الكرد في جنوب كردستان يُقتَلون بأسلوب الجهاز السري لمخابرات الجندرمة وحزب الله

في السنوات الأخيرة قام الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) بالتعاون مع الاستخبارات التركية وجهاز الباراستن، بملاحقة كرد شمال كردستان الذين لجأوا إلى جنوب كردستان بسبب دعاوى سياسية ضدهم، حتى الآن استشهد 3 أشخاص خلال هجمات شنها هذا الحزب والاستخبارات التركية.

في السنوات الأخيرة، مع تزايد تعاون الحزب الديمقراطي الكردستاني مع الدولة التركية، زادت هجمات دولة الاحتلال التركي وتصاعدت الهجمات ضد الوطنيين الكرد من شمال كردستان الذين لجأوا الى جنوب كردستان.

تهديد بالتجسس والترحيل خارج الحدود

يمارس الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK)، عبر جهازه الاستخباراتي الباراستن والاستخبارات التركية الـ (MIT)، ضغوطًا على الوطنيين الكرد من جهة، وفرض التجسس عليهم وتهديدهم بالترحيل خارج الحدود من جهة أخرى.

قامت قوات أسايش هولير بترحيل عضو حزب الشعوب الديمقراطي حسن كاجار وعائلته في 23 تشرين الثاني، ومن ثم رحّلت عضو حزب الشعوب الديمقراطي غونغور آلب، الذي فر إلى جنوب كردستان بسبب التهم الموجهة إليه، في 10 كانون الأول الى خارج مدينة هولير.

الحزب الديمقراطي الكردستاني(PDK) والاستخبارات التركية يمارسون أعمال الجهاز السري لمخابرات الجندرمة وحزب الله في جنوب كردستان ‏

بدأ الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) مع الاستخبارات التركية الـ (MIT ‎) في اختطاف واعتقال وقتل الوطنيين والثوار الكرد، تماماً مثلما كان يفعل الجهاز السري لمخابرات الجندرمة (JÎTEM ‎) وحزب الله في شمال كردستان في التسعينيات، إن جنوب كردستان ليست آمنة بالنسبة للجميع، وخاصة للوطنيين الكرد من شمال كردستان الذين لجأوا اليها بسبب دعاوى سياسية ضدهم.

دخل السجن حيّاً... وخرج مريضاً أو ميتاً

حاجي يلدرم أحد اللاجئين في مخيم الشهيد رستم جودي (مخمور) من قرية ديرهين في قلابان، اعتقلته قوات الأسايش التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) في هولير في 11 تشرين الثاني 2020، وأُطلقت سراحه في الثالث من كانون الأول، ولكنه فقد حياته بعد 11 يوماً بسبب إصابته بمرض السرطان، عندما دخل يلدرم السجن، لم يكن يعاني من أي مرض، ويشتبه في إعطائه بعض المواد خلال فترة بقائه في السجن ليفقد حياته على إثرها، حيث دُفن جثمان يلدرم في مسقط رأسه.

بعد شهرين، علمت عائلته أنه تم قتله

متين آدوغيت، الرئيس المشترك السابق لحزب الأقاليم الديمقراطية (BDP) لناحية جالديران، اعتُقل لاحقاً في عام 2011 في إطار عمليات الإبادة السياسية ضد أعضاء منظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، بعد أن أمضى عامين في سجن وان، تم إطلاق سراحه في عام 2013، ولكن حُكم عليه بالسجن مع الاشغال الشاقة، وبسبب ذلك لجأ مع عائلته الى مخيم مخمور في جنوب كردستان.

اضطر السياسي الكردي آدوغيت، بسبب الحصار المفروض على المخيم من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني (‏PDK‏)، للعمل في مدينة السليمانية لكي يعيل عائلته، انتقل لاحقاً إلى هولير وبدأ العمل فيها. حاول آدوغيت العمل ورعاية أطفاله في مخيم مخمور، كما أراد أيضاً استئجار منزل مع صديق له ليسكنا فيه، ولذلك راجع أسايش الحزب الديمقراطي الكردستاني (‏PDK‏)‏ ولكن تم اعتقاله. وبالرغم من أنه أخبرهم بأنه أصيب بنوبة قلبية في وقتٍ سابق ويعاني من مرض السكري، قامت أسايش الحزب الديمقراطي الكردستاني (‏PDK‏)‏ باعتقاله وسجنه، ليذهب صديقه الساكن معه في المنزل ويجلب له أدويته التي يجب أن يتناولها بانتظام. إلا ان سلطات السجن لم تعطه أدويته، وبقي آدوغيت في سجن هولير منذ 7 تشرين الثاني 2020، كما ومنعت عائلته من زيارته ولو مرة واحدة، وفي يوم 12 كانون الثاني 2021 اتصلت قوات أسايش الحزب الديمقراطي الكردستاني (‏PDK‏)‏ مع عائلته واخبرتهم بوفاته، كان متين آدوغيت أب لخمسة أطفال وشهيد من قوات الكريلا.

