تحدث عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني (PKK)، مراد قره يلان، لوكالة فرات للأنباء بمناسبة السنوية الـ 20 لقفزة 1 حزيران التي أعلن عنها عام 2004.
إننا في الذكرى السنوية العشرين لقفزة 1 حزيران التي اُعلن عنها عام 2004، ما الذي تودون قوله حيال مكانة وأهمية قفزة 1 حزيران بالنسبة لنضالكم؟
أبارك الذكرى السنوية العشرين لقفزة 1 حزيران التاريخية، أولاً على القائد آبو، وعلى عموم شعبنا وأصدقائنا ورفاقنا، واستذكر في شخص شهدائنا الأبطال، أردال، عادل، نودا، جيجك، رشيد، دلال، آتاكان، قاسم أنكين، فاضل بوطان، عكيد جفيان، كولجيا كابار، جومالي جوروم، مزكين روناهي، ياشار بوطان، ليلى آمد، روجهات زيلان، أردال شاهين، جميع شهداء قفزة 1 حزيران، وانحني بكل احترام وامتنان أمام ذكراهم، وأجدد عهد الرفاقية الذي تعهدناه لهم، وسنحافظ على عهدنا، ونبقي ذكرى الشهداء حية من خلال تعزيز النضال، وعلى هذا الأساس سنحول أحلامهم إلى حقيقة.
إن قفزة 1 حزيران لها مكانة مهمة في نضالنا، وكما هو معروف، فإن قفزة 15 آب المجيدة منعت القضاء على الشعب الكردي، وحققت انبعاثه وأعادت القضية الكردية إلى طاولة الحل، ويمكننا القول إن قفزة 1 حزيران هي قفزة 15 آب الثانية، حيث أن قفزة 1 حزيران كانت قفزة ضد المؤامرة الدولية التي حيكت ضد القائد آبو، لحل القضية الكردية وتحقيق الحرية، وهي قفزة ثورية تاريخية مهمة لتطوير الجمهورية الديمقراطية في تركيا وتطوير نظام الكونفدرالية الديمقراطية في الشرق الأوسط، وبلا شك، فإن قوات الكريلا هي التي قادت قفزة 1 حزيران؛ ولكن المستويات الأيديولوجية والسياسية والتنظيمية والاجتماعية والثقافية للقفزة تتقدم أكثر من مستواها العسكري، وهي نهضة ثورية تاريخية من أجل أن يدخل نموذج الديمقراطية البيئة والمجتمع القائم على نهج حرية المرأة، هذا النموذج الذي طوره القائد آبو، حيز التنفيذ.
وكما أوضحنا، فإن العملية التي تطورت مع قفزة 15 آب أوصلت القضية الكردية إلى مرحلة الحل، لكن قوى الهيمنة الدولية رأت أن حل القضية الكردية وتقدم نهج حزب العمال الكردستاني في المنطقة يشكل خطراً على مصالحها، ولذلك عندما ذهب القائد آبو إلى أوروبا بحثاً عن حل ضد مؤامرة 9 تشرين الأول، فإنهم فرضوا مؤامرة دولية على قائدنا بدلاً من الحل، والحقيقة أن الهدف من هذه المؤامرة، الذي لم تكن الحكومة التركية على علم به كثيراً، كان خطيراً جداً، لقد أرادوا خلق أزمة من شأنها أن تشعل شرارة الحرب الكردية-التركية، وتشجع مثل هذه العملية، وعلى هذا الأساس، تعمق في المنطقة، وكان القائد آبو هو من رأى ذلك جيداً وفي الوقت المناسب، وأغلق القائد آبو المجال أمام هدف هذه المؤامرة بإستراتيجية عميقة جداً وأحبط عملية المؤامرة هذه، لقد تم تطوير هذه المؤامرة بهدف القضاء على حركتنا، وفي الأساس، فقد واصل وأكمل عملية التحول الكبيرة، التي كان قد درسها سابقاً، في سجن إمرالي.
