زيلان فجين: المرأة نهضت من خلال علم المرأة - تم التحديث

قالت الرئيسة المشتركة لحزب الحياة الحرة الكردستانية زيلان فجين: "بعد مقتل جينا أميني، إن ما جمع كل النساء والشعب معاً هو شعار"المرأة، الحياة، الحرية‘".

تحدثت الرئيسة المشتركة لحزب الحياة الحرة الكردستانية زيلان فجين لمحطة بي بي سي عن آخر التطورات في شرق كردستان وإيران، فضلا عن أهمية شعار "المرأة، الحياة، الحرية" وجاء نص المقابلة كما يلي:

ماهي الرئاسة المشتركة ولماذا هذه الرئاسة ليست شخص واحد ولماذا يديرها رجل وامرأة ولماذا لا يوجد هيئة أو مجلس الرئاسة؟

نؤمن بأن قيادتنا تقوم على نظام أيديولوجي، فكري وفلسفي، وتأتي مصدر هذه الأفكار والفلسفة من نظام فكري، أيديولوجي وفلسفي، نظامنا القيادي هو هيئة قيادية يتساوى فيها الرجال والنساء، وبعبارة أخرى، هناك توازن بنسبة خمسين مابين الرجال والنساء في نظامنا القيادي، فأن الرجل والمرأة متساويان في جميع المجالات وفي النضال.

أي أنه في جميع مجالات ومستويات حزب الحياة الحرة الكردستانية، وفي المجال العسكري والسياسي، هناك نسبة خمسين بين الرجال والنساء؟

أجل، أما في المجال العسكري، تختلف هذه المسألة إلى حد ما، لكن في المجال السياسي والمدني والتنظيمي يوجد نسبة خمسين، لأننا نعتقد أنه إذا لم يشارك الرجال والنساء في جميع مجالات وساحات النضال المختلفة ويعملوا معاً، فلن يتمكنوا من قيادة المجتمع بطريقة إيجابية وفعالة، فإذا انتبهنا إلى جميع جوانب الدولة، فإن الفرد هو المركز؛ هناك عدد أكبر من الرجال والسلطة في الأساس في أيدي الرجال وهذا نتيجة للقوة الفردية والجنسية، لقد برزت المساواة إلى الواجهة في حزبنا، ويعتبر نظام الرئاسة المشتركة نوعاً من النضال ضد التمييز بين الجنسين.

يوجد العديد من الرجال في حزبكم، هل كان قبول قيادتكم عملية سهلة بالنسبة لكم؟

مما لا شك فيه، نحن النساء، خضنا نضال طويل لإثبات أنفسنا ووجودنا، وهناك بعض أوجه القصور في نظامنا، لقد حاولنا كثيراً التغلب على تلك الانتقادات وأوجه القصور، ولا يمكن لأي شخص أن يكون عضوا في حزبنا إذا كان لا يؤمن بأيديولوجيتنا واسلوبنا.

إذا لم أكن مخطئ، يقول القائد أوجلان، "في أي مرحلة تاريخية، إذا أصبحت بعض النساء قائدات، تم صنع تماثيل لهن وأصبحت تلك النساء ناجحات ومنتصرات"، ولكن، لماذا رغم وجود هذا النوع من النساء في مجتمعنا، لم يتمكن نضالهن من إنهاء التمييز؟ نحن لا نتحدث عن حكومة إيران، قضيتنا هي في سياق مجتمعنا التقليدي.

