أصدر المركز الإعلامي لقوات الدفاع الشعبي (HPG) اليوم بياناً إلى الرأي العام، وجاء في نصه:
"قاومت مقاتلتنا المبدعة في خط حرية المرأة وإيديولوجية الآبوجية، قيادتنا العزيزة آردم آرارات، حتى أنفاسها الأخيرة ضد القصف المكثف للاحتلال التركي على منطقة غرزان في الأول من آب 2023، وارتقت إلى مرتبة الشهادة، لقد حاربت رفيقتنا في السنوات الـ 7 الأخيرة، خاصة في الشهر الماضي، ضد كل أنواع تقينات جيش الاحتلال التركي المتطورة، على الخط الفدائي وأصبحت مثالاً ملموساً على البطولة الآبوجية، كما أنها مثلت هوية المرأة الحرة بمقاومتها وموقفها العظيمين، أثبتت رفيقتنا آردم مرة أخرى أن المرأة التي حررت نفسها بنهج بطولي لحزب حرية المرأة الكردستانية (PAJK) ومقاتلة جسورة لوحدات المرأة الحرة – ستار (YJA Star)، لا تستلم أبداً لذهنية السلطة الذكورية في ظل أي ظروف، أصبحت إحدى الرياديات أمثال ردخان حتى آرجين غرزان وجيندا أوزغور، سائرة على تقليد المقاومة الحرة الأصيلة واتخذت مكانها في تاريخ مقاومتنا.
في البداية نقدم تعازينا الحارة لعائلة قيادتنا البطلة، رفيقة دربنا آردم آرارات العزيزة، ولجميع أبناء شعبنا الكردستاني الوطنيين، ونعاهد على تبني ذكرى رفيقتنا آردم في مسيرة مقاومتنا.
هوية رفيقتنا الشهيدة هي كالتالي:
الاسم الحركي: آردم آرارات
الاسم والنسبة: سلطان أوروج
مكان الولادة: آمد
اسم الأم – الأب: خيرية – إسماعيل
مكان وتاريخ الاستشهاد: غرزان/ الأول من آب 2023
ولدت رفيقتنا آردم في إحدى قرى ناحية بسمل بمنطقة آمد، وترعرت في كنف عائلة ومحيط وطنيان حيث أنضم أبنائها إلى صفوف المقاومة، ونشأت في المدن الكبرى في تركيا نتيجة نزوح عائلتها إليها، كانت رفيقتنا آردم مخلصة دائماً لوطنها وأرضها وعاشت في شوق العودة إليها، رفيقتنا آردم التي تكون امرأة كردية نشطة ومجتهدة، حصلت على شهادة جامعية في التدريس من جامعة آرتوين، ودرست لمدة 3 سنوات هناك، ولأن رفيقتنا آردم امرأة شابة مثقفة وباحثة درست بعناية وبحثت عن الحقيقة، كما أنها بدأت بهذا النشاط من خلال تأثيرها بحركة الشبيبة الديمقراطية والوطنية، واتخذت مكانها بين نشاط الشبيبة الطلاب، وبذلت جهوداً عظيماً لعدم ترك الشبيبة تحت سيطرة نظام التمييز والاستيعاب للدولة التركية، لقد تعرفت على حقيقة حزب العمال الكردستاني والقائد عبد الله أوجلان عندما كانت تقوم بمهام نشاط الشبيبة، وتأثرت كثيراً بالحياة الطبيعية والنقية لحزب العمال الكردستاني، روح الرفاقية ذو مغزى والأكثر أهمية البحث عن الحياة الحرة للقائد أوجلان، لآن حركة الآبوجية خلقت حياة حرة، فهذه السمات العظيمة أصبحت أجوبة للأبحاث الرفيقة آردم، وانضمت إلى صفوف الكريلا في عام 2014 من أجل خوض المقاومة لأجل الحرية في الجبال الحرة، وكذلك لأجل متابعة الأجوبة التي تلقتها من خلال بحثها ونشاطها.