هل أصبح هذا التغيير سبباً للصعوبات ضمن حركتكم؟
في البداية، لم يتمكن أحد من فهم هذا التغيير، بما في ذلك نحن، رفاقه المقربين، ولذلك، ظهرت بعض الصعوبات في فهم هذه الجهود التي يبذلها القائد، لكن أظهر القائد آبو أنه شخص ذكي وعبقري حتى في هذه الظروف الصعبة، فقد خلق نهجه بإصرار كبير وحاول أن يجعلنا والجميع نفهم، ومع النموذج الجديد الذي طوره على هذا الأساس، نقل حزب العمال الكردستاني إلى مجرى أيديولوجي - سياسي - تنظيمي جديد، وبهذه الطريقة، أحبط المؤامرة الدولية التي كانت تهدف إلى التدمير، ووجه حزب العمال الكردستاني مرة أخرى نحو عملية نمو وتطور، ومهد الطريق أمام ذلك، لقد حول القائد آبو هذه الأزمة المفروضة إلى نهضة وتطور كبير، ومن خلال المنظور الجديد الذي طوره، كشف عن المبادئ الأكثر منطقية لحل القضية الكردية داخل حدود تركيا على أساس الجمهورية الديمقراطية، وأفسح المجال أمام الحل الديمقراطي حتى النهاية، وقدم كل ما هو ضروري بجهد عظيم من أجل التغلب على كل المخاوف والقلق.
كيف كان نهج الدولة التركية حيال ذلك؟
في البداية، لم يرفض مسؤولو الدولة التركية نهج الحل هذا الذي أظهره القائد، ذهبوا إلى إمرالي وعادوا، أرادوا أن يفهموا، وفي تلك المرحلة اتخذوا موقفاً على أساس الحل، حتى إن الحكومة الائتلافية لـ حزب الوطن الأم (ANAP) - حزب الحركة القومية (MHP) - حزب اليسار الديمقراطي (DSP)، التي كانت الحكومة الرسمية في ذلك الوقت، رفعت الحظر المفروض على اللغة الكردية لأول مرة؛ واتخذت بعض القرارات المتعلقة بتعليم اللغة الكردية حتى وإن كانت محدودة للغاية، أيّ في إطار الدولة، كانت هناك موقف في ذلك الوقت لفهم القضية وكيفية تقييم الحل.
لكن في أيلول عام 2001، شن تنظيم القاعدة في الولايات المتحدة هجمات ضد "البرجين التوأمين" - أيّ مركز التجارة العالمي - وتغير كل شيء بهذه الهجمات، لأن الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت الحرب على "الإرهاب" على المستوى الدولي، وفي هذا السياق تدخلت في أفغانستان، وأعلنت للعالم أجمع أنها بدأت عملية ضد الإرهاب واتخذت خطوات عملية على هذا الأساس، وكان حزب العمال الكردستاني مدرجاً أيضاً على قائمة الإرهاب الأمريكية، لذلك، يحتمل أنهم اعتقدوا أن الولايات المتحدة الأمريكية ستهاجم حزب العمال الكردستاني، أو أن عملية القضاء على حزب العمال الكردستاني ستكون أسهل على هذا الأساس، وفي الوقت نفسه، تخلت الدولة التركية عن كل جهود الحل، بمعنى آخر، تخلوا عن نهجهم السابق.
وفي ذلك الوقت بالضبط، كان وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة هو موضوع المناقشة، لقد كلفوا حزب العدالة والتنمية بمهمة عدم حل القضية الكردية والقضاء على هذه القضية بشكل كامل، وعلى وجه الخصوص، فرضوا عملية القضاء على نضال الحرية الكردستاني، باستغلال ميزة حصول حزب العدالة والتنمية على الأصوات من الشعب الكردي.
وفي نفس الوقت، نُفذت أعمال تصفوية في الداخل منذ عام 2002، بالتوازي مع المؤامرة الدولية، من قبل مجموعة كانت في على المستويات الإدارية لحركتنا، ولديها مشاكل مع نهج القائد منذ البداية، ومروا بتساؤلات مختلفة وفقدوا الإيمان.
لذلك، وبعيداً عن الحل، ظهر أن مشروع تصفية الحركة داخلياً وخارجياً قد أصبح في جدول الأعمال.
إذن، كيف اتخذتم قرار قفزة 1 حزيران؟ الذي كان الرد على محاولتهم تلك.
