أجاب عضو اللجنة التنفيذية لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) على أسئلة وكالة فرات للأنباء.
تستمر العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان، وقد فُرض في 3 أيار الجاري حظر إجراء اللقاء لـ 6 أشهر أخرى، ويتزايد الاستياء ضد العزلة المفروضة كل يوم ويجري خوض نضال متعدد الأطراف، كيف تقيّمون المستوى الحالي؟
إن سياسة الدولة التركية وحكومة حزب العدالة والتنمية الحالية قائمة على القضاء على النضال التحرري للشعب الكردي على كل المستويات وإبادة الكرد، وكل السياسات التي يجري تنفيذها قائمة على هذا الأساس، ويجب معرفة هذه الحقيقة خاصة عند تقييم سياسات السلطات الحاكمة في تركيا، والسياسة التي يتم تنفيذها في إمرالي هي أيضاً الساحة الرئيسية لسياسة الإبادة الجماعية ضد الكرد، وكانت الانتفاضة الأولى للقائد أوجلان أيضاً بناء النضال التحرري، والانتفاضة ضد سياسة الإبادة الجماعية، وبدأ القائد أوجلان من خلال توصله إلى استنتاج أن "كردستان مستعمرة" بخوض النضال، وأكد أن الهدف الأساسي لهذه السياسة هو جعل كردستان ساحة لنشر مفهوم النزعة القومية التركية، وقد خلق واقع الشعب حركة سياسية وتنظيماً، بحيث يناضل ضد سياسة الإبادة الجماعية التي تنتهجها الدولة التركية منذ نصف قرن من الزمان ضد الكرد.
والذين ينفذون سياسات الإبادة الجماعية يسعون في المقام الأول إلى عرقلة الإرادة السياسية والاجتماعية للشعب، ولهذا السبب، يريدون القضاء على التنظيم وقائده اللذين يناضلان ضد الإبادة الجماعية، ونظراً لأن القائد أوجلان هو من أسس هذا التنظيم وحدد نهجها الأيديولوجي والسياسي، فقد تم استهدفه في البداية، ونظراً لفشل الدولة التركية في مواجهة حزب العمال الكردستاني وقائده، قدمت تركيا للمساومة، ووظّفت كل حلفائها وأسرت القائد أوجلان من خلال مؤامرة دولية، وكانت الغاية من المؤامرة الدولية ضد القائد أوجلان هي القضاء على الحركة التحررية والنضال المناهض للإبادة الجماعية، وسياسة العزلة المشددة التي يتم تنفيذها حالياً في إمرالي لديها نفس الهدف المنشود.
هناك تعاملات خاطئة
يجري تنفيذ سياسة الإبادة الجماعية في المقام الأول ضد القائد أوجلان، وهذا هو مصدر سياسات وممارسات الإبادة الجماعية، وإذا رأينا ما هي السياسة التي يتم تطبيقها في إمرالي، فحينها سنفهم أيضاً السياسات والممارسات المطبقة ضد الشعب الكردي، وسيتم تنفيذ هذه السياسة في إمرالي، ولكن سيتم تنفيذ سياسة مختلفة على الساحة السياسية الديمقراطية الكردية، وعلى القوى المنظمة للشعب الكردي والشعب! ومثل هذه المفاهيم الخاطئة تعني عدم فهم حقيقة السياسات التي يتم انتهاجها ضد الشعب الكردي وعدم فهم حقيقة الاستعمار المستبد، كما أنه من الخطأ تقييم السياسة التي يتم تنفيذها ضد الكرد وفقاً للسياسة التي يتم تنفيذها ضد الشعوب والأمم المختلفة في الأماكن الأخرى من العالم، وهذا أيضاً تعامل سياسي خاطئ، ويتم مشاهدة مثل هذه التعاملات الخاطئة في الساحة السياسية الكردية ولدى أوساط أصدقاء الكرد.
ينبغي أن يكون أساس النضال
إن مناهضة العزلة المفروضة على القائد أوجلان، وخوض النضال من أجله يعني النضال من أجل حرية الشعب الكردي، وبالأساس، إذا لم نجعل النضال من أجل حرية وسلامة وصحة القائد أوجلان مركز النضال التحرري، فلن نتمكن حينها من خوض هذا النضال بشكل صحيح، وإذا لم يقم شعب أو تنظيم أو حركة سياسية بتبني قائده الأسير، فحينها لن يتمكنوا من تبني أنفسهم، ولن يتمكنوا من خوض نضال تحرري.
