تخليداً لذكرى رفيقين في ملحمة بوطان "عكيد وفداكار"...
قصة فداكار وعكيد هي قصة ماردين وديلوك، قصة نضال الحرية من أجل كردستان، وقصة الفدائية والولاء، لأن هذين الفدائيين أصبحا بمشاركتهما وحياتهما جزءاً من هذه المقاومة التاريخية.
قصة فداكار وعكيد هي قصة ماردين وديلوك، قصة نضال الحرية من أجل كردستان، وقصة الفدائية والولاء، لأن هذين الفدائيين أصبحا بمشاركتهما وحياتهما جزءاً من هذه المقاومة التاريخية.
ما هي الكلمات التي يمكن المرء استخدامها من أجل وصف عظامة الشهداء، وعلى أي نحو عليه أن يوصف تقييماته؟ فكرت في هذا الأمر، لكني لم أستطيع أن أعبر عن ذلك، فالكلمات لا تكفي للوصف، بحيث أحاول العثور على أجمل الكلمات وأكثرها ذات مغزى، بعض الأحيان بحزن وأحياناً بسرور، وأحياناً استذكرهم بالدموع التي تتساقط من عيني، وأتحدث عنهم بكل فخر وإجلال.
كان رفاق دربي عكيد وفدكار رفيقين في ملحمة بوطان، لكن رحلتهما الكريلاتية لم تبدأ من منطقة بوطان بل من منطقة كَاري، حيث طار الرفيقين عكيد وفداكار من كَاري إلى منطقة بوطان كالطيور التي تطير وارء الحرية، على الرغم من أصعب ظروف الطبيعة والحياة، قاوما ضد وحشية الحرب بلا هوادة ولم يستسلما لنهجها، فإنهما عانيا معاً في هذا الطريق، سقطا ونهضا معاً، وترعرع معاً، وقاتلا من أجل بعضهما البعض، والحتقا معاً بقافلة الشهداء الخالدين.
قصة فداكار وعكيد هي قصة ماردين ويلوك، أنها قصة مقاومة حرية كردستان، قصة الفدائية والتضحية، لأن هذين الفدائيين أصبحا بمشاركتهما وحياتهما جزءاً من هذه المقاومة التاريخية، حيث انضما إلى صفوف المقاومة في سن شبابهما، فكانا شابان بقلبهما لكن قلبهما كان واسعان كالكون، كان يشعران بألم شعبهما، وترعرعا وسط قصص الأبطال الرياديين كالشهيد يوسف، سليمان، آيتن، باله، كاميران، زنارين، ونورحق، ونظما أنفسهما بتصميم وشجاعة كبيريتين، وتعلما حياة الكريلاتية في جبال كردستان الحرة في وقت قصير للغاية، كما لو إنهما كانا متأخران عن الرفاقية، المقاومة والحرب.
كان عاشقاً للحرية
ولد الشهيد فداكار غونش في مدينة ماردين الكردستانية، فإنه ولد من أجل القتال ضد العدو الذي احتل وطنه كردستان ونشر في سمائه سحاباً أسوداً داكناً، ضد العدو الذي كان يمارس القمع والظلم بحق شعبه المضطهد، ولد كي يقول للعدو ’كردستان هي موطن الشمس، لا مكان للسحب الداكنة فيها، الحياة لن تتوقف‘، ولد رفيقنا فدكار من أجل أن يخفي تلك الغيوم السحابية الداكنة من سماء الوطن ويصبح أحد مقاتلي الحرية من أجل حرية شعبه المضطهد، وأصبح أبناً فدائياً من ماردين.
ولد رفيقنا عكيد في كنف عائلة وطنية في ناحية بِلقس التابعة لمنطقة ديلوك، أيتها بِلقس! مدينة الثقافة وأخوة الشعوب، مهد الأديان، تاريخ عظامة للتاريخ الكردي!، ديلوك هي المنطقة التي شهدت استشهاد الرفيق الأول للقائد أوجلان، الرفيق حقي قرار، هي تلك المدينة التي ارتفع فيها صدى صرخة ’قتلوا، قتلوا حقي، الانتقام، الانتقام، الانتقام‘، وقرر الشهيد عكيد أن يصبح رفيقاً شجاعاً من بِلقس، لأجل الانتقام لهذه الصرخة.