في الحقيقة، تم إدراك المحاولات التصفوية هذه التي ذكرتها، من جميع جوانبها في عام 2003، وفي هذه العملية تبيّن أن فترة جديدة من النضال من أجل الحل يجب أن تبدأ الآن، وأن هناك حاجة إلى قفزة جديدة، وكانت توقعات قائدنا ورسائله أيضاً في هذا السياق، لكن كإدارة، لم نتمكن من تحقيق ما كان متوقعاً منا في ذلك الوقت، ودون شك، هناك أسباب مختلفة لذلك وليس من الضروري شرحها جميعاً هنا، لكن القضية هي أن إدارتنا لم تستطع إيقاف محاولات المجموعة التصفوية تلك، ولذلك، حدث انقطاع عن نهج القائد، وقد تأخرت العملية مع إعلان لمدة 3 أشهر، وفي هذه الأثناء، أصبحت أعمال التصفويين أكثر توسعاً، وتم شن هجمات علنية لفصل الحركة عن نهج القائد، ورداً على هذا، تدخل القائد آبو في هذا الانفصال وأمر بتشكيل لجنة إعادة تأسيس حزب العمال الكردستاني، وعلى هذا الأساس، تم اتخاذ قرار قفزة الأول من حزيران في الجمعية العامة الثانية لمؤتمر الشعب التي انعقدت تحت قيادة لجنة إعادة تأسيس حزب العمال الكردستاني.
وفي هذا الوقت بالضبط، صُدر كتاب القائد آبو بعنوان "دفاعاً عن شعب - Parastina Gelekî"، والذي أدى إلى المناقشات، وحدد النهج الأيديولوجي للعملية ورسم الإطار، وعلى هذا الأساس جرت عملية تصفية التصفويين الداخليين، وعلى هذا الأساس تقرر البدء بعملية دفاع فعالة على نهج الدفاع المشروع، وعلى هذا الأساس كان لقفزة 1 حزيران دور مهم وتاريخي سواء في تطبيق النهج الأيديولوجي أو تطبيق النهج التنظيمي أو في بدء نضال العصر الحديث.
ماذا يمكنكم القول حول مرحلة تنفيذ هذه القفزة؟
لقد كان الغرض من هذه القفزة هو إعادة صياغة الحركة، وضمان التطوير حول نموذج القائد، وجذب الدولة إلى خط الحل، ولهذا الغرض، تم تطوير استراتيجية نضالية تقوم على ركيزتين أساسيتين، إحداهما هي عمليات الكريلا، والأخرى هي الفعاليات الاجتماعية التي تطورت إلى شكل انتفاضات شعبية، وقد تطور النضال القائم على هاتين الركيزتين تدريجياً مع قفزة 1 حزيران، إن مرحلة القفزة، التي تطورت في البداية بعمليات صغيرة، اكتسبت تدريجياً كثافة متزايدة، وفي السنوات القليلة الأولى، تم تحقيق التوسع والتنفيذ مرة أخرى في شمال كردستان ومرة أخرى في مناطق مثل أمانوس والبحر الأسود، وانتشرت العمليات في جميع أنحاء البلاد، وتم إجراء تطورات مهمة من حيث التكتيكات والتقنيات، وبحلول عام 2007، وصل المستوى العملياتي، الذي أصبح مكثفاً بشكل متزايد بين المقاتلين، إلى ذروته مع عملية أورَمار التي طورها الرفيقان رشيد سردار وحسين ماهر، وعملية كابار التي طورها القائد عادل بلكي ورفاقه، وفي حركة الانتفاضة، تطورت حركة شعبية في العديد من مناطق كردستان، وخاصة في آمد وإيله، لمدة أسبوع خلال أسبوع البطولة لعام 2006، وخلال هذا الحراك الشعبي، استشهد ما مجموعه 14 شخصاً، بينهم 6 أطفال، على يد حكومة حزب العدالة والتنمية برصاص الشرطة، استناداً إلى عبارة طيب أردوغان الشهيرة "شرطتنا ستفعل ما هو ضروري، بغض النظر عمن هم، سواء كانوا نساءً أو أطفالاً"، لكن المقاومة اكتسبت مستوى أكبر، ومرة أخرى في عام 2007، انطلقت حملة "كفى"، مما مكن الحركة الجماهيرية من التقدم على مستوى كبير.
