منظومة المجتمع الكردستاني: ثورة روج افا غيرت ملامح الشرق الأوسط

أصدرت منظومة المجتمع الكردستاني، بياناً بمناسبة الذكرى التاسعة لثورة روج افا وقالت: "من خلال ثورة روجافا تم تغيير ملامح عموم الشرق الأوسط وليس فقط ملامح روجافا وسوريا، كما غيرت ملامح جميع المجتمعات الراديكالية، وسيتوضح تأثير ذلك في السنوات العشر القادمة".

أوضحت الرئاسة المشتركة لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، في بيان اصدرته في الذكرى السنوية التاسعة لثورة روج افا، أن ثورة روجافا المستمرة منذ تسع سنوات، هي ثورة لعموم البشرية وقالت: "إن الذين قادوا النضال ضد تنظيم داعش الإرهابي الذي ارتكب الجرائم الوحشية ضد الإنسانية، قدموا خدمة كبيرة لعموم البشرية، فثورة روجافا وشعوب شمال وشرق سوريا هم من هزموا داعش الإرهابي، والبشرية مدينة بالكثير لهذه، لذا على الإنسانية جمعاء التضامن معها ومساندتها، بدون شك البشرية تبنت هذه الثورة، ولكن يجب التضامن معها بشكل أكبر".

وجاء في البيان الذي أصدرت الرئاسة المشتركة لمنظومة المجتمع الكردستاني (‏KCK‏):"في الذكرى التاسعة لثورة روجافا نستذكر جميع المقاتلين الذين ضحوا بأرواحهم في هذه الثورة من أجل انتصارها وحمايتها وكافة القادة بكل تقدير واحترام، ومن الآن فصاعداّ نتمنى النصر للمقاتلين ضمن هذه الثورة.

لقد وضع القائد أوجلان أساس ثورة روجافا الذي مكث لعشرون عاماً في الشرق الأوسط وفي سوريا وروجافا وتواصل مع الشعب عن قرب، ودرّب الآلاف من النساء والشباب حتى أصبحوا قياديين ومقاتلين في نضال حرية كردستان، حيث انهم ناضلوا في إطار أيديولوجية القائد اوجلان وموقفه التنظيمي والحياتي واستشهدوا في سبيل ذلك. هذه الثورة تأسست من قبل القائد أوجلان وشهدائنا وشعبنا في روج افا الوفي لنهج القائد اوجلان حتى النهاية، حيث  وضع أساسها القائد اوجلان، كما انها قد تكون أيضاً الثورة الأولى التي تُظهِر نموذج المجتمع الديمقراطي والبيئي وحرية المرأة للقائد اوجلان. أصبحت هذه الثورة شكلاً من أشكال الديمقراطية في الشرق الأوسط، حيث العقلية الاستبدادية، والقومية، والعنصرية، والسلطة الذكورية، كما أنها أصبحت ثورة تتوجه اليها ليس شعوب الشرق الأوسط فحسب، بل كافة شعوب العالم، كما انها لم تؤثر على شعوب الشرق الأوسط فحسب، بل جعلت عموم البشرية متحمسة، وأججت فيهم الأمل في حياة جديدة حرة وديمقراطية".

لقد انضم اشخاص من كافة انحاء العالم الى ثورة روج افا

كما اكدت المنظومة في بيانها ان هذه الثورة هي ثورة اممية ليست فقط ثورة لمناطق شمال وشرق سوريا وقالت: "لقد انضم لهذه الثورة المقدسة التي كانت في البداية ثورة الشعب الكردي والعربي والسرياني وجميع شعوب الشرق الاوسط، النساء والشبيبة من كافة انحاء العالم واستشهدوا فيها وأصبحوا ثائرين. هؤلاء الامميون خلقوا طريق الحرية والديمقراطية لثورة روجافا، الشهداء الأمميون هم خميرة ثورة روج افا.

الأمة الديمقراطية، والمجتمع الديمقراطي، وحرية المرأة، وأخوة الشعوب، ونظام الكونفدرالية الديمقراطية والتي هي خارج سلطة الدولة وبعيدة عنها، أصبحت القيم الأساسية لهذه الثورة، وايضاً اصبحت ثورة روج افا ثورة المرأة في المقام الأول، لأنها وضعت بصمتها على النظام الاشتراكي الديمقراطي، حتى الآن الركائز الأساسية للثورة هي الأمهات والنساء، حيث انها احتلت مكانها في الجبهات الامامية ضد كل أنواع الهجمات لحماية خط القيادة، واليوم التي تقود ثورة روج افا هي المرأة الكردية والعربية والسريانية. اصبحت النساء في شمال وشرق سوريا صاحبات الكرامة والشرف لأنهن أسسن الثورة الأولى للمرأة، إن النساء والأمهات الكرد تبنينا هذه الثورة منذ البداية وتحييها بكل حماس وشغف في بلوغ الحرية والديمقراطية.

