رابرين منذر: الاحتلال التركي يسعى لاستخدام حزب الديمقراطي الكردستاني كعميل له في المنطقة

صرحت عضو منسقية حزب حرية المرأة الكردستانية (PAJK) رابرين منذر بأن تركيا تتابع الحرب وتريد استخدام حزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) كقوة مضادة لمقاتلي الكريلا، محذرة حزب الديمقراطي الكردستاني بأن مثل هذا الوضع سيكون سبباً في انهائه.  

تحدثت عضو منسقية حزب حرية المرأة الكردستانية (PAJK)، رابرين منذر، لوكالة فرات للأنباء ANF إنه في مثل هذه المرحلة التي نشهدها ونخوضها، إذا اندلعت حرب، فلن تكون حرب الاقتتال الأخوي، بل ستكون دفاع الكرد عن أنفسهم ضد هجمات الإبادة الجماعية وناشدت قوات البيشمركة الشرفاء الذين يقاتلون باسم حزب الديمقراطي الكردستاني (PDK)، على الامتناع عن سياسات العمالة هذه وتحديد موقف مشرف حيال شعبهم.

وفي بداية حديثها لفتت رابرين منذر إلى الاعتداءات التي تشنها دولة الاحتلال التركي في شمال كردستان، والتي تستهدف المرأة وقالت إن "المجازر والاغتصاب والعنف الجنسي الذي تتعرض له النساء والفتيات في تركيا وشمال كردستان وصلت إلى مستوى لم يعد من الممكن اعتباره حادثة. نحن نعرّف هذا على أنه إبادة جماعية ممنهجة ضد النساء، وهي سياسة الدولة، كما أنها تتعلق بالفاشية". 

وأضافت "الفاشية، تشن هجماتها ضد النساء أكثر من غيرها من خلال سياساتها وأفعالها المنافية للانسانية. حيث تسعى من خلال هذه الممارسات الوحشية الى صهر المجتمع الكردستاني، وتحويل ممارسات الاغتصاب إلى ثقافة راسخة في أيدي الرجال. إنهم ينتهجون سياسة حرب ضد النساء والأطفال وبهذا يدنسون كرامة وأخلاق ومستقبل المجتمع".

واستذكرت رابرين منذر نضال النساء ضد هذه الاعتداءات وقالت: "نحيي نضال النساء وتصميمهن ضد هذه الاعتداءات. هذه خطوة كبيرة ومقاومة ضد الفاشية. حيث تكون المرأة هي الرائدة في كل فعالية ونشاط وعمل، كما تكون في طليعة الحملات. فهناك حاجة إلى نضال مشترك وفعال، والنضال المشترك ضد الفاشية يجب أن يقوم على أساس المقاومة، والمسألة التي يجب أن تناقشها المرأة أكثر من غيرها هي قضية الدفاع عن النفس. إن المجازر وعمليات الاغتصاب والعنف الجنسي قد ازدادت ضد النساء، لهذا هناك حاجة بأن تصعد المرأة نضالها في جميع ميادين ومجالات الحياة".

وقيمت عضو منسقية حزب حرية المرأة الكردستانية (PAJK)، رابرين منذر، خلال حديثها الهجمات التي يشنها حزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) ضد مناطق مقاتلي الكريلا، وقالت: "تزايدت الهجمات والحصار على مناطق مقاتلي الكريلا. وتهدف هذه الهجمات إلى فتح المجال أمام دولة الاحتلال التركي لاحتلال مناطقنا، وإنهاء شرعية حزبنا في جنوب كردستان، هم مصرون على مواصلة سياستهم هذه رغم النهج الصبور والمسؤول لحركتنا، ومن الواضح بأن حزب الديمقراطي الكردستاني يقوم بما وكلته دولة الاحتلال التركي له من وظيفة وينفذها ضمن النهج الذي رسم له".

وصرحت رابرين منذر بأن القوات التي توجهت لمناطق مقاتلي الكريلا وتشن هجمات ضدهم، هم قوات عميلة للاستخبارات التركية وقالت: "لا ينبغي النظر إلى هذه القوات على أنها بيشمركة. حيث سمو باسم 'روج وغولان وما إلى ذلك' إن قوات البيشمركة لها تاريخ عريق في هذه المنطقة وفوق هذه الارض، ولها اسم مشرف، لذلك لا ينبغي أن تسمى هذه القوات بالبيشمركة، هذه القوة هي قوة عميلة خاصة، وهي تعمل لصالح دولة الاحتلال التركي ضد شعبنا، لهذا لا فرق بينهم وبين المنظمات العميلة لهم، ولم يتمكنوا من إرسال البيشمركة الشرفاء الذين وقفوا بكرامة وفخر في وجههم إلى مناطق مقاتلي الكريلا. لذا جربوا تكتيكات الدولة التركية فهذه العقلية تستخدمها دولة الاحتلال التركي وفاشية أردوغان".

وأضافت "تعادي دولة الاحتلال التركي الشعب الكردي بشكل ممنهج لترسيخ الحرب ضدهم وتعميقها وإبادة الشباب الكردي. إنها تمارس الحرب على الساحة الدولية وكذلك على الساحة المحلية وعلى جميع الساحات. دبلوماسيتهم واتفاقياتهم الاقتصادية وسياساتهم وأيديولوجيتهم وكل شيء مرسخ وممنهج باتجاه واحد وهو معاداة  الكرد. لم تبق قوة لم تؤيدهم على النضال الكردي. حيث تسعى لتحويل حزب الديمقراطي الكردستاني إلى قوة عميلة لها في المنطقة، لهذا عليها ألا تقع في شركهم هذا، لأنه سيتسبب في إنهائه. هذا الأمر ليس من صالح شعبنا في جنوب كردستان ولا يفيد الشعب الكردي بشيء". 

