أجاب عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني مراد قره يلان، على أسئلة إذاعة صوت الشعب (Dengê Gel)، وجاء الجزء الثاني من المقابلة مع قره يلان على النحو التالي:
ماذا تقولون عن الحرب الدائرة حالياً في مناطق الدفاع المشروع؟ ما وضع ومستوى الحرب؟
الحرب والمقاومة التي تجري اليوم في زاب وآفاشين ومتينا تُشهد لأول مرة في تاريخ كردستان وفي تاريخ الحرب العالمية، فالآن دخلت المقاومة الدائرة في تلة الشهيد منذر التابعة لتلة إف إم FM وتلة جودي وآمديه عامها الثالث، وتدور هذه المقاومة التي أصبحت حرباً في مناطق الدفاع المشروع، أي في المنطقة الممتدة من حفتانين إلى خاكورك، وتريد الحكومة التركية بشكل أساسي احتلال الأراضي الاستراتيجية في جنوب كردستان من خلال بناء منطقة عازلة، وتبدي قوات الكريلا أيضاً مقاومة تاريخية ضد ذلك، هذه المقاومة مستمرة منذ 4 سنوات وخاصة السنوات الثلاث القائمة على أساس مقاومة الأنفاق بفرق شبه متنقلة في الساحات، وتدور الحرب في زاب ومتينا وآفاشين، إنها مقاومة تاريخية، وضمن هذه المقاومة ظهرت هذه المناطق الأربعة التي ذكرتها، وكما ذكرنا فإن هذه الحرب الآن في عامها الثالث، وفي تاريخ الحرب الكردية، المقاومة الأطول والأكثر تاريخية هي مقاومة قلعة دمدم والتي استمرت لأكثر من عام وكانت حرباً متقطعة وليست مستمرة، وبطبيعة الحال، لم تكن الأسلحة في يومنا هذا موجودة، ولهذا نقول إن هذه الأمور تحدث اليوم، والمقاومة الدائرة ليس لها مثيل في تاريخ الشعب الكردي، ولم يسبق أن ظهرت مثل هذه المقاومة من قبل، وتعبر هذه المقاومة عن شيء جديد من وجهة نظر التاريخ البشري، حيث تم إيقاف جيش كبير بأسلحة تكنولوجية متقدمة وحديثة وتصاعدت المقاومة ضده، وهذا ليس شيئاً عادياً، حسناً، لا يمكننا أن نظهر هذه المقاومة للرأي العام في العالم الآن، نحن لا نعرضها حتى لكامل كردستان، نعم، هناك محاولة للصحافة الحرة؛ ونحن نحترم جهودهم، إنهم يبذلون جهوداً مهمة جداً، لكن للأسف، لا نستطيع إظهار هذه المقاومة أمام الرأي العام العالمي.
هناك جانبان لهذا الأمر، الأول؛ كيفية استمرار عقيدة الحرب التي يتم تنفيذها منذ 3 سنوات ومنع الجيش الكبير الثاني لحلف الناتو - وهو الجانب الأكثر إثارة للاهتمام، ثانياً، كيفية استخدام الأسلحة المحظورة هنا، حيث يتم استخدام الأسلحة الكيماوية والأسلحة النووية التكتيكية وجميع أنواع الأسلحة هنا، انظروا؛ الآن، لأنني لا أملك الوقت، لا أستطيع أن اشرحها لكم بالتفصيل، ولكن عندما تتم متابعة التطورات في هذه المناطق بشكل يومي، تظهر هذه الحقيقة بوضوح، على سبيل المثال، تعرضت تلة الشهيد منذر للهجوم ما لا يقل عن 9-10 مرات بطرق مختلفة خلال نفس اليوم، أي أن هناك قصفاً مستمراً، هل يشعر أهلنا في كردستان أو أوروبا أن هناك حرباً دائمة 24 ساعة على تلة الشهيد منذر؟ لا بالتأكيد، يقول شعبنا: "الرفاق يقاومون"، ولكن كيف يقاومون! حتى أن بعض رفاقنا يقولون: "العدو لم يبدأ بعد، إنه يستعد لشن حرب ضد متينا"، إلا أن الحرب الأكبر مستمرة في إيالات شرق زاب والشهيد دليل غرب زاب، وعلى مر التاريخ، نادراً ما يرى المرء مثل هذه الحروب، فعلى سبيل المثال، تشاهدون غازات كيماوية تنطلق باتجاه تلة خلال نفس اليوم لمدة ساعات؛ وتستخدم القنابل النووية التكتيكية؛ الدبابات تطلق المدافع بلا انقطاع، وتطلق المتفجرات بالمسيرات؛ ويقصفون بالطائرات، أي أنه خلال نفس اليوم يتم استخدام كافة أنواع الأسلحة ضد هذه المناطق، هناك حرب قوية جداً تجري في زاب.