واليوم، شُوهد هذا الواقع من قِبل شعبنا والأصدقاء وقوى الديمقراطية، ونظراً لمشاهدة هذا الواقع، فإن النضال من أجل حرية القائد قد تطور ويتطور في كافة المجالات خلال السنوات الأخيرة، ولا يُعتبر القائد أوجلان بمثابة قيمة وقائد سياسي وأيديولوجي مهم فقط بالنسبة للشعب الكردي فحسب، بل كذلك بالنسبة لشعوب تركيا والشرق الأوسط والنساء والمجتمعات المضطهدة، ولذلك، فإن الحملة من أجل حرية القائد أوجلان تتطور وتكتسب قوة في جميع أنحاء العالم.
يخشون من موهبته السياسية وقوته الأيديولوجية
نظراً لخشيتهم من موهبته السياسية وقوته الأيديولوجية، فإنهم يفرضون على القائد أوجلان العزلة على هذا المستوى من الشدة، وهذا الأمر بحد ذاته يدل على مدى أهمية تحرير القائد أوجلان بالنسبة للنساء والشعوب، ولذلك، فإن العزلة المفروضة هي ضد شعوب الشرق الأوسط والإنسانية جمعاء، ولا سيما الشعب الكردي والنساء الكرديات.
معاداة الكرد تعني معاداة الديمقراطية
إن السبب وراء قمع ومعاداة السلطة الحاكمة لحزب العدالة والتنمية والحركة القومية للديمقراطية، هو الضغط والخروج عن القانون في إمرالي، والذهنية القائمة على عرقلة انتشار أفكار القائد أوجلان وضمان تحقيق حريته، يجلبان معهما القمع والضغوط، وفي الواقع، نظراً لأنهم يعتقدون أن الكرد والقوى الديمقراطية سيستفيدون من التحول الديمقراطي، فإنهم يعادون الديمقراطية ويعتدون بشكل عنيف على النضال الديمقراطي، وباختصار، فإنها تعادي الكرد لكي يتحولوا أعداء للديمقراطية.
ونظراً لمعايشة هذا الواقع، فإن أبناء شعبنا والقوى الديمقراطية يتبنون القائد أوجلان ويتمسكون به بشكل أكثر ويخوضون النضال بأساليب عديدة.
ينبغي الوفاء بمسؤولية النقد الذاتي
مما لا شك فيه أن النضال التحرري من أجل القائد أوجلان يتطور على قدم وساق، وتعد الحملة التي أطلقها الأصدقاء في 10 تشرين الأول في جميع أنحاء العالم، ويوم قراءة كتب القائد أوجلان، الذي بدأ في الـ 10 من كانون الأول، خطوات مهمة، ويجب أن يتطور هذا النضال بشكل أكثر للحصول على النتائج المرجوة، فشعبنا يقول إنه إن كان القائد أوجلان لا يزال في الأسر، فإن هذا هو نقدنا الذاتي، حينها، ينبغي علينا الوفاء بمسؤولية النقد الذاتي، والمشاركة بشكل أكثر نشاطاً في خوض هذا النضال في أجزاء كردستان الأربعة وخارج الوطن، وإذا قامت القوى الديمقراطية في الشرق الأوسط، ولا سيما الشعب الكردي والقوى الديمقراطية في تركيا، بتصعيد هذا النضال بشكل أكبر، فإن ذلك سيجلب معه النضال من أجل حرية القائد أوجلان.
وقد حقق نضال تبني القائد أوجلان والمطالبة بحريته، والذي يمتد على مدى عقود من الزمن نتائج مهمة، ويستمر هذا النضال منذ 26 عاماً، بقيادة أولئك الذين أقاموا المتاريس حول القائد أوجلان في عامي 1998 و1999 قائلين "لن تستطيعوا حجب شمسنا" والذين استشهدوا في هذا النضال، ونتيجةً لخوض هذا النضال، باتت حرية القائد أوجلان وبالتالي حرية الشعب الكردي قريبة، وعلى الرغم من أن الاستعمار المستبد يواصل الإنكار والإبادة الجماعية بشكل صارم، إلا أن أساسه شابه الضعف والوهن نظراً للنضال الذي يخوضه الشعب الكردي والقوى الديمقراطية.