كبرا... وتوجها صوب الجبال الحرة، وأثناء وصولهما إلى مناطق الكريلا، رأيا أن أراضي كردستان لم تقلص شيئاً من جمالها برغم من دماء الشهداء المسفوكة فيها، كما تهطل أمطار البركة وتحيي الحياة اليابسة في كل فصل الشتاء، وتتفتح الزهور في المنحدرات من جديد، تحتضن أراضي كردستان آلاف المقاتلين الذين يعشقون وطنهم ويقاتلون في سبيل حريتها.
لفت الرفيق فدكار انتباه من حوله إلى نفسه بشخصيته الجادة، كان حاسم القلب، وبهيجاً وسعيداً، كان جاداً جداً في كفاحه وحياته، كان جاداً إلى ذلك المستوى حيث كان رفاقه يقولون له ’إنك أكبر من عمرك‘، كان تفكيره عميقاً للغاية، كان دائماً مخلصاً للقائد والشهداء، وكان يتحلى بأهداف عظيمة ويتمتع بمميزات المناضل القيادي، كان الشهيد فداكار محباً للحرية، السلام، الحقيقة، الجمال، والتنوع كطبيعة وطنه.
واصل النضال بتواضعه ونزاهته حتى الشهادة
نال الرفيق عكيد محبة جميع زملائه برفقته وتواضعه ولطفه وعمله الجاد, لقد كان نشيطاً ومتحمساً جداً في عمله الثوري. كان متواضعاً بما فيه الكفاية, لم يتردد يوماً تجاه عمله الثوري, وعاش بشرف وإخلاص حتى النهاية.
استمر دائماً على طبيعته ونقائه وبساطته وصدقه, وفي الوقت ذاته كان يعلم رفاقه على المعنى الحقيقي للجمال, وكان يحمل على عاتقه المسؤولية تجاه جميع رفاقه, والرفاق دائماً يذكرون الرفيق عكيد بكل إجلال واحترام.
عندما يسأل أحد عن عكيد وفداكار، سأقول لهم بكل فخر: "شاهدهم, ها هم بين زهور جبل بوطان، ها هم يسكنون في عيون رفاقهم، شاهدوهم ها هم في رقص الكريلا وفي الأغاني وأخبروا الرفاق هم قطنوا في قلوبنا".
واصل النضال بتواضعه ونزاهته حتى الشهادة
نال الرفيق عكيد محبة جميع زملائه برفقته وتواضعه ولطفه وعمله الجاد, لقد كان نشيطاً ومتحمساً جداً في عمله الثوري. كان متواضعاً بما فيه الكفاية, لم يتردد يوماً تجاه عمله الثوري, وعاش بشرف وإخلاص حتى النهاية.
استمر دائماً على طبيعته ونقائه وبساطته وصدقه, وفي الوقت ذاته كان يعلم رفاقه على المعنى الحقيقي للجمال, وكان يحمل على عاتقه المسؤولية تجاه جميع رفاقه, والرفاق دائماً يذكرون الرفيق عكيد بكل إجلال واحترام.
عندما يسأل أحد عن عكيد وفداكار، سأقول لهم بكل فخر: "شاهدهم, ها هم بين زهور جبل بوطان، ها هم يسكنون في عيون رفاقهم، شاهدوهم ها هم في رقص الكريلا وفي الأغاني وأخبروا الرفاق هم قطنوا في قلوبنا".
قاتل عكيد وفداكار مثل العديد من أبطال كردستان من أجل أرضهم حتى أنفاسهم الأخيرة, وعندما تتجهون صوب كاري وبوطان سترون آثار أقدام هؤلاء الأبطال في كل مكان، سوف تسمعون صوتهم في زقزقة العصافير، وبعد ذلك سترفع رأسك شامخاً وتنظر إلى السماء, هذه المرة سترى حبهم وحريتهم في السماء, إن رؤيتهم في أصعب الأوقات سيمنحك القوة والإيمان والأمل, في اللحظة التي تخاف فيها من الموت ستستمد الشجاعة مجرد أن تتذكر عكيد وفداكار.