والآن، استطاعت الحرب التي تجري على أساس تكتيكات الفرق المتخصصة براً وفي الأنفاق، إضافة صفحة جديدة في تاريخ الحرب، لكننا لم نجعل الجميع يفهمون هذا بعد، ليس هناك أدنى شك في أن مقاتلي حرية كردستان، الذين، بغض النظر عن هذه الأساليب التكتيكية، سطّروا ملاحم هنا بروح فدائية، فإن شجاعة بنات وأبناء كردستان ستخلد في الروايات، ولا يمكن للمرء أن يشرح المقاومة التي تتم هنا ببضع كلمات، إنها حرب إرادة تحتوي بداخلها أيديولوجية وشجاعة، وتعميق فن الحرب وتطويره بإبداع كبير هو موضوع المناقشة، وهذان المفهومان موجودان أيضاً في هذه الحرب، بعد كل شيء، إذا لم يحدث ذلك، فلن يتمكنوا من الصمود حتى 4 أيام، من يستطيع أن يستمر في هذه الحرب ليلاً ونهاراً ضد تلك المواد الكيماوية، وذلك القصف، وذلك الدخان المتصاعد لمدة ثلاث سنوات دون انقطاع! إن ما يحدث لا مثيل له في العالم وغير اعتيادي، هناك إرادة هنا، ويظهر في هذه الحرب ما يمكن أن تفعله إرادة الإنسان، بالطبع هناك أشياء أخرى كثيرة، لكن كما قلنا، لا يمكننا أن نجعل الجميع يفهمها، عند هذه النقطة لدينا مشكلة في الفهم، لا يمكننا التعبير عن أنفسنا بشكل جيد.
باختصار، أظهر مقاتلو ومقاتلات حرية كردستان أنهم يتمتعون بقوة لا تُقهر بالمقاومة التي يخوضونها اليوم في مناطق الدفاع المشروع وشمال كردستان، بالإرادة الصلبة التي أظهروها، والفدائية التي أبدوها، وشجاعتهم ومهارتهم، وعلى الرغم من هذه الكمية الهائلة من الأسلحة التي تُستخدم بما فيها الأسلحة المحظورة، على الرغم من انضمام عشرات الآلاف من الجنود والجواسيس والمرتزقة إلى هذه الحرب، إلا إن النتيجة التي ظهرت تكشف بالتأكيد عن القوة التي لا تقهر لمقاتلي ومقاتلات كريلا حرية كردستان، كما تثبت في الوقت نفسه أيضاً ما يمكن أن تفعله إرادة الإنسان.
والأهم هنا؛ نحن أمام عدو متآمر ومنافق، وعلى الرغم من امتلاكه لهذا الكم الهائل من الموارد المادية، كل هذه الأسلحة والجنود والجواسيس والداعمين والمرتزقة الكرد، فإنه يستخدم بشكل جبان الأسلحة المحظورة ضد كريلا حرية كردستان، وخاصة في الأسبوع الماضي، استخدم العدو يومياً الأسلحة المحظورة والغازات الكيماوية في تلة الشهيد منصور (تلة إف إم)، ويقومون من وقت لآخر بتفجيرات كبيرة جداً وسامة، وهذه مثل الأسلحة النووية التكتيكية، ورفاقنا يقاومون ضد هذا كله.
وعلى سبيل المثال، يقاتل الرفاق بمفردهم في أنفاق قرية سيدا وسطروا التاريخ، ومهما كان مصير هؤلاء الرفاق، فقد أثبتوا شجاعتهم وبسالتهم، حتى أنهم تخطوا مقاومة قلعة دمدم، العدو يستخدم كافة أنواع الأسلحة ضدهم، وفي الآونة الأخيرة، أرسل العراق حرس حدوده، من ضمنهم قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني، إلى مناطق مجاورة، إنهم يقدمون المساعدة للدولة التركية هناك، وللأسف، تستخدم الدولة التركية الأسلحة الكيماوية ضد أولئك الكريلا المقاومين، وهم يشاركون بشكل غير مباشر في هذه الجريمة التي يرتكبها نظام الدولة التركية الفاشي، وبطبيعة الحال، فإنهم يقدمون هذه المساعدة بطرق مختلفة.