لا يمكن للفعاليات المكررة أن تحقق النتائج المرجوة
عندما يتصاعد النضال من أجل حرية القائد أوجلان، حينها سيتم ضمان تحقيق حرية القائد أوجلان وحرية الشعب الكردي، وإن حرية القائد أوجلان ستعني في الوقت نفسه هزيمة سياسة الإبادة الجماعية الاستعمارية وتمهيد الطريق أمام التحول الديمقراطي في تركيا، ولهذا السبب، يجب رفع مستوى النضال الحالي في كافة المجالات، ومن المهم أن تتحول الفعاليات المطالبة بحرية القائد أوجلان إلى فعاليات يشارك فيها عشرات الآلاف من الأشخاص، وقد سلطت انتفاضة وان الضوء على النتائج التي يمكن تحقيقها عندما تشارك المجتمعات الكبيرة في الفعالية، وعندما يتم تطوير التنظيم والفعاليات، فمن الضروري دائماً التركيز على تحسين المستوى الحالي بشكل أكبر، وينبغي إيجاد أشكال جديدة للتنظيم والفعاليات، حيث أن الفعاليات المكررة لا يمكنها أن تؤدي إلى تحقيق النتائج المرجوة، وحتى عند اللجوء إلى أشكال الفعاليات السابقة، يجب أيضاً أن يتم ذلك بشكل أكثر فعالية، وإلا سيصبح الأمر روتينياً، ولذلك، من المهم تكثيف وتعزيز مستوى ونوعية الفعاليات يوماً بعد يوم بشكل أكثر، وقد عززت الحالة السياسية والاجتماعية في كل من تركيا والشرق الأوسط والعالم أرضية تطوير النضال.
ومن غير الممكن أن تسفر الدعوات الموجهة إلى الدولة التركية، واللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب، ومجلس أوروبا عن نتائج، ولا شك أنه ينبغي فضحها والمطالبة بالوفاء بمسؤولياتهم، فالنضال وحده هو الذي يجعل هذه القوى تقوم باتخاذ خطوات! وهناك إمكانات كبيرة للشبيبة في شمال كردستان الذين يمكنهم خوض النضال، ولا بد من تنظيمهم وإشراكهم في الفعاليات بأساليب إبداعية، بحيث أن هذا الأمر سيكون مهماً لتطوير النضال، وسوف يقومون بأداء دور مهم.
هناك أيضاً مقاومة كبيرة في السجون ضد العزلة المفروضة في إمرالي، وتساند عوائل المعتقلين مقاومة السجون، ما هي أهمية المقاومة في السجون بالنسبة للشعب الكردي والأصدقاء؟
لقد لعبت السجون دائماً دوراً مهماً في تطوير النضال التحرري للشعب الكردي، وبقولهم "لن تستطيعوا حجب شمسنا" في مواجهة المؤامرة، وضعوا متاريس من النار، وكانوا السباقين في تبني القائد وحددوا معايير ذلك، ويجب أن يكون تبني السجون للقائد مثالاً للجميع، وقد تبنت السجون القائد حتى الآن، إلا أن مواقفهم الأخيرة وشكل الفعالية تعبر عن الموقف الأصح في خط تبني القائد، وهذا هو الخط والموقف الصحيح، وإن القول "سنعيش بالطريقة التي يعيش بها قائدنا" ليس مجرد شكل من أشكال النشاط، بل هو موقف أيديولوجي-سياسي بحد ذاته، ونظراً للانقطاع الحاصل بين السجون والنضال في الخارج، تنشأ الميول الخاطئة دائماً، وخلال فترة الثمانينيات، ونظراً للميول الخاطئة خلال سنوات النضال ضد فاشية 12 أيلول، عقد القائد أوجلان مؤتمر السجون؛ وأصبح لاحقاً تقليداً عقد المؤتمرات في السجون وتصحيح الميول الخاطئة، وفي الواقع، فإن شكل الفعالية التي تجري الآن في السجون، يشبه المسعى التصحيحي مثل المؤتمرات في السجون.