سبق وأن ذكرتم أن أحد أهداف قفزة 1 حزيران هو جر الدولة إلى الحل، ما هي توجهات حزب العدالة والتنمية تجاه الحل في ذلك الوقت؟
من أجل منع هذه العمليات، قامت حكومة حزب العدالة والتنمية أيضاً بمناورات تفاوضية مختلفة، وتم وقف إطلاق النار مؤقتاً خلال هذه الفترة بناءً على بعض المفاوضات غير المباشرة التي بدأت في الفترة 2005-2006، ومرة أخرى، على أساس المفاوضات غير المباشرة التي أجرتها منظمة دولية وسيطة، بدأ وفد حزب العمال الكردستاني ووفد الدولة التركية رسمياً المفاوضات المباشرة في عام 2008، باختصار، وبينما كانت الحركة الاجتماعية تتطور من ناحية، كانت هناك دائماً من ناحية أخرى مثل هذه المحاولات من قِبل الدولة لمنعها وكبحها، ولا شك أن القائد والحركة أيضاً أرادا الحل، ولهذا السبب تم تقييم كافة جهود الدولة والجهات ذات الصلة بالحل وإظهار النهج الإيجابي دائماً، ومع ذلك، خلال هذه العملية، أصبح من المفهوم بشكل أفضل كيف أن عمليات التفاوض هذه التي طورها حزب العدالة والتنمية لم تكن من أجل التوصل إلى حل، ولكنها عمقت حالة عدم الحل، حيث استخدم في الواقع عمليات التفاوض هذه كتكتيكات حرب خاصة.
في الأول من حزيران عام 2010، تم الإعلان عن حرب الشعب الثورية كبداية لعصر جديد، كيف تطورت هذه المرحلة؟
لقد صرح القائد أوجلان أننا، كشعب وحركة، ليس لدينا خيارات عندما يتعلق الأمر بالكشف عن أن حزب العدالة والتنمية يستخدم عمليات التفاوض التي ذكرتها كتكتيك حرب خاص، وطور وجهة نظر مفادها أن خيارنا الأساسي هو الحل الدستوري الديمقراطي، وأن الخيار الأساسي هو الحل الديمقراطي، ولكن إذا لم تتوصل الدولة إلى ذلك وأصرت على التصفية والتدمير، فإن نهج الحل لدينا سيكون على شكل حل سلمي، حرب الشعب الثورية، وفي حين كان هذا منظوراً للحركة، فقد كان أيضاً بمثابة تحذير للدولة.
ومع ذلك، فإن حكومة حزب العدالة والتنمية لم تأخذ ذلك بعين الاعتبار، ولذلك، جاء الإعلان عن مرحلة جديدة في 1 حزيران 2010 إلى جدول الأعمال على هذا الأساس، وإن حرب الشعب الثورية، التي نسميها المرحلة الاستراتيجية الرابعة والمرحلة المتعلقة بالحل والتي تعتمد على قوتها الذاتية، بدأت بهذه الطريقة، وهكذا، تم الدخول إلى المرحلة الاستراتيجية الرابعة مع قفزة 1 حزيران 2010، وهي المرحلة الثانية من قفزة 1 حزيران 2004.
وفي مقابل ذلك، اتخذ حزب العدالة والتنمية خطوات جديدة ضد ذلك، وفي نهاية المطاف، دخلت مثل هذه المحاولات التي كانت تهدف إلى كسب الوقت، فترة الصراع مرة أخرى اعتباراً من تموز 2011، ففي ذلك الوقت، تحدث مسؤولو حزب العدالة والتنمية عن استراتيجية سريلانكا التي تم تطويرها ضد التاميل، كما جرت محادثات في أوسلو بين حركة تحرير التاميل والدولة السريلانكية، وفجأة وجهت سريلانكا ضربة قوية لحركة المقاتلين التاميل ذات التوجه الشامل، وقد صرحوا في ذلك الوقت أنهم قادرون على فعل الشيء نفسه، وأنهم توقعوا ذلك، وشنّوا هجوماً شاملاً، وفي ذلك الوقت، تم الكشف عن أن لديهم أيضاً بعض الاتفاقيات مع إيران، وإيران، من تلقاء نفسها، بذلت بعض الجهود ضد قنديل.
وبالمحصلة، كان عام 2012 بمثابة فترة مهمة جداً من النضال، ففي نهاية عام 2012، انهارت استراتيجية النمط السريلانكي التي تصورها حزب العدالة والتنمية، وفي الواقع، أصبحت هزيمة الجيش التركي أمام الكريلا أكثر وضوحاً بهذه الطريقة، وبسبب هذا الضغط على جانب الدولة، بدأت مرحلة وقف إطلاق النار المعروفة وفترة مفاوضات إمرالي مرة أخرى في عام 2013.
