تواصل دولة الاحتلال التركي هجماتها الوحشية على مناطق الدفاع المشروع بلا هوادة، وفي هذا الإطار تشن هجماتها المكثفة على كل من منطقة زاب، آفاشين، ومتينا، لكنها تفشل على الدوام أمام المقاومة التي تبديها قوات الكريلا، كما ويستخدم جيش الاحتلال التركي في هجماتها الأسلحة الكيماوية إضافة إلى الهجمات الجوية والبرية وبكل السبل والطرق الوحشية،إلا إنها لاتزال تتكبد خسائر فادحة.
وفي ذات السياق،تحدث الدكتور سربلند ديرسم الذي يعمل طبيباً في صفوف قوات الكريلا منذ سنوات، لوكالة فرات للأنباء (ANF) عن الهجمات التي تشنها دولة الاحتلال التركي على مناطق الدفاع المشروع، واستخدامها للأسلحة الكيماوية ضد مقاتلي الكريلا.
وذكر الدكتور ديرسم، أن سلطة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية قد بنيت على أسس الإبادة الجماعية للشعب الكردي، وقال: " كما هو معروف، أن دولة الاحتلال التركي الفاشية بدأت في 23 نيسان من العام الماضي، بإطلاق حملة عسكرية واسعة وشنت خلالها هجماتها الاحتلالية على مناطق الدفاع المشروع، وذلك بهدف القضاء على حركة التحرر الكردستانية والشعب الكردي، رغم استخدامها كل أنواع التقنيات العسكرية، لا يمكن لها تحقيق النتيجة المرجوة ، نتيجة النضال والمقاومة الأسطورية التي يبديها رفاقنا الكريلا، وفي هذا السياق وصلت دولة الاحتلال إلى مستوى من الإحباط وبالتالي لجأت إلى الأساليب القذرة واللأخلاقية، بالطبع كانت تأمل جاهدةً في تحقيق نصر ، لكن نتيجة إجراءات والتكتيكات العسكرية التي اتخذها رفاقنا في أنفاق الحرب أحبطت أيضاً هجمات دولة الاحتلال التركي بالأسلحة الكيماوية، وحول هذا يجب أن نقول؛ عندما استخدمت دولة الاحتلال الأسلحة الكيماوية لأول مرة حصلت على بعض النتائج، لا يمكن القول أنها لم تحصل على أي نتائج، لكن وبعض الإجراءات القتالية التي اتخذها رفاقنا ضد هذه الهجمات، ازدادت التدابير التكتيكية ضد الأسلحة الكيماوية أيضاً، ونتيجة لذلك جميع هجمات العدوان التركي بائت بالفشل وأجبرت في النهاية على الانسحاب".
تستخدم دولة الاحتلال التركية الأسلحة الكيماوية منذ سنوات
وذكر الدكتور ديرسم، أن دولة الاحتلال التركي بعد عام من إحباط هجماتها، نفذت هجماتها مرة أخرى على مناطق الدفاع المشروع، وأضاف قائلاً: " كثفت دولة الاحتلال التركي قصفها باستخدام التقنية الحديثة، عشرات الطائرات الحربية، المدافع، ومروحيات الهليكوبتر، وشنت هجوماً جديداً على حركتنا بالطائرات المسيرة، لكنهم أصيبوا بالصدمة من مقاومة الفدائيين الذين تصدوا لهذا القصف والهجمات بوسائل وطرق جديدة، وفي وقت قصير، قتل أكثر من 200 جندي من جنود الاحتلال التركي، وبعد أدراك دولة الاحتلال التركي حقيقة فشلها في تحقيق النتائج المرجوة وعدم صمودها، بدأت مرة أخرى في استخدام الأسلحة الكيماوية.
