لم يُجرى تحقيق حتى في مجزرة فارتينيس

ذكر الصحفي عادل هارمانجي، الذي أعد الأخبار عن مذبحة فارتينيس، إنه لم يتم إجراء تحقيق صحيح حول المجزرة.

في الـ 3 من تشرين الأول عام 1993، أضرم الجنود النار في منزل عائلة أوغوت في بلدة فارتينيس التابعة لناحية تيلي بولاية موش، واُغتيل في الحادثة كل من ناصر أوغوت، وأشرف أوغوت، وسفيم أوغوت، وسفدا أوغوت، ومحمد شاكين أوغوت، ومحمد شيرين أوغوت، وآيجان أوغوت، وجيهان أوغوت، وجينال أوغوت.

وبعد العديد من السنوات، صدرت نشرة حمراء في 21 أيلول 2021، بحق المتهم الوحيد الذي حوكم في الحادثة قائد الجندرمة في ناحية هاسكوي، بولنت كارا أوغلو، لكن ومع ذلك، لم يتم القبض على كارا أوغلو قط، وتم تأجيل القضية في المحكمة الجنائية الكبرى الأولى في كركالا، والتي انعقدت في 27 أيلول، إلى 1 تشرين الثاني، ولكن هناك مخاوف من أن تُسقط القضية بـ "التقادم".

وكان الصحفي عادل هارمانجي يعمل مراسلاً في مكتب صحيفة "Ozgur Gundem" في وان أثناء وقوع مجزرة فارتينيس، وفي يوم المجزرة، ذهب إلى فارتينيس وفقاً للمعلومات التي تلقاها من مدراء جمعية حقوق الإنسان (ÎHD)، وتحدث عن ملاحظاته الأولية: "عندما ذهبنا إلى فارتينيس، كان البرلماني عن الحزب الديمقراطي (DEP)، رمزي كارتال يتكلم في المقبرة، وكان يتواجد أيضاً رئيس جمعية حقوق الإنسان (ÎHD) في وان، نظمي غور ورئيس الحزب الديمقراطي (DEP) في وان، محمد علي دورماز، وكان القرويون قد تجمعوا في المقبرة ودفنوا الضحايا، وكان هناك العديد من جثث الحيوانات في البلدة، وكان لا يزال هناك دخان يتصاعد من الأجساد، وكان المنزل الذي علمنا أنه يعود إلى ناصر أوغوت، قد احترق وانهار كامل، واحترق 9 أفراد من العائلة في هذا المكان".

"قمنا بتدوين ملاحظات على كلام أهالي البلدة"

وأفاد "هارمانجي" أن صباح الدين يلماز، مراسل صحيفة "صباح"، كان معه في بلدة فارتينيس، وقد فقد يلماز حياته في زلزال وان عام 2011، وقال: "أنا وهو أيضاً قمنا بتدوين ملاحظات على كلام أهالي البلدة، حيث كان السكان يقولون إن المداهمة نفذتها الفرق الخاصة وحراس القرى، وذكروا أن من قاموا بالمداهمة كانوا ملثمين، وقال بعض أهالي البلدة إنهم تعرفوا على بعض الحراس الذين قاموا بالمداهمة، وقال بعضهم أنه عند مداهمة مخفر الشرطة، جاء الجنود إلى البلدة وهددوهم، وزعموا أن أطفالهم رفعوا علامة النصر وقالوا لهم: "كنتم على علم بهذه المداهمة، وستعاقبون جراء ذلك".

وقال عادل هارمانجي أنه وبالإضافة إلى حرق المنازل والحظائر، تم إطلاق النار أيضاً على مبنى البلدية وتابع: "دخلنا مبنى البلدية، كانت هناك طلقات نارية ضربت الجدران، كما تم حرق بعض حقول التبغ، كان الجميع في خوف كبير، وبعد أن قال أهالي البلدة إن القوات الأمنية نفذت المداهمة، سألت مراسل صحيفة صباح، "ترى، هل ستنشر صحيفتكم هذا الخبر؟"، فقال لي، "لا اعتقد ذلك، ولكنني سأكتب كل ما سمعته وسأرسله"، وهو ما حدث بالفعل، ونشرت صحيفة صباح، كغيرها من الصحف الأخرى، الخبر بعد يوم بعنوان "مداهمة حزب العمال الكردستاني"، كما تلقيت معلومات من سكان فارتينيس وأرسلت ملاحظاتي إلى مركز الصحيفة بعد يوم، ونشرت الأخبار تحت عنوان "حدثت فظائع أخرى في فارتينيس"، ولم يسألوا حتى عن تلك الحادثة، وكأن هناك خطر من أن يمر الوقت على الحادثة وتُسقط بـ "التقادم"، والكل يعلم أنه لم يتم اتخاذ أي خطوة إيجابية على صعيد القانون والعدالة، لكن مع ذلك، الجميع راضون بمعرفة الحادثة".