لقد تم وضع بروتوكول خلال محادثات أوسلو، وكان قد تم الإعلان عنه سابقاً في الصحافة، وقد تم عرض الاتفاق الذي تم التوصل إليه في عام 2015 على الرأي العام من خلال بيان مباشر في دولمة بهجة، ولكن مع ذلك، وفي وقت لاحق تعطلت كلتا المرحلتين بسبب الحرب، ما الذي يمكنكم أن تقولوه حول توجه حزب العدالة والتنمية المتعلق بهذه القضية؟
أجل؛ فخلال مرحلة أوسلو، التي استمرت قرابة ثلاث سنوات، توصل وفد الدولة التركية ووفد حزب العمال الكردستاني إلى اتفاق مشترك، ومن خلال تحويل ذلك إلى بروتوكول تحت ثلاثة عناوين، قدمته الوفود إلى إدارة حزب العمال الكردستاني وحكومة حزب العدالة والتنمية، والتزمت إدارة حركتنا بتطوير نهج في إطار هذا البروتوكول، لكن حكومة حزب العدالة والتنمية لم تستجب لهذا البروتوكول الذي قُدم لها في نيسان 2011، وفي تموز 2011، بدأت الحرب بخطاب ألقاه طيب أردوغان ضد حركتنا.
وبعد مرحلة اجتماع إمرالي، التي تطورت مرة أخرى، كما ذكرتم، تم التوصل إلى اتفاق مشترك، وهو أمر معروف لدى الرأي العام، وهنا أيضاً جرت عملية تفاوض دامت ما يقرب من عامين ونصف؛ وقد تم بذل بعض الجهود، وفي 28 شباط 2015، تم قبول البروتوكول في قصر دولمة بهجة، وتم إعلان ملخصه للرأي العام من قِبل وفدي الطرفين، ولكن الجميع يعلم كيف أحبط طيب أردوغان هذا النهج في وقت لاحق، وكيف تم تدمير كل الجهود المبذولة هناك وعملية الإجماع المشترك التي تم التوصل إليها، وكانت هذه هي المرة الثانية التي يحدث فيها هذا، قبل بروتوكول أوسلو، وبعد اتفاق دولمة بخجة؛ كلاهما تم رفضهما في نهاية المطاف من قِبل حكومات حزب العدالة والتنمية ورد عليهما بالحرب.
ومن هنا، اتضح أن حكومة حزب العدالة والتنمية اعتبرت عمليات التفاوض هذه بمثابة تكتيك حرب خاص، بمعنى آخر، ليس لديهم أي نية لحل القضية الكردية، ومثل هذه المبادرات هي من جانب حزب العدالة والتنمية مناوراتٌ تهدف إلى المماطلة وإطالة أمد الوضع وإيجاد الفرصة لتصفيته، وقد شُوهد هذا بوضوح، وبات واضحاً أن هناك حالة من عدم الجدية في الحل وتهدف أساساً إلى التصفية.
في الواقع، لقد كان القائد آبو وإدارتنا يتخذان ذلك في عين الاعتبار دائماً، على سبيل المثال، في بداية العملية التي بدأت عام 2013، استشهدت الرفيقة سارة، إحدى مؤسسي حركتنا ورائدة الحركة النسائية، والرفيقتان روجبين وروناهي، في مجزرة باريس، لقد كان الأمر متوقعاً في ذلك الوقت، لكن تبين فيما بعد أن الوفد الذي عقد الاجتماع في إمرالي هو أيضاً التنظيم الذي خطط لمجزرة باريس، والحقيقة هي أننا نواجه مثل هذا النفاق، باختصار، اتضح لمن لم ير ذلك من قبل أن نية الدولة ليست الحل بل التصفية.