بدء عمليات الاغتيال في السليمانية

بعد الهجمات على الوطنيين الكرد في هولير، أصبحت مدينة السليمانية والتي تقع تحت سلطة الاتحاد الوطني الكردستاني (YNK‎) هي الهدف، حيث تم الإعلان عن استهداف الوطنيين الكرد أينما كانوا.

استهداف الشباب الوطنيين من الخلف

دولة الاحتلال التركي بالتعاون من جهاز الباراستن والاستخبارات التركية الـ (MIT ‎) استهدفت الشاب المدعو فرهاد باريش كوندو من شمال كردستان في 16 أيلول 2021 في مدينة السليمانية، حيث أصيب فرهاد في رأسه إصابة خطيرة.

اغتيال عضو لجنة عوائل الشهداء في حزب العمال الكردستاني (PKK) شكري سرحد

بعد هذا الهجوم وفي 17 أيلول 2021، استهدف أعضاء في الاستخبارات التركية الـ  (MIT) ياسين بولوت (شكري سرحد) عضو لجنة عوائل الشهداء التابعة لحزب العمال الكردستاني (PKK) في مدينة السليمانية مما تسبب في استشهاده.

ووفقاً للمعلومات، فإن الذين نفذوا عملية اغتيال شكري سرحد كانوا أربعة اشخاص، أحدهم قام بإطلاق الرصاص والآخرين كانوا قريبين منه. بعد عملية الاغتيال ركبوا سيارة بيك آب من نوع تويوتا وفروا الى مدينة هولير، وبالرغم من وجود الكثير من كاميرات المراقبة ونقاط التفتيش في مدينة السليمانية، لم يتعرضوا هؤلاء الى عراقيل، حيث اكتفت قوات الشرطة بالذهاب الى مكان الحادث من أجل إعداد التقارير واعتقال الفاعلين.

استهدفوا وطني آخر واغتالوه

ومؤخراُ في 16 أيار 2021، قام شخصان كانا يركبان دراجة نارية بأطلاق النار على المواطن محمد زكي جلبي من شمال كردستان، صاحب مطعم دنيز، أمام مطعمه في شارع بختياري في مدينة السليمانية. جلبي الذي أصيب بجروح خطيرة ونقل الى المستشفى، فقد حياته بعدها.

لأن القتلة أتراك ومن الاستخبارات التركية، يلتزمون الصمت

لم يتم الكشف عن مرتكبي عمليات القتل هذه، لا في هولير ولا في السليمانية، ولم تعلق لا الحكومة ولا البرلمان على عمليات القتل، كما التزمت الأسايش وقوى الأمن الصمت، وهذا يوضح مدى الضغط الذي تمارسه تركيا والاستخبارات الـ (MIT) على إقليم كردستان، ومدى تدخل الاستخبارات التركية في مؤسسات وإدارات حكومة إقليم كردستان.

عمليات الاغتيال في دهوك أيضاً

وبحسب أنباء وكالة روج نيوز، التي تعتمد على مصادر محلية، فإن مواطناً يُدعى حسين تورلي من شمال كردستان، أُجبر على العبور إلى جنوب كردستان بسبب ضغط الدولة التركية، حيث تعرض لهجوم في 15 أيار 2021 في دهوك. وعلم أن تورلي يتلقى العلاج في مستشفى دهوك. وحول كيفية حدوث هذا الهجوم، لم تدلي قوات الأمن بأية معلومات.

من المثير للاهتمام أنه بعد الهجوم على المواطن الكردي من شمال كردستان محمد زكي جلبي، تعرض تورلي أيضاً لهجوم، لا الاعلام ولا اسايش الحزب الديمقراطي الكردستاني أدلوا بأية تصريحات حول هذه الهجمات.