من جهة كان هناك محادثات للحل مع القائد اوجلان ومن جهةٍ أخرى كان هناك مخطط للقضاء على الشعب الكردي، الدولة التركية التي كانت تروج لحرب قذرة، كانت تلتقي مع القائد أوجلان، ماذا كان يُخطَط له خلف الكواليس من خلال هذه اللقاءات...؟ ماذا حدث في البوابة الحدودية لمشتنور...؟ ماذا كان المخطط الرئيسي للدولة التركية...؟ رد عضو اللجنة القيادية في حزب العمال الكردستاني وقائد قوات الدفاع الشعبي مراد قره يلان على الأسئلة التي وجهتها صحيفة يني أوزغور بوليتيكا في الجزء الخامس من المقابلة.
كيف تقيمون ذهاب البيشمركه الى كوباني...؟ وماعدا وحدات حماية الشعب وقوات الدفاع الشعبي وقوات البيشمركه، هل شارك أحد آخر في مقاومة كوباني...؟
بدون شك كان ذهاب البيشمركه الى كوباني يحمل معنى خاص، وكان لهذا الوضع دافع وطني، القوة التي ذهبت كانت قوة قليلة العدد، ولكنها استخدمت أسلحة ثقيلة وبكثافة، من الناحية الرمزية، كان ذهابهم جيداً، حيث ساعدت شعبنا سياسياً ومعنوياً ونفسياً، لكن على حد علمي، لكن قبل البيشمركه، كانت المجموعات الصديقة لوحدات حماية الشعب من أصل عربي منخرطة في عملية المقاومة، وبحسب المعلومات التي تلقيناها، كانت هناك بعض التنظيمات التي تعيش في كوباني منذ بداية الحرب وحتى نهايتها، كمنظمة شمس الشمال وكان مسؤولها أيضاً وطنياً عظيماً جداً وهو أبو ليلى (فيصل عبدي بلال سعدون) الذي استشهد لاحقاً في معركة تحرير منبج، كان دائماً مع الرفاق ويشارك كافة أنواع الهجمات، وكان هناك أيضا ثوار الرقة، وبالرغم من أنه كان هناك عدم استقرار من حين لآخر داخل هذا التنظيم، فإن بعض الشباب ضمنه كانوا يتحركون مع مقاتلي وحدات حماية الشعب، الآخرون كانوا يتخلفون قليلاً، ولكن هذه المنظمات التي لم تتخلى عن كوباني كانوا يقدمون دعماً جدياً، واستشهد البعض منهم، كما انضم بعض أعضاء الحركة الثورية الاشتراكية في تركيا إلى المقاومة، وإن لم تكن من البداية، فقد انضمت القيادية ساريا من الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني (MLKP) واستشهدت، كما استشهد الرفيق باراماز قزلباش (صوفي نجاة آكرناسلي) في وقت اشتدت فيه المعارك، كان الرفيق باراماز عضواً سابقاً في الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني (MLKP)، لكنه انتقل لاحقاً إلى آمد وانضم إلى صفوف الكريلا، أي أنه جاء إلى كوباني كعضو في قوات الدفاع الشعبي( HPG ) واستشهد بهذا الشكل، لقد كان أحد رفاقنا الأمميين الأكثر شجاعة، لقد كان ثائراً أممياً متماسكاً وغالياً علينا.