ما الذي يمكنكم قوله بإيجاز عن مستوى تنفيذ وتطوير استراتيجية حرب الشعب الثورية التي تم تطويرها في عام 2010؟
مع المرحلة التي بدأت في الأول من حزيران 2010، دخلنا حقبة جديدة يتم فيها النضال على أساس استراتيجية حرب الشعب الثورية، وعلى الرغم من وجود فترة وقف لإطلاق النار بينهما، إلا أن نضالنا حاول أن يرتكز على إطار تم تنفيذه على هذا المحور منذ عام 2010، ومع ذلك، كحركة، لم نتمكن من الانخراط بشكل كامل في استراتيجية حرب الشعب الثورية، كان هناك موقف كان في الغالب خارج الخط، ولم يكن على الخط، ربما تم التعبير عنها كثيراً بالكلمات، لكنها لم تمارس كثيراً، هذه مسألة نقد ذاتي جدي، إن حرب الشعب الثورية، كما يوحي اسمها، هي حرب يشارك فيها الشعب أيضاً، إنها ليست حرباً يخوضها المقاتلون فقط، إنه شكل من أشكال النضال والحرب يقوم على المجتمع وينفذه المجتمع، ولهذا كان لا بد من تنظيم المجتمع ونشره وفق هذه الاستراتيجية، ولكن هذا لم يتم، ولذلك، لم يتم السير على الخط، ورغم أنه كان ينبغي أن تتطور مقاومة اجتماعية ضد الهجمة الوحشية التي شنتها الدولة التركية على مبادرة الحكم الذاتي الديمقراطي، والتي تم إعلانها ببراءة شديدة في الأحياء عام 2015 لأنه لم يتم تجاوز الخط، إلا أن ذلك لم يحدث، وفي مكان مثل آمد، الذي يمكن أن نسميه مركز الوطنية، في مدينة سور التاريخية، واصل 60 مقاتلاً المقاومة بمفردهم لمدة 105 أيام، لو تم تنظيم الناس وفقاً للاستراتيجية التي وضعها القائد أوجلان أمامنا، أي لو تم تطوير مرحلة البناء ذات الأبعاد التسعة بالقيمة الحقيقية، فلن يكون هذا هو الحال بلا شك ولن يتم ترك هؤلاء المقاتلين الستين، علاوة على ذلك، حدث نفس الشيء بطريقة مماثلة في مدن أخرى، حيث نشأت مقاومة ضخمة وتاريخية، لكنها، كما رأينا في جزير، لم تتحول إلى حركة جماهيرية ضد نزعات الإبادة القاسية والوحشية للدولة، التي سكبت البنزين على شعبنا وأحرقته؛ لقد كانت مرحلة تطورت في شكل مقاومة كبيرة للفدائية من قِبل الأبطال، في الواقع، يجب ذكر الشيء نفسه في روج آفا، لو كان هناك نضال على غرار حرب الشعب الثورية، ربما لم تكن حرب عفرين 2018 وسري كانيه - كري سبي 2019 قد انتهت بهذه الطريقة.
ومن الواضح أن الحركة بشكل عام شهدت مشكلة خطية خطيرة خلال هذه الفترة، هناك حالة عدم القدرة على دخول الخط بالكامل، لمَ؟ بشكل عام، يتم الحديث عن حرب الشعب الثورية كثيراً، لكن حرب الشعب الثورية هذه أصبح يُنظر إليها على أنها واجب القوات العسكرية فقط، لكن نعم للقوات العسكرية دور مهم، لكننا نتحدث عن حركة اجتماعية ونضالية تقوم على التنظيم والمشاركة القوية لكل شرائح المجتمع وفق هذا الخط، وإن حرب الشعب الثورية هي حقيقة واقعة، ولذلك، لا بد من تنظيم هذه الاستراتيجية على أساس هذا الواقع.
ومع ذلك، خلال السنوات الأربع أو الخمس الماضية، تمكنت حركتنا من تحقيق اتجاه معين من خلال التركيز على خط حرب الشعب الثورية بجميع أجهزته، بمعنى آخر، على هذا الأساس، أصبح لدى الجميع توجه نحو الخط في السنوات الأخيرة، والذي يمكن القول إنه لديها فهم أفضل لاستراتيجية حرب الشعب الثورية وتحمل المسؤولية.
