منظومة المرأة الكردستانية تشيد بحملة "اريد حقي في التعلم باللغة الكردية"

اكدت منظومة المرأة الكردستانية (KJK)، ان حملة "اريد حقي في التعلم باللغة الكردية"، حملة مقدسة وتهدف للحفاظ على اللغة، الثقافة، الحرية والديمقراطية.

اصدرت منظومة المرأة الكردستانية (KJK)، بياناً، حيال فعالية "اريد حقي في التعلم باللغة الكردية" مؤكدة انها الفعالية الاكثر تأثيراً وتهدف للحفاظ على اللغة، الثقافة، الحرية والديمقراطية.

وجاء في نص البيان:

"قضت الدولة الإيرانية على زارا محمدي، مدرسة اللغة الكردية، بالسجن خمس سنوات؛ يعد هذا القرار، قرار سياسي غير عادل وغير قانوني ويهدف الى انكار اللغة الكردية ووجود وهوية الكرد، حيث ان الحق في التعليم هو حق عالمي، وهو يعبر عن التنوع الثقافي والوجود والهوية لكل شعب وكل مجتمع، وهو حق أساسي؛ حيث يقول القائد عبدالله اوجلان بلغة واضحة وعلمية "ينقل التعليم خبراته الاجتماعية من خلال المعرفة النظرية والعملية لأفراده، وخاصة الشبيبة، بالتالي فإن لها معنى حيوي، لان التنشئة الاجتماعية للأطفال تتم من خلال عمل التربية المجتمعية، وتعليم الأطفال ليس من واجب الحكومة والدولة، بل هو أهم واجب على المجتمع، لأن الأطفال والشبيبة هم من يصنعون المجتمع، لذا علينا تربية اطفالنا وشبابنا وفقاً لخصائص طبيعتهم الاجتماعية وتقاليدهم، فالتحول قضية حيوية، والمشكلة هي استمرارية وجوده، لا يوجد مجتمع يقسم حقه في الوجود ولا يشترك في واجب تربية شبابه بقوة مختلفة، ولا يفوض هذا الواجب لقوة مختلفة، سواء أكانت قوة الموضوع هي الدولة أم أدوات القوة، فلا ينبغي ترك هذا الواجب والحق لهم، وفي الحالة المعاكسة، سيعني الاستسلام لاحتكارات السلطة؛ إن قداسة الحق في التعليم تنبع من الوجود؛ لا توجد اية قوة سواء اكان الاب او الام تتمكن من التأثير بالأطفال والشبيبة  وتلبية احتياجاتهم كالمجتمع؛ لقد اعتمد مفهوم الدولة القومية على ذهنية  النهج الواحد، وهذا المفهوم هو مناف لقيم المجتمع، وهو يبعد الاطفال والشبيبة عن المجتمع".

إن شعبنا في شرق كردستان، يقود حالياً حملة "أريد حقي في التعلم باللغة الكردية" بقيادة النساء، وهذه الحملة حقهم الطبيعي وهو متعلق بوجودهم؛ إن أكثر الفعاليات تقديساً هو الحفاظ على اللغة والثقافة والحرية والديمقراطية، والمعلمة زارا محمدي، حافظت على  لغتها الخاصة بالرغم من الفرص الضئيلة؛. ويؤكد سجن المعلمة زارا بحجة تعليمها باللغة الكردية، أن النظام الإيراني بعيد كل البعد عن الديمقراطية، وانه لا يتوفر في ايران الحق في تعلم كل مكون بلغته الام.  

التعليم بالنسبة للمجتمع هو اعطاء المعنى للوجود والحرية والهوية

يجب على الجميع وخاصة المرأة الكردية التي تخلق المجتمع وتبني ثقافته وهويته، والشبيبة التي لها الحق التعلم بلغتها الام بحرية، تنظيم فعاليات ديمقراطية مختلفة الى ان يتم الافراج عن المعلمة زارا محمدي، وعدم التوقف الى ان يتم الحصول على الحق في التعلم باللغة الام، كما يجب تقويض جميع أنواع سياسات الإنكار والإبادة الجماعية والاضطهاد ضد الوجود والثقافة واللغة الكردية من قبل القوة الجماعية للمجتمع.