ولفتت رابرين منذر إلى جهود الشعب الكردي والقوى السياسية لمنع نشوب حرب أهلية، وقالت: "باسم الحزب نتصرف بمسؤولية ونصبر على الهجمات التي يشنها حزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) وضد تعاونه مع دولة الاحتلال التركي. لماذا؟  كي لا يتعرض الشعب الكردي لأية أضرار، ولكي لا يشمت العدو بنا ولا ينتهز الفرصة لقتل الكرد. ولكن للصبر حدود، وإذا كان هناك هجوم عليك فالدفاع عن النفس هو رد فعل طبيعي. فنحن قوة لا يستهان بها".

وأكدت رابرين منذر أن الموقف الحالي لحزب الديمقراطي الكردستاني PDK يعني الخيانة للشعب الكردي، وقالت: "يقال إنه لا ينبغي أن يخلق الاقتتال الأخوي، لكن هناك حرب تشن ضدنا، إلا أننا لن نرد، ولن نطلق رصاصة واحدة، يجب أن يدرك حزب الديمقراطي الكردستاني هذا الأمر. لقد أعلنتم الحرب ضد حزب العمال الكردستاني (PKK) ومقاتلي الكريلا، وتقتلون أبناء شعبنا كل يوم، وتقدمون الدعم اللوجستي والاستخباراتي وجميع أنواع الدعم لدولة الاحتلال التركي".

وتابعت: "لذلك، نرى بشكل واضح بأن حزب الديمقراطي الكردستاني متعاون مع الدولة التركية في حربها ضد أبناء شعبه، لهذا يجب أن نوقف هذا. لا داعي للاستهانة بصبرنا".

وناشدت عضو منسقية حزب حرية المرأة الكردستانية (PAJK)، رابرين منذر الشعب الكردي في جنوب كردستان بألا يتخلوا عن جنوب كردستان وقالت: "علينا الوقوف في وجه هذه الخيانة، هذه السياسة التي تقوم على العمالة للعدو. لأن هذه السياسة لن تجلب لنا سوى سفك دماء الشباب الكردي. هذا الشعب الذي لم يرضخ لصدام ولن يرضخ للمحتل أيضاً".

ووجهت رابرين منذر هذه الرسالة، وقالت: "على حزب الديمقراطي الكردستاني أن يعلم أن سياستهم تعني القضاء على جنوب كردستان، والقضاء على هذا الشعب. إنه ليس مجرد هجوم على حزب العمال الكردستاني (PKK)، وعلى مناطق مقاتلي الكريلا، وإنما المسألة متعلقة باحتلال جنوب كردستان. فدولة الاحتلال التركي تسعى لاحتلال جنوب كردستان من خلال اعتمادها على حزب الديمقراطي الكردستاني، حيث توغلت على بعد بضعة كيلومترات في جنوب كردستان، وبنت عشرات النقاط العسكرية، ونظمت استخباراتها في كل مكان. كما سيطرت على السوق التجاري وهم الآن يتاجرون مع حزب الديمقراطي الكردستاني حول مسألة البترول".

وتابعت: "لذلك يجب على الشعب الكردي في جنوب كردستان أن يدافع عن أرضه وينتفض ضد الاستبداد والاحتلال، ومن واجبنا نحن مقاتلو الكريلا وحركتنا الدفاع عن جنوب كردستان. ومقاتلو الكريلا يقاتلون من أجل هذا بروح فدائية. لقد قدمنا الآلاف من الشهداء للدفاع عن هذه الأرض. حيث تسعى دولة الاحتلال التركي وحلف الناتو لإضعاف حزب العمال الكردستاني، والقضاء على هذا الدفاع الذي يبديه وخلق جو يفضي إلى السيطرة على مناطق جنوب كردستان. لذلك فإن الهجمات على حزب العمال الكردستاني ليست في مصلحة جنوب كردستان، وليست في مصلحة العراق أيضاً. لربما يفكر حزب الديمقراطي الكردستاني في مصلحته الخاصة، لكن هذا الهجوم ليس في مصلحته".

وأردفت: وإذا اندلعت حرب، فلن تكون حرب اقتتال أخوي، وإنما سيكون دفاعاً عن النفس ضد الخيانة، وضد العمالة، وضد المجازر التي ترتكب بحق الشعب الكردي. يجب على الشرفاء من البيشمركة الذين يقاتلون باسم حزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) الامتناع عن ذلك وإظهار موقفهم. ويجب على الذين يدعون الكردية تحديد موقفهم. يحتاج الشعب الكردي وشعبنا في جنوب كردستان إلى الوصول لمستوى يمكنهم فيه حكم أنفسهم وفقاً لواقعهم ومصالحهم. وتقع المهمة الأهم في هذا الأمر على عاتق شعبنا الوطني في جنوب كردستان. واجبهم الأساسي هو الوقوف في وجه الغدر والخيانة.

واختتمت حديثها قائلة: إن مكانة جنوب كردستان وإنجازاتها وثرواتها يجب ألا تعرض على العالم الخارجي، ويجب ألا يسمحوا باحتلال أرضهم.