باختصار، وعلى أساس الدعم الأممي، انضم مقاتلون عرب وأتراك وكرد إلى عملية المقاومة. جاءت لحظة بحيث كان فيها الأكثر فدائية يقاتلون في الخطوط الأمامية فقط، لذلك لم يكن ممكناً أن يكون هذا التنظيم كله في الخطوط الأمامي، وفي هذا الصدد، تجدر الإشارة بشكل خاص إلى أن رفاقنا في القوات الخاصة قاموا بدور مهم للغاية، استشهد بعض من هؤلاء الرفاق، مثلاً كان من بين هؤلاء الرفيق جميل (ولي يشار) والذي كان ابن شقيق رفيقنا دليل خلفتي الذي انضم إلى صفوف النضال في الثمانينيات وقاد المقاومة في غرزان، كان هناك أيضاً رفاق مثل الشهيد مدني روناهي الذين ساهم في المقاومة من خلال عمليته الفدائية، بالطبع في مرحلة الهجوم التي بدأ بها الرفيق كَلهات، لعب الرفاق دوراً فعالًا عبر مجموعات، كان هناك الكثيرين أمثال هؤلاء الرفاق الذين قاتلوا ببسالة، هذه المقاومة تطورت وانتصرت بفضل تضحياتهم وبطولاتهم.
يعني الجميع قاوموا من القلب وبروح فدائية
في الواقع يجب علينا أن نتحدث عن الرفيق كَلهات كثيراً في هذا الصدد، لأن الرفيق كَلهات بالرغم من تعيينه في القيادة في كوباني، قاد الجناح الهجومي في الصفوف الأمامية، هذا الوضع تسبب في تنشيط الرفاق الذين كانوا تحت قيادته وأن يكونوا واثقين بأنفسهم باتخاذ قرار الحرب، قد يكون من الخطأ أن يكون القائد الأعلى دائماً في حالة الهجوم، ولكن في ظل ظروف ذلك الوقت إذا لم يتولى قائد أعلى مستوى القيادة، فربما لم تخلق مثل هذه الروح أو ظلت ناقصة، هذا هو السبب في أن قيادة الرفيق كَلهات للجناح المهاجم، وكذلك مشاركة قادة آخرين في الهجوم، عززت من مستوى الروح الهجومية الصامدة والفدائية الآبوجية في كوباني، بدون شك مصدر كل هذا هو القائد أوجلان، والأصح وقفة المقاتلين المقاومين والتي تستند الى فلسفة وايديولوجية قائدنا في وجه مرتزقة داعش الارهابي، نفس الروح كانت السبب في تنظيف المنطقة من قذارة تنظيم داعش، تم تنفيذ ذلك بشكل أساسي من قبل وحدات حماية الشعب وقوات الدفاع الشعبي وبعض الأشخاص الشجعان مثل أبو ليلى، كان مصدر معنويات الجميع هو إيديولوجية القائد عبد الله اوجلان.
استشهد الرفيق كَلهات في 29 تشرين الأول عام 2014، حيث كان استشهاده بهذه السرعة بالنسبة لنا خسارة كبيرة، لقد كان مهماً للغاية من اجل كوباني، ولكنه أوقف أسلوب الهجوم وبعد استشهاده تابع الرفاق من بعده مرحلة الهجوم وبدأوا بتنظيف المنطقة منزل منزل من داعش.
بخصوص مرحلة التنظيف هذه، هل هناك حدث أو ذكرى تودون مشاركتنا بها...؟
حدثت أحداث كثيرة خلال هذه المرحلة لكن يمكنني مشاركة واحدة منها: كان من الصعب من خلال تكتيكات الحرب التقدم من الجبهة وكانت التضحيات كبيرة، كما كانت تحتاج وقتاً طويلاً، لذلك اقترحنا على الرفاق محاصرة المرتزقة قليلاً قليلاً والقضاء عليهم، لذلك خططنا لإرسال قوة إلى مشتنور، ومن هناك الهجوم باتجاه وسط المدينة، وفي نفس الوقت يبدأ الرفاق من وسط المدينة أيضاً بالهجوم ومحاصرة الحي بينهما وتحريره، كان الهدف هو ايصال مشتنور بوسط المدينة، لطالما اقترحنا ذلك، لكن القيادة هناك لم يهتم بذلك، كانوا يقولون هناك حاجة للقوة من أجل تنفيذ ذلك، من جديد تم إرسال القوة، لكن الرفاق كانوا يستشهدون على الدوام، مرة أخرى تبرز مشكلة القوة، كانت القيادة هناك تقول إذا تم إخلاء المواقع وارسال القوات الى مشتنور، سوف تضعف القوات في وسط المدينة ولن تستطيع المقاومة والصمود كثيراً، قلق الرفاق لم يكن بلا سبب.