تلقت رفيقتنا آردم تدريبها للمقاتليين الجدد لقوات الكريلا في منطقة حفتانين، وشاركت في حياة الكريلا بسرور انتهاء شوقها لبعدها عن الوطن لسنوات عديدة، وأصبحت ذات شخصية قوية ثورية من خلال حماسها لانضمامها إلى حركة المرأة الحرة، وتعمقت في فكر القائد أوجلان وإيديولوجيته، وبحثت في تاريخ المرأة، المقاومة الأسطورية لحركة المرأة الحرة، أبطال الخالقين في تاريخ المقاومة وموقف المرأة العظيم في تاريخ الشعب ودرسته باهتمام كبير، واتخذت الاحتراف على خط وحدات المرأة الحرة – ستار أساساً لها، وجسدت في شخصيتها معايير المرأة التي تخلق الحياة والقيادة، وحاولت تصعيد مقاومة حرية المرأة وفق معايير حزب حرية المرأة الكردستاني، وطورت من نفسها من الجانب الفكر والنظري، وأرادت أن تصبع خبيرة في المجال العسكري، وعلى هذا الأساس، التحقت بالتدريب في مدرسة الشهيد محمد غويي للعمليات النوعية، وكانت ماهرة بما يكفي لاستخدام العديد من الأسلحة بنجاح، ووصلت إلى مستوى مهم من حيث فهم تكتيكات الكريلا وتنفيذها، وبذلت جهوداً كبيراً من أجل أن تصبح امرأة وقيادية كردية حرة سائرة على خط الشهيدات أمثال الرياديات سارا، بيريتان، وزيلان، بعد ذلك التحقت بالمرحلة التدريبية في أكاديمية تدريب العسكري وانهتها بإبداع عال وأصبحت احترافية بأساليب العمليات النوعية.
عندما شن أعداء الإنسانية مرتزقة تنظيم داعش الفاشي هجماتهم الإرهابية على شعبنا في جنوب كردستان، جعلت من جسدها خندقاً للمقاومة، وركضت نحو الجبهات الأمامية وحاربت ضدهم بشجاعة كبيرة، وبذلت جهوداً عظيمة في محاربة داعش في مخمور وكركوك، وأنجزت مهمتها التاريخية بنجاح هنا، وأكتسب خبرة كبيرة من التجارب التي تعلمتها في ساحة المعركة، بعدما قامت بمسؤوليتها الثورية التي وقعت على كاهلها هنا وكبدت مرتزقة داعش خسائر فادحة، عادت إلى شمال كردستان بفخر كبير، كان الهدف الأكبر بالنسبة لرفيقتنا آردم هو القتال في وجه دولة الاحتلال التركية القاتلة والقمعية، لأنها كانت تعرف جيداً أن من يدعم فاشية داعش والمرتزقة هي دولة الاحتلال التركية التي تكون مصدر الهجوم، الاحتلال، القمع، والفاشية في الشرق الأوسط، كانت تعلم أنه ما لم يتم إضعاف الفاشية التركية، لا يمكن إنهاء المرتزقة الفاشية في الشرق الأوسط، وبهذا الوعي، توجهت إلى المنطقة الوسطى من أجل القتال ضد النظام الفاشي.
في عام 2016، انتقلت إلى شمال كردستان ووصلت أولا إلى آمد. عندما وصلت إلى هذه الأرض التي ولدت فيها، عاصمة بلدنا التي سقيت بدماء الآلاف من الثوار الشجعان، كانت رفيقنا آردم، التي أحبت الشعب والبلد، تعرف جيدا أن كل خطوة تخطوها، ستكون مهمة في مسيرة الحرية التاريخية، و على هذا الأساس، شاركت بقوة في خوض المعارك والحياة الصعبة في شمال كردستان. ثم ذهبت إلى مقاطعة غرزان وواصلت ممارساتها هناك، في شمال كردستان، قاتلت باستمرار لمدة 7 سنوات، لم تقف رفيقتنا آردم أمام أية صعوبات، وأزالت كل عقبة بمهارتها وشخصيتها المفعمة بالإرادة، حيث أظهرت مدى قوة المقاتل إذا رافقه الوعي وروح الحرية، من ناحية، واجهت أقسى ظروف الحرب، ومن ناحية أخرى، تولت القيادة لإحباط هجمات العدو، ومهاجمة العدو المحتل، وقيادة رفاقها بموقفها الأنثوي الحر، كما أثبتت مسيرة رفيقنا آردم ونضالها الدؤوب لمدة 7 سنوات في شمال كردستان مدى عظمة وقوة نضال وحدات المرأة الحرة.