قبل عدة أيام أظهر الشاب انس كارا عبر مشهد فيديو للعالم أنه بسبب النظام الفاشي لحزبي العدالة والتنمية والحركة ‏القومية لا يستطيع أن يتعلم ويعيش بحرية ولذلك فقد أقدم على الانتحار، اردوغان وبخجلي اللذان يضحيان بشبابنا ‏ومواطنينا من أجل مصالحهم السياسية القذرة، والتي هي أحد اهداف حروبهم، يحاولان صهر واستيعاب الأطفال والفتيات ‏والشباب كممتلكات قيّمة لهم، ومن أجل ذلك، يختارون الأطفال ويجمعونهم في المدارس، ويسعون في أكثر من 4000 ‏مدرسة الى تحويل الشباب إلى روبوتات بلا إرادة، وبلاعقل ولا يسأل عن شيء، وجعلهم أغبياء ولا هم لهم، وهذا هو الهدف ‏الرئيسي لفاشية حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، تأسيس مجتمع ضد مجتمع، سحب حق التعليم من متناول ‏المجتمع، وتأسيس مجتمع متسلط وقومي ولذلك تعيّن الوكلاء في الجامعات في محاولة منها للقضاء على عقول الشباب ‏الذين يسعون الى نشر الحرية والديمقراطية في المجتمع، ولذلك يدربون الأطفال والشباب الذين ابتعدوا عن حقيقة المجتمع ‏والإرادة الحرة، على لغة وثقافة وتاريخ مختلف، خلال هذا التدريب، فإن البعد عن الطبيعة هو الهدف الأساسي، حيث يتم ‏منحهم الهوية الأكثر قوموية من الناحيتين الأيديولوجية والمادية، بهذا الشكل يجعلونهم يعيشون بدون سلطة تحكمهم، ‏يدربونهم على أن الدولة والسلطة هما الطريق الوحيد للعيش والوجود، فمن جهة تعتبر هذه الأقسام المجمعة نفسها دولة ‏وسلطة، ومن جهةٍ أخرى تصبح معارِضة للمجتمع الطبيعي، السلطات التي تسيطر على التعليم تخفي هذه الحقائق ‏التاريخية وراء ذلك، كيف يدرب رأسمالي عماله، كذلك تدرب السلطات أيضاً عمالها العبيد الذين تحكمهم على هذه ‏العقلية، مهما كان اسمها بيروقراطياً، فإنها تربي افرادها من الأسفل الى الأعلى على العبودية.‏

مارست سلطة الحكومة على وجه الخصوص هيمنتها على جميع الأطفال والشبيبة في المجتمع، حيث بدأت بممارسة هيمنتها من خلال النظام التعليمي، من خلال اعتماد الأشخاص على تاريخهم وفنهم بوعيهم الديني والفلسفي ومكنتهم من الابتعاد عن الروابط الأسرية، بحيث لم يعودوا كسابق عهدهم كما لم يعد يربطهم بعائلاتهم أي صلة، بل أصبحوا أبناء الحكومة، هكذا يؤسس الاغتراب الكبير، البرجوازية هي الطبقة التي تبني أكبر هيمنة على الناس والمجتمع بأسره من خلال التعليم، حيث تفرض نظام التعليم في المرحلة الابتدائية والمتوسطة كما تذكر الأشخاص الذين يبحثون عن فرص عمل بضرورة حمل الشهادة الجامعية، وبهذا الشكل تغرق الفئة الشابة في غياهب الغربة النفسية، ويشعرون بأنهم مقيدون أو كأنهم في قفص، في هذه الحالة يمارس الضغط والقمع والقوة المادية والتعليم بشكل أقوى كأسلحة لأجل التعبئة الاجتماعية.

وهكذا يمكن القول عبر تاريخ الحضارات شنت الدولة والحكومة هجوماً كبيراً عن طريق التعليم ضد المجتمع، وقد تلقى المجتمع ضربات قوية بسبب ذلك، إن حق التعليم المجتمعي هو حق يصعب نيله بسهولة، فمن الضروري أن يفرض وجوده عن طريق التعليم، في مواجهة القوى العظمى للدول القومية والهيمنة الاقتصادية،  حيث يمر المجتمع بأحلك الظروف على مر التاريخ،  وعندما تشن الهيمنة الأيديولوجية مع ثورة الاتصالات الأخيرة حربا إعلامية على المجتمع بأسره، ويواصل الاحتلال بسط نفوذه عسكريا واقتصاديا، خاصة عبر وسائل الإعلام، ودون أن يشعر المرء بذلك، وبهذه الطريقة يستمر الاحتلال الثقافي من جديد، وفي مواجهة هذا الاحتلال ، من الضروري أن يعتبر المجتمع نفسه الأداة الأساسية لفرض وجوده، ويقاوم بأخلاقه الخاصة ونضاله السياسي، هذا هو السبيل الوحيد للحرية، المجتمع الذي يفتقر للفئة الشابة أو العكس هو مجتمع يفقد حق الوجود لأنهم يعتبرون خونة، وأحد أنواع الخيانة عندما يقع شبابنا ضحية لهذه السياسات اللاإنسانية، الشيء الوحيد الذي يمكن القيام به هو وعي الحداثة الديمقراطية، مع الإرادة الجماعية لاكتساب الحكمة الاجتماعية البيئية، وتحرير المرأة، والحق في التعليم الاجتماعي، هذه الحقيقة يجب ان تؤخذ في الاعتبار.