سنضحي بأنفسنا في سبيل نضال الحرية
أم السلام بريشان آكجليك، التي كانت تعرف باسم "الأم سيسن" في جولميرك، لم تتوقف عن النضال حتى آخر لحظة في حياتها.
أم السلام بريشان آكجليك، التي كانت تعرف باسم "الأم سيسن" في جولميرك، لم تتوقف عن النضال حتى آخر لحظة في حياتها.
فقدت عضوتين من أمهات السلام، عدالت سافالي وبريشان آكجليك حياتهما جراء حادث السير أثناء توجهما من منطقة كفر صوب منطقة جولميرك لإدلاء بإفادتهما في النيابة العامة في 22 آب، كما فقد جيهان آكجليك، ابن بريشان آكجليك، حياته في نفس الحادث.
كما استشهد ابن بريشان آكجليك في نصيبين واستشهدت ابنتها في كفر خلال حظر التجوال الذي أعلنته السلطات التركية في المدن الكردستاني في عام 2015، لقد تركت الأم بريشان آكجليك النضال لأجل السلام كإرث عظيم، وفي هذا الصدد، صرحت ابنة شقيقة الأم بريشان، حسرت آكجليك، أن خالتها منحت كل لحظات عمرها للسلام.
بدأت مسيرة نضال الأم بريشان آكجليك المعروفة من قبل الجميع باسم "الأم سيسن"، بعدما انضم شقيقها إلى صفوف حزب العمال الكردستاني في التسعينيات، بشكل فعال، أنجبت الأم بريشان 5 بنات وولدين، انضمت ابنة بريشان، أفين آكجليك الاسم الحركي (نودا كفر) إلى صفوف حزب العمال الكردستاني وبعد انضمام ابنتها انضم ابنها الأكبر، كاجين آكجليك، الاسم الحركي (باز موردم) إلى صفوف الكريلا أيضاً، وارتقت ابنتها أفين إلى مرتبة الشهادة في كفر وابنها كاجين أيضاً في نصيبين خلال الحرب التي دارت في المنطقتين المذكورتين، لقد قاومت الأم بريشان آكجليك كثيراً من أجل استلام جثمان ابنتها الشهيدة، وتمكنت في النهاية وري جثمان ابنتها الشهيدة أفين إلى مثواها الأخير في موطنها، آنذاك ألقت الأم بريشان كلمة خلال مراسم العزاء لابنتها، قالت: "لقد تألمت كثيراً باستشهاد ابنتي والأكثر ألماً هو التمثيل بجثمانها من قبل الدولة، لن أكون راضية بترك هذه المقاومة في منتصفه"، وبهذه الكلمات عبرت عن قسمها لاستكمال مسيرة مقاومة ابنتها حتى تكليلها بالنصر.
ولم يمر حتى شهرين على حدادها، سمعت الأم بريشان آكجليك نبأ استشهاد ابنها كاجين أيضاً في 17 آب 2016، استلمت جثمان ابنها الشهيد أيضاً من ميردين وورته إلى مثواه الأخير إلى جانب ضريح ابنتها الشهيدة أفين في مسقط رأسها "كفر"، بينما أصيب والد الشهيدين كاجين وأفين، سعيد آكجليك بمرض السرطان بعد استشهادهما، وتوفي في عام 2021، ووريت الأم بريشان جثمان زوجها أيضاً إلى جانب ابنتها وابنها الشهيدين ثم بدأت بخوض النضال من أجل السلام المشرف، كانت أمنية الأم بريشان الوحيدة أن تدفن بجوار طفليها، وبالتالي دفنت أيضاً إلى جانب ابنتها وابنها الشهيدين، مع ابنها جيهان آكجليك الذي فقد حياته أيضاً في الحادث نفسه.
أمضت كل لحظات عمرها بخوض النضال
ذكرت حسرت آكجليك إن خالتها ناضلت دائماً من أجل السلام، وبعد استشهاد ابنتها وابنها، منحت الأم بريشان آكجليك كل لحظات عمرها للنضال، وصرحت أن خالتها بريشان كانت محبوبة جداً في كفر وجولميرك وقالت: "كانت خالتي تتواجد في كل الساحات التي تقام فيها أي نوع من الأنشطة الهادفة لضمان السلام، كانت هناك عنف شديد للدولة الحاكمة، لقد طلبنا منهم الذهاب إلى أوروبا لكنهم لم يفعلوا ذلك، قالوا لنا بأنهم لن يتركوا الوطن والمقاومة خلفهم ولن يهاجروا إلى أي مكان مهما يحدث".
وأضافت حسرت قائلةً: "كانت تتحلى بشخصية قتالية للغاية، كانت لديها هدف واحد وهو تحقيق السلام، وفي هذا السبيل كانت دائماً تخوض النضال، وفي خضم نضالها من أجل السلام، فقدت حياتها مع أم السلام عدالت سفالي وابنها جيهان آكجليك خلال حادث السير، لقد منحت خالتي كل لحظات عمرها لأجل هذه القضية وفقدت حياتها في سبيل تحقيقها، نحن كعائلتها سنتبنى نضالها وسنصعدها أكثر فأكثر".
لم تتراجع خطوة إلى الوراء قط
وبدورها تحدثت إحدى أقارب الأم بريشان، أم السلام، أمينة آنغودار، أن الأم بريشان على رغم كانت محروقة القلب وحزينة، لم تتراجع أبداً خطوة واحدة عن نضالها إلى الوراء، وذكرت الأم أمينة آنغودار أنها قدمت فلذتين من كبدها فداءً لنضال السلام والحرية، وقالت: "كانت تتعرض دائماً لضغط الدولة، وأقدموا على حرق منزلها وتدميرها خلال فترة حظر التجوال، على الرغم من ذلك، نهضت وبنت منزلها من جديد، وفي الآونة الأخيرة، دعتها السلطات من أجل إدلاء إفادتها في النيابة، وفي هذا الإطار، فقدت حياتها مع ابنها جراء حادث السير أثناء عودتها من النيابة، كانت تتعرض للضغط حتى آخر لحظة من حياتها، لكنها لم تتراجع خطوة واحدة إلى الوراء، ناضلت بكل جسارتها".
كانت دائماً متضامنة مع شعبها
كما ذكرت الرئيسة المشتركة لحزب الشعوب الديمقراطي (HDP) في ناحية كفر، حليمة سور، أنها تعرف الأم بريشان منذ ما يقرب من 8 سنوات، وقالت: "كنا نحن وأم السلام بريشان نشارك النشاط دائماً معاً، لقد كانت أماً نشطة وكانت دائماً في خضم النضال، مهما تحدثت سيكون وصفاً قليلاً بالنسبة لها ولنضالها، لن نتخلى أبداً عن إرثها النضالي، وسنصعده أكثر، لن ينسى أهالي كفر أبداً نضال الأم بريشان وكدحها، إنها كانت متحدة ومتضامنة دائماً مع شعبها في الأوقات الصعبة والجيدة أيضاً، كانت تواصل نضالها معنا حتى آخر لحظة من حياتها".