روكن... الشخصية الريادية في العمل والحب

على الرغم من مرور بضعة أشهر على قدومها إلى سرحد، إلا إن خلال إقامتها القصيرة في هذه الولاية، شكلت روكن دائرة من الحب أينما وطأت قدمها، وكانت شخصية ريادية في العمل والحب.

توجهت مجموعة من مقاتلي الكريلا يزيد عددهم عن ثلاثين مقاتلاً، من سهل بازيد على جانب جبل آغري، حيث كان ذلك في الأول من أيار عام 1994، مع اقتراب فصل الربيع، إذ تتزين سفوح جبل آغري، من جهة جبل آغري، على الجانب الآخر توجد جبال على بعد أميال، كانت الأرض ناعمة موحلة، ويعتبر المشي في الحقول الرطبة و الموحلة في فصل الربيع صعب جداً، خاصة عندما تمشي لساعات وتكون أعبائك وحمولتك ثقيلة.

وكانت في ظل هذه الظروف الصعبة في سهول بازيد تسير مجموعة من مقاتلي الكريلا وعلى وتيرة واحدة، أولئك الذين يمشون يبدون وكأنهم خرجوا من أكبر العمليات الشتوية، من حرب، برد، ثلج والجوع، بالإضافة إلى ذلك، قاوموا وقاتلوا ودعموا رفاقهم في مواقع الحرب، إلا إنهم أوصلوا أنفسهم إلى الربيع، لأن الربيع يحمل في طياته الأمل.

هذا الطلب ليس لأنفسهم، إذ يتطلع الجميع إلى قدوم الربيع من أجل الانتقام، يريدون هذا لإحياء ذكرى رفاقهم الشهداء.

على الرغم من كل شيء، فإنهم يسيرون بأمل وبغضب ايضاً، والجميع يتبع خطى بعضهم البعض مع سلسلة الذكريات التي تملئ قلوبهم، و يخطون خطواتهم على وتيرة واحدة.

حيث كانت البيئة هادئة؛ وربما يكون السير في مثل هذا الطقس، في مثل هذا الموسم، هو الأفضل لتقليل ضوضاء الخطوات، ثلاثون من مقاتلي الكريلا يسيرون معا وبصمت، والمسيرة تستمر وتطول.

فجأة، يأتي صدى صوت المحرك من السهل، ثم يلحقها صوت الانفجار، إنها حالة مفاجئة، وبعد وقت قصير، اتضح إنه كمين دبابة.

ويتم شن القصف المدفعي دون توقف، سقطت بعض القنابل قرب المجموعة مما أدى إلى تفريق المجموعة، وينتشر صدى صوت المدافع في الليل، وتناثرت شظايا القذيفة التي انفجرت وتحطمت ومرت فوق مقاتلي الكريلا.

وفي القصف الأول، استشهد وجرح معظم أفراد المجموعة، واختبئ الباقون في السهول، الحقول وعلى ضفاف الأنهار، كان الجميع يفكرون ببعضهم البعض، وأرادوا إنقاذ رفاقهم الجرحى مع أول فرصة تتيح لهم.

من أصعب الأمور التي يواجهها الكريلا مشاهدة رفيق لهم وهو يلفظ أنفاسه الاخيرة.

كان سرهلدان مقاتلاً من ميردين بلغت مدة انضمامه إلى صفوف الكريلا عامين، نجا من هذا الحدث وكان قد عمل سابقاً في الخطوط الأمامية في سهول بازيد وإغدر.

سمع سرهلدان صوت يأتي من حافة النهر اتجه نحو ذلك بأمل كبير، رأى حركة طفيفة هناك، ذهب نحوها، ورأى الشخص الذي كان ملقى على الأرض هي روكن إحدى المقاتلات في المجموعة، كانت تركية الأصل من جورومو، بقيت في ساحة القائد، كانت ذو وجه مبتسم دائماً، والآن مستلقية على الأرض، أراد أن يلمس جرحها، ويرفعها من الأرض لتتمكن من الجلوس، لكن عندما ألقى نظرة إليها، رأى أن روكن من ضهرها إلى الأسفل قد تضرر من آثار الدبابة التي انفجرت وليس لديها القدرة على الكلام ولا القدرة على الوقوف، لكن بمحاولة أخيرة، همست في أذن سرهلدان "أنقذوا الرفيق علي".

ولاحقاً لفظت روكن ذو الوجه المبتسم دائماً، أنفاسها الأخيرة، وكذلك أعطت المهمة الأخيرة لسرهلدان، وهي إنقاذ قائد المجموعة والقيادي في ولاية سرحد علي دريج.

بعد أن خفض صوت المحرك، وصل سرهلدان إلى سفوح جبل آغري، رأى ظل أشخاص، ذهب نحوهم بأمل وسرعان ما وصل إليهم، كان أحدهم علي دريج، كان سعيداً لرؤية رفاقه، كان سعيداً للغاية خاصة عندما رأى أن علي دريج على قيد الحياة، والذي قال له روكن أن "ينقذه"، وتم إنقاذ عدد قليل فقط من مجموعة الكريلا المؤلفة من ثلاثين شخصاً.