والآن، تتمركز الدولة التركية في الأراضي التي سيطرت عليها في حفتانين وزاب - وسيطرت على بضع مناطق فقط ولم تسيطر على المنطقة بالكامل - وأنشأوا قواعد عسكرية في هذه الأماكن، والدولة التركية لا تستطيع أن تقف في أراضٍ مثل الوديان والممرات، لأنها تخاف من الكريلا، وفي مثل هذه الأماكن، نشروا ما يسمى بـ "حرس الحدود" كقوة مساعدة، وهذا هو الحال في حفتانين، وأماكن مثل كشان وبربلا وشرانش، حيث تمركزت هذه القوات، كما يريدون نشر جنود لقوات حرس الحدود العراقية بنفس الطريقة في زاب، في خطوط مثل رنجبراخا، أيّ أن هذه القوة لها مهمة واحدة؛ وهي تقديم المساعدة للدولة التركية، وقد كلفوهم بمهمة التمركز في أيّ مكان يحتمل أن يحدث فيه هجوم، ولا شك أن هذا مثال جديد، ربما لا يوجد مثال على ذلك في العالم، بمعنى آخر، لقد جاءت قوة أجنبية واحتلت أراضيك؛ وأنت تذهب وتحميها بقوتك العسكرية، وتحرسها، وعلى أية حال، لا يوجد مثال آخر على ذلك في العالم، أو أنه نادر جداً، وللأسف اتخذت قوات حرس الحدود التابعة للجيش العراقي هذا الموقف وتقوم بحماية الجيش التركي، والجيش التركي هو جيش يحتل أراضي العراق وجنوب كردستان، باختصار، يوجد وضع معقد وفوضوي للغاية هناك، لكن المهم بالنسبة لنا هو وجود مقاومة تاريخية وهذه المقاومة ستستمر، ولن يتراجع أحد خطوة إلى الوراء أمام هجمات العدو وستصبح المقاومة أكبر.
في الأساس، العدو يريد توسعة محاولاته الاحتلالية، ولولا هذه المقاومة، لكان احتل كافة مناطق الدفاع المشروع، وهذه المقاومة منعت حدوث هذا الأمر، لكن مع ذلك، ما زال يريد شن هجمات احتلالية جديدة في بعض المناطق، وفي الأساس، ومنذ 16 نيسان، يريد التقدم خطوة بخطوة على أساس توسيع موقعه بطريقة جديدة في متينا، أي أنه يحاول التقدم في الأماكن التي احتلها، ولا يزال من المتوقع أن يشنوا المزيد من الهجمات على متينا في الأيام المقبلة، وهناك أيضاً شكوك في أنهم سيشنون هجوماً احتلالياً على تلة بهار، وقد يشنون هجوماً احتلالياً على خط خاكورك - خنير، هذه الاحتمالات واردة، لكن مع ذلك، يجب أن نعرف هذا الأمر: لو لم تحدث المقاومة التي استمرت طوال السنوات الثلاث الماضية، لكان العدو قد شن هجمات احتلالية واسعة أكثر، وإذا تطورت المقاومة بنفس الطريقة في هذه الأماكن الجديدة، فإن العدو سيصبح في مأزق أكبر، ونحن واثقون أن العدو سيتلقى الرد اللازم سواء في متينا أو تلة بهار أو خنير والمقاومة هناك ستكمل وتعزز المقاومة العامة، وبهذا سيصبح المأزق الذي يعاني منه العدو في مناطق الدفاع المشروع أعمق وأكبر بكثير، وستنتقل المقاومة إلى مرحلة جديدة أعلى وأقوى بكثير.
كما أناشد عشائر وعائلات الحراس: لا ينبغي لأي عائلة أو قبيلة أو عشيرة أن تسمح لأي من حراسها بالقدوم إلى الجنوب أو الذهاب إلى الجبال والقتال ضد الكريلا، وعليهم أن يعارضوا ذلك، أناشد أهل البيت بشكل خاص، إنني أناشد الحارسات، النساء الكرديات: لم تتلوث النساء مثل الرجال، ذهب الرجال إلى الجيش، وذهبوا إلى المدرسة وهم يتعرضون للتلوث بطرق عديدة، لكن النساء لسن كذلك؛ إنهن نقيات، لذلك يجب على النساء اللاتي يبقين في المنزل أن يعارضن ذلك، وعلى أبنائهم وبناتهم أن يعارضوا ذلك، وعليهم أن يقولوا: "لا نقبل الحياة على دماء الأبطال"، وينبغي أن يقولوا: "لا نريد الأموال المكتسبة بدماء الأبطال"، وينبغي بناء موقف في الأسرة ضد هذه الخيانة، نحن حركة اجتماعية، لذلك، من الضروري النضال من أجل ذلك داخل الأسرة، نضال المرأة يجب أن يكون نضال الشباب، وعلى الشباب والنساء أن يقاتلوا في هذا الاتجاه، لماذا يأتون إلى جنوب كردستان ويقاتلون ضد الكريلا؟ وللوقوف ضد هذا، يجب أن يكون لمجتمعنا فكر ومعارضة، وعلى القبائل والعشائر والعائلات أن تظهر استيائها، بهذه الطريقة يجب خلق ضغط اجتماعي، يجب أن نرى أن هذه الدولة التركية الفاشية تريد قتل الكرد على يد الكرد، وتريد هزيمة الكرد بالدم الكردي، يجب أن نقف ضد هذه الممارسات وندمر هذه اللعبة، وعلى كل وطني وكل صاحب توجه وطني أن يعارض ذلك ولا يصمت.