إن جذور هذه العقلية المتخلفة عميقة وبعيدة جداً، ولذلك فإن تتويج النضال بالنصر ليس بالأمر السهل، وكما قلت، حاولنا جاهدين أن يكون لنا تأثيرنا، أنظروا إلينا نحن النساء الكرديات، لقد خلقنا بديلاً للنساء أجمع؛ لقد اقترحنا نظام الرئاسة المشتركة بدلاً من نظام رئيس واحد، وحتى لو كان للحركة النسوية العالمية تأثير في الشرق الأوسط وكردستان، فإنها في النهاية لم تكن قادرة على تقديم رد مناسب لمشاكلنا، ولأنه لم تكن لديها بديل قوي، لم تتمكن من جمع جميع المناضلين من أجل الحرية وأنصار الديمقراطية والنساء حولها، وفي مقابل هذا، أنشأنا بديلا، لقد وضع قائدنا عبد الله أوجلان نظرية علم المرأة، وبعبارة أخرى، إدراك الذات ونهضة المرأة، الوعي، أي أنه ما لم تعرف المرأة نفسها، فلن تتمكن من تحقيق الحرية لا لنفسها ولا للآخرين، فضلاً عن ذلك، جذور الاضطهاد ضد المرأة، مثل الجرائم تحت مسمى الشرف والتمييز الجنسي، تنبع من هذا المكان، ونحن كنساء كرديات، تقدمنا للأمام من خلال الفلسفة التحررية والمعرفة والوعي من خلال علم المرأة، وعلى إثرها أحرزنا إنجازات كثيرة، هذه الإنجازات لا تقتصر على المرأة الكردية فحسب، بل أيضاً على المرأة الفارسية، العربية، البلوشية وغيرها من النساء، ولم يعد الوضع كما كان قبل عشر أعوام، قبل عشرين عاما، قبل ثلاثين وأربعين عاماً، لأن المرأة وصلت إلى الحقيقة من خلال علم المرأة، وهي أن المرأة ملك لنفسها وليست ملك شخص آخر، ولا يمكنها قيادة المجتمع إلا إذا كانت لها إرادتها الخاصة ومستقلة.

عندما تتحدثون عن أفكار عبد الله أوجلان، فإنكم تتحدثون عنه كقائد لكم، فكيف أنتم كرئاسة مشتركة لحزب آخر تابعون لقائد حزب العمال الكردستاني، ومتبعين الكثير من تكتيكاته العسكرية؟ إذاً هل يمكن للمرء أن يعتبر حزبكم جزءاً من حزب العمال الكردستاني؟

إن الآبوجية وفلسفة أوجلان ليست مجرد فلسفة وأيديولوجية حزب ما، هذا الفكر ليس عالقاً في إطار حزب العمال الكردستاني، إن الآبوجية هي فلسفة وفكر مثلها مثل فلسفة الاشتراكية وفلسفة الديمقراطية والحرية، وإذا أرادت الحركات والأحزاب الأخرى ذلك وقبلت به، يمكنها أن تؤسس وتستمر في حزبها وحركتها ونضالها على هذا الأساس الأيديولوجي، ونحن كحزب الحياة الحرة الكردستانية قبلنا عبد الله أوجلان قائداً لنا ونحن نناضل من أجل حريته على أعلى المستويات، وعلاقتنا مع حزب العمال الكردستاني هي في إطار القضية الوطنية، فكما أن لدينا علاقات مع الأحزاب الكردية الأخرى، لدينا أيضاً علاقات مع حزب العمال الكردستاني من أجل حرية كردستان.

بعد مقتل جينا أميني، شهدنا احتجاجات واسعة النطاق في إيران، وخاصة في شرق كردستان، كيف تقيمين دور المرأة؟

انظروا إلى إيران، لقد خرج الشعب في مظاهرات كثيرة وتم التعبير عن العديد من المطالب، لكن ما جمع كل نساء وشعب إيران معاً كان شعار "المرأة، الحياة، الحرية"، لماذا هذا الشعار فعّال جداً؟ لأنها بدأت بقيادة المرأة وانتشرت في جميع أنحاء إيران، وهذا دليل على قوة وديناميكية وقيادة المرأة الكردية، في القرن الحادي والعشرين، يمكن للمرأة الكردية أن تكون رائدة الحرية من خلال فلسفة علم المرأة، وبهذه الطريقة لها تأثير قوي على شرق كردستان، بمعنى آخر، وحدت إيران بأكملها، وهذا يستمد مصدره من طبيعة المرأة ودورها في المجتمع، كما أن واقع المجتمع الكردستاني لا يخلو من التأثير في هذا الأمر، لأن المرأة في كردستان واجهت الكثير من الصعوبات والعقبات، لكن أنظر، المرأة الفارسية ليست لديها مشكلة الهوية واللغة والثقافة؛ فهن يعشن بلغتهن، هويتهن وثقافتهن، إن وجودهم كشعب ليس مهدداً، لكن هذا ليس هو الحال بالنسبة للنساء الكرديات، نحن النساء الكرديات نناضل من أجل أنوثتنا وكذلك لغتنا وثقافتنا وهويتنا، ولذلك فإن ردود أفعال وتصرفات النساء الكرديات ضد النظام الحاكم تكون أكثر حدة، وكانت الحلقة المشتركة التي جمعت كل النساء هي شعار "المرأة، الحياة، الحرية"، أي أنه على علاقة بالنساء، فهو يحمي المرأة وأنصار الحرية، كل النساء يريدن الحرية، كل النساء يتعرضن للضغوط؛ النساء الكرديات فقط ليست لديهن مشكلة الشرف، إما النساء الإيرانيات مثل الفرس، العرب، البلوش، الأذر والمازني جميعهم يواجهن مشاكل باسم الشرف، شعار "المرأة، الحياة، الحرية" كان الوعي الذي تجمعت حوله جميع النساء، إننا نضع هذه الثورة في سياق حياة جديدة وثورة اجتماعية، إذ إنها ثورة اجتماعية بدأت بقيادة المرأة في شرق كردستان وانتشرت في أنحاء إيران وكانت لها تأثير على جميع نساء العالم، ومهما كان تأثير المرأة في القرن الحادي والعشرين، فهو بالتأكيد مرتبط بحقيقة المرأة الكردية وواقع كردستان.