المقاومة ستجعل المعتقلين يكسبون أشياء كثيرة
لقد أصبحت اللقاءات والمحادثات الهاتفية في السجون من ناحية، أدوات وأساليب للحرب الخاصة، فهم لا يسمحون بالمكالمات الهاتفية كحق ممنوح، ولذلك، فإن العيش على شكل حياة القائد أوجلان وفعالية بهذا الأسلوب، هو موقف ضد الحرب الخاصة التي يتم شنها في السجون، وروح السجون متمثلة بروح 14 تموز، فهم سائرون على خطى تقليد للمقاومة من هذا النوع، وهذا التقليد هو تقليد الإخلاص للقائد أوجلان والحركة التحررية، وهو مسؤولية تقدير الشهداء والشعب، والعيش مثل القائد أوجلان يعني في الوقت نفسه تبني فلسفة الحرية وفكر القائد أوجلان، ولذلك، فإن مقاومة السجون هذه ستجعل المعتقلين يكسبون أشياء كثيرة، وسيكون من المفهوم بشكل أفضل أن القائد أوجلان هو دائماً شخصية للفعالية والتنظيم، وبالأساس، فإن الذين يفهمون موقف القائد أوجلان يصبحون مناضلين عظماء ومقاتلين من أجل الحرية.
أمهات وذوي المعتقلين هم ركائز ثورتنا
إن ذوي المعتقلين أيضاً لديهم تقليد نضالي، حيث لم يتخل ذوو المعتقلين عن التمسك بأبنائهم رغم كل أنواع الضغوط والإهانات التي تعرضوا لها خلال فترة الثمانينيات، ولجأوا إلى كل الطرق والسبل لمنع الأهالي من التمسك بالمعتقلين الثوار، وتعرضت العائلات للتعذيب والاعتقالات والإهانة، لكن ذلك لم يؤدي إلا إلى تأجيج وتصعيد غضبهم، وأصبح ذوو المعتقلين يتمتعون بالوعي والسياسية أمام أبواب السجون، كما أن مقاومي السجون هم استمرار لمقاومة 14 تموز، فإن ذوي المعتقلين اليوم أيضاً، هم السائرون على خطى العوائل التي ناضلت أمام السجون خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات، وما زال ماثلاً أمام أعيننا كيف تم إهانة الأمهات وذوي المعتقلين، وكيف تم ضربهم بالهراوات وسحلهم على الأرض خلال مقاومة السجون 2018-2019، وقد أثار ذلك غضبنا وغضب الرفاق في السجون، وزاد من تصميم ذوي المعتقلين على مواصلة خوض النضال بإصرار أكبر، فأهالي المعتقلين وأمهات السلام يمثلون القيم المعنوية لنضالنا؛ إنهم ركائز ثورتنا! واليوم أمهاتنا، من ذوي المعتقلين وأمهات السلام وأمهات الشهداء والكريلا إلى كافة الأمهات الكرديات، يمثلنَّ القيم المعنوية لهذا النضال، وإن موقف أمهاتنا هو سحر نضالنا الذي لا يقهر، ولن يفلح من يجعل الأمهات تتنهد في الساحات، ولذلك، فإن الاستعمار والاستبداد لن يفلحان في بلوغ مبتغاهما.
وتعد أمهات السبت جزءاً مهماً من هذا النضال، والرأي العام يعلم ماهية الضغوط التي تُفرض عليهن، وأحييهن بكل احترام وتقدير، حيث أن الفعالية التي قاموا بها خلال الأسبوع الألف، تعد خطوة مهمة لمعرفة مصير أبنائهن.
ليس من الصواب ترك الأمر لعائلات السجناء فقط
ليس من الصواب أن نترك مسؤولية مقاومة السجون، وبالتالي النضال من أجل حرية القائد آبو، لعائلات السجناء فقط، القائد آبو هو رائد مقاومة السجون اليوم، واليوم، أصبحت مقاومة السجن هي مقاومة الحرية للقائد آبو، ولهذا السبب يجب على كافة شعبنا والقوى الديمقراطية أن ينضم إلى هذه المقاومة، وفي المقدمة الشبيبة والنساء.