مع اقتراب الذكرى السنوية العشرين لقفزة الأول من حزيران، ماذا يمكنكم القول عن التجديد الذي شهدته قوات الدفاع الشعبي والأداء القتالي حتى الآن؟
بطبيعة الحال، تدين قوات الدفاع الشعبي بوصولها إلى مستواها الحالي في الغالب إلى مؤتمرها الأول الذي عقد في عام 2001، وفي هذا المؤتمر تم اتخاذ قرار إعادة هيكلة الكريلا، مرة أخرى، تمت مناقشة التغييرات في الوحدات القتالية لأول مرة في هذا المؤتمر وتم اتخاذ بعض الخطوات، وإن كانت جزئية، على سبيل المثال، تم تحديد الخطوة الأولى لتنظيم الفريق هنا لأول مرة، وفي العام نفسه، بُذلت الجهود لفتح القسم العلمي والتقني كوحدة سرية ضمن القوات الخاصة، وحتى ذلك الحين، بدأت الاستعدادات للحروب السيبرانية على هذا الأساس، وكل هذه قضايا تتعلق بقراءة العصر بشكل صحيح، ولعب التقييم الصحيح للعصر من قِبل القائد أوجلان دوراً رئيسياً في ذلك، في الأساس، مصدر هذا المؤتمر والتطورات التي تلته هو التطوير المبني على طريقة القائد أوجلان في قراءة العصر الجديد، على وجه الخصوص، لعب المنظور الأولي لدفاعات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، والذي جاء إلينا بعد المؤتمر، دوراً مهماً للغاية، ونتيجة لهذه الدراسات، ومع مقاومة سياني التي تطورت بقيادة القائد شورش بيت الشباب بشجاعة كبيرة في مواجهة هجوم الدولة التركية على كارى عام 2021، حدث تطور مناسب في إطار المبادرة التكتيكية، وقد أدت هذه العملية والكثافة الأيديولوجية والتنظيمية بين المقاتلين إلى الكشف عن أداء عسكري معين، وعلى هذا الأساس، توقف الجيش التركي في مناطق الدفاع المشروع لمدة 3 سنوات، وتتطور مقاومة تاريخية كبيرة، واستناداً إلى فلسفة القائد أوجلان، أظهر العمق التكتيكي للكريلا والتشكيل العسكري والإبداع والحرب ما يمكن أن يفعله البشر ضد تكنولوجيا العصر، وإن التطور التكتيكي والمقاومة التي تقوم بها كريلا حرية كردستان في كردستان اليوم هي الأولى من نوعها في تاريخ شعبنا من حيث وجود مثل هذه المقاومة الطويلة الأمد غير المهزومة؛ وهي أيضاً المرة الأولى في تاريخ الحرب العالمية، إنها ممارسة حربية جديدة تحتاج إلى دراسة من جوانب عديدة، وعلى هذا الأساس، تستكمل كريلا حرية كردستان الذكرى الأربعين لـ 15 آب والذكرى العشرين لعملية الأول من حزيران، وليس هناك شك في أنه في الذكرى الحادية والعشرين لمبادرة الأول من حزيران، سيحقق كل من قوات الدفاع الشعبي ووحدات المرأة الحرة ـ ستار نجاحاً كبيراً في مسيرة النصر التي يستطيعون تحقيقها.
أعلن المركز الإعلامي لقوات الدفاع الشعبي (HPG)، في بيان له، أن الدولة الإيرانية أصدرت حكم الإعدام على المقاتل ريكش ( أدهم اوزدمير)، وتمت الموافقة على هذا القرار، ما الذي تودون قوله بخصوص هذا الموضوع؟
إننا كقوات الدفاع الشعبي(HPG)، أقول أنه ليس لدينا أي نشاطات في شرق كردستان، ففي العام 2019، تعرضت إحدى وحداتنا لكمين من قبل جمهورية إيران الإسلامية أثناء مرورها بالمنطقة، في هذا الكمين استشهد رفيقنا مظلوم وان (مجاهد جام)، وفي ذلك الوقت أصيب الرفيق ريكش (أدهم أوزدمير) أيضاً وتم أسره، وهناك، ليس للوحدة أي أعمال أو ممارسات ضد الدولة الإيرانية، وأثناء المرور عبر المنطقة، يحدث لقاء خارج إرادتهم ويبدأ الاشتباك، بالإضافة إلى ذلك، فإن رفيقنا ريكش، الذي تم أسره جريحاً، هو عضو شاب في الوحدة، وليس له دور أو واجب في توجيه الوحدة، ورغم كل هذا، لم نتوقع أن تفرض محاكم الجمهورية الإسلامية الإيرانية مثل هذه العقوبات القاسية، لأنه تم أسره في حادثة وقعت دون أي نية تجاه الدولة الإيرانية، وفي هذا الصدد، فإن هذا الرفيق الشاب ليس مذنباً بأي شيء، ونعتقد أنه يجب على سلطات الدولة الإيرانية إعادة النظر في هذا القرار غير المبرر في الوقت الذي تواجه فيه جمهورية إيران الإسلامية أيضاً هجمات ومعاناة مختلفة، وأودُ أيضاً أن أشير إلى أنه من أجل تبني الرفيق ريكش المناضل الشاب النبيل، يجب على الرأي العام الديمقراطي التدخل، وهذا الأمر يشكل واجباً وطنياً.