قد رأينا أنه في الأشهر الماضية قامت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بسجن جزء كبير من المتظاهرين وحكمت عليهم بعقوبات مشددة، وفقد الكثير منهم حياتهم تحت التعذيب وتم إعدام العديد منهم، ومن الواضح أن تلك الاحتجاجات تتج إلى النهاية، هل تعتقدين أن حركة المرأة، الحياة، الحرية في إيران قد انتهت؟

يعتقد الكثير من الناس أن الأمر قد انتهى، ومع ذلك، فإن حركة المرأة، الحياة، الحرية خلقت وعياً لا يمكن إيقافه، حقيقة أنه لا توجد احتجاجات في الشوارع الآن، لكن أفكار الجميع وآراءهم تغيرت ويريدون تغيير هذا الوضع، هذه الثورة هي ثورة طويلة الأمد، أي أنها لا تصل إلى نهايتها بسرعة وبمظاهرة، عندما نتحدث عن ثورة اجتماعية، علينا أن نأخذ في الاعتبار جميع جوانبها وآثارها الاجتماعية، إن النضال ضد العقلية الأبوية وعقلية الدولة القومية التي تبلغ خمسة آلاف سنة، يتطلب تغييرهما المزيد من الوقت، إذا أردنا الحصول على نتائج سريعة، فسوف نشعر بخيبة أمل، ولهذا علينا أن نخطو خطوات أقوى وأفضل بعناية وبأسلوب جديد، فبالتأكيد سنحقق النصر.

ما هي خريطتكم وتعليماتكم بعد الإطاحة بالجمهورية الإسلامية الإيرانية؟

لقد قدم حزبنا بدائل مختلفة من جوانب عديدة، تأسس حزبنا، حزب الحياة الحرة الكردستاني، في عام 2004، وبعد عشر سنوات توصلنا إلى أننا بحاجة إلى مثل هذا الهيكل الذي يكون له تأثير على الأحزاب، ولهذا السبب قمنا بتأسيس جمعية الديمقراطية والحرية في شرق كردستان (KODAR)، يعد نظام جمعية الحرية والديمقراطية في شرق كردستان نموذجاً توجد فيه طرق وأساليب ديمقراطية لجميع أفراد الشعب الإيراني، ويمكن لجميع الأمم والمجموعات العرقية وجميع الأديان والمعتقدات واللغات والثقافات أن تكون جزءاً من هذا النظام، ولم يتم تنفيذ هذا النظام في المجتمع بعد، لكننا نسعى جاهدين لتحقيقه، لأننا كحزب الحياة الحرة الكردستانية(PJAK) جزء من جمعية الديمقراطية والحرية في شرق كردستان (KODAR) ونناضل على تنفيذ نظام الجمعية، لدينا قسم سياسي واجتماعي وعسكري، ولذلك فإن اقتراحنا لمستقبل إيران هو نظام مثل نظام جمعية الديمقراطية والحرية في شرق كردستان، مثل هذا النظام الذي يكون فيه الرئاسة المشتركة وهيئة الإدارة بنسبة خمسين للرجال والنساء، يمكن أن يكون هذا نظاماً ديمقراطياً في مستقبل إيران الذي سيستفاد منه جميع الشعب الإيراني.