لقد تم اعتقال عشرات الآلاف من المناضلين من أجل الحرية والديمقراطية لمشاركتهم في نضال الشعب الكردي من أجل الحرية، لقد حطم الكرد بالفعل الرقم القياسي العالمي كمسجونين لأسباب سياسية، وفقاً لعدد سكان العالم، لا يوجد شعب آخر في العالم مسجون مثل الكرد، ومرة أخرى، كذلك الرقم القياسي لعدد النساء المعتقلات في الزنزانات لأسباب سياسية يعود إلى الكرد، في الواقع، تم إلقاء جميع الكرد كسجناء في السجون.
يجب على الكرد أن يشعروا بالفخر
السجناء في السجون يمثلون شرف الكرد على أعلى مستوى، ويجب على جميع الكرد أن يفخروا بهذا، سواء كان أبناؤهم أو أقاربهم مسجونين أم لا، يجب على الشعب الكردي دعم المقاومة في السجون، إنهم يقضون عقوداً في السجون من أجل حرية الشعب الكردي، ومع ذلك، وعلى الرغم من سجنهم لمدة 30 أو 35 عاماً، إلا أنهم ما زالوا يتبنون شعبهم ويناضلون من أجل الحرية، ولهذا السبب، حتى أولئك الذين انتهت مدة عقوباتهم لا يتم إطلاق سراحهم من السجون، بالتأكيد سوف نفخر بهؤلاء الأشخاص، ومن جهة أخرى فإن مقاومي السجون والذين تم الأفراج عنهم هم من شعبنا الواعي، ولهذا السبب ينبغي دعم واحترام الأشخاص المسجونين والمقاومين واحترام مقاومتهم، إذ قاوموا في ظل ظروف صعبة، فيجب على الشعب الكردي دعم مقاومتهم وتعزيز النضال من أجل حرية القائد آبو.
تتزايد الهجمات الاحتلالية للدولة التركية الفاشية على مناطق الدفاع المشروع، حيث تقاوم الكريلا مقاومة تاريخية، بالمقابل، يقدم الحزب الديمقراطي الكردستاني كل أنواع الدعم لتخفيف الضغط عن الدولة التركية الفاشية، ما هو الموقف الذي يجب أن تتخذه مقاومة الكريلا تجاه الدولة التركية الفاشية وخاصة تجاه الحزب الديمقراطي الكردستاني؟
تهاجم الدولة التركية مناطق الدفاع المشروع منذ عقود، وقد زادت هذه الهجمات المستمرة في السنوات الثلاث الماضية، هذه الهجمات هي محاولات احتلال بالكامل، ولن تغادر الدولة التركية الأماكن التي احتلتها، وعندما تحين لها الفرصة، فإنها ستحتل كامل جنوب كردستان، وينبغي النظر إلى اهتمامها الشديد بمدينة كركوك وتنظيمها هناك على أنه تحضير لعملية الاحتلال هذه، لقد أنشأت قاعدة في بعشيقة، على الرغم من أن اعتراض العراق وقولها إنه يجب مغادرة هذه القاعدة، إلا أنها لا تفعل ذلك، وهم يؤكدون في كل فرصة على أن محافظتي الموصل وكركوك هما ضمن الميثاق الملي وتتبعهما، في الوقت الذي أُعلن فيه الميثاق الملي، لم تكن هناك سياسات إنكار للكرد بهدف الإحتلال أو الإبادة، وكان هناك حديث عن الحكم الذاتي للكرد في كردستان، واليوم يريدون إخضاع الكرد للإبادة الجسدية والثقافية بشكل كامل، وتحويل كردستان إلى منطقة جيدة تنتشر فيه الجنسية التركية، هناك حقيقة أن الدولة التركية معادية للكرد، وتهدف إلى ارتكاب الإبادة ضد الكرد، وتعد حكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية أنها الإدارة الأكثر وضوحاً لتحقيق هذا الهدف، ويتعاون الحزب الديمقراطي الكردستاني مع مثل هذه الدولة المناهضة للكرد والتي تمارس الإبادة، لذلك يعتبر حالياً شريكاً في الإبادة للكرد.