مثلت رفيقتنا آردم الموقف الرائع للمرأة الكردية في جبال غرزان اقتداءً بمسيرة كل من رندخان وحتى أرجين غرزان وجيندا أوزغور، رفيقتنا آردم، بإرادتها الفولاذية والتصميم الكبير الذي نمته في شخصيتها، قادت المسيرة دون تردد، كانت قادرة على التصرف بفراسة المرأة، ذكائها التكتيكي، إبداعها، وعيها وروحها الحرة و تمكنت من تحقيق نجاحات كبيرة، وشاركت في العملية بإحساس عالٍ بالمسؤولية وتفاعلت مع اللحظات والعمليات التاريخية، مع مداومتها على عملياتها لسنوات دون انقطاع، اكتسبت خبرة كبيرة ومستوى مهم للغاية في القيادة، و مع عصر قيادة قوات الكريلا الجديد في غرزان، حاولت التغلب على خصائص حرب الكريلا الكلاسيكية وخلق أسلوب حرب جديد والذي تبين أنه يتجه نحو النصر، لقد تعلمت من قدراتها التحليلية العالية ومهاراتها العميقة من تجاربها، حولت هذه النتائج إلى تقارير وشاركتها مع قادتها وأرادت أن يستفيد منها جميع رفاقها، وتجاوزت رفيقتنا آردم، التي تصرفت دائما بروح الرفقة الجماعية، الخصائص الفردية ونجحت في تمثيل الجانب المشترك من موقف المرأة الحرة، كما نجحت في أن تصبح رفيقة لرفاقها وتقدمت بثورتها الواضحة والحادة كحد السيف، و مع تجاوزها لمعايير الرفض والقبول، اكتسبت حب واحترام جميع رفاقها، لم يكن هناك مكان في غرزان ذهبت له ولم تنجح فيه، أصبحت قائدة ثورية ورائدة لوحدات المرأة الحرة التي اتحد وجودها مع أراضي غرزان.
ردت رفيقتنا آردم وريدور بروح التضحية على هجمات وعمليات جيش الاحتلال التركي في الشهر الماضي، مع ذكاء ومهارة تكتيكية كبيرة، تم احباط العديد من هجمات العدو، واستطاعت أن تقاتل فقط بأسلحة فردية وامكانيات محدودة ضد العديد من تقنيات الحرب المتطورة وقوة الحرب والامكانيات العظيمة التي ملكها العدو، لقد أصبح النضال الملحمي الذي دام شهراً لرفيقتنا آردم في ظل مواجهة انعدام الإمكانات والواقع الحربي الأكثر اختلالاً في التاريخ مشهداً بطولياً عظيماً، في شخص رفيقتنا آردم، أصبح الموقف البطولي للمرأة الكردية الحرة، إرادتها وروحها التي لا تهزم، حقيقة واضحة مرة أخرى.
استشهدت رفيقتنا آردم في هجوم للعدو في 1 آب 2023، وأصبحت الحقيقة التي كانت تمثلها والممارسات التي أدتها تعبيرا معاصرا عن عراقة نضال المرأة الكردية الحرة في جبال غرزان، هذا التقليد المجيد لمقاومة النساء الكرديات الذي بدء مع رندخان وحتى آرجين غرزان، جيندا أوزغور وآردم آرارات سيستمر دائما، إن روح الأصالة للمرأة الكردية والحب الكبير للحرية سيخلقان بالتأكيد حياة حرة في كردستان وستنتشر وتنجح في جميع أنحاء العالم".