لقد ذكرتم جمعية الديمقراطية والحرية في شرق كردستان، ومعظم من ينتقدونكم يقولون إنكم تريدون فصل شرق كردستان عن إيران، تماماً كما هو الحال في روج آفا وشمال وجنوب كردستان، وهي فكرة كردستان الكبرى، هل تحاولون الانفصال عن إيران؟

نحن نتخذ خطوات نحو الهوية العالمية بهويتنا الكردية، أي أننا ننتقل من منطقتنا إلى العولمة، إذا لم نحل قضية هويتنا الكردية، فلن نتمكن من حل قضية العرب، البلوش والأذريين أيضاً، يجب أن نتخذ خطوات من شرق كردستان إلى مناطق أخرى في إيران.

هل تؤمنون بوجود دولة معينة أم بالحدود؟

نحن في القرن الحادي والعشرين، وهذا القرن هو قرن لا توجد فيه أي حدود، ومثل العديد من الأشياء الأخرى، لا تستطيع الدول القومية حماية تلك الحدود، وسوف تختفي هذه الحدود أيضاً، لا يوجد تمييز في نظام الأمة الديمقراطية أو في الكونفدرالية الديمقراطية، ونحن ككرد في شرق كردستان لا نتبع إلى تقسيم إيران وتجزئتها، نريد أن نعيش بشكل ديمقراطي مع الشعوب الأخرى في إيران على أرضنا وفي جغرافية إيران، في إيران، يختلف جزء من مشاكلنا ومطالبنا مثل الثقافة والهوية واللغة عن مطالب العرب والأذريين والفرس، ومع ذلك، لدينا العديد من المشاكل المشتركة، يمكننا التعاون والعمل معاً لحل المشاكل المشتركة، على سبيل المثال، يعيش الكرد والأذريين معاً في أورميا، هل يمكننا القول أن أورميا مدينة خاصة بالكرد؟ بالطبع لا، أورميا مدينة لشعب إيران، وبعبارة أخرى، أورميا للشعب الكردي والأذري والأرمني، لكن الحدود لم يعد لها تأثير ولا يمكنها أن تمنع فعاليات الشعب والقوى المؤيدة للحرية والديمقراطية، ولا يمكن تغيير هذه الحدود في مواجهة نضال المرأة.

يقولون في إحدى المقابلات التي أجريت معك أنك ذكرت إن حرية المرأة تتقدم على حرية الوطنية، أقول إن هذا مأخوذ من أقوال السيد أوجلان، لماذا تعتقدين أن حرية المرأة تتقدم على حرية الوطنية؟

كامرأة في حزب الحياة الحرة الكردستانية، نحن نناضل من أجل حرية المرأة ومن أجل حرية كردستان، أي أن مسؤولية مهمة تقع على عاتقنا، نريد بهوية المرأة أن نناضل من أجل حرية المرأة ومن أجل حرية شعبنا ووطننا، أيديولوجيتنا ترتكز على مبدأ حرية المرأة في كردستان، إن وجود الإرادة وفكرة الحرية والوطنية هو نهجنا، ولقد حددنا واجبنا.

في مقابلة ما أجرتها وكالة فرات للأنباء ANF معك، تحدثت عن فلسفة حزب الحياة الحرة الكردستانية، وأشرت إلى أن حزب الحياة الحرة الكردستانية تأسس بسبب الضرورة الاجتماعية والفراغ السياسي في شرق كردستان وإيران، نحن نعلم أنه كانت هناك لجنة للمرأة في الجمعية في الأيام الأولى لثورة 1979. الحزب الديمقراطي الكردستاني (ديمقراطي) الذي يبلغ 75 سنة والجمعية التي تبلغ 50 سنة، في حين أن هذه الأحزاب موجودة، فلماذا يحتاج شعب كردستان إلى حزب جديد تأسس قبل عشرين عاماً وفي بعض تلك الأحزاب كانت هناك دور مهم للنساء؟

