما هو فيه. وعليه يتوجد على القوى الديمقراطية وخاصة بعد هذه الانتخابات أن يعزز صفوفه ويقطع الطريق على العدالة والتنمية من النمو مجدداً. ويجب على الجميع أن يحافظ على بقاء هذا الاتفاق الذي تشكل في إسطنبول, الجميع ادرك أن الشعب الكردي هي القوة الحاسمة والفصل والمحور الأساسي لبوصلة السياسية في تركيا".

وعن هجمات الاحتلال التركي على أراضي إقليم جنوب كردستان قالت أفيستا: "الاحتلال التركي ومنذ عشرات السنوات يشن الهجمات على عموم جغرافيا كردستان. مرات عديدة حاولت التوغل واحتلال جنوب كردستان, لكنها فشلت بفضل مقاومة الكريلا. تركيا وكما احتلت عفرين وبدعم خارجي تحاول اليوم مرة أخرى احتلال جنوب كردستان وبدعم من قبل القوى الخارجية القوى الفعالة في إقليم كردستان. لكن ومنذ 25 عاماً والكريلا يدافعون بقوة عن أراضي كردستان ضد مخططات الاحتلال وخاصة خلال السنوات الخمسة الأخيرة.

نحن نقاوم من اجل الدفاع عن كرامة الإنسان, لكن المسؤولين في إقليم كردستان يتحالفون مع فاشية أردوغان الذي يعادي كل الشعب الكردي. يتحالفون مع أردوغان وبغض النظر عن النوايا مهما كانت لكن بهذه المواقف والممارسات باتوا جزء من مخططات أردوغان. المسؤولين في حكومة إقليم كردستان يمدون يدهم لارادوغان في كل مرة كان قريباً من السقوط. في الانتخابات توجه مسعود برزاني وشفان برور إلى امد لكسب الشعب الكردي إلى جانب أردوغان في الانتخابات, ماذا فعل أردوغان؟ من عفرين إلى زاخو وخاكورك يتعرض الشعب الكردي لهجمات وحشية من قبل نظام أردوغان.

مؤخراً تولى نجيرفان برزاني منصب رئيس إقليم كردستان, كل الشعب الكردي كان بانتظار مواقفه من محاولات الاحتلال التركية, لكن وقبل الانتخابات مرة أخرى توجه نجيرفان برزاني إلى تركيا لزيارة أردوغان, هذه الزيارة لم تكن من اجل دعم أردوغان في الانتخابات فقط بل في نفس الوقت من اجل تسليم أراضي إقليم جنوب كردستان إلى الاحتلال التركي وبشكل رسمي, فبعد يوم واحد من الزيارة تم تسليم ستة مواقع عسكرية جديدة للقوات التركية في متينا, ومرة أخرى سلمت مواقع في زاخو للاحتلال التركي هذه حقيقة يجب أن يعرفها الجميع".

وختمت أفيستا حديثها بتوجيه نداء لشعب جنوب كردستان وجميع القوى الديمقراطية أن تقف في وجه مخططات الدولة التركية, وتابعت "أدعو شعبنا المناضل في جنوب كردستان, الطلاب, النساء, الشباب والقوى الوطنية, أولئك الذين كانوا شهوداً على مجزرة حلبجة, أولئك الذين قاوموا الظلم والدكتاتورية لسنين طويلة ودافعوا بكلّ ما يملكون من قوّة عن أرضهم, أدعوهم أن لا يسمحوا للدولة التركية أن تحتلّ أرضهم بهذه السهولة. أدعوهم أن لا يقفوا صامتين ومكتوفي الأيدي حيال مخططات تركيا, وعليهم أن يحاسبوا قادة الإقليم على تعاونهم مع قوى الاحتلال التركي. يجب عليهم أن يطالبوا نيجرفان بارزاني بالكفّ عن التحالف مع الدولة التركية فيما يتعلّق بالهجمات التي تستهدف أراضي جنوب كردستان وأن يقولوا له: كفى!.. بإمكاننا أن نحلّ كافة قضايانا العالقة من خلال المؤتمر الوطني الكردستاني, الذي بدأ العمل منذ أعوام لأجل تحقيق وحدة الصف الكردي, وهذه دعوة صريحة لرئيس إقليم جنوب كردستان أن يراجع نفسه ويعود إلى الصف الكردستاني, وإن لم يبادر إلى ذلك, لن يكون بإمكانه الخلاص من ذنب التعاون مع أعداء الكرد".