محاولة جر الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى الحرب الجارية
لاتزال الهجمات مستمرة وتتوسع أكثر، وبالمقابل هناك مقاومة تاريخية ضد ذلك، خاصة منذ خريف عام 2023، حيث يتلقى الجيش التركي ضربات قوية، وتقوم الدولة التركية باستمرار بسحب جنودها غير القادرين على القتال؛ وتستبدلها بوحدات جديدة، وبما أنه لم يتمكن من الحصول على نتائج، لذا تحاول إشراك الحزب الديمقراطي الكردستاني بالحرب النشطة، وفي واقع الأمر، أنشأ الحزب الديمقراطي الكردستاني لنفسه مراكز شرطة في المناطق القريبة من القوات التركية بهدف حماية هذه القوات وتقديم الخدمات اللوجستية لها، كما قام بزيادة الحصار حول الكريلا باسم قوات الحدود العراقية والذين تم تعيين معظمهم من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني، والغرض الرئيسي من الزيارات إلى بغداد وهولير في الأشهر الأخيرة هو القضاء على الكريلا، وتريد الدولة التركية أن تجعل من "مشروع الطريق التنموي" أداة لجر العراق إلى هذا الهدف.
محاولة جعل الاتحاد الوطني الكردستاني شريكاً أيضاً
إنهم يريدون إشراك وضم الاتحاد الوطني الكردستاني إلى هجماتهم الهادفة إلى تصفية الكريلا والنضال من أجل الحرية ككل، وخاصة أن الدولة التركية والحزب الديمقراطي الكردستاني يعملان معاً في هذه القضية، وكما يبرر الحزب الديمقراطي الكردستاني هجمات الدولة التركية على مناطق الدفاع عن روج آفا وشنكال ومخمور وميديا، فإنه يحاول الآن ايضاً تبرير هجماتها على منطقة الاتحاد الوطني الكردستاني، في الواقع، يصر الحزب الديمقراطي الكردستاني على أن تقوم الدولة التركية بزيادة الضغط على الاتحاد الوطني الكردستاني، ويقول: إذا وقف الاتحاد الوطني الكردستاني ضد حزب العمال الكردستاني، فسوف أواصل القتال بنشاط ضد حزب العمال الكردستاني، ويقول: طالما أن الاتحاد الوطني الكردستاني لا يشارك، فلا أستطيع استخدام كل قوتي في الحرب والهجمات ضد حزب العمال الكردستاني، خيانته ليست كافية، بل يريد أن يشرك الاتحاد الوطني الكردستاني في سياسة الخيانة التي ينتهجها، وهكذا سيتستر على خيانته ولن تظهر، وفي الواقع، إنه يريد إظهار الحرب ضد حزب العمال الكردستاني على أنها حرب جميع الأحزاب والقوى السياسية في الجنوب.
النضال ضد موقف الحزب الديمقراطي الكردستاني ليس كافياً
على الرغم من أن الحزب الديمقراطي الكردستاني وصل إلى هذا المستوى من الخيانة، إلا إن الموقف والنضال ضد هذا الموقف من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني غير كاف، لأن هذه القضية تتعلق بشكل وثيق بنضال الشعب الكردي من أجل الحرية، إن اتخاذ موقف ضد خيانة الحزب الديمقراطي الكردستاني أمر مهم للغاية لمواصلة النضال من أجل الحرية والديمقراطية في الأجزاء الأربعة من كردستان على الخط الصحيح، لذا من الضروري اتخاذ موقف ضد الحزب الديمقراطي الكردستاني من أجل حماية الكريلا التي تعتبر القوة الأعظم والأكثر تضحية في تاريخ كردستان ولها دور تاريخي في نضال الشعب الكردي من أجل الحرية والديمقراطية وإيصاله إلى مستوى مهم جداً في كل جزء من كردستان، ومن الواجب الوطني الوقوف ضد الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يقف بشكل واضح إلى جانب الجمهورية التركية في تصفية هذه القوة.
رفع المعايير الوطنية أمر مهم
من المهم جداً رفع معايير الوطنية للشعب من أجل كسب معركته ضد القوة الاستعمارية والقمعية، ومهما ارتفعت معايير الوطنية فإن نضال هذا الشعب سوف يتقدم ويضمن الحرية، فإذا كانت معايير الوطنية متدنية وسيئة فلن ينجح نضال الشعب، لذلك، من المهم جداً اتخاذ موقف ضد الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK، الحزب الديمقراطي الكردستاني سيقوم بكل هذه الخيانة لكنك لا تظهر أي موقف تجاهه وهذا الوضع يقلل من المعايير الوطنية ويزيدها غموضاً، ويشكل خطراً كبير على نضال الشعب الكردي.