الجمعية والديمقراطيون لديهم خبرة وتاريخ في كردستان لقد قاتلوا وناضلوا ضد الجمهورية الإسلامية وارتقوا شهداء أيضاً، وهذا شيء قيم للغاية ومحل احترام، ولكن لماذا تأسس حزب الحياة الحرة الكردستانية إلى جانب هذه الأحزاب؟ بشكل عام، شعر سكان شرق كردستان بالحاجة إلى بعض التغييرات، الجمعية والديمقراطيون والأحزاب الكردية بشكل عام لم يستجيبوا لهذه الاحتياجات، وكانت هناك حاجة إلى فلسفة وأيديولوجية ونموذج جديد، ومن أجل الحفاظ على روح النضال والمقاومة في شرق كردستان وإبقائها حية، نعتقد أن تأسيس حزب الحياة الحرة الكردستانية على أساس فلسفة القائد آبو قد دفق دماء نقية في عروق الحركة الكردستانية، في الحقيقة، فإن الفرق بين حزب الحياة الحرة الكردستانية والأحزاب الأخرى في شرق كردستان، ووجود المرأة ودورها وتأثيرها ليس فقط من الناحية النظرية، ولكن أيضاً من الناحية العملية، ونحن نعمل بشكل كامل على هذا النحو، بالطبع هناك أجه القصور، وهناك أيضاً انتقادات.

عندما ترددون شعار "المرأة، الحياة، الحرية" فأنتم تتحدثون عن الحياة والبيئة ولكن السلاح في يدكم، لقد اشتبكتم مرات عديدة مع قوات الحرس الثوري في المناطق الحدودية لكردستان وقتلتم عناصرهم واستشهدوا مقاتليكم أيضاً، بمعنى آخر، كيف يمكن لحزب بهذه الفلسفة أن يحمل السلاح ويقتل الآخرين؟ ما هو جوابك على هذا السؤال؟

كنساء والشعب الكردي، يجب ألا ننسى حقيقة أن كردستان لديها بعض الأعداء ولا يمكننا تجاهل هؤلاء الأعداء، ونريد مواصلة النشاط السياسي والمدني في إيران وكردستان، لكن هل سمحوا بذلك؟ هل هناك شروط لأنشطتنا؟ بالتأكيد لا، رفيقتنا زينب جلاليان، المعتقلة منذ 16 عاماً، كانت تمارس أنشطة سياسية ومدنية في إيران بدون أسلحة، إلا أنها معتقلة منذ 16 عاماً وتتعرض لجميع أنواع التعذيب والاضطهاد، وقد نظمت قوة حماية المرأة نفسها في كامل جغرافية شرق كردستان، هذه المنظمة ليست للهجوم، بل على العكس من ذلك، للدفاع عن النفس، وتشن الهجمات على قواعدنا، ولسنا في حالة هجوم، ولكن عندما يهاجموننا فإننا ندافع عن أنفسنا وأي قوة محلية تريد مهاجمتنا نرد عليها بسلاح الفكر والأيديولوجي، وتأسست قوات حماية المرأة في شرق كردستان (HPJ) بهدف حماية نساء شرق كردستان.

كثيراً ما تتحدثون عن جبهة مشتركة بين الأحزاب الكردية، لماذا لم تتمكنوا من بناء جبهة مشتركة بين أحزاب المعارضة لجمهورية الإسلامية الإيرانية؟

أحرزنا بعض النجاحات لهذا الغرض، منذ عام 2004، نحاول بناء جبهة وطنية ديمقراطية في شرق كردستان، لكن ذلك لم يحدث، لدينا علاقات أفضل مع بعض الأحزاب، هناك بعض الأحزاب التي تربطنا بها علاقات أفضل، لكن وضعها السياسي والجغرافي لن يخلق فرصة لنا لبناء جبهة وطنية ديمقراطية معاً، لقد خلقت ثورة "المرأة، الحياة، الحرية" فرصة مناسبة، لأن الشعب في كردستان هو الذي بنى تلك الوحدة.

قبل أيام أكد قائد القوات المسلحة الإيرانية سردار باقري مرة أخرى أنه آخر مرة يمهد للأحزاب في شرق كردستان بترح السلاح وأعلن أنه إذا لم تقم الحكومة العراقية بطرد تلك الأحزاب فإنها ستشن عملية عسكرية ضدهم، أنتم في المناطق الجبلية ويمكننا القول أنكم بطريقة ما لستم تحت سيطرة حكومة إقليم كردستان، إذا اضطرت هذه الأحزاب، أي الجمعية والديمقراطيين إلى الإجبار، فهل ستسمحون لهم بالاستقرار في مناطقكم في الجبال؟

نحن قوات الكريلا، أينما كنا، يمكننا تنظيم أنفسنا والاستقرار هناك، هذه هي سياسة الحكومة الإيرانية التي تريد هزيمة إرادة الأحزاب الكردية وقمعها، وفي الوقت نفسه، يتم استخدامه كورقة ضغط ضد حكومة العراق وحكومة إقليم كردستان، والآن نحن بحاجة إلى معرفة إلى أي مدى يمكن لأحزاب المعارضة لجمهورية الإسلامية الإيرانية أن تقاوم، ولا يمكن للكرد أن يتخلوا عن السلاح في هذه المرحلة، وأخيرا، ينبغي أن نسأل تلك الأطراف كيف ستتخذ قرارها.