الدولة الفاشية تقصف رفاقنا بالأسلحة الكيماوية باستخدام طائراتها الحربية ومروحيات هليكوبتر، وأحبط رفاقنا الذين اكتسبوا الخبرة من مقاومة العام الماضي واتخذوا التدابير اللازمة ضد هذه الهجمات، هذا الهجوم أيضاً، ولن تتمكن دولة الاحتلال التركي من خلال هجماتها الكيماوية أيضاً من تحقيق نتائج، وهذا يوضح أن هذه الحرب ستكون حربهم الأخيرة، كما أن حكومة تحالف حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية التي هي على وشك الانهيار تلعب بأوراقها الأخيرة، بينما سيكون النصر حليف مقاتلي الكريلا في كردستان الذين يناضلون ويقاتلون بروح الفدائية في ظروف صعبة للغاية، والجدير بالذكر، قبل الحرب العالمية الثانية، تم التوقيع على اتفاقية جنيف ووضعت بعض القيود على استخدام الأسلحة الكيماوية، ومن ثم تم حظر استخدام الأسلحة الكيماوية بموجب اتفاقية الأسلحة الكيماوية لعام 1993، وبالتالي تم التوقيع على اتفاقية دولية ضد إنتاج وتخزين الأسلحة الكيماوية، وكذلك تدمير الأسلحة الكيماوية الموجودة، كما تم تشكيل منظمة مسؤولة عن هذه الاتفاقية، وتأسست هذه المنظمة ضد استخدام الأسلحة الكيماوية، بالرغم من ان هذه البنود قد وضعت في إطار قانوني، إلا أن القوى المهيمنة استخدمت دائماً الأسلحة الكيماوية.
تستخدم دولة الاحتلال التركي أسلحة كيماوية ضدنا اليوم؛ لكن هذا لا يعني أنهم سينتصرون في هذه الحرب، فاستخدام الأسلحة الكيماوية ضد الشعب الكردي في العام الماضي لم يكن هجوماً جديداً، ولن تكون الهجمات كيماوية في هذا العام أيضاً جديدةً، خاصةً في العشرينات من القرن الماضي، استخدم البريطانيون الأسلحة الكيماوية ضد الشيخ محمود برزنجي، واستخدمت دولة الاحتلال التركي في عامي 1937-1938 الأسلحة الكيماوية بكثافة خلال ارتكابها مجزرة ديرسم، بينما استخدم نظام صدام حسين في عام 1988، الأسلحة الكيماوية ضد الشعب الكردي في حلبجة، كما أنه يتم استخدام الأسلحة الكيماوية ضد حركتنا منذ التسعينيات
تحويل العنصر الكيماوي ذو رمز ’ CS ‘ إلى الذخائر
وذكر الدكتور ديرسم، أن اتفاقية مكافحة الأسلحة الكيماوية تم توقيعها في عام 1993 ودخلت حيز التنفيذ عام 1997، وقال: " تُعرف الأسلحة الكيماوية على أنها مادة تسبب في موت الإنسان والحيوان أو يشل حركة الإنسان، فهذه المادة لا تقتل الانسان فحسب، بل إنها في الوقت ذاته تشل الإنسان مؤقتاً، ويصاب بالعمى المؤقت، ويصمم الآذان بشكل مؤقت، وتعرف المواد التي تُفقد الإنسان وعيه مؤقتاً بأنها أسلحة كيماوية، كما يعتبر غاز الفلفل بأنه سلاح كيماوي، وتم حظر استخدامه في المناطق العسكرية، العنصر الكيماوي ذو رمز ’ CS ‘ تم تحويله إلى ذخائر وقذائف الهاون ويستخدم من قبل جيش دولة الاحتلال التركي، كما قلت سابقاً أن استخدام هذه الأسلحة هي مخالفة تماماً للاتفاقيات الدولية.
