آهالي بنار قنديل: تركيا تستهدف المدنيين وتقتلهم منذ اعوام

أعرب أهالي بنار قنديل عن استيائهم من أن عشرات المسؤولين في هولير يتحدثون عن مقتل مواطن تركي، لكنهم للأسف لم يبوحوا بكلمة واحدة حول عشرات المدنيين الذين استشهدوا نتيجة الغارات الجوية للطائرات الحربية التركية في قنديل.

وقمنا اليوم بزيارة قرية زركليه، حيث قتل 7 مدنيين وأصيب 17 آخرون جراء قصف للطائرات الحربية التركية عام 2015، والآن ايضاً تقوم الطائرات الحربية وطائرات الاستطلاع التركية بشكل يومي بالتحليق في سماء المنطقة وتقوم بقصفها، ولا تزال علامات الدمار والخراب التي احدثتها قصف الطائرات الحربية واضحة في المنطقة.

ولفت محمد صالح رسول من قرية بوريسكان واحد عوائل الشهداء الانتباه إلى هجمات الدولة التركية المحتلة التي تستهدف المدنيين، وقال: "لقد قدمنا 7 شهداء و17 جريحًا جراء قصف الطائرات الحربية التركية هنا، ومن عائلتي وحدها يوجد 5 شهداء و12 جريحًا، قصفت الدولة التركية المنطقة مجدداً بعد أن قمنا بإخراج الشهداء والجرحى، حتى الآن تحوم العديد من الطائرات الحربية والاستطلاعية في سماء المنطقة، لقد أصبحت حياتنا صعبة للغاية، فيومياً يقصفون المنطقة.

وذكر محمد رسول أنه بحسب تقارير الأطباء، فإن قاعدة سوران للطب الشرعي لم تشر إلى استشهاد مدنيين نتيجة قصف الطائرات الحربية التركية وقال:" حسب أحد السيناريوهات يقولون بأن بعضهم توفوا نتيجة حادث سير والبعض الآخر نتيجة انفجار، نحن لا نقبل هذا الشيء من حكومة إقليم كردستان لإخفاء مثل هذه الحقائق، ففي كورتيك استشهد 5 من مواطنينا نتيجة قصف الطائرات الحربية التركية، ولكن للأسف لم يبدأ أحد بالتحقيق في ذلك ولم يمنع قصف الطائرات التركية، نحن نعيش في المنطقة بخوف دائم، لا يمكننا القيام بأعمال الزراعة، وأيضاً لا نستطيع أن نرعى مواشينا خوفاً من الطائرات.

وخلال تجوالنا في المنطقة التقينا بالمواطن محمد أمين خضر، أحد المصابين في قصف الطائرات التركية، كما استشهد أحد ابنائه واثنان من أبناء عمومته ووالدته في الغارات الجوية، تحدث محمد عن قصف الطائرات في اليوم الذي جرح فيه: " كنا في منزل والدي في 8 كانون الثاني 2015 عندما قصفت الطائرات الحربية التركية القرية، لم تكن قرية زركليه وحدها التي قصفتها تلك الطائرات بل قصفت ايضاً جميع قرى بالايان، كورتك، سورديه، برديه، آشبولكيه، بوليه في بنار قنديل، في هذه الهجمات تم استهداف جميع المدنيين واصبحوا ضحايا، ان هدف الدولة التركية ليس حزب العمال الكردستاني فقط، بل هو استهداف للمدنيين والعمال".

ولفت أمين خضر الانتباه إلى موقف إقليم كوردستان، وذكر أنه راجع الجهات المعنية عشرات المرات عندما قصفت الطائرات الحربية التركية المنطقة وقتلت المدنيين، لكن الحكومة ظلت صامتة أمام هذه الهجمات، وقال "وضعنا صعب للغاية، لا نستطيع العمل في بستاننا بسبب القصف، احترقت بساتيننا كلها بسبب القصف ".

كما انتقد أمين خضر بشدة الاداريين والمسؤولين في حكومة جنوب كردستان، وقال إن الاداريين والمسؤولين يجتمعون يوميًا مع الدولة التركية، لكن للأسف لا يحترمونه باعتبار ان ابنه الشهيد كان من البيشمركه وأضاف: "قتل مواطن تركي في هولير، تحدث عنه جميع المسؤولين الحكوميين ولكن للأسف لم يتحدث أحد عن عشرات الشهداء في بنار قنديل، فهل دماؤنا ليست دماء، أليس لنا حق"...؟

قتلت الطائرات الحربية التركية العديد من أفراد عائلة السيدة عائشة نبي خضرمن قرية بوكريسكان، أوضحت إن الطائرات الحربية وطائرات الاستطلاع تحلق في سماء المنطقة بشكل يومي وحين يذهبون الى عملهم اليومي لا يضمنون حياتهم، كما قالت والدة عائشة: "كل مساء تحلق الطائرات الحربية فوق المنطقة وتقصف، أطفالنا لا يستطيعون النوم بسبب الخوف، تقوم الدولة التركية بقصف منطقة بنار قنديل منذ عام 2008 بشكل متكرر، استشهد ستة من أبناء عمي في القصف، وثلاثة من أبناء عمومة زوجي، وابنة للوالدة أمينة، قصفت منازلنا وظل الجميع تحت الأنقاض، عثرنا على اشلائهم تحت الأنقاض بعد مرور اكثر من شهر، وحتى الآن لم يسأل أحد الأطراف المسؤولة عن أحوالنا نتيجة هذا القصف".