يقول أحد الأشخاص الذين ظهروا مؤخراً على قناة ميديا خبر التلفزيونية في شمال كردستان: "لا تصفوا الحزب الديمقراطي الكردستاني بالخائن، فالناس لا يريدون أن يطلق عليهم اسم الخائن"، بالطبع، نعلم أن الناس في شمال كردستان يعتبر الحزب الديمقراطي الكردستاني خائن، كيف لن يصفهم بالخائن وهو الذي يقتل أبنائه مشاركاً الدولة التركية وينصب كميناً للكريلا ويتسبب في استشهادهم؟ الدولة التركية تريد إبادة الكرد، أنه لا يقبل الوضع في الجنوب، يعلم الجميع أنهم قالوا إنهم لن يرتكبوا في روج آفا نفس الخطأ الذي ارتكب في الجنوب، لذا، عندما تتاح لهم الفرصة، سيتخذون الإجراء اللازم لإزالة هذه الحالة، والحزب الديمقراطي الكردستاني يدعم الدولة التركية بكل الطرق لتصفية حزب العمال الكردستاني من تطويق مناطق الكريلا ونصب الكمائن لهم أو السيطرة على الطرق لمنع إرسال التعزيزات والدعم اللوجستي والذخيرة إلى مناطق الكريلا، كما يضفي الشرعية على الهجوم التركي على مناطق الدفاع المشروع، وقد بنى الجيش التركي عشرات القواعد في جنوب كردستان، وتعمل المخابرات التركية ما تريد هناك ، ويجعل منطقة الاتحاد الوطني الكردستاني هدف للدولة التركية، يضفي الشرعية على الهجمات ضد روج آفا، وشكل ما يسمى ENKS التابع للحزب الديمقراطي الكردستاني بالتعاون مع العصابات وقوات الاحتلال ، وفي شنكال، يشجع هجمات الدولة التركية، ومن خلال المعلومات الاستخبارية التي يقدمها، يجعل القادة والإدارات الإيزيدية تتعرض للهجوم من قبل الدولة التركية، من خلال تقديم معلومات استخباراتية في العلاقات مع الدولة التركية، قام بقتل الوطنيين والمتعاطفين في مخمور، كيف يمكننا أن نقول إن الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي لديه علاقات وشراكات على كل المستويات مع حكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، والتي تنفذ سياسات مناهضة للكرد وسياسات الإبادة بأكثر الطرق تهوراً، لا يُطلق عليه اسم الخائن؟
إذا لم نصف الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي تربطه مثل هذه العلاقة بالدولة التركية التي تمارس الإبادة، بالخائن، فإن معاييرنا الوطنية ستنخفض وتصبح غامضة، وهذا هو الخطر الأكبر على الكرد، إن خفض معايير الوطنية يلحق الضرر الأعظم بالكرد الذين يتعرضون للإبادة وبنضال الكرد من أجل الحرية، وفي هذا الصدد، لا ينبغي أن يكون الموقف الذي ينبغي إظهاره هو السبب وراء تسمية الحزب الديمقراطي الكردستاني بالخائن؛ بل على العكس من ذلك، يجب انتقاد التفاهمات والمقاربات التي لا تتخذ موقفاً مناسباً تجاه علاقة الخيانة هذه مع الحزب ، إذا كان هناك أي شيء يستحق الانتقاد، فهو المواقف الغير كافية تجاه الحزب الديمقراطي الكردستاني، إن المواقف الضعيفة تجاه هذا الحزب توفر الأساس لاستمرار الحزب الديمقراطي الكردستاني بخيانته.
تواصل فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية ليس فقط الهجمات العسكرية، بل أيضاً السياسية المكثفة لتنفيذ الإبادة للكرد، وفي قضية كوباني، تم فرض عقوبات شديدة على السياسيين، ولا تزال القضية وأسباب العقوبات والعواقب قيد المناقشة، ما هو الهدف من هذه العقوبات المفروضة على السياسيين؟
قضية كوباني هي قضية مؤامرة، كما صرح أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي، إن رفع هذه القضية بعد أربع سنوات من احتجاجات كوباني هو دليل واضح على أن القضية مؤامرة سياسية، تم إجراء مثل هذه المحاكمة بناءً على تعليمات حكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، واستمرت لمدة 7 سنوات، وتم فرض العقوبات بناءً على تعليمات القائمين على هذه المحاكمة، ويقول الجميع، باستثناء حكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، إن القضاء يخضع لسيطرة السلطة السياسية.