الهجمات والمجازر التي ترتكبها دولة الاحتلال التركي بحق مناطق روج افا هي هجمات ومجازر بحق البشرية جمعاء، لأن هذه الثورة هي للبشرية كلها، لقد استشهد أكثر من عشرة آلاف مقاتل في النضال ضد تنظيم داعش الإرهابي، وضحوا بأرواحهم في سبيل عموم البشرية، ولكن في وضع كهذا حيث أن الشعب تضامن مع هذه الثورة، وقاوموا الاحتلال التركي، فإن أمريكا وفرنسا وألمانيا والعديد من الدول التي تضررت من داعش لا زالوا صامتين أمام الاحتلال التركي أو أنهم وافقوا على ذلك من خلال موقفهم وتشجيعهم، بهذا الشكل أصبحوا ذو مواقف لا أخلاقية في تاريخ البشرية".

داعش وحليفه الأكبر الدولة التركية تهددان ثورة روج افا ونموذج الإدارة في شمال وشرق سوريا

واوضحت منظومة المجتمع الكردستاني ان داعش وحليفه الأكبر الدولة التركية تهددان ثورة روج افا ونموذج الإدارة في شمال وشرق سوريا وقالت: "لازال داعش وحليف دولة الاحتلال التركي الأكبر والعديد من القوى يهددون ثورة روج افا والنظام الديمقراطي في شمال وشرق سوريا، فمن هذه الناحية، حماية هذه الثورة حاجة ملحة، لهذا على الإنسانية جمعاء  وفي مقدمتها شعوب شمال وشرق سوريا، حماية هذه الثورة، كما على المرء أن يدرك بأن هذه المرحلة هي مرحلة حماية ثورة روج افا، لذا يجب تنظيم الحياة من كافة جوانبها لحماية الثورة. لا تستطيع أية قوة ان تهزم شعب نظم نفسه من أجل حماية ثورته، ولكي لا نعيش مثل المحتلين في عفرين وسري كانيه وكري سبي، يجب أن يصل المرء إلى حقيقة الحرب.

الثورة ونضالات الحرية كشفت الخطأ من الصواب والصديق من العدو والوطني من الخائن، شعب روج افا رأى ضمن هذه الثورة تضحيات كبيرة وخيانة ايضاً، ولهذا فقد اتخذ موقفاً واضحاً تجاه الخيانة في جميع الأوقات، والآن وبموقفه ضد الاحتلال التركي هو قدوة للشعب الكردستاني، لذا نحيي موقفهم هذا بكل تقدير واحترام.

من المهم أن تعيش الثورة الديمقراطية في الشرق الأوسط وأن تكون قدوة، رغم كل الهجمات، لقد بلغت  هذه الثورة عامها العاشر، إلا أنها ما تزال مرتبطة بطابع السعي نحو الحرية والديمقراطية للمرأة، كلما توسع وتعمق المجتمع الديمقراطي، يصبح الشعب أقوى. يمكن أن تتغلب هذه الثورة على جميع العقبات، لان أعظم قوة لها هي طابعها الديمقراطي، هذه السمة تقوي الشعب أيضاً. الشعب القوي سيقف ضد كل أنواع الهجمات مهما كلفه من تضحيات، وإن ثورة روج افا بخصائصها المتمثلة في تحرير المرأة والمجتمع الديمقراطي، أصبحت نوراً لكل الشعوب المضطهدة وكثورة أصبحت الاشتراكية فيها ظاهرة.

ثورة روج افا غيرت ملامح الشرق الأوسط

وفي ختام بيانها اكدت المنظومة في بيانها ان ثورة روج افا غيرت ملامح الشرق الأوسط وقال: "بثورة روج افا لم تتغير ملامح روج افا وسوريا فحسب، بل تغيرت ملامح عموم الشرق الأوسط وجميع المجتمعات الراديكالية، وسيتوضح تأثير هذا الشيء خلال العشر سنوات القادمة، كيف أن الشعب الكردستاني يعيش تحولات كبيرة في كافة مجالات الحياة، سوف يحقق تحولات كبيرة في الشرق الأوسط ايضاً، الشرق الأوسط سيصبح ذو شخصية ديمقراطية في وقت ليس ببعيد، بدورنا نحيي بكل احترام شعوب شمال شرق سوريا والذي أصبح نموذجاً للشرق الأوسط، ونقسم على ترسيخ نهج القائد أوجلان في كل مكان، لقد حان الوقت لبناء أكثر من روج افا واحدة في الشرق الأوسط".