قبل بضعة أسابيع وقعت اشتباكات بينكم وبين قوات الحرس الثوري الإيراني في ناحية كوسالان وفي عدة مناطق حدودية أخرى، ألا تشكل هذه التهديدات الصادرة عن رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية سبباً للقلق من تكثيف هجماتهم؟

أن هذا التهديدات بحق الأحزاب الكردية ليس بالأمر الجديد، لقد كان يتعرضن لهذه التهديدات دائماً، ومع ذلك، فإنه لا يؤثر علينا، وبالطبع، في السنوات القليلة الماضية، تعرضت قواتنا لهجوم في شرق وجنوب كردستان، لقد كان هذا الوضع موجوداً منذ سنوات عديدة وتحدث اشتباكات، وكانت الاشتباكات الأخيرة في كوسالان واحدة من تلك الهجمات، وفي نفس الوقت يهاجموننا، يريدون أن يجعلونا سلبيين وغير فعالين، إلا أن الضغوطات التي يمارسونها لن تصل إلى النتيجة، ليست إيران وحدها هي التي تكثف هجماتها، بل تركيا تفعل ذلك أيضاً، ممارسة الضغوطات على الكرد هو السياسة الخارجية لإيران وتركيا، ومع ذلك، اتخذنا احتياطاتنا، نحن قوات الكريلا لسنا متمركزين في مكان واحد فقط ليتحدد مكاننا، ولذلك، لا يمكنهم الانضمام إلينا، نستخدم تكتيكات الكريلا للدفاع عن أنفسنا وتمكنا من مقاومة تلك الهجمات.

قامت حكومة إيران وتركيا، وقبل بضع سنوات الولايات المتحدة، ووزارة الخزانة الأمريكية، بوضع حزب الحياة الحرة الكردستانية (PJAK) في لائحة "المنظمات الإرهابية"، وفقاً لكم لماذا هذه الدول مثل الولايات المتحدة تضعكم على قائمة المنظمات الإرهابية؟

هذه سياسة عامة، ولا تريد القوات الأميركية والولايات الإقليمية أبداً قبول وجود هوية كردية مستقلة، حيث تريد تركيا وإيران، إعطاء هذه المهمة لأميركا، وهناك العديد من القوى الكردية التي تعمل على أساس فلسفتنا ونموذجنا وتقاتل جنباً إلى جنب مع القوات الأمريكية ضد داعش.

والسؤال هنا لماذا تضعكم الولايات المتحدة على قائمة المنظمات الإرهابية لكنهم في روج آفا يقاتلون معكم ضد داعش؟ لقد رأيت مقاتلي حزب الحياة الحرة الكردستانية يقاتلون ضد داعش إلى جانب الجنود الأمريكيين.

عملياتنا وحربنا ترتكز على المسؤولية الأخلاقية والإنسانية، ونحن لا نتفق مع الولايات المتحدة على حماية الشعب المضطهد، لكننا مستعدون للتعاون معهم بشكل معين من أجل مواجهة الهجمات ضد الكرد، على سبيل المثال، في شنكال قمنا بحماية الإيزيديين معهم، وفي روج آفا، تعاونا معهم ضد داعش، كما أن هناك العديد من أعضاء حزب الحياة الحرة الكردستانية في أوروبا ويقومون بأنشطتهم بحرية تامة، وتتم هذه الأنشطة بموافقة رسمية أيضاً، وإنهم يقبلوننا كقوة، ولدينا مكاتب وممثلون في أوروبا وأمريكا، لكن كما قلت فإن القضية الكردية هي بمثابة ورقة في يد أمريكا ودول المنطقة، حيث يستخدمونه عندما يصبح الوضع طبيعياً، لكنهم في حالات خاصة يستخدمونه كأداة لإضعاف الكرد وتقسيمهم، وبما أن تركيا عضوة في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، تضعنا أمريكا في قائمة المنظمات الإرهابية، لأن تركيا هي ممثل الناتو في المنطقة.