إحدى السياسات الأساسية هي الإبادة السياسية
إن إحدى الركائز الأساسية لسياسة الإبادة ضد الكرد هي الإبادة السياسية، إن إعدام الشيخ سعيد وأصدقائه سيد رضا وأصدقائه كان أيضاً إبادة سياسية، كان اعتقال ال49 شخصاً بمثابة إبادة سياسية أيضاً، وكان سجن الآلاف من الثوار والوطنيين، خاصة في آمد في الثمانينات، بمثابة إبادة سياسية أيضاً، كما أن المؤامرة الدولية ضد القائد آبو وعزلته الشديدة لمدة 26 عاماً هي أيضاً إبادة سياسية، واليوم، يعتبر سجن عشرات الآلاف من الثوار والسياسيين الوطنيين الديمقراطيين وسجنهم لعقود من الزمن، بمثابة إبادة سياسية أيضاً، وعلى أساس هذه المجازر السياسية تريد الدولة التركية استكمال سياسة الإبادة ضد الكرد، وكما يهدف الدستور والقوانين إلى الإبادة في تركيا، حتى في الحالات التي لا يتم فيها المساس بالدستور والقوانين قانونيا، يتم وضع الدستور والقوانين جانبا وتنفذ الإبادة السياسية، العقوبات الواردة في قضية مؤامرة كوباني هي كذلك.
الهدف هو التخلي عن النضال
الهدف من سياسات وممارسات الإبادة السياسية هو ثني السجناء السياسيين عن نضالهم من أجل الحرية والديمقراطية، وتحرير وتهدئة أفكار السجناء السياسيين من خلال إبقائهم في الزنزانات لسنوات وإعادة تأهيلهم، وهذا ما يسمى التكامل في الفكر والعمل، إنه إبقاء المجتمع غير منظم وبلا قيادة من خلال إبقائهم في زنزانات.
وفي قضية كوباني، فرضوا أقصى عقوبة على الرئيسين المشاركين لحزب الشعوب الديمقراطي فيغن يوكسكداغ وصلاح الدين دميرتاش، قالوا إنه إن أصبحت الرئيس المشترك لمثل هذا الحزب، فسوف نعطيك أقصى العقوبات، هكذا يردون على إصرار الشعب الكردي على النضال من أجل الحرية، ومن ناحية أخرى، فقد وجهوا أيضاً رسالة إلى الأصدقاء الاشتراكيين والديمقراطيين من تركيا مفادها أنه إذا اقتربت من الكرد، فسوف تحترق بهذه الطريقة، وهكذا، فقد تبين مرة أخرى أن أحد مخاوفهم كان النضال المشترك بين القوى الديمقراطية للشعب الكردي والقوى الديمقراطية في تركيا.
الدستور الأساسي في تركيا ذو المادة الواحدة
وبحسب العقلية الأساسية للدولة التركية فإن ممارسة السياسة نيابة عن الكرد جريمة! وبما أن وجود الكرد غير مقبول والإبادة مستهدفة، فإن مكافحة هذه السياسة تعتبر أكبر جريمة، دعونا نؤكد مرة أخرى؛ تركيا لديها دستور من مادة واحدة، وهو ارتكاب إبادة ضد الكرد، ويتم تنظيم القوانين وفقا لذلك، إن الممارسات التي لا يمكن تنفيذها وفقاً للدستور والقوانين الفاشية يتم تنفيذها فعلياً، ولاحقا، مع خطابات مثلاً: هناك محاكم الاستئناف ومحكمة الاستئناف العليا، وهناك المحكمة الدستورية، ويتم تطبيع هذه الأحكام وكأنها صدرت وفقا للقانون، الأشخاص الذين لا يعاقبون حتى وفقاً للدستور والقوانين يتم احتجازهم في زنزانات لسنوات.
باختصار، الهدف من هذه العقوبات هو تخويف السياسيين وحرمان المجتمع من قادته السياسيين، وبالتالي، فإن المجتمع مهدد أيضاً.
يتبع..