روت والدة وشقيقة محمد يلدرم (صوفي)، الذي استشهد في الهجوم الذي شنه جنود الأتراك على لجه، لوكالة فرات للأنباء ما حدث خلال العملية.
وذكرت شقيقة محمد يلدرم، قدرت جليك، أنه قبل العملية، وصلت شاحنة إلى مدخل القرية ونزل منها الجنود. وقالت: "بعد النزول، تفرقوا جميعاً في القرية، عندما سمعنا أصوات المركبات وضجيجها، أدركنا أن شيئاً ما كان يحدث، لكننا لم نتمكن من الخروج من المنزل والنظر إليه، وكان الظلام قد حل، وبعد 15 دقيقة، سُمع صوت إطلاق النار، بدأوا بتوجيه الرصاص نحو المنزل مباشرة، ولأن الأطفال كانوا خائفون للغاية، فقد تم تخبئتهم في مكان ما ليظلوا آمنين، من ناحية، حاول صوفي فهم ما يحدث، ومن ناحية أخرى، حاول حماية نفسه، ثم حاول مغادرة المنزل من الباب الخلفي، ولكن قبل أن يتمكن من الوصول إلى الباب، أصيب بالرصاص، وبعد إطلاق النار على صوفي، حاصروا المنزل مرة أخرى وأطلقوا الرصاص على الطوابق الثلاثة بأكملها، رغم وجود أطفال ونساء في المنزل، بحيث هناك آثار رصاص في جميع أنحاء المنزل. في البداية لم نعلم أن صوفي قد استشهد، ظننا أنه قد أصيب، لقد حاولنا الوصول إليه، لكن الجنود لم يتوقف من إطلاق الرصاص لنتمكن من الخروج من المنازل ونشاهد ما يجري".
وذكرت قدرت جليك أنهم خرجوا من المنزل بعد أن توقف صوت إطلاق النار، معتقدين أن صوفي قد غادر القرية وهو مصاباً بجروح، وقالت: "اعتقدنا أنه نجا بطريقة ما من أيديهم وألقى بنفسه إلى مكان آمن، وعندما لم نجده في القرية، فقلنا لقد غادر القرية وأنقذ نفسه، لكن في منتصف الليل اتصل بي ابني الذي يدرس في آمد وقال لي: ماذا تفعلون؟، وما هو الوضع؟ فقلت: أن الوضع كما ذكرته والجنود لايزالون في القرية، قال: هل تعلمين شيء عن وضع خالي؟ فأجبته أن قد خرج من القرية، فقال: خالي قد استشهد، وهكذا أدرينا بخبر الاستشهاد، وبعد إطلاق النار عليه، أخذه الجنود مباشرة، وكنا نعتقد أنه قد خرج ونجا، لكن تبين أنهم قتلوه ثم أخذوا جثمانه على الفور، في حين لم يغادر الجنود القرية حتى الصباح، ولم نتمكن من التواصل مع أحد، ولم نعرف ماذا نفعل، إلى متى سنعاني هذا الظلم؟ نحن لا نقبل هذا الظلم، حيث ترتكب هذه الدولة مجازر بحقنا منذ سنوات، إلى متى سيستمر هذا القمع؟"
لا ينبغي لأحد أن يلتزم الصمت حيال هذا القمع بعد الآن
كما ذكرت والدة محمد يلدرم، زينت يلدرم، أنه لا ينبغي لأحد أن يلتزم الصمت حيال هذا القمع بعد الآن وقالت: "بمجرد وصول ابني إلى القرية، بعد ساعتين، داهم الجنود القرية، حتى أننا لم نعلم بمجيء ابني إلى القرية، فكيف علمت الدولة؟ يجب ألا يذهب دماء ابني هدراً، لا ينبغي للدولة أن تدعونا بـ ’إخوتنا وأخواتنا الكرد‘، نحن لسنا إخوتهم، إنهم يقتلوننا، أين يكمن معنى الإخوة؟ هل أحزن على ابني، أم على أطفاله الذين أصبحوا أيتام، أم على زوجته التي ترملت وتركت لوحدها مع أطفالها الصغار، أو على ألم فقدانه؟ فكم فرقتنا هذه الدولة وشتت شملنا؟"