تستخدم دولة العدوان التركي غاز الفلفل ضد انفاقنا الحربية وساحاتنا المغلقة، ويمكن أن يؤدي هذا أيضاً إلى مشاكل صحية طويلة الأمد وتتسبب في حالة الوفاة، لذلك يجب أن لا يغض الطرف عن استخدام غاز الفلفل، ومثال على ذلك، يتعرض مئات الأشخاص في المدن، لحالات تسمم بسبب المواقد خلال أشهر فصل الشتاء ويفقدون حياتهم، ما الذي تسبب في موت الأشخاص هنا؟ الغاز هو أول أكسيد الكربون، أن غاز أحادي أكسيد الكربون هو سلاح كيماوي، لا، يعرف على أنه الغاز القادم من الموقد، ويتم تعريفه أيضاً على أنه الغاز المنبعث من عوادم السيارة أو عوادم المولدات، لكن في حال إذا وضعت هذا الغاز في كبسولة وتم استخدامه لقتل المرء، فإنه يصبح سلاحاً كيماوياً، وتستخدم دولة الاحتلال التركي هذا السلاح بقذائف الهاون كذخيرة لها ضد رفاقنا الكريلا.
كما أنها استخدمت مادة من الغاز يسمى بالصليب الأحمر ضد رفاقنا في العام الماضي، ويعتبر هذه المادة غاز كيماوياً بحسب لوائح العالم كله، وتم استخدامها ضد رفاقنا في مناطق الحرب بواسطة مروحيات الهليكوبتر، وكل هذه المعلومات في أيدينا مؤكدة بالوثائق والأدلة، أننا ندعو الرأي العام الدولي بأن يتحركوا ويتخذون موقفاً ضد تركيا في هذا الشأن، اتهمت كل من الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا باختصار دول الناتو، دولة روسيا باستخدام الغازات الكيماوية ضد أوكرانيا – وهو ما لا نتفق معها – لكنها تجاهلت بنفاق استخدام القوة والأسلحة الكيماوية ضد الكرد وخاصة ضد حركتنا حركة التحرر الكردستانية، فـحلف الناتو يستخدم الأسلحة الكيماوية ضد حركتنا من خلال دولة الاحتلال التركي".
ندعو المؤسسات الدولية مجدداً
وذكر الدكتور سربلند ديرسم أن بعض المنظمات جاءت إلى جنوب كردستان في العام الماضي لأجل التأكيد من صحة استخدام الأسلحة الكيماوية، لكن إدارة الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) التي تتعاون وتتواطأ مع حكومة تحالف حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية الفاشية، رفضت حقيقة استخدام هذه الأسلحة في المنطقة، وقال، " الحزب الديمقراطي الكردستاني لم يسمح لهذه المؤسسات بدخول المنطقة، واعتقل بعضهم أيضاً، كما لم يسمحوا لبعضهم بالوصول إلى إقليم جنوب كردستان، نحن ندعو جميع المؤسسات الدولية مجدداً؛ وخاصةً مؤسسات الدول التي انضمت إلى اتفاقية مناهضة الأسلحة الكيماوية، منظمات المجتمع المدني، الأطباء، وبالمختصر ندعو جميع المنظمات ذات الصلة أن تأتي إلى جنوب كردستان، وتثبيت الحقائق بأن الأسلحة الكيماوية تستخدم في مناطق قوات الكريلا من قبل دولة الاحتلال التركي، واتخاذ إجراءات ضد الدولة التركية على الساحة الدولية.
وصلت حكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية الفاشية إلى مستوى من الإحباط، وبدأت بحملة من الهجمات الواسعة ضد حركتنا قبل انتخابات 2023، وحاولت تحقيق بعض النتائج، ومن خلاله تسعى للفوز في الانتخابات القادمة ومواصلة سلطتها ووجودها في الحكم، ويجب أن يعلم الجميع على أنه وبالرغم من الهجمات الكثيفة للمئات من الطائرات، التقنيات، المدافع، مروحيات هليكوبتر والطائرات بدون طيار ، إلا أن مقاتلي حركة التحرر الكردستانية تمكنوا من هزيمة دولة الاحتلال التركي في هذه الجبال الحرة، وكبدتهم خسائر فادحة يومياً، وعلى الجميع أن يعرف أن حزب العمال الكردستاني هي حركة لن تفشل أبداً".