لكن بأسلوبه في التقدم في البيوت والشوارع، كان بإمكانه مواصلة الحرب لشهور، بل ولسنوات، وكان سيتسبب في خسائر كبيرة، التقدم بطريقة الحصار كان الأسلوب الأنجع في تحقيق نتائج سريعة، لذلك كانت رؤيتنا هكذا، كان هناك استجابة سريعة لاحتياجات الرفاق بإرسال قوة جديدة، نحن أرسلنا قسماً وقيادة وحدات حماية الشعب (YPG) في إقليم الجزيرة أرسلت قسماً آخر، في ذلك الوقت كان هناك رفاق مثل ماسيرو الذين اكتسبوا خبرة مثل هذه التكتيكات في الجبال حول التطويق، وقتها ذهب ذاك الرفيق الى مشتنور.
ومن أجل هذه القيام بهذه الحملة تم تحديد ليلة يوم 28 ـ 29 تشرين الثاني في تلك الليلة كان الرفاق في مشتنور سيتجهون الى الاحياء السفلية والرفاق في وسط المدينة سيتجهون الى مشتنور وبهذا الشكل سيقع مرتزقة داعش بينهما، إما سيُقضى عليهم أو يتم محاصرتهم، وبدروها داعش والدولة التركية كانت قد خططت لنفس الشيء في نفس اليوم بتنظيم من الاستخبارات، كان من الواضح أن الاستخبارات قد نظمت لذلك، كما أنها حددت ذلك اليوم للقاء الهيئة بالقائد اوجلان وأعلنت عن ذلك، كما أعلنت ذلك للرأي العام، وبالتالي وضع شعبنا في وضع ينتظر نتيجة الاجتماع وعدم إظهار أي موقف، كان من الواضح أن هذا كان مخططًا له، في المقابل، خططوا لمهاجمة كوباني ليلة 28 و 29 من الشهر الجاري واحتلالها، يعني أنهم أرادوا سد الطريق أمام استياء الشعب وايضاً الوصول الى أهدافهم، وبهذا يخرجون بقوة ضد القائد.
أنتم تتحدثون عن مخطط كبير
نعم، لأجل ذلك كانوا قد أعدوا مخططاً كبيراً، من خلال هذا المخطط كانت حكومة حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية قد وضعت أزمة حقيقية نصب عينيها باسم الجمهورية التركية، حسب مخططهم كانوا سيدخلون شاحنة كبيرة محملة بالمتفجرات عبر البوابة الحدودية لمشتنور الى البوابة الحدودية لكوباني وتفجيرها هناك، وهكذا سيقضون على القوة العسكرية هناك، وبعدها سينضم الجناح الهجومي الى الحركة، بهذا يسيطرون على البوابة، إضافة الى ذلك، كان جزء من قوات داعش فسيعبر إلى الجانب الآخر من الحدود عبر سكة الحديد، أي دخول مرشد بنار والهجوم مباشرة من الشمال، وبالتالي السيطرة على ذلك الخط، وهذا يعني أن كتيبة هجومية كانت ستعبر مباشرة من تركيا إلى الجانب الآخر من الحدود وتسيطر على البوابات والخطوط، ولكن القوة الرئيسية والأكثر انتشاراً ستأتي من جنوب كوباني على جانبي طريق حلب على شكل عدة قطعات مثل أجنحة الصيادين، وبهذا الشكل يتم تصفية وحدات حماية الشعب والقوات المقاومة الأخرى بشكل مفاجئ واحتلال مركز المدينة، لأنه إذا نجحت مثل هذه الخطة، لما كانت هناك قوة كبيرة في غرب المدينة ولن تكون قادرة على الصمود والمقاومة كثيراً، كان سيتم بسهولة على القضاء عليها، وهكذا كان سيتم تطويق القوة الرئيسية التي تقاتل في الضواحي الشرقية لمركز المدينة، عندها ستتعرض هذه القوة للهجوم من كل الجبهات ويتم احتلال كوباني، باختصار، كانت خطة الرفاق وخطة العدو متشابهة من حيث الوقت والأسلوب.
هل كنتم غير مدركون للخطة؟
لم يكن أحد على علم بالوضع، لكننا كنا على علم بخطة وحدات حماية الشعب(YPG)، لأننا كنا نشعر بالفضول حيال الوضع، ذهبنا في حوالي الساعة 3 صباحًا إلى قيادة تنسيق المعركة وتواصلنا معهم، سمعنا صوت انفجار قوي ونحن نتحدث، لأن الرفيق الذي كنا نتحدث معه كان قريباً من مكان الانفجار، سألت "ماذا حدث؟" قال الرفيق" حدث انفجار كبير في مكان قريب"، وقال سأقطع الاتصال حالياً واتواصل معكم بعد عشر دقائق، وعندما تواصلنا مرة أخرى، فهمنا أنه كانت هناك عربة محملة بالمتفجرات قادمة من ناحية الشمال وحاولت عبور البوابة الرئيسية مع تركيا والتي يحرسها مقاتلو وحدات حماية الشعب وانفجرت هناك، بالطبع في ذلك الوقت كانت وحدات حماية الشعب في حالة حركة، ومرتزقة داعش أيضا في حالة حركة.
حينما كانت وحدات حماية الشعب (YPG) تتقدم من جهة الغرب من طريق حلب إلى مشتنور، اصطدموا بقواتهم وحدثت اشتباكات عنيفة في الجنوب وعلى مسافة قريبة من بعضهم البعض في العديد من الأماكن، وكانت المعركة تجري رحاها بالفعل عند البوابة الحدودية، حيث كان استشهد العديد من الرفاق جراء الانفجار ولكن لم يكونوا كثيرين، الرفاق دخلوا في حالة حركة سريعاً، وأرسلوا القوات إلى البوابة الحدودية استقبلوا هجمات مرتزقة داعش، ولم يتخلوا عن البوابة، ولكن مرتزقة داعش تمركزوا في العديد من المباني في مرشد بينار وفي محيط صوامع الحبوب، استمرت هذه الاشتباكات حتى الساعات الأولى من الصباح، في موقع الانفجار استشهد ثلاثة رفاق وخلال مواجهة الهجوم اكثر من عشرة رفاق، لكنهم لم يتمكنوا من التقدم كما خططوا له، بالطبع لم تنجح خطتنا ايضاً، لقد تركت في الخلف، لأن كلتا الخطتين اصطدمتا ببعض، استمر القتال طوال اليوم، هاجم مقاتلو وحدات حماية الشعب في البداية YPG لأول مرة، وعبرت الحدود، ودخلت مرشد بينار وهاجمت مرتزقة داعش في المباني التي تمركزت فيها، ونشرت في وسائل الإعلام صور مرتزقة داعش يعبرون إلى الشمال ويقاتلون في مرشد بينار في ذلك الوقت.
القوات التي عبرت الحدود حاربت مرتزقة داعش داخل مرشد بينار ونظفت تلك المباني منهم، هنا حدثت اشتباكات قريبة، حيث شارك أبو ليلى ايضاً في تلك الاشتباكات حيث تم الإعلان عن إصابته، ترك المرتزقة المباني داخل المدينة وتحصنوا في محيط صوامع القمح في طرف المدينة وواصلوا القتال، بقوا هناك في ذاك اليوم وانسحبوا في اليوم التالي، المسؤولون الاتراك هناك قالوا" لا أنتم ولا هم لا تتقاتلوا على أراضينا".
كيف كانت الخطة...؟
لقد كانت خطة مشتركة بين الاستخبارات التركية (MÎT) وتنظيم داعش الإرهابي، وبالطبع تم إعداد هذه الخطة عبر بوابة مرشد بينار الرئيسية بناءً على قرار من أردوغان، فمثلا، كيف يمكن لتلك المدرعة أن تعبر البوابة الحديدية لتركيا؟ لنفترض أنها كسرت البوابة وعبرت الى الجانب السوري وتم تفجيرها، لكن كيف تم فتح البوابة الحديدية الرسمية ولم تحدث ضجة وعبرت من خلالها بكل سهولة؟ لقد كانت هذه خطة واضحة، بالطبع كانت هناك مشاهد للمرتزقة حول الصوامع، في ذلك الوقت نُشرت تلك المشاهد في الصحافة وبهذا أثبتت كل شيء أمام الرأي العام.
وكما قلت سابقً كان هناك لقاء مع القائد في ذلك اليوم، لذلك لم يعرف شعب شمال كردستان ماذا يفعل، هل يبدون احتجاجهم من الهجمات داخل مرشد بينار او ينتظرون معلومات من القائد، كان واضحاً انه مخطط له من قبل، لذلك لم يكن هناك حركة جماهيرية قوية حينها، وكانت هناك اشتباكات قوية على مدار اليوم داخل مرشد بينار في محيك الصوامع، كل الذين أتوا من الجنوب قُضي عليهم، والذين أتوا من الشمال انسحبوا، في 29 من تشرين الثاني حدث مثل هذا القتال، بالطبع هناك إثباتات بهذا الخصوص، هناك مشاهد مصورة لذلك، هذه كانت اثباتات واضحة.
كيف أثر هذا الصراع على حرب كوباني؟
بالطبع كانت قوات المقاومة قد وضعت خطة إلا أن هذه الهجمات حالت دون تحقيقها، وأنها في نفس الوقت أضعفت إيمان داعش الإرهابي بتحقيق الانتصار في كوباني، وفي المقابل رفعت من معنويات مقاتلينا بتحقيق النصر، يعني في مقاومة 29 تشرين الثاني ظهرت الروح الفدائية لجميع المقاتلين الذين كانوا يقاتلون باسم وحدات حماية الشعب، وبذلك دخلت مقاومة كوباني في مرحلة جديدة، حيث كان لهذا تأثير كبير على قوى التحالف الدولي، ونتيجة لذلك، ازداد الدعم الجوي بعد هذه الحرب الطاحنة، واستمر الهجوم على تنظيم داعش الإرهابي بشكل مكثف، بالطبع في البداية لم تنجح خطة المقاومون بربط مشتنور بمركز المدينة، لكن بعد عدة محاولات نجحت الخطة، وبذلك دخلت كوباني مرحلة التحرير وبهذا تم تأكيد فكرتنا التكتيكية التي اقترحناها منذ البداية،
وبعد أن سيطر مقاتلو وحدات حماية الشعب (YPG) بشكل كامل على منطقة مشتنور في كوباني، لم يعد مرتزقة تنظيم داعش الإرهابي قادرون على المقاومة في الأحياء الجنوبية، كما قلنا سابقاً، لم يكن الانسحاب من تكتيكات مرتزقة داعش الإرهابي، لكنهم بعد تضيق الخناق عليهم كمن قبل مقاتلينا، فروا عندما سنحتلهم الفرصة، هذا كان دليل على بداية مرحلة هزيمة تنظيم داعش الإرهابي، في الفترة التي تلتها تقدم مقاتلو الحرية شيئاً فشيئاً في كوباني حيث تم تنظيف كافة الاحياء ضمن المدينة في السادس والعشرين من كانون الثاني بشكل كامل، وبهذا تم افشال الهجمة الشاملة التي خططت لها من قبل داعش وحليفها حزب العدالة والتنمية ضد كوباني.
كيف بدأت العملية بعد تنظيف مركز مدينة كوباني...؟
بالطبع لم ينته القتال في كوباني على الفور، لكنها استمرت في القرى وكما أسلفنا سابقاً، أراد تنظيم داعش الإرهابي القتال في كل القرى، لو كان لديهم منطق عسكري حقيقي لسحبوا قواتهم إلى السهول، وعبروا المنطقة الواسعة خلف قرية كاراموخ و تجمعوا معاً لكنهم لم يفعلوا ذلك، بل خاضوا الحرب في كل القرى، مما تسبب في إطالة العملية، لكن من جهة أخرى تمت هزيمتهم، بمعنى حررت قواتنا مركز مدينة كوباني، لكن استمرت مرحلة تحرير القرى لبعض الوقت، لكن تنظيم داعش الإرهابي كان قد أصابه الانهيار وكانت معنوياتهم في الحضيض، حيث تمكنت قواتنا من الاستيلاء على العديد من الذخيرة والعتاد التابعة له، ولم يعد بمقدورهم المقاومة.
في هذه المرحلة قدمت وحدات حماية الشعب ايضاً خسائر في الأرواح، أمثال القيادية والرفيقة زهرة كويي، التي عبرت من بوطان إلى كوباني، واستشهدت بعد تحرير كوباني بوقت قصير في قرية بالقرب من كوباني إثر فخ نصب في احد المنازل، كما استشهد بعض الرفاق الآخرين، فيما بعد استمرت المعارك في السهول لكن وحدات حماية الشعب (YPG) كانت هي المسيطرة.
في هذه المرحلة كيف تقيمون خسائر هويات داعش الارهابي؟
يقال تم القضاء على قرابة 5 آلاف من عناصر داعش الإرهابي هنا، ووفقاً للقيادة المعنية فقد فاق عدد القتلى عناصر التنظيم 4000 لأنهم قاموا بجمع الكثير من الجثث، كما أنهم كانوا ينتشلون جثث قتلاهم وينقلونها إلى مناطقهم في بداية الحرب، لقي معظم عناصر داعش الإرهابي مصرعهم في كوباني، بالرغم من امتلاكهم المرتزقة الأكثر تقدماً من القادة إلى المقاتلين و الكوادر الذين هبوا للقتال، وجاؤوا من البلدان الأجنبية من الشيشان، أوروبا، أفريقيا، أوزبكستان، وتركمانستان، وأعدوا أنفسهم للحرب وتلقوا دورة تدريبية وكانوا ماهرين في العمليات التخريبية، مات معظمهم، لو هاجمت داعش الإرهابي بهذه الطاقة عاصمة بلدٍ ما بدلاً من كوباني لحققت انتصاراً باهراً.
ما هي حصيلة الشهداء في مقاومة كوباني ضد تنظيم داعش الإرهابي؟
استشهد 485 من كوادرنا في كوباني، وكان معظمهم من القياديين، مقاتلون من بوطان، آمد، غرزان، وارضروم، دفعنا ثمنا باهظاً، لقد استشهد أكثر أبناء شعبنا نضالاً ونخبة من أصحاب المهارة والخبرة من شمال كردستان، كما استشهد بالمثل رفاقنا من وحدات حماية الشعب.
تحررت كوباني ومناطقها بفضل أبطالنا الذين ضحوا بأرواحهم من أجلها، ولم يكن هذا بالأمر السهل، لكن بفضل دعم شعبنا وحلفائنا والدوليين وتضحيات وشجاعة مقاتلينا تمكنا من تحقيق هذا النصر.
نستذكر باحترام جميع رفاقنا من مقاتلي حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الذين استشهدوا خلال مقاومة كوباني وروج آفا، الذين ضحوا بأرواحهم ليس فقط من أجل شعب روج آفا وكردستان، بل من أجل حرية وأمن البشرية جمعاء، يجب على العالم أن يرى هذ الحقيقة، وبعد ذلك بصرف النظر عن رفاقنا الذين كانوا يتلقون العلاج قمنا بسحب جميع قواتنا لأننا تمكنا من تحقيق النصر، وأصبحت وحدات حماية الشعب أقوى من جميع الجهات، كما تطورت العلاقات مع القوى الدولية بشكل كبير ولم